الجمعة، 12 فبراير 2021

ثورة الأمير الشريف إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول الحسنية الهاشمية القرشية في الحجاز عند اليعقوبي في تاريخه.


هذه المُفرَدة التاريخية تتحدَّث عن خلافات ووقائع وأسباب ثورة الأمير الشريف إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجَوْن الحسنية الهاشمية القرشية في نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية في أيَّام أحمد المستعين العباسي عند اليعقوبي في تاريخه (تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتِب العَبَّاسِي المعروف باليعقوبي (... – بَعْدَ 292 هجرية)، تحقيق عبد الأمير مهنا، ط1، 1431 هجرية، 2010م، شركة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ج2، ص 464) وهي رواية تُعَارِضُ ما أَوْرَدَهُ الطبريُّ في تاريخه (تاريخ الأمم والملوك، محمد بن جرير الطبري (224-310 هجرية)، تحقيق أبو صهيب الكرمي، ط1، 1424 هجرية، 2003م، بيت الأفكار الدولية، عمان، الأردن، ص 1968) المشهور بتاريخ الطبري ونقَلَهُ عنه المؤرخ عبدُالرحمن بن محمد ابن خلدون الحضرمي الأندلسي (732 – 808 هجرية) في تاريخه المُسَمَّى (العِبَر وديوان المُبتَدأ والخَبَر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصَرَهُم من ذوي السُلطان الأكبر، تحقيق أبو صهيب الكرمي، ط4، 2012م، بيت الأفكار الدولية، عَمَّان، الأُردُن، ج1، ص 1006) المشهور بتاريخ ابن خلدون عن ثورة الأمير الشريف إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول الحسنية الهاشمية القرشية، وهذا نص ما رَوَاهُ اليعقوبي في تاريخه: 
وَوَثَبَ إسماعيلُ بن يوسف الطالبي بناحية المدينة لسبب كانَ بينه وبين الوالي بها، وتَحَامَلَ عليه في وقفٍ كانَ لَهُ، وجَمَعَ لفيفاً من الأعراب، ثُمَّ نَفَذَ إلى ناحيَة الروحَاء، فأَخَذَ مالاً للسُّلطان، وكانَ حُمِلَ من بعض المواضع، ثُمَّ صارَ إلى مكة، وجعفر بن الفضل، المعروف ببشَاشَات، العامل بِهَا، فوَاقَعَهُ فَهَزَمَ بشَاشَات، ودَخَلَ مكةَ وأَقَامَ ثلاثاً، ثُمَّ دَفَعَ إلى المُزْدَلِفَةِ، وصَبَّحَ مِنَى، وقَدْ تَهَارَبَ الناسُ، ودَخَلَ من كَانَ مع ابن يعقوب مَكَّةَ، فَقَدَّرَ أَهْلُهَا أَنَّهُم أَصحابُ إسماعيل، فَلَقَوْهُم بالسيوف، فَقَتَلُوا منهم مَقْتَلَةً عظيمة.

وأَقْبَلَ إسماعيلُ إلى مكَّة فَمَنَعَهُ أَهْلُ مَكَّة من الدُّخُوْل، فَوَضَعَ أَصحابَهُ السيوفَ فيهم، حَتَّى دَخَلَ وطَافَ وسَعَى، ورَجَعَ وطَافَ، ثُمَّ صَارَ إلى مِنْى، وكانَ بمكَّة رَجُلٌ يُقَالُ له محمد بن حاتم على نفقاتِ المَصَانِع، فقَالَ ليعقُوْب: إِقْلَعْ ما عَلَى دَرْوَنْدي البَيْت والعتبة من الذهب والفضَّة، وأَعْطِهِ الناسَ. وحَاربَ إسماعيلَ !، فَقَلَعَ ذلك الذهب، وأَقَامَ إسماعيلُ بِمِنَى أَيَّام مِنَى، ثُمَّ انْصَرَفَ.

انتَهَى نصُّ الخَبَر وهو مُكَوَّن من فقرتين.

ويمكنُ القوْلُ بأنَّ هذا الخبر أشارَ فيه اليعقوبي إلى النقاط التالية:
  
1 – سبب ثورة الأمير الشريف إسماعيل وهو تَحَامُل والي بني العبَّاس في المدينة المنورة على عليه في وقفٍ لَهُ.
2- استعانة الأمير الشريف إسماعيل بحلفائه من عرب بادية المدينة المنورة على الثورة.
3 – أخذ الأمير الشريف إسماعيل مالاً لبني العباس محمول إلى المدينة المنورة. 
4 – ذهاب الأمير الشريف إسماعيل إلى مكة المكرمة مُحْرِماً لأداء مناسك الحج.
5 - منع جعفر بن الفضل والي العباسيين على مكة المكرمة الأميرَ الشريفَ إسماعيل من دخول مكة المكرمة ومواقعة الأمير الشريف إسماعيل لجعفر وانهزامه.
6 – حدوث مقتلة عن طريق الخطأ في يوم النحر في أصحاب ابن يعقوب عامل بني العباس في مكة المكرمة وبين أهل مكة المكرمة ظناً منهم أنَّهُم أصحاب الأمير الشريف إسماعيل.
7 – منع أهل مكة المكرمة الأمير الشريف إسماعيل من دخول الحرم لأداء طواف الإفاضة ومواقعة أصحاب الأمير الشريف إسماعيل لهم وانهزامهم ودخول الأمير الشريف إسماعيل وأصحابُهُ الحرم وأدائهم للطواف وسعي الحج وعودتهم لمنى للمبيت بها أيام التشريق.
8 – إشارة رجل بمكة يقال له محمد بن حاتم عامل بني العباس ليعقوب بقلع الذهب والفضة التي تُزَيِّن الكعبة ليعطيها للناس ليحاربُوا معه الأمير الشريف إسماعيل.
9 – إقامة الأمير الشريف إسماعيل أيَّام التشريق بمِنَى ثُمَّ انصرافُهُ منها بَعْدَ إتمام حَجِّهِ.  

ويقول الأستاذُ أيمنُ النفجان في كتابه (الأمارة الأخيضرية، ط1، 1431 هـ، 2010م، دار المؤلف للنشر، عنيزة، السعودية، ص 39) مُعَلِّقَاً في الحاشية على هذه الرواية: "اعْتَمَدَ المؤرخون المُتقدمون والمُتأخرونَ في نقلِهِم لأخبار الأخيضريين في الحجاز على رواية الطبري والتي يَشُوْبُهَا الاضطراب والنقص، ولم يُشيرُوا إلى رواية اليعقوبي والتي تُقَدِّمُ تفصيلاً أكثر خاصةً عن الأسباب التي أَدَّتْ لقيام ثورتِهِ؛ إِلَّا أَنَّهَا وصلتنا ناقصةً، على أي حالٍ فإنَّ استعراض الروايتَيْنِ، بالإضافة إلى بعض ما وَرَدَ في المصادر التاريخية الأخرى، وكُتب الأنساب العلويَّة تُقَدِّمُ صورةً أكثر دِقَّة لأخبار الأخيضريين في الحجاز". 

(مصدر الصورة/ تاريخ اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتِب العَبَّاسِي المعروف باليعقوبي، تحقيق عبد الأمير مهنا، ط1، 1431 هجرية، 2010م، شركة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، ج2، ص 464، وبالله التوفيق).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق