الأربعاء، 17 فبراير 2021

(سلسلة النسب) .. أنواعها وأحوالها.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن أنواع سلسلة النسب وأحوالها، ولمَّا كانَ النَّسَب يوجدُ منه نوعين: نَسَب صُلْب أَبَوي ونَسَب إضافة انتمائي انقسمتْ سلاسلُ الأنساب بدورها إلى نوعين:

١ - سلسلة صُّلْب أبوية (جينية). 
٢ - سلسلة إضافة إنتمائية (غير جينية). 

ولذلك فسلسلة نسب الصُّلْب الأبوي كاملة أو مُختصرة هي سلسلة خالية من أي إضافة وتركيب ويُسَمِّيْها بعضُهم بالسلسلة الذهبية وأَمَّا إذا كان فيها أية إضافة فهي ليست بسلسلة صُلْب أبوية (جينية) وهي سلسلة إضافة وتركيب وحلف وإنتماء وإنتساب بسبب الدخول والإضافة في نسب آخر. 

ولمَّا كانتْ جهالة نسب الصُّلْب الأبوي في أعلى السلسلة هي حال الكثيرين من البشر وهم على حال نسب الإضافة والإنتماء في أعلى سلاسلهم غالباً فإنه توجدُ سلاسل إضافة كثيرة، والنسابون الأصوليون الذين لديهم الأصول القديمة للأنساب هم من يميِّزون بين هذا النوعين من السلاسل وفرزوا سلاسل الأصلاب عن سلاسل الإضافات وبيّنوها وشرحُوا أحوالها من إضافة وتركيب، وسلاسل الإضافات هي أكثر عدداً من سلاسل الأصلاب، والتركيب والإضافة تتعددُ وتتنوعُ وكثيرٌ منها فيه التقديم والتأخير، ومنها ما هو مُركب عند الطرف وبعضها في الوسط وبعضها في أعلى السلسلة وهي إضافات في نسب حليفٍ أو تابع أو صهر أو قريب، وهذا التركيب والإضافة تحدثُ عند العرب وغير العرب بسبب الدخول في نسب آخر في الحياة الإجتماعية من اختلاط ومُعَايشة في الديار ورحلات ومصاهرات وأحلاف. 

وسلسلة النسب هي ما تُعْرفُ أيضاً بعمود النسب تشبيهاً لها بالعمود الذي يقومُ عليه البناء لأنَّ النسبَ يقومُ عليها. 

والنسابون ليسوا سواءً بل هم أنواع حسب الدرجة وأقلهم درجة النسابة الجامع المُبتديء وأعلاهم درجة النسابة الأصولي وكلما علتْ الدرجةُ كانتْ شروط اعتماد صحة النسب أكثر إحكاماً وضبطاً وتدقيقاً وفرزاً واحترازاً ولذلك تختلف شروط إعتماد صحة نسب الصُّلْب الأبوي من نسابة لآخر حسب الدرجة وإذا كان مثلاً عمود نسب الصُّلْب الأبوي هو شرط واجب لصحة ثبوت النسب وإعتماده عند النسابة الأصولي فهو مجرد شرط كمال لثبوت النسب وإعتماده عند بعض النسابين الذين هم أقل منه درجةً ويعتمدُهُ كشرط كمال من ليس له عمود نسب ولذلك فعدد الذراري الأصلية للعرب الأصلية والذراري الأصلية للأشراف الهاشمية الأصلية قليلون عند النسابين الأصوليين والأكثرية عندهم هُم إضافات وتراكيب من أعراق مُختلفة من عرق غير العرب بينما النسابون الأقل منهم درجةً عادةً لا يُفرِّقون بين الأصليين وبين المُضافين وتوجدُ عندهم أعدادٌ كبيرة في نسب العرب ونسب الأشراف الهاشمية دون تمييز بين الأصلي والمُضاف وبسبب الدخول في نسب آخر وكثرة المُضافين في نسب العرب ونسب الأشراف الهاشمية تضَّخَمَتْ أعدادُ العرب وخصوصاً أعداد الأشراف الهاشمية بالملايين من المُضافين حول العالم.

والنسابون الأصوليون هم الذين يتربَّعون أعلى درجة في درجات علماء النسب وأخذوا علمَ النسب من سنامه وهم المُمسكون بزمامه والعالمون بالأصول القديمة للأنساب من أعلاها ويميِّزُون نسبَ الصُّلْب الأبوي من نسب الإضافة الإنتمائي وهم نوادر ومنهم النسابون الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية الذين تربّّعوا على عرش علم النسب جيلاً بعد جيل من أيام جدهم الشيخ الأمير الشريف علي الخوّاري الحسيني الهاشمي نقيب نقباء المدينة المنورة وأمير وادي القرى نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق