السبت، 13 أبريل 2024


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن الاسم أو اللقب الذي يَْنتَسِبُ إليه مجموعة أشخاص وعن مجموعة الأشخاص التي تَنْتَسِبُ إلى هذا الاسم أو اللقب والفرق بينهما، وأمَّا الاسم أو اللقب يمكن أن يكون اسماً أو لقباً لشخص ذكر أو أنثى أو اسماً لغير شخص كمكان أو حيوان أو صيغة لفظية ونحوه.   

وأَمَّا إذا كان الاسم أو اللقب الذي ويَنْتَسِبُ إليه مجموعة أشخاص هو ليس بشخص من البشر فعندها يكون جميع المنتسبون إليه هم في نسب تراكيب وإضافات وأحلاف في هذا الاسم أو اللقب وليس أياً منهم هو من صُلْب وعرق هذا الاسم أو اللقب لاستحالة ذلك لأنه غير بشري. 

وأمَّا إذا كان الاسم أو اللقب الذي يَنْتَسِبُ إليه مجموعة أشخاص هو شخص ذكر من البشر فعندها يكون المنتسبون إليه هم على قسمين:

١-قسم هم من صلب وعرق ذلك الشخص َنسبهم في هذه الحالة هو نسب أصلي. 

٢-قسم هم ليسوا من صلب وعرق ذلك الشخص وهم داخلون في نسبه وهم حلفاء وتوابع ونسبهم في هذه الحالة هو نسب غير أصلي وهو نسب تراكيب وإضافات وأحلاف. 

وأمَّا إذا كان الاسم أو اللقب الذي يَنْتَسِبُ إليه مجموعة أشخاص هو شخص أنثى / امرأة من البشر فعندها يكون المنتسبون إليها هم على قسمين:

١-قسم هم أولادها النازلون من رحمها ومن صلب وعرق زوجها أو زواجها الذين حبلت بهم منهم.

٢-قسم منهم ليسوا نازلين من رحمها ولم تحملهم فيه وانتسبوا إليها لتربيتها لهم أو لسبب ما. 

ومن أمثلة لقب أو اسم شخص ذكر:
قتادة من عرب بني سُلَيْم بن منصور العربية فهو في تراكيب مضافة في سلسلة الأشراف الحسنية الهاشمية العربية ويوجد كثيرون مركبون في السلاسل النازلة من اسمه وأكثرهم البطانة والأتباع ومنهم بربر وجركس وكرد ودروز ويهود وغيرهم. 

ومن أمثلة لقب أو اسم صيغة لفظية:
المنتفق في هوازن وعائذ في قحطان بعد هوازن.

وبسبب وجود آفة التركيب والإضافة والحلف والدخول في نسب آخر وُجِدَ علمُ النسب والنسابون للتمييز بين النسب الأصلي وبين نسب التركيب. 

وأَمَّا النسابين فهم درجات وأعلاهم درجة هم النسابون الأصوليون الذين يملكون الأصول القديمة لأكثر الأنساب ويَعْرِفُوْنَ الأسماء والألقاب الواردة في سلاسل الأنساب وتواريخها ويُمَيِّزُوْنَ بين النسب الأصلي وبين نسب التركيب وبين سلاسل النسب الأصلية وبين سلاسل نسب التركيب وهم شديدوا التحرز في إثبات الأنساب ولذلك يتقنون علم النسب وبسبب إتقانهم لعلم النسب تبغضهم التوابعُ المُرَكَّبَةُ في نسب غيرهم ويبادرون بالإساءة إليهم خوف تبيان نسبهم الأصلي بعد تخفيهم في شهرة نسب تركيب بين عوام الناس وهي شهرة طاغية بين العوام على غير أصل صحيح.  

وأمَّا القبيلة العربية فهي أحلاف مُرَكَّبَة مُتَدَاخِلَة يجمعها الحلفُ في القبيلة. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:


الجمعة، 16 فبراير 2024

(الخِلْط) في كلام العرب وفي علم النسب عند النسابين الأصوليين.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن كلمة (الخِِلْْط) في لغة العرب واستعماله في علم النسب عند النسابين الأصوليين، وأَمَّا (الخِلْطُ) في كلام العرب - بكَسْرِ الخاء - فهو مُشتقٌ من الجذر: (خلط) والخِلْطُ هو كُلُّ ما خَالَطَ الشَيْءَ أي هو ما خالط غيرَه وامتزج به فهو مُخالِطٌ له وخَلِيْطٌ مع غيره، والجَمْعُ: أَخْلَاط، مثل قولهم: تَمْرٌ خِلْطٌ، أَي المُخْتَلِطُ من أَنْوَاعٍ شَتَّى، والخِلْطُ استعملتْهُ العربُ في كلامهم صفةً واسماً واستعملوه في وصف نَّسَب الشخص وقالوا: رَجُلٌ خِلْطٌ مِلْطٌ، بالكَسْرِ فِيهِمَا: مُخْتَلِطُ النَّسَبِ، مَوْصُومُ النَّسَبِ، وَلَدُ زِنَا، والمِلْطُ: الذِي لا يُعْرَفُ له نَسَبٌ و لا أَبٌ. 

وأَمَّا (خِلْط) واشتقاقات الفِعْلَيْن: (خَلَطَ واخْتَلَطَ) استعملهم النسابون الأصوليون عند حديثهم عن علم النسب وما أثبتوه من أنساب الأشراف الهاشمية والعرب وغير العرب وقالوا على سبيل المثال: 

-(وأثبتناه من حذر الخلط في الأنساب وهي أمانة في عنقك). 
-(من خوف الخلط في النسب والخلط في الأُسَر هذه الأمانة).

والنسابون الأصوليون أوصوا أولادهم وأحفادَهم بأمانة النسب وتناقُلِها جيلاً عن جيل وكانوا عندما يُثبِتُون الأسماء والسلاسل والذراري يشرحونها ويفرزونها ويُرْجِعُوْنَ كُلَّ شخص إلى نسبه الأصلي ويحذرون من الخلط في الأنساب في جرود أمانة النسب، وبَيَّنُوا التخليط في السلاسل وهي السلاسل المُخَلَّطة بالإضافات وتركيب الأسماء فيها وليسوا آباء أصليين لبعضهم في السلسلة ولذلك تجد فيها مثلاً اسم شخص من أصول هندية قديمة كان موجوداً في القرن التاسع الهجري يُورَدُ في السلسلة عند من ينتسبون إليه بعد شخص من أصول شرقية قديمة كان موجوداً في القرن العاشر الهجري وهكذا من سلاسل الخَلْط وهي كثيرة عند عوام الناس في البوادي والحواضر وبسبب تخليط العوام في السلاسل عند العد والتسلسل وُجِدَ علمُ النَّسَب للتمييز بين الأصلي الخالي من التركيب والإضافات وبين غير الأصلي المُصاب بآفة التخليط من التركيب والإضافات ولذلك كان النسابون الأصوليون في رحلاتهم لجمع الأنساب يُثْبِتُونَ في تراثهم ما تُوْرِدُهُ عوامُ الناس من عد وتسلسل َوسلاسل ولكنهم يتناولونها بعد ذلك بالشرح والتحقيق والتحذير من الخَلْط الوارد فيها وكانوا شديد التحرز في الأنساب خشية هذا الخَلْط وبذلوا جهداً كبيراً في تمييز الذراري مع مرور الأجيال وحتى عندما كانوا يجدون صعوبة في التمميز بسبب الخَلْط الشديد فإنهم بَيَّنُوا ذلك أداءً لأمانة النسب التي حَمِلُوها جيلاً عن جيل بالوصايا بالحفظ والتناقل ومنها مثلاً ذلك الرجل العربي الهلالي العامري الهوازني في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية كان معه ١٢ اثنا عشر تابعاً من أعراق مختلفة وهذا الهلالي الهوازني العربي أعقب ابناً واحداً أعقب كذلك ولكن ذريته اختلطت مع ذراري التوابع الإثني عشر وفي آخر إلحاق للأطراف بالأصول وَجَدَ آخر نسابة أصولي كان يرحل لجمع الأنساب صعوبةً في التمييز بين الذراري الهوازنية العربية وذراري التوابع فأثبتها حسب عدهم وتسلسلهم لأسمائهم لكنه شَرَحَ عليها وذَكَر أَنَّه وَجَدَ صعوبة في التمييز بين الذراري المختلطة وأنَّ نسبة الذراري الهوازنية العربية هي ١ واحد من ١٣ ثلاثة عشر. 
     
 ولا تكاد توجد قبيلة عربية وليس فيها أخلاط لأنَّ القبيلة العربية هي أحلاف مُرَكَّبَة مُتَدَاخِلَة وقسم منها ما يكون من أصل وصُلْب جد القبيلة (إذا كان جد القبيلة هو شخص) وهو القسم الأصلي ومنها قسم آخر هو ليس من أصل وصُلْب جَدِّ القبيلة بل هم مُرَكَّبِيْن في اسم ونسب وحلف القبيلة وهم إضافات وأخلاط القبيلة من ابن بنت القوم وحليف وتابع يخالطهم في الحلف والديار والجوار على سبيل المثال: 

-أخلاط عرب بني سعد بن زيد مناة بن تميم في نواحي يبرين شرق منطقة اليمامة وجنوب شرق الجزيرة العربية. 

وكذلك استعملتْ العربُ جمع الخِلْطأخلاط عند وصفهم مجموعة من أعراق وأصول مختلفة وليسوا من عرق وأصل واحد، على سبيل المثال ما ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي عند وصفه من يسكنون المَجَازَة
  
-(وبها أخلاط من الناس من قريش وغيرهم سكنوها بعد قتلة مُسَيْلَمَة الكذاب)

والبعضُ يستعمل لفظة (خَلِيْط) وهي تؤدي نفس المعنى.

وأَمَّا بني المنتفق العامرية الهوازنية العربية فهم يُعْرَفُوْنَ بالخِلْطِ عند العرب ومنتفق هي صيغة لفظية وليست اسم شخص (جد) وهي مجموعة أخلاط من خفاجة وسُلَيْم والبربر وتوابع من أعراق مختلفة وأمَّا سبب تلقيبها بالخِلْط يعود إلى أَنَّ أغلبهم هم توابع، والخِلْط معناه هنا في كلام العرب أنَّهم ليسوا من أصل قبيلة هوازن، وهم كلهم يُعْرَفُوْنَ به وهم خِلْطٌ وخليط اسماً على مُسَمَّى ومنهم التابع الكردي محمد المَلَقَّب الأصيفر المنتفقي (ت نحو ٤١٠ أو ٤٣٨ هجرية) الذي حارب القرامطة في الأحساء والقطيف وقطع الطريق على حاج العراق وأخذ المكوس منهم ثِمَّ صار تابعاً للعباسية ببغداد وحارب العرب في شمال العراق، ومنهم كذلك التابع معروف بن محمد المنتفقي الموجود في القرن العاشر الهجري وله رحلة إلى بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية، ومنهم كذلك التابع شبيب بن مهلب تابع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية والراحل مع أبيه مهلب وأمه أم شبيب الحَلَّابة إلى نواحي العراق وما حصل من مَقْتَل أبيه مهلب هناك نواحي العراق ولحوقه في تبعية ولاة الأتراك عَشَّاراً يجبي لهم المكوس من بوادي العرب بَعْدَ تبعيته للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ثُمَّ آل الحسين الأصغر، وغيرهم من التوابع المختلِطَة مثل: سعدون وإبراهيم أحمر العينين

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة آدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد للجميع وصار العمل محل احترام وتقدير. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة والكتب المطبوعة وبالله التوفيق).

مصدر الصور:




















الثلاثاء، 30 يناير 2024

الإضافة والتركيب في الاسم.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن الإضافة والتركيب في الاسم، وأَمَّا المَضَافُ / المُرَكَّب يمكن أن يكون اسم فرد / شخص أو اسم مجموعة أشخاص وكذلك المُضاف فيه / المُرَكَّب فيه يمكن أن يكون اسم أو لقب فرد / شخص أو اسم أو لقب مجموعة أشخاص أو شيء آخر مثل صفة خَلْقِيَّة أو خُلُقِيَّة كشجاعة أو فروسية أو واقعة اشتهر بها الشخص / الأشخاص أو مكان أو فرس أو حرفة وعَمَل ونحوه.

وأَمَّا إضافة اسم الشخص / الأشخاص إلى اسم أو لقب شخص آخر / أشخاص آخرين - وهو المقصود بالحديث هنا في هذه المفردة - بدون لفظ البُنُوَّة (بن) بين الاسمين (المضاف والمضاف فيه) فهو كإضافة اللقب للاسم ولا يؤثر على سلسلة النسب الأبوية الأصلية عند ورود الاسم فيها مع الإضافة ولا يؤدي إلى إلتواء السلسلة وتحويلها إلى سلسلة نسب تركيب غير أبوية / غير أصلية.

وأَمَّا أنواع الإضافة / التركيب في الاسم من حيث اللفظ واللغة وكلام العرب فمنها ما يلي:

١-إضافة مباشرة، المُضاف يتلوه المُضاف إليه وليس بينهما لفظ (بن) وفي النحو يكون المُضاف إليه في محل جر اسم مجرور جُرَّ بالإضافة إليه، وهو إضافة تابع إلى متبوعه أو العكس، مثل: فيروز حصين بن مالك العنبري وسعد هذيم بن زيد القضاعي.

وأَمَّا فيروز تابع مُضاف في متبوعه حصين العربي على جاري العادة من إضافة تابع في متبوعه.

وأَمَّا سعد متبوع مُضاف في تابعه هذيم بسبب تربية هذيم التابع الحبشي لمتبوعه سعد العربي.

وفيروز كان موجوداً في أيام الحجاج بن يوسف الثقفي (ت ٩٥ هجرية).

ومثل: الشيخان الأميران الشريفان عليَّان الأكبر بن فليُح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية المعروف بعليَّان الهول (القرن التاسع الهجري) وسالم الخواورة الحسينية الهاشمية المعروف بسالم (ح) وهما اشتهرا بكبِيْرَي توابعهما: التابع الشرقي (ص) المُلَقَّب الهول والتابع (ح) الشرقي الهندي اللذان لازما متبوعيهما ورافقاهما في رحلاتهما في بوادي العرب وكُلِّفَا بتأدية الأعمال من قِبَل متبوعيهما واشتهرا بهاذين التابعين وبسبب ذلك أُضِيْفَ متبوعيهما إليهما.     

ومثل: حاتم طيء وأعشى سُلَيْم. 

أمََّا حاتم طيء فهو حاتم بن عبدالله الطائي العربي المعروف المشهور بالسخاء (توفي قبل مجيء الإسلام) وقالتْ فيه العربُ: (أجود من حاتم طيء) وهو هنا كاسم شخص / فرد (حاتم) مُضاف في اسم جد قبيلته وهو طيء وهو اسم بمعنى المجموعة أي قبيلة طيء وإضافة اسمه إليها يُمَيِّزُهُ عن أي حاتم آخر.

وأَمَّا أعشى سُلَيْم فهو من بني سُلَيْم بن منصور من قيس عيلان وهو شاعر من فحول الشعراء عاش قبل مجيء الإسلام وأعشى لقب له ومعناه ضعيف البصر الذي لا يرى ليلاً وهو هنا كلقب شخص / فرد (أعشى) مُضاف في اسم جد قبيلته وهو سُلَيْم وهو اسم بمعنى المجموعة أي قبيلة سُلَيْم وإضافة لقبه إلى اسم قبيلته يُمَيِّزُهُ عن أي أعشى آخر لوجود أكثر من أعشى واحد في قبائل العرب. 
 
ومثلبربر هوازن وسُلَيْم وزط تميم وأساورة تميم.

   
٢-إضافة بلفظ البُنُوَّة (بن) بين الاسمين على هيئة الابن مضافاً في أبيه، مثل: جلال بن محمد الخواري الحسيني الهاشمي وسعد بن هذيم بن زيد القضاعي.


وأَمَّا جلَّال-بتشديد اللام- محالف مُضاف في حليفه الشيخ الأمير الشريف محمد الخواري الحسيني الهاشمي على جاري العادة من إضافة محالف في حليفه وليس ابنه من صُلْبِه وأَمَّا سعد متبوع مُضاف في تابعه هذيم بسبب تربية هذيم التابع الحبشي لمتبوعه سعد العربي وهي إضافة تربية وتركيب وليس ابنه من صُلْبِه.

وكان عند الشيخ الأمير الشريف قاسم بن إسماعيل شيخ مشائخ العرب في نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية شمال اليمن نواحي صعدة ابن سليمان القاسمي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وابنيه الشيخين الأميرين الشريفين عبدالله ومحمد وابنته الشيخة الأميرة الفارسة الشريفة نقية - الكثير من الحلفاء والتوابع من أعراق مختلفة وأكثرهؤلاء الحلفاء والتوابع رحلوا وتفرَّقُوا وتَخَفَّوا هُمْ وذراريهم في أحلاف وأنساب وأسماء القبائل العربية أو في أنساب وسلاسل الأشراف الهاشمية وأضافوا أنسابَهم وأسمائَهم وألقابَهم في اسم الشيخ الأمير الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القاسمي أو في اسم ولده عبدالله أو في اسم ولده محمد أو في اسم ابنته نقيَّة ثُمَّ ركَّبُوه في نسب وسلسلة قبيلة عربية أو في سلسلة هاشمية، مثل: نابت بن قاسم وحافر بن عبدالله و(ف) بن عبدالله بن قاسم و(ك) بن قاسم
 
وأَمَّا نابت فهو التابع الكردي المجلوب الذي هرب من متبوعه الشيخ الأمير الشريف مضحي الأكبر (ت نحو ٩٧٠ هجرية) بن عليَّان الأكبر بن فليُح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية بَعْدَ عِتْقِه له ولَحِقَ في تبعية الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في الطبخ والنفخ في مَضَافة متبوعه الشيخ الأمير الشريف محمد الملقب بالعجاج باني بلدة ليلى في إقليم الأفلاج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ابن الشريف قاسم بن إسماعيل شيخ مشائخ العرب في نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية شمال اليمن نواحي صعدة ابن سليمان القاسمي وهذا التابع نابت الكردي هو مُضاف في متبوعه الشريف محمد بن قاسم القاسمي إضافة تبعية وتركيب على جاري عادة إضافة التابع في متبوعه وليس ابنه من صُلْبِه.   

وأَمَّا حافر فهو التابع القجري هُبَيَِب المُلَقَّب حافر تابع الشيخ الأمير الشريف عبدالله المَلَقَّب عبدل (الأول المُتَقَدَّم في القرن التاسع الهجري) باني قصر القواسم للقواسم في بصرة القواسم في بلدة الحوطة وباني قصره المعروف بقصر عبدل في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ابن الشريف قاسم بن إسماعيل شيخ مشائخ العرب في نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية شمال اليمن نواحي صعدة ابن سليمان القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهذا التابع لَحِقَ فيه لقب حافر بعد تمرُّده على متبوعه الشريف عبدالله بن قاسم القاسمي وتَغَلُّب متبوعه عليه وصدور الحُكْم العشائري بمعاقبته بإبعاده عن رعي الإبل والغنم والخيل وإلحاقه في رعي الحمير مع من تمرَّد معه من التوابع وهذه التوابع المتمردة مُرَكَّبة في اسم ولقب هذا التابع القجري حافر ويَسِمُونَ بوسم حافر الحمار C وهذا التابع حافر القجري هو مُضاف في متبوعه الشريف عبدالله بن قاسم القاسمي إضافة تبعية وتركيب على جاري عادة إضافة التابع في متبوعه وليس ابنه من صُلْبِه. 

وأَمَّا (ف) التابع الشرقي الديلمي فهو التابع الشرقي جزٌَار نحر الإبل عند الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهذا التابع (ف) الشرقي الديلمي هو مُضاف في متبوعه الشريف عبدالله المُلَقَّب (عبدل) الأول المُتَقَّدِّم في القرن التاسع الهجري ابن قاسم بن حميدان بن إسماعيل القاسمي إضافة تبعية وتركيب على جاري عادة إضافة التابع في متبوعه وليس ابنه من صُلْبِه. 

وأَمَّا (ك) التابع الهندي الشرقي فهو التابع الهندي من كبار رعيان الإبل عند الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهذا التابع (ك) الهندي كسابقيه هو مُضاف في متبوعه الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القاسمي إضافة تبعية وتركيب على جاري عادة إضافة التابع في متبوعه وليس ابنه من صُلْبِه وأكثر ذراري هذا التابع (ك) الهندي رحلوا بعد ذلك وتفَرَّقُوا في سواحل الخليج العربي وجزره وموانئه.

٣-إضافة بلفظ الأُبُوَّة (أبو) بين الاسمين على هيئة الأب مضافاً في ابنه على هيئة الكنية، مثل: زيد أبي عَمْرو.

أَمَّا زيد فعربي أو هاشمي قرشي عربي وأَمَّا عمرو فحليف أو تابع لزيد وزيد مُضاف في حليفه أو تابعه عمرو بلفظ الكنية (أبو) بسبب تربية زيد لهذا الحليف أو التابع عمرو منذ الصغر ولذلك كُنِّيَ زيدٌ به وهي كنية إضافة وتركيب وليس ابنه من صُلْبِه وهناك العديد من العرب والأشراف الهاشمية كُنُّوا بحلفائهم وتوابعهم على هذا المنوال لنفس السبب. 

وهذا فيما يتعلَّق بإضافة اسم أو لقب شخص في اسم أو لقب شخص آخر وهذه الإضافة هي غير الاسم المُرَكَّب الذي يختاره والد لولده مثل: محمد صالح بن زيد.

أمَّا محمد صالح هو اسم الولد / الابن الذي سَمَّاه به والدُهُ زيدٌ.
 
وأمَّا من ناحية إضافة اسم أو لقب شخص في اسم شيء آخر غير بشري فمثل: زيد الخيل وعروة الصعاليك وعروة أبا الصعاليك وعروة أبا الفقراء وعروة أبا المساكين و(...) يزيد أبا المَكْشُوح و(...) أبو فُرَيْك الكبير و(...) أبوزَنَّة و(...) أبو حَمْسَة و(...) أبو (ن) و(...) أبو الخوصة و(...) أبو (ش) و(...) أبوبَيْضَة.

أَمَّا زيد الخيل فهو زيد بن مهلهل الطائي العربي (أدرك مجيء الإسلام) الفارس الشاعر وأُضِيْفَ إلى الَخيْل بسبب كثرة خيله وهذا الفارس الشاعر هو غير التابع سائس الخيل المُلَقَّب أبو الخيل.

وأَمَّا عروة الصعاليك وعروة أبا الصعاليك وعروة أبا الفقراء وعروة أبا المساكين فهو عُرْوَة بن الوَرْد بن زيد العبسي الغطفاني (لم يدرك مجيء الإسلام) الفارس الشاعر الصعلوك الجَوَاد المعروف الذي كان يسرق من الأغنياء البخلاء ليعطي الفقراء والمساكين والمرضى والضعفاء.

وأَمَّا يزيد أبا المكشوح فهو يزيد بن سَلَمَة القشيري العامري الهوازني الفارس الشاعر الجَوَاد المعروف بابن الطَثْرِيَّة وهي أمه ولقبه أبا المكشوح على هيئة الكنية وتعني ذا المكشوح لِكَيِّ حَدَثَ في كَشْحِه وهي صفَة خَلْقِيَّة عارضة بعد الكَيْ والكُشْح هو .     
  
وأَمَّا (...) أبوفريك الكبير فهو تابع هندي وهو مُضاف على صورة الكنية في حرفة فرك السنابل لإخراج الحب من الأصول لعمله فيها من أيام الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية وأبو بمعنى ذو وفُرَيْك تصغير ترخيم فَرْك وهو اسم الفِعْل. 
 
وأَمَّا (...) أبوزَنَّة فهو حليف رحل من ديار قومه جنوب بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو مُضاف على هيئة الكنية في حرفة النداء على الضيفان وأبو تعني ذو أو صاحب والزنة واحدة الزَن وهو الإلحاح بالصوت وبعضهم يُسَمِّى هذا الحليف أبومضافة بإضافته إلى المَضَافَة بسبب عمله فيها وهو المُنَادِي على الضيافة في مضافة الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في ديارهم القديمة الموقوفة المعروفة بالحُمَيْدِي في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.        

وأَمَّا (...) أبو حَمْسَة           
وأَمَّا (...) أبو بَيْضَة
وأَمَّا (...) أبو طُوَيْرِق 

وقَيْس عَيْلان مِمَّن أُخْتُلِفَ في من يكون عيلان وهو المُضاف فيه قيس، وقيس هو اسم جد القبائل القيسية وهم نازلون من سلسلته ويَرِدُ بعد مضر بن نزار، فقيل: عيلان هو أبوه، وقيل: عيلان هو فرسه، وقيل: عيلان هو عبد مضر بن نزار.  

وأمَّا هذه الحلفاء والتوابع المذكورة في نص هذه المفردة فهم غير أي حلفاء وتوابع آخرين وغير أي أشخاص آخرين يتشابهون معهم في الأسماء والألقاب والديار والتواريخ والرحلات والأحلاف داخل وخارج جزيرة العرب.

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور: 
















الأحد، 14 يناير 2024

مناقشة بعض ما ورد في مقال (شيء من تاريخ نجد) للعسكر.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض ما ورد في مقال (شيء من تاريخ نجد) المنشور في جريدة/ صحيفة الرياض السعودية لكاتبه عبدالله بن إبراهيم العسكر (١٣٧١-١٤٣٧ هجرية) وهو من مواليد بلدة المجمعة في إقليم سُدَيْر نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو باحث ومؤرخ سعودي معاصر وأستاذ تاريخ في جامعة الملك سعود بالرياض ومهتم بالتاريخ الشفوي وترجم كتاب (التاريخ الشفهي حديث عن الماضي، روبرت بريكس) من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية وله مقالات وبحوث عن أهمية تدوين التاريخ الشفهي وأهمية تدوين التراث الشعبي كمصدر تاريخي ومقاله هذا داخل في هذا المجال، توفي رحمه الله في حادث دهس سيارة وهو يعبر الطريق في بلدة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، والمنطقة الجغرافية لمقاله هذا هي منطقة (نجد) وسط الجزيرة العربية خاصة بلدة (حجر اليمامة) وخصوصاً جهتيها (مقرن ومعكال) وفيما يلي نناقش في نقاط بعض ما ذكره العسكر في فقرات هذا المقال الصحفي (انظر صورة المقال):
 
١-("يظل الباحث المتخصص في تاريخ نجد يواجه فراغات كثيرة لا يتصورها القارئ غير المتخصص أو حتى المثقف المشغوف بتاريخ نجد. ثم يواجه الباحث أيضاً كتاباً وإخباريين يقومون بملء تلك الفراغات بأخبار أو أقوال لا تستند إلى الواقع المعروف عن تاريخ نجد أو سكان نجد. من ذلك مثلاً أن تجد سكان نجد في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، كما تصورهم المصادر الإسلامية المختلفة، أكثر اشراقاً وانفتاحاً وقبولاً للآخرين مقارنة بأسلافهم في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي. بل إنك تجد نجداً في المصادر المتأخرة وفي الأمس القريب، أي قبل دخول الملك عبدالعزيز الرياض، وكأنها منطقة لا تعود للقرن الرابع عشر الهجري/ العشرين الميلادي. لمَ كل هذا؟ هل المناطق والأمكنة تقف عند نقطة زمنية لا تبارحها؟ ").

بدأ الكاتبُ / العسكر مقاله هذا بالتساؤل حول تاريخ نجد سكاناً ومكاناً والبحث عن إجابات عن أسباب عدم انفتاح سكان نجد وقبولهم للآخر المختلف عنهم في فترة من التاريخ حددها على سبيل التمثيل من القرن الثاني عشر الهجري إلى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري والعسكر هنا في هذه الفقرة لم يحدد ماهية هذه الاختلافات التي لم يتقبلوها من الآخرين؟ وهل هو المختلف عنهم في الدين أو المذهب أو العرق أو العادات؟ ثُمَّ ختم هذه الفقرة بسؤال تاريخي: (" لمَ كل هذا؟ هل المناطق والأمكنة تقف عند نقطة زمنية لا تبارحها؟ "). 

قُلْتُ: أَمَّا هذه الفترة التاريخية التي أشار إليها الكاتب / العسكر وهي القرن الثاني عشر الهجري فبعد منتصفه عام بداية الفتن وسنوات قيام التوابع البيض من أعراق مختلفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهي سنوات النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري التي انْتَهَتْ بتَغَلُّب هذه التوابع المتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة، وهذه التوابع المتمردة من أعراق مختلفة كانوا غلاةً لا يتقبَّلون من يختلف عنهم في الدين أو المذهب أو الطريقة أو العادات وبعد تَغَلُّبِهِم ضرب الغلو أطنابه في المكان وفي عقول سكانه بعد توريث وتلقين هذه التوابعُ المتمردة لهذا الغلو وإقصاء الآخر لذراريهم جيلاً بعد جيل، وبعد ظهور النفط في البلاد دَخَلَتْ الآلات الحديثة المستوردة إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في حوالي النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري ومع دخولها جوبهت بالرفض والإنكار من كثير من ذراري هذه التوابع المتمردة، قال لي الأستاذ المؤرخ عبدالرحمن بن سليمان الرويشد ذات مرة أن النجارين في مدينة الرياض في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري كانوا ما يزالون يستخدمون الآلات اليدوية مثل المخصرة (قوس ووتر ومثقاب) لحفر الثقوب في الخشب قبل دخول الكهرباء والمثقاب الكهربائي في إشارة منه إلى أن الحياة لا تزال بدائية حينها في مدينة الرياض قبل استخراج النفط وتصديره، وبعد النفط ودخول الآلات الحديثة استمر هذا الغلو عند كثير منهم واستمر إلى وقتنا الحاضر وسيستمر إلى ما شاء الله إلا إذا توقَّفَ تلقين هذا الغلو للأجيال القادمة، حدثني عبدالرحمن الرويشد عن قصة شخص من أهالي مدينة الرياض كان مدخناً للسجائر وافتعل معه أحد الغلاة المشاكل بسبب التدخين واستمر في مضايقته وتوجَّب عليه الرحيل فرحل نازلاً إلى الكويت في الساحل الغربي للخليج العربي واستقر بها لعدة سنوات وبعد ذلك كان معارفه من أهالي مدينة الرياض الذين يقدمون للكويت للعمل بها يحدَّثونه أن الغلو في إنكار التدخين السري والعلني في الشارع قد انتهى في مدينة الرياض وأقنعوه بالعودة إليها وسافر عائداً إلى مدينة الرياض وعند وصوله إليها ودخوله من أحد بوابات سور المدينة شاهد أحد الزنوج يُدَخِّن علناً أمام الناس فسجد على الأرض شكراً لله أنه شاهد ذلك بعدما لاقى من مضايقات وغلو ذلك الشخص، وهذا الحديث يذكرني بجارتنا في الحي من كبار السن في إحدى البلدات النجدية حيث مسقط رأسي عندما تجنَّبت -رحمها الله- أن تقابل ابنَ أخيها لكي لا يُسَلِّم عليها ويُقَبِّل رأسها إلا بعد مُضِي أربعين يوماً لكي يَطْهُر من النجاسة التي عَلِقَتْ به بعد سفره إلى إحدى الدول العربية حسب تعبيرها وذلك بسبب ما لُقِّنَتْ من غلو، ولذلك فحتى من كان يسافر خارج نواحي نجد داخل الجزيرة العربية أو خارجها لطلب رزق أو علم أو علاج كان يعاني من هؤلاء الغلاة على الرغم أنه من سكان المكان نفسه الذي هو نواحي نجد وسط الجزيرة العربية. 

٢-(" ولعل ما حدث لنجد في تاريخها القديم شيء من هذا. ففي عصر سيطرة الأخيضريين على نجد، كانت نجد على صورة جيدة في ميادين الزراعة والتجارة والصناعة وشيء من العلم الأدبي والشرعي. ولكن الأخيضريين شغلوا أنفسهم المنطقة بصراعات وحروب جعلتهم يتوقفون عن قبول الآخر، والانفتاح. وهذا ما جعل نجداً تقف عند نقطة محددة لا تتجاوزها، بينما سائر مناطق شبه الجزيرة العربية، وخاصة الحجاز واليمن وشرق الجزيرة شرعت في الأخذ بأسباب التقدم والرقي. وكان أهل نجد آنذاك أمام أمرين: إما مغادرة المنطقة أو التوقف مع توقف مكانهم ومنطقتهم. وقد حدث لنجد وأهلها الأمران كلاهما. ففريق غادر إلى غير رجعة إلى العراق والشام ومصر. وآخرون آثروا البقاء على مضض وانكفأوا على أنفسهم. ").

في هذه الفقرة نقل الكاتبُ / العسكر ما ردده الشيخ المؤرخ عبدالله ابن خميس (ت ١٤٣٤ هجرية)  في مؤلفاته مثل: (معجم اليمامة) و (تاريخ اليمامة) وإن لم يصرح العسكر بهذا النقل ولذلك ألقى باللائمة على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أيام دولتهم الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حول ما آل عليه الحال في نواحي نجد بعد ذلك من التخلف الحضاري مقارنة بمن حولهم ولو لا ذلك لساروا إلى الأمام في  طريق الحضارة (ولكن الأخيضريين شغلوا أنفسهم [و] المنطقة بصراعات وحروب جعلتهم يتوقفون عن قبول الآخر، والانفتاح.. وهذا ما جعل نجداً تقف عند نقطة محددة لا تتجاوزها،) حسب قوله. 

قُلْتُ: أَمَّا هذه الحروب والصراعات المزعومة في أيام الدولة الأخيضرية فهي حروب وصراعات لم تحدث ومجرد استنتاجات/توقعات/افتراضات مبالغ فيها من ابن خميس ونقلها من بعده من نقلها دون تمحيص لهذه الاستنتاجات المعتمدة على ثلاث نصوص تاريخية والنص الأول هو نص أورده ياقوت الحموي (ت ٦٢٦ هجرية) في كتابه (معجم البلدان) بخصوص انتقال أهل قران إلى نواحي العراق بسبب الجدب ومقاسمة ابن الأخيضر لمحاصيل أراضيهم الزراعية ومما يجدر الإشارة إليه أن ياقوت الحموي نقل ذلك عن تاريخ ابن سيرين من غير تحديد من يكون أهل قران هؤلاء الراحلَون إلى نواحي العراق وهل هم مجموعة الفلاحين؟ وهل هم من ربيعة؟ أم من غيرهم؟ وإذا كانوا من ربيعة فمن أي ربيعة هُم؟ مع العلم أنَّ رحيل العرب بسبب القحط كان أمراً شائعاً آنذاك وهذا النص كذلك يوحي بأن هذه المقاسمة حدثت بسبب القحط الذي أثر على موارد بيت مال الدولة الأخيضرية حينها واضطروا إليها لهذا السبب والسبب الرئيس لهذه الرحلة هو القحط بالدرجة الأولى مع العلم أن رحلات العرب تكون ذهاب وإياب ومنهم من يعود بعد رحيل وأما النصين الثاني والثالث فهو عند ابن حوقل (ت نحو ٣٥٠ أو  ٣٦٧ هجرية) حول رحيل جماعات من ربيعة ومصر من نواحي نجد وسط الجزيرة العربية إلى مصر حيث أماكن مناجم التعدين، قُلْتُ: سبب هذا الرحيل هو خلافات حول قسمة عوائد المناجم بين اليد العاملة في تنجيم المعادن من يهود وبربر وفرس وغيرهم من المضافين في اسم ونسب وسلاسل ربيعة وبين عرب هوازن وسُلَيّم مالكي المناجم الواقعة في ديارهم وبواديهم والحُكْم القضائي الصادر من الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية لصالح هوازن وسليم لمخالفة هذه العمال للمُتفق عليه ولم يرضوا بالحكم ورحلوا بحثاً عن أماكن أخرى للتعدين فيها. ولا علاقة لهذه الرحلات الواردة في هذه النصوص باختلاف الدين والمذهب حيث أنَّ الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية كان منهجهم: (لا إكراه في الدين) وكانوا لا يتدخَّلُون في مذاهب أو أديان غيرهم أو يُجْبِروا غير المسلمين  على الإسلام أو على مذهبهم الزيدي وهو طريقة الإمام زيد بن الحسين وعاش أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة بينهم في أيام دولتهم الدولة الأخيضرية (٢٥٢-٤٥٠ هجرية) وبعد أيامها بعد سقوطها ولذلك انتعشت الزراعة والصناعة أيامها وذكر ذلك الرحالة ناصر خسرو الفارسي في كتاب رحلته عند مروره بمدينة الخضرمة عاصمة الدولة الأخيضرية في سنوات التضعضع (٤٣٠-٤٥٠ هجرية) وعند مروره بإقليم الأفلاج نواحي نجد لم يذكر أن المؤذن كان يقول في الأذان: حي على خير العمل بينما ذكر ذلك عند مروه بالخضرمة فاين الفرض المزعوم للمذهب الزيدي على ساكني إقليم الأفلاج؟ ولذلك فَوَصْف الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعدم (قبول الآخر والانفتاح) يُقْصَدُ به ربيعة وهو مجرد استنتاجات ومبالغات وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ملكوا منطقة اليمامة برضى وطلب من عربها لنقمة العرب على العباسية في بغداد لإقصائهم العرب من ديوان الجند والرُّتَب وتقريبهم الموالي من الترك الذين سيطروا على مفاصل الدولة العباسية وسيطروا عليها وأَمَّا الشيخ الأمير الشريف محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول رحل من نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ونزل منطقة اليمامة وأسس الدولة الأخيضرية بها وما رفع سيفاً على أحد ولم يسفك دماً في عام ٢٥٢ هجرية وتعاقب على حكمها هذه الذرية الشريفة واستصلحوا العيون ومجاريها والأراضي الزراعية وعمروا مدينة عسكرية لجنود جيشهم وبنواجامعاً كبيراً للصلاة والتدريس وازدهرت الحياة في منطقة اليمامة حسب الإمكانيات المتوفرة في ذاك الوقت مع أن الاضداد في الداخل والخارج أشغلوهم عن القيام بمزيد من العمارة والبناء وضرب عملة معدنية خاصة بهم وعندما أراد القرامطة عبور منطقة اليمامة للوصول إلى الحجاز وبلاد اليمن رفض ذلك الأشراف الأخيضرية ونجم عن ذلك هجوم القرامطة عليهم مرتين في واقعتين، وبعد سقوط الدولة الأخيضرية في عام ٤٥٠ هجرية وتَفَرُّق الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بوادي العرب َدخولهم شيوخاً وأمراء وقضاة عشائر في أحلاف القبائل العربية تعرضوا إلى نكبات كبريات ثلاث من توابعهم - سآتي للحديث عنها- وتوابعهم المتغلبة عليهم بعد النكبة الثالثة الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري هي الملَومة بعدم الانفتاح وقبول الآخر نواحي نجد واستمر هذا الانغلاق وإقصاء الآخر توارثاً في ذراري هذه التوابع المُتَغَلِّبة ومن وافقهم وتأثر بهم جيلاً بعد جيل بينما الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم قبل هذه النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة بالرغم أن أكثرهم بادية كان فيهم مختلف المذاهب ومنهم زيدي ومنهم جعفري إمامي ومنهم مالكي ومنهم شافعي ومنهم حنفي ومنهم حنبلي حتى إنك لتجد الأخوة في البيت الواحد كل واحد منهم يتمذهب بمذهب مختلف عن الآخر وعاش أفراد وجماعات من اليهود بينهم وكانوا واسعي الأفق بعيدين عن الغلو ومطلعين على ما عند غيرهم من علوم ومعارف أخرى وكانوا تجاراً لهم رحلات برية وبحرية في البلاد الأخرى داخل وخارج جزيرة العرب وقوافلهم التجارية ترحل شرقاً وغرباً إلى بلاد فارس والعراق والشام ومصر والمغرب وكانوا يرتادون البحار في سواحل الخليج العربي والبحر الأحمر وخليج عدن والقرن الأفريقي ووصلت مراكبهم إلى نواحي الهند وأقصى شرق آسيا. 

كما أن مقارنة الكاتب / العسكر للموارد الإقتصادية والإمكانيات المتوفرة للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في أيام دولتهم الدولة الأخيضرية مع موارد وإمكانيات المناطق الأخرى من الجزيرة العربية (وخاصة الحجاز واليمن وشرق الجزيرة) هي مقارنة فيها إجحاف نظراً لأن الإعمار وبناء الحضارة يتطلب حياة استقرار حول مصدر مائي وفير وليس حياة تنقل دائم  للرعي كما هو عليه الحال في نواحي نجد حيث أكثر سكانها بدو وتقع في قلب صحراء جزيرة العرب ومناخها صحراوي شديد الحرارة في فترة القيظ وتتعرض للجدب ومن المعلوم أن الحضارات الكبرى القديمة قامت علي موارد مياه غزيرة كنهر النيل ونهري الفرات ودجلة، والعيون ومصادر المياه في الحجاز واليمن وشرق الجزيرة العربية أكثر بكثير من نجد إضافة إلى المكانة الدينية لمكة المكرمة والمدينة المنورة مما يُرَغِّبُ الناسَ بالهجرة إليها والسكن فيها بينما نواحي نجد مواردها المائية وثروتها الزراعية محدودة ومنتوجهم الرئيسي هو التمر وبعض الحبوب كالقمح والشعير وأكبر مورد اقتصادي عندهم هو رعي الإبل والأغنام والخيل في بواديهم وهي حلالهم وثروتهم الحيوانية. 

٣-("وهذا مثال آخر نرى فيه صدق ما توصلنا إليه. يوجد في وسط نجد مدينتان عامرتان، وموغلتان في القدم. يُرجع بعض المؤرخين أساسهما إلى القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي أو قبله بقرن. وهما بلدة معكال، وبلدة مقرن. ويقول التاريخ أن هاتين البلدتين مع بلدات آخر مثل: العود، وجبرة، والصُليعاء كانت قرى تشكل ما يُعرف في التاريخ القديم بحجر اليمامة. كانت معكال ومقرن متجاورتين ومتنافستين. وكانتا في خصام وعراك، وقلما تمر سنة دون أن تشهد البلدتان دماً مسفوكاً، أو ممتلكات منتهكة ومسلوبة أو مقوضة. وكانت الأسوار الطينية المتينة تحيط بالبلدة. وكانت هناك أسوار أخرى غير مرئية تحيط بالسكان تفصلهم عن الآخر، وتجعلهم في خصام معه.").

أَمَّا (مقرن) و (معكال) وصفهما الكاتبُ / العسكر بالمدينتين وهذه مبالغة في الوصف مثل من بالغ في وصفهما بالبلدتين قبله وهما لا يعدوان أن يكونا حيين أو محلتين من الأحياء المكونة لبلدة حجر اليمامة -وهو استنتاجه في آخر مقاله- ومعلوم أن البلدة تنقسم إلى أحياء وربما من وَصَفَ (مقرن) و (معكال) بالبلدتين قبل ذلك أرادوا تفخيهما بالوصف أو أرادوا أنهما مكاني استقرار للحواضر من سكان بيوت المدر / الطين من الفلاحين بخلاف البادية من سكان بيوت الشعر المتنقلين للرعي في المراعي خارج نطاقهما العمراني ولذلك البلد أو البلدة غير البادية أو أنهم أرادوا أنهما محلتان أو مكانان مستقلان ومنفصلان عن بعضهما البعض ولكل محلة أو مكان شخص يتشيخ ويتأمر على مجموعة الفلاحين وتوابع الديار الساكنين بهذه المحلة والمكان ويجوز أن يكون لكل حي في البلدة قاضي شرع خاص ولذلك أحياناً يُوجدُ في البلدة الواحدة أكثر من قاضي واحد بعد نشوب الخلافات بين هذه المجموعات في هذه الأحياء والمحلات وهذا بالتحديد ما حدث بين الحيين (مقرن) و (معكال) ووصفهما بالبلدتين هما وصف استقلالي. 

وأَمَّا قول العسكر أنَّ بعض المؤرخين يُرجِعُ أساس (مقرن) و (معكال) إلى القرن العاشر الهجري فسببه أن هاذين الحيين / المحلتين عُرِفَتَا باسم شخصين كانا موجودين في القرن العاشر الهجري وسآتي للحديث عنهما ولكن هاذين الحيين / المحلتين موجودتين ضمن أجزاء بلدة حجر اليمامة قبل مجيء الإسلام وبعد مجيئه ولم تخلو من ساكن وتعاقب على استيطانها أفراد ومجموعات بشرية كغيرها من أحياء البلدات النجدية التي هي واحات صحراوية ويتجدَّد سُكْنَاها وتتغير أسماؤها أحياناً وبعضها يُعرفُ أحياناً بأكثر من اسم واحد وبعض هذه الأسماء تظل وتبقى وبعضها يختفي وينقرض.

وأَمَّا المشاجرات التي حدثتْ بين الحيين (مقرن) و (معكال) في أيام هاذين الشخصين مقرن ومعكال فهي على شاكلة الخلافات التي تحدث بين ساكني الأحياء في البلدات والمدن داخل وخارج جزيرة العرب وأحياناً تؤدي إلى بناء أسوار تفصل بين الحيين المتخاصمين أو يضعون حجارة أو يبنون بناءً بسيطاً كعلامة على الحدود الفاصلة ويُطالب كلُّ أهل حي بقاضي شرع خاص بحيهم وكتب التواريخ مليئة بذكر أمثال هذه الخلافات وانظر مثلاً كتب تاريخ مدينة بغداد.
 
٤-("كان ابن جربوع من شخصيات مقرن المرموقة. ورد اسمه في رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وكان يُنظر إليه من قبل السكان المحليين على أنه صاحب علم ومعرفة بالمستقبل. ولكنهم لا يعرفون أنه مثقف ذو نزعة صوفية، وذو اطلاع واسع. ولهذا كرهه أهل بلدته. لا لسبب واضح، بل لكونه على طريقة تخالف ما هم عليه. وإن كان ما يُنسب إليه صحيحاً كما ورد في التاريخ الشفهي، فلابد أنه كان أحد كبار الصوفية في بلدة مقرن. ولابد أنه معارض لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب. وهو على كل حال معاصر له. وحيث أنَّ دعوة الشيخ معادية للصوفية، فلا مراء أن نجد ابن جربوع في صفوف من يوصفون بأعداء الدعوة. ينسب الإخباريون صدقاً أو كذباً قصيدة طويلة لابن جربوع أحفظ منها هذين البيتين: أنا للسماء بانيها ،، أنا للأرض داحيها ،، لولا الملامة من جدي ،، نار الجحيم أطفيها")٠

أَمَّا (التاريخ الشفهي) الذي أشار إليه الكاتبُ / العسكر فالأرجح عندي أنه يقصد ما سمعه من المؤرخ عبدالرحمن الرويشد ولابد أنه التقاه ونقل عنه هنا وسآتي للحديث عن الرويشد للتعريف به لاحقاً في أواخر هذه المفردة. 

قُلْتُ: أَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم وتوابعهم من أعراق مختلفة فأكثرهم متصوفة ومنهم شيوخ في التصوف وكانوا يُطعمون الطعام ويُفشون السلام ويُصْلِحُون بين المتشاجرين من الأنام ويكفَُّون أذاهم عن البشر والحيوان والشجر ويحثون على البر والخير ومكارم الأخلاق ويُراعون حرمة الدماء والأموال والأعراض وأَمَّا ابن جربوع كان من حلفائهم كأسلافه ولم يشترك في خلع طاعة حلفائه والتمرد مع التوابع الأخرى المتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في سنوات التمرد والفتن من عام ١١٥٧ هجرية إلى عام ١٢٠٠ هجرية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية  وأَمَّا البيتين التي أوردها العسكر وينسبها البعضُ لابن جربوع فقد سمعتها كذلك من الرويشد ولكن الرويشد رواها بعدما سمعها من ذراري التوابع المتمرِّدة ذراري من ناصب ابن جربوع وغيره العداء لمجرد عدم قبولهم الاشتراك في خلع الطاعة والتمرُّد وهي مبالغات تَدْخُلُ في باب تشنيع الخصوم عليه بقصد شيطنته ليحل محلاً أسوء من محل إبليس الرجيم لتبرير القيام والتمرد على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ولا أعلم حال كتابتي لهذه الأحرف إن كان فعلاً هو أنشأها أم لاء؟ وإذا كان فعلاً أنشأها فهو قطعاً مصاب بمرض في عقله وتأتيه هلاوس وخيالات وهو معذور بالمرض في هذه الحالة، والرويشد أخبرني أنه اطَّلع على وثيقة محلية مكتوبة في مدينة الرياض في القرن الثاني عشر الهجري ومذكور فيها تقسيم إرث لآل جربوع وهي ديار ومورد ماء في محلَّة صيَاح في مدينة الرياض إثبات وقضاء قاضي الشرع آنذاك وإمضاء الأمير دهام بن دوَّاس ووُصِفَ فيها ابن جربوع بأوصاف تصوف تبجيلية ب (القطب الربَّاني والغوث الصمداني) وحسب هذه الرواية من الرويشد فابن جربوع بلغ مرتبة عالية في التصوف وكان قطباً من أقطاب التصوف في مدينة الرياض حينها.      

وأَمَّا ما يفعله غيرُهم من أصحاب الطرق الصوفية الأخرى من أفعال وعادات قديمة كانت عند أهل الشرق والغرب وأدخلوها على طُرُقِهِم كقرع الطبول والرقص وأعمال البهلوان والإستعراض كضرب السيوف في البطون فلا علاقة للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بها ولا يتدخَّلون في أديان ومذاهب غيرهم ويُنْكِرُونَ ما رأوه مُنْكراً من هذه الأفعال بالنصيحة والوعظ ولا يُكفِّرُوْنِهم ولا يستبيحون دمائهم وأعراضهم وأموالهم وذلك اتباعاً للمنهج الرباني: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن) الآية. 

َوبخصوص نقل / قول العسكر: (ولهذا كرهه أهل بلدته) يقصد ابن جربوع فياليته ذكر منهم بالتحديد أهل بلدته الذين كرهوه ! 

٥-("وجَدُّهُ - هو - حسب قوله - نبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام. ولكن كيف تأتي له أن ينسب نفسه للشجرة المباركة؟ تكمل الرواية الشفهية بالقول أن ابن جربوع من بقية الأخيضريين الذين ينتسبون للحسنيين. وهذا نسب لاشك فيه. والمتتبع لسلالة الأخيضريين يجد لهم ذكراً في الرياض الأسياح والخرج. ويُقال أنَّهم بعد أن دالت دولتهم امتهنوا الأعمال اليدوية مثل نحت الحجارة وصنع الأرحية والقراوة ").

أَمَّا ما نقله الكاتب / العسكر عن نسب ابن جربوع للأشراف الأخيضرية  الحسنية الهاشمية فهي رواية نقلها العسكرُ - على الأرجح - عن المؤرخ عبدالرحمن الرويشد وسبق لي أن زرته بمكتبه مراراً لأسمع عنه قصص وأخبار مدينة الرياض وأهلها وأخبرني أن آل جربوع من بني الأخيضر وهم أخواله من جهة الجدَّات وذكر كذلك أسرة أخرى يُقال لهم: الُجهَيِّمِي (الجُهَيِّم) وهم أخواله من جهة الجدات كذلك وأسرة أخرى تُدعى (الغَدَافَا) واحدهم (غُدَيْفِي) أخواله وكذلك أسرة أخرى تدعى (آل أبو سفيان) أصلهم من بلدة نعام بوادي نعام في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وسكنوا بلدة الرياض في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، والعسكر هنا وقبل ذلك لم يصرح باسم الراوي ولكن صَرَّح باسمه لاحقاً وهو عبدالرحمن الرويشد المذكور. 
 
قُلْتُ: أَمَّا نسب ابن جربوع في الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية فهو نسب تركيب وإضافة في نسب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وليس نسب أصلي وهو نازل من سلسلة (جربوع الأكبر لأول) الموجود في القرن التاسع الهجري وهو حليف للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية من أيام حلفهم في ديار قحطان نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية و(جربوع) هو لقب له وليس اسمه الأصلي وهذا اللقب له معنى وسبب وسيرته وعرقه وذراريه إلى آخر إثبات لهم في أواخر القرن الثالث عشر الهجري مثبوتة في تراث النسابين الأصوليين المتناقل جيلاً عن جيل. 

وأَمَّا الذراري الأصلية للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية فهي منتشرة متفرقة بين العرب وغير العرب نواحي نجد وخارجها وداخل وخارج جزيرة العرب وليس فقط (في الرياض الأسياح والخرج) حسبما نقل العسكر. 

وأَمَّا الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية دالت في عام ٤٥٠ هجرية وهو التاريخ المُحَقَّق عند النسابين الأصوليين في تراثهم الشريف المتناقل جيلاً عن جيل بعد بداية تضعضعها من عام ٤٣٠ هجرية وسبب سقوطها هو دسائس الجماعات السليمانية اليهودية النازلة من بلاد اليمن إلى نواحي إقليمي وادي الدواسر والأفلاج بمنطقة اليمامة وتآمرهم مع قائد جيش الدولة الأخيضرية التابع (أبوالعسكر الألف) الكردي على الهجوم على الخضرمة عاصمة الدولة الأخيضرية وإبادة الأشراف بني يوسف الأخيضر الحسنية الهاشمية وبعد سقوط الدولة الأخيضرية برحيل الأشراف الأخيضرية عن عاصمتهم الخضرمة تفرَّقُوا شيوخاً وأمراء وقضاة عشائر في قبائل العرب بالبوادي وليس كما ينقل العسكرُ أنهم عملوا في الحرف اليدوية في قطع الحجارة ونحت الأرحية والقراوة وبعد دخولهم في بوادي العرب تعرضوا خلال تاريخهم الطويل الممتد إلى حوادث تمرُّد فردية وجماعية ومن بينها ثلاث نكبات كبرى؛ نكبة كبرى أولى في ديار قحطان نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية في القرن العاشر الهجري ونكبة كُبرى ثانية في إقليم وادي الدواسر نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونكبة ثالثة أخيرة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري و (ابن جربوع) أدرك النكبة الثالثة وهذه النكبة الكبرى الثالثة بدأت بتمرُّد رعيان إبل شيخ شمل عرب نواحي نجد وأمير منطقة اليمامة الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية (ت ١١٧٣ هجرية) وانكسار جيشه أمام هذه التوابع البيض المتمردة من مغول الهند وأخلاطهم الذين انتبهوا إبله بعد خلعهم طاعته بعد تحريض من حرَّضَهم عليه وتسببوا في إسقاط أمارته واستمرت الواقعات والفتن إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري وانتهتْ بتغلُّب التوابع المتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومع أنَّ أمارة الأمير منيع بن سالم وأمارات الأشراف الأخيضرية قبل سقوطها كانت أمارات عشائرية فقد كانت كدولة وكانوا ملوكاً تمشي على الأرض، والشاعر الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية المُلَقَّب الخلاوي عاصر أيام هذه النكبة وذكرها في شعره في قصيدته البائية المعروفة بالروضة التي أنشأها في عام بداية الفتن ١١٥٧ هجرية راثياً أيام أماراتهم المجيدة في بوادي العرب وقوتهم وأيام استقرار أوضاعهم ومواسياً ابن عمه وصهره الأمير منيع بن سالم وخلَّد سيرته العطرة ومنها قوله فيها:

أَلَا ليتني في ذلك اليوم حاضرْ // لَيْل الثلاثا يُومْ منْ فَازْ فَازْ بهْ
سَفَاسِيف قُومٍ قَبَّحَ الله لَامهم //وسبْعٍ وخَمسينٍ تْلادٍ تلاد بهْ

وقوله:
كنَّا شْيُوخ العِز والعِزْ عِزّنَا // وفي عِزّنا منْ عَزْ تجْرِيْ مَرَاكْبَهْ
وعَلى عُزّنا تُبْنَى بْيُوتٍ منَ الْعلَا // وما طَالْ مِنْ عِزٍّ لدى النَّاسْ طَالْ بَهْ
حُنَّا مْلُوك الدَّار والدار دَارنا // منْ عَهْد عادٍ إلى وْلَادٍ تْلَادْ بَهْ. 

وقوله:
عِشْنَا بها ما فوقنا كُوْدْ ربَّنا // شدِيْدِ القوى سبحانْ مَنْ لا يْحَاطْ به
زَمانٍ حَبَانا كلّ ما في نفوسنا // منَ الله تَذْرِي بالأمانيْ هَبَايْبه
زمانً لْنَا قدْ طاع منْ طَوَّع المَلا // والذِّيْبْ شاةٍ والضّواري ثعالبه
وحنَّا ملَكْنَاها وْقِدْنَا زمَامْهَا // ودَانَتْ لنا الدنيا وجَتْنَا مدارْبَه

وقوله:
فكمْ حاكمٍ ظالم مَلَا الخدّ جَيْشَه //عَيَانٍ وكنَّا لهْ خَصِيْمٍ نحاربه

وقوله:
كنَّها بها والذِّيْبْ يَرْعَى بشَاته // في كلّ شِعْبٍ حَيْثما الشاةّ عازبه
فلا به عَزِيْزٍ عِزّتَه فُوق عِزّنا // وزِلْنَا وزَال العِزّ عَنَّا ودَال به. 

وبعد تَغَلُّب هذه التوابع البيض المتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة أذلوهم وطمسوا آثارهم ومحوا ذكرهم وأفقروهم وانتهبوهم وأضعفوهم ووضعوا السيف على رؤسهم وأجبروهم على حرف يدوية يترفَّعُ عنها بقيةُ العرب بقصد تنفير العرب عنهم وكسر نفوسهم وتضييع أنسابهم بعد شهرتهم وقُوَّتِهم وظهورهم ومضافاتهم ومشيخاتهم ورحلاتهم وأماراتهم وأحلافهم وعملهم في التجارة والقضاء العشائري بين العرب بالبوادي لقرون هجرية وكانوا شموساً أطفأتها توابعُهم ولم يحلُّوا محلها. 

٦-(" ومثله أيضاً نفر من آل نوح الذين يرجعون في أرومتهم إلى جدهم الأعلى مجاعة بن مرارة الحنفي. وكان ابن نوح من الصوفيين المعروفين ببلدة مقرن. والصوفية مدرسة فكرية وصلت إلى نجد في وقت لا نعرفه. وكان لها أتباع. وكان لهم في مسجد في مقرن يجتمعون فيه، ويتدارسون. وعندما دخل الإمام عبدالعزيز بن محمد وبصحبته الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب هدم المسجد، وأقام في مكانه مسجداً لأهل السنّة عُرف بمسجد الشيخ عبدالله. وهو الذي يُعرف الآن بمسجد الشيخ محمد بن ابراهيم الواقع بجوار المحكمة الشرعية ").

وأَمَّا (ابن نوح) الذي ذكره العسكر فكان متصوفاً وحليفاً للأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بلدة حجر اليمامة المذكورة وهو نازل في سلسلته من (نوح الأكبر) و (ابن نوح) أدرك سنوات الفتن وقيام التوابع البيض المتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري واشترك في التمرُّد ثُمَ رجع عنه ثُمَّ تمرَّد مرة أخرى وخلع طاعة حلفائه الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية واستقر على ذلك وسيرته وعرقه وذراريه إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري مثبوتة في تراث النسابين الأصوليين المتناقل جيلاً عن جيل.   

وأَمَّا المسجد الذي أشار إليه العسكر هنا فهو مسجد دخنة الكبير ويُوْصَفُ بالكبير تمييزاً له عن مسجد دخنة الصغير وحدثي الرويشد أنَّ المتصوفة قديماً كانوا يحييون ذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد دخنة الكبير ويجتمع معهم الأهالي ويقرأون السيرة النبوية بهذه المناسبة الشريفة.  
 
وأَمَّا قول العسكر: (والصوفية مدرسة فكرية وصلت إلى نجد في وقت لا نعرفه.) فالتصوف دخل إلى نجد منذ زمن قديم والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية كانوا متصوفة من أيام دخولهم في بوادي الحجاز في إقليم المديمة المنورة غرب الجزيرة العربية من أيام الإمام القاسم الرسي الحسني المتصوف في وادي الرَّس في بادية إقليم المديمة المنورة والتصوف قديم معروف قبل مجيء الإسلام وبعد مجيئه في نواحي الجزيرة العربية والمتصوفة من الأعلام كثيرون مثل: الحسن البصري وبشر الحافي وغيرهم.  

٧-(" ونعود لما بدأنا به من ملء الفراغات في تاريخ نجد. نظر المؤرخون إلى الاشارات القليلة الواردة في التاريخ إلى معكال ومقرن. ثم وجدوا حدودهما تتطابق مع حدود ما يُعرف في كتب البلدانيات بحجر. فقالوا أولاً أنهما قامتا في القرن العاشر على أنقاض حجر. وهذا قول لم أجد له سنداً تاريخيا ثابتاً. ثم طفقوا يبحثون في مكانة هاتين البلدتين. فإذا كانتا على ما ذكر أين هما الآن. ولماذا اختفتا بهذه السرعة؟ وأين سكانهما؟ وإذا كانت منفوحة معاصرة لهما. لماذا بقيت منفوحة صامدة أمام الدرعية وأمام الرياض سنوات طويلة، وهما أي معكال ومقرن لا نجد لما ذكر في حروب الرياض المتأخرة؟

نحن إذن أمام افتراضين اثنين: إما أنهما حيان من أحياء حجر. وليس بلدتين. أو أنهما اسمان لشخصين مرموقين. فالفرضية الأولى يقول بها الشيخ عبدالرحمن الرويشد ويستشهد بقول الراجز:

يا ماحلا والشمس بادي شعقها // ضرب الخناجر بين مقرن ومعكال

والفرضية الثانية يقول بها الشيخ حمد الجاسر رحمه الله. وهو يعرف بيت الرجز، ومع هذا يرى بأن الاسمين الواردين فيه اسمان لشخصين لا مكانين. وأصحاب الرأي الأخير يرجعون تسمية مقرن إلى الأمير مقرن بن أجود بن زامل رأس الدولة الجبرية التي قامت في شرق الجزيرة العربية. وبهذا هم يؤكدون خضوع نجد لتلك الأمارة ").

وهنا طرح العسكر تساؤلات وأجوبة فرضية بخصوص من يكون (معكال) و (مقرن) وأورد فرضية الرويشد أنهما اسمان لمكانين وأورد فرضية حمد الجاسر أنهما اسمان لشخصين، قُلْتُ:    

كلا الفرضيتين صحيحتين وهما اسمان لمكانين واسمان لشخصين وهذان المكانين عُرِفَا باسم هاذين الشخصين وأَمَّا (معكال) فهو تابع من أصول هندية شرقية قديمة وهو تابع الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهو حارس مكان وتابع ديارهم في جنوب بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وكبير توابعهم بها وكان موجوداً في منتصف القرن العاشر نحو ٩٥٠ هجرية أو بعده نحو ٩٦٠ هجرية وأَمَّا (مقرن) فهو قحطاني عربي من توابع العرب وليس له تبعية للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أو الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية وهو كبير التوابع بهذه الجهة وحدثت خلافات بين (معكال) ومجموعته من الملتفين حوله وبين (مقرن) ومجموعته من الملتفين حوله والبيت الشعري الذي أورده العسكر قِيْل بعد حدوث هذه المشاكل بينهم وهي خلافات ومشاكل تحدث بين ساكني المحلات والجهات في البلدة الواحدة داخل وخارج جزيرة العرب.      

وأَمَّا (مقرن) القحطاني العربي المذكور هو غير مقرن بن أجود بن زامل من أمراء الدولة الجبرية.

وهذان الشخصان (مقرن) و (معكال) اللذان عُرفَ بهما الحيين/المحلتين / البلدتين / الجهتين ببلدة حجر اليمامة المذكورة هما متعاصران وكانا موجودين في القرن العاشر الهجري في منتصفه وبعد منتصفه قبل هجوم المدعو حسن بن أبي نمي الثاني-ابن حاكم مكة المكرمة- على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم وتوابعهم في محلة معكال المذكورة وسآتي للحديث عن هذا العدوان الآثم في مفردة أخرى فيما بعد بإذن الله تعالى.     

وأَمَّا هاذين الشخصين (مقرن) و (معكال) فعرقهما وسيرتهما فهي مثبوتة في المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل ولهذا الشخص (معكال) قصة. 

وأَمَّا قول العسكر: (أنهما قامتا في القرن العاشر على أنقاض حجر.) نقلاً عن راوٍ بخصوص هاتين المحلتين (مقرن) و (معكال) المعروفتين باسم هاذين الشخصين كما أسلفتُ فهي قولٌ يشيرُ إلى أنَّ سُكنى المحلتين وشهرتهما ارتبطت باسم هاذين الشخصين الموجودين في القرن العاشر الهجري وظلَّتْ محلة (معكال) معروفة بهذا الاسم في الوثائق المحلية المتأخرة القريبة وعند الأهالي حتى يومنا الحاضر وظَلَّتْ محلة (مقرن) معروفة بهذا الإسم في الوثائق المحلية المتأخرة القريبة ولكنها اختفتْ عند الأهالي في وقتنا الحاضر.        

وأَمَّا (الرياض) فهي الإسم الآخر لبلدة (حجر اليمامة) و (حجر) هو الإسم الأصلي الأقدم للبلدة وأَمَّا (الرياض) فهو اسم ظهر بعد اسم (حجر) وكانتْ البلدة تُعْرَفُ قديماً بهاذين الإسمين (حجر) و (الرياض) وظَلَّتْ تُعْرَفُ باسمها الأقدم (حجر) إلى جانب اسمها الأجدد (الرياض) إلى وقت قريب على ألسنة الناس وفي كتابات النسابين والمؤرخين أواخر القرن الثالث عشر الهجري ويوجد من الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية من عُرِفَ ب (الحجري) نسبةً إلى بلدة (حجر) المذكورة بعد نزوله فيها. 

٨-(" وتنفرد الرواية الشفهية بتأكيد أن هذين الاسمين من الأسماء القديمة. ولا علاقة لمقرن بن أجود بن زامل بشيء من هذا. حدثني الشيخ عبدالرحمن بن رويشد عن لعبة شعبية كانت سائدة في الرياض قديماً. تُسَمَّى: (بقرة وثور) ومُلَخَّصُها أنْ يلتحفَ أحد اللاعبين برداء. ثم يأتي آخر ويدخل يديه في الرداء من أجل التعرف على شخصية المتدثر بالرداء. ويقسم قائلاً: (كال ومعكال) ويسمي الشخص. مما يعني أن معكال اسم صنم من أصنام الجاهلية المعروفة في نجد. فإن كانت القصة المتواترة صحيحة، فلا نعدم أن معكال ومقرن من الأسماء القديمة. ولا داعي إذن ربطهما بشخصيات سياسية تستدعي نفوذاً سياسيا. ").

وأَمَّا اللعبة الشعبية التي ذكرها العسكر نقلاً عن الرويشد فهي لعبة شعبية قديمة معروفة عند العرب وتُسَمَّى (لعبة الملائكة) وما تزال معروفة حتى يومنا هذا في بعض بوادي العرب وما يزال الفتيان يلعبونها في عرب العوازم بني ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية في نواحي صعيد مصر، قُلْتُ:   
وهم يقولون في اللعبة: (كال وميكال) ولكن ميكال صَحَّفوها إلى معكال لتقارب الكلمتين في الحروف ولا علاقة لها بمعكال التابع الهندي ولا بأصنام الجاهلية وهي مجرَّد مقولة وليست قسماً.
  
٩-(" ملء الفراغات هنا لا لزوم له. وكون معكال ومقرن مكانين يبدو صحيحاً. ولكن الصحيح أيضاً هو عدم صدق كل ما ينسب لهاتين البلدتين. فهما لا يعدوان حيين في بلدة كبيرة. والله أعلم. ")

نعم، (مقرن) و (معكال) فهما حَيَّان أو سَمِّهِمَا ما شئت فهما مكانان أو موضعان داخلان تحت مُسَمَّى أكبر وهو بلدة حجر في في إقليم العارض بمنطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.

وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية فكانوا بدواً يسكنون بيوت الشعر يتنقلُّون للرعي مع حلالهم في بوادي العرب وكانوا يَتْرُكُوْنَ توابعَهم في ديارهم بالقُرَى والبلدات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية لحراسة وفلاحة مواردهم وأراضيهم وشعابهم وهذه التوابع هي توابع الديار وهم كثيرون ويتشَيَّخُ عليهم واحد منهم ومنهم هذا التابع الهندي (معكال).

وأَمَّا (عبدالرحمن الرويشد) الذي ينقل عنه الكاتبُ / العسكر فهو أبو إبراهيم عبدالرحمن بن سليمان الرويشد وأسرته آل رويشد من أهالي مدينة الرياض في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وأصلها من بلدة أبا الكباش في إقليم العارض وعاش أيام صباه في حارة دخنة بمدينة الرياض وقرأ في كتاتيبها وتخرَّج في معهد أو كلية الشريعة واللغة العربية بها وعَمِلَ في وظائف حكومية وهو مؤرخ وكاتب وله مؤلفات تاريخية وصاحب مجلة الشبل - مجلة أطفال - وصاحب مطبعة ومكتبة ورجل أعمال وتوفي قبل بضع سنوات في مدينة الرياض متأثراً بمضاعفات جلطة دموية أصابته وهو يعمل في مكتبه بمقر مجلة الشبل الواقع على شارع التخصصي وهو مُلِم بكثير من أخبار مدينة الرياض وأهاليها واستفدتُ من أخباره وحدَّثَني أنه والده سليمان أرسله وأخيه وهما فتيان بعدما وصلا سن البلوغ إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج مع حملة للحج يُنظمها رجال أسرة من أهالي مدينة الرياض وكانت الرحلة على الإبل قبل دخول السيارات، وابنه إبراهيم الأكبر الذي يُكَنَّى به توفي في حياة والده عبدالرحمن، وحدَّثَني أيضاً أن مؤلف كتاب (الشرك وتصدُّع القبيلة) وصفه ب (الوهابي المستنير)-رحمه الله.

وأي تابع أو حليف مذكور في هذه المفردة هو غير أي تابع آخر أو حليف آخر أو شخص آخر يتشابه معه في الإسم واللقب والديار والرحلات والأحلاف والتواريخ داخل وخارج جزيرة العرب.

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:

شيء من تاريخ نجد لعبدالله إبراهيم العسكر







السبت، 30 سبتمبر 2023

نجد وأهلها في كتاب (تاريخ المستبصر) لابن المجاور.

هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن نجد نواحي وسط الجزيرة العربية في كتاب (تاريخ المستبصر، تأليف/ ابن المجاور (كان موجوداً في القرن السابع الهجري)، مراجعة وتهميش/ حسن ممدوح محمد، ط ...، ١٩٩٦ ميلادية، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، مصر) والمؤلف ابن المُجَاوِر من رجال القرن السابع الهجري (أي بعد سقوط الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد الجزيرة العربية والتي سقطتْ في عام ٤٥٠ هجرية)، و(تاريخ المُسْتَبْصِر) هو كتاب جغرافي تاريخي مُمتِع (مطبوع أكثر من مرة) لرحَّالة وجغرافي زار مناطق عدة وتحدَّث عنها وذكر اليمامة ومنطقة نجد نواحي وسط الجزيرة العربية في مواضع من كتابه هذا بل وخصص لناحية نجد وعادات أهلها قسماً ووصفاً، وكنت قد اقتنيت نسخةً ورقية من هذا الكتاب قبل سنوات وهو كتاب يحوي معلومات شيقة ورسوم وخرائط توضيحية عن الأماكن والسكان ولكن يبدوا أن المؤلف / ابن المجاور لم يقم بزيارة خاصة لناحية نجد لاستكشافها بنفسه واكتفى بالنقل عن رواي لم يصرح باسمه ولا توجد عبارات صريحة في كلامه توحي بمروره بنجد عند وصفه لها والله أعلم، وهنا في هذه المفردة أحببتُ أنْ أشير في نقاط لبعض ماذكره ابن المجاور في وصفه لنجد وأهلها وأناقش بعضها وأعلق عليها وأبدي بعض الملاحظات حسب الفهم والإدراك رجاءً في تقديم بعض الفائدة العلمية لمحبي المعرفة وخصوصاً أنَّ كاتب أحرف هذه المفردة وُلِدَ ونشأ في بلدة هوازنية يمامية نجدية واقعة في وسط منطقة اليمامة ووسط ناحية نجد وسط الجزيرة العربية وسمع من أهلها وشاهد بعض ما فيها من تراث مادي ومعنوي (انظر صفحات الكتاب: ٢٤٧-٢٦٠):        

أ-الحدود الجغرافية.
ب-الإرتفاع عن مستوى سطح البحر.
ج-التضاريس المرتفعات.
د-نوع التربة.
-المناخ.
-الأودية.
-الزراعة.
و-المنشآت العمرانية.
ز-موارد المياه.
ح-الرعي والثروة الحيوانية.
ط-عادات الكرم.
ك-عادات زواج النساء.
ق-الحياكة وعادات اللبس.
م-عادات الطعام.
 ي-عادة أكل الجراد.
-السكان