الجمعة، 12 فبراير 2021

(غَيْثَار) لقبٌ قديمٌ عند العرب.


هذه المُفْرَدْة التاريخيَّة تَتَحَدَّثُ عن لَقَب (غَيْثَار: على وَزْنِ فَيْعَال) وله أوزان مُختلفة لاختلاف اللغة بين العرب، وتُطْلِقُهُ العربُ عامةً على ما هو مُضطرب ومُتَحَرَّك بعكس الساكن والمُسْتَقِر والراكد، وعلى ما هو سريع الحركة والاضطراب خاصة، ويكونُ عندهم إمَّا مُجَرَّدَ وصفٍ للحال غير متضمنٍ مدحاً ولا ذَمَّاً وإِمَّــا وصفاً للحال مُتَضمناً مدحاً أو ذَمَّاً، وهو لقبٌ معروف قديماً عند العرب من قبل تأسيس الدولة الأخيضرية في إقليم اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في عام ٢٥٠ هجرية، وهو لقبٌ عام عند العرب ولا يختَصُّ بِهِ جماعةٌ من الناس ولا يَنْحَصِرُ بطائفة من العرب أو بشخص مُحَدَّد أو بزمنٍ مَا.

وأطلَقَتْهُ العربُ لمجرد وصفِ الواقع والحال لا ذَمَّاً ولا مدحاً في أيامهم لاضطراب حال القبيلة أو اختلاطٍ في أمرها كقدوم سَيْلٍ عليهم أو غزوٍ عليهم أو استعداد لحرب أو إنذار بقدوم غريب أو خلافات بينهم أو انهمار مَطَرِ غزيرٍ عليهم أو سرعة نزول في الوديَان فهي أوضاعٌ خلاف العادة وَوَصَفُوها بِهِ (غَيْثَار وغَثْرَة). 

وكذلك وَصَفَتْ بِهِ العربُ حَالَ الشخص الذي يَتَّصِفُ بِهِ في وقتِهِ مَدحاً له، ولُقِّبَ بِهِ بعضاً من الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في أيَّام الدولة الأخيضرية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية (٢٥٠ – ٤٥٠ هجرية) ومنهم الأمير الشريف أبو عبدالله محمد الأخيضر الثاني المُلَقَّب زُغَيْب وغَيْثُور بن يوسف الأخيضر الأول الحسنية الهاشمية القرشية ولُقِّب (غَيْثَوراً: على وزن فَيْعُول) لسرعة إغاثَتِهِ ونَجْدَتِهِ وكثرة ترحاله وفروسيَّتِه، وأَمَّـا اللَّقَب (زُغَيْب) لُقِّبَ بأخواله من بني زُغَيْب من بني هلال بن عامر الهوازنية العربية. 

وأَمَّــا للذَّم فوَصَفَتْ بِهِ العربُ الشخصَ والجماعةَ ذوي الحال غير المَرْضِيَّ عنها كالشخص سريع الغضب والأحمق والجاهِل ومن الجمَاَعَة كالْغَوَغَاءُ.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).  
مصدر الصورة: كتاب (المَجْــدِي في أنساب الطالبيين)، علي بن محمد بن علي بن محمد العلوي العمري من أعلام القرن الخامس الهجري، تحقيق أحمد المهدوي الدامغاني، ط٢، ١٤٢٤ هجرية، مكتبة المرعشي العامة، قم، إيران.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق