الأخيضر حسني، تصغير الأخضر، هو يوسف بن إبراهيم بن موسى الجون، ويُقَالُ: ابنه محمد بن يوسف الأمير باليمامة ولهما نسل وأعقاب يُقَالُ لهم: بنو الأخيضر الأخضريون منسوبةً إليه (لباب الأنساب، ج١، الصفحة ٥٦٥).
والأخيضر هو لقب قديم في الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ويعرفون به من أيام جدهم الشيخ الأمير الشريف إبراهيم بن موسى الجون و امتدَ هذا اللقب في ذراريه جيل بعد جيل.
وجَدَّيْهِم أمير المؤمنين الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب المطلبية القرشية الهاشمية العربية - رضي الله عنه- كان آدماً والشيخ الأمير الشريف موسى الجون بن عبدالله المحض الحسنية الهاشمية كان أسوداً ولُقِّبَ ب (الجون) لسواده.
والأصل في لون العرب هو سُمرة العرب وبها يُعْرَفُونَ وبتصاهرهم مع الأعراق الحمراء والبيضاء دخلَتْ وظهرَتْ ألوانُ الحُمرة والشُقْرَة والبياض ودرجات هذه الألوان في ذراريهم.
والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية تسروا أمهات الأولاد من أعراق مُختلفة وأعقبوا منهن، ومن بني الأمير أحمد حميدان بن إسماعيل بن يوسف الأخيضر الثاني الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومن القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية من صاهروا توابعَهم من أعراق مختلفة، وتصاهروا مع توابعهم الأكراد وظهرَتْ في ذراريهم ملامح غير العرب من حُمْرَة وشُقْرَة وبياض شديد وكِبَرِ رأسٍ وجسم.
والخُضْرَة تسمية العرب للسُّمرة والسَّوَادِ في عرق العرب والعربُ يُعرفونَ بسمرتهم بخلاف الأعراق الأخرى من الترك والروم التي تعرف بالحُمْرَة والصُّفْرَة والشُقْرَة.
قَالَ الشاعر الأخضر الفضل بن عباس اللَّهَبِيُّ القرشية العربية:
وأَنا الأَخْضَرُ، مَنْ يَعْرِفُني؟ // أَخْضَرُ الجِلْدَةِ في بيتِ العَرَبْ
يَقُولُ: أَنا أَسود الْجِلْدَةِ مِنْ خَالِصِ الْعَرَبِ وَصَمِيمِهِمْ لأَن الْغَالِبَ عَلَى أَلوان الْعَرَبِ الأُدْمَةُ وَالسُّمْرَةُ؛ وَالْخُضْرَةِ سُمْرَةَ لَوْنِهِ، وَيُرِيدُ بِذَلِكَ خُلُوصَ نَسَبِهِ وأَنه عَرَبِيٌّ مَحْضٌ، لأَن الْعَرَبَ تَصِفُ أَلوانها بِالسَّوَادِ وَتَصِفُ أَلوان الْعَجَمِ بِالْحُمْرَةِ، وقَالَ مِسْكِينُ الدَّارِمِيُّ:
أَنا مِسْكِينٌ لِمَنْ يَعْرِفُني // لَوْنِيَ السُّمْرَةُ أَلوانُ العَرَبْ
وَمِثْلُهُ قَوْلُ مَعْبَدِ بْنِ أَخْضَرَ، وَكَانَ يُنْسَبُ إِلى أَخْضَرَ، وَلَمْ يَكُنْ أَباه بَلْ كَانَ زَوْجَ أُمه، وإِنما هُوَ مَعْبَدُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِنِيُّ:
سَأَحْمِي حِماءَ الأَخْضَرِيِّينَ، إِنَّهُ // أَبى الناسُ إِلا أَن يَقُولُوا ابْنَ أَخْضَرا
وَهَلْ لِيَ فِي الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَةٌ، // فآنَفَ مِمَّا يَزْعُمُونَ وأُنْكِرا؟
وَقَدْ نَحَا هَذَا النَّحْوَ أَبو نُوَاسٍ فِي هِجَائِهِ الرَّقَاشِيَّ وَكَوْنِهِ دَعِيّاً:
قلتُ يوماً للرَّقاشِيِّ، // وَقَدْ سَبَّ الْمَوَالِيَ:
مَا الذي نَحَّاكَ عن // أَصْلِكَ مِنْ عَمٍّ وخالِ؟
قَالَ لِي: قَدْ كنتُ مَوْلًى // زَمَناً ثُمَّ بَدَا لِي
أَنا بالبَصْرَةِ مَوْلًى، // عَرَبِيٌّ بالجبالِ
أَنا حَقّاً أَدَّعِيهِمْ // بِسَوادِي وهُزالي
وفي حديث الحا رث بْنِ الحَكَمِ: أَنه تَزَوَّجَ امرأَة فَرَآهَا خَضْراءَ فَطَلَّقَهَا؛ أَي سَوْدَاءَ، وَفِي الْحَدِيثِ الآخر: بُعِثْتُ إِلى الأَحمر والأَسود؛ أي لجميع البشر؛ عَبَّرَ عن الأسود للعرب والأحمر لغير العرب المعروفين بالحُمْرَة (لسان العرب، خ ض ر، مع تصرف من اختصار وزيادة).
وإنما العرب كان افتخارهم بسُمْرتهم، وتوابع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وتوابع حلفائهم من العرب هم من أدخل بعد ذلك إِلى ديار العرب ثقافة الافتخار بأَلوان وملامح غير العرب كالترك والديالمة وأهل الشرق.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد.
(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر المطبوعة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
كتاب (لباب الأنساب والألقاب والأعقاب، علي بن زيد البيهقي الشهير بابن فندق ت ٥٦٥ هجرية ، ج١، الصفحة ٢٢٦، ...).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق