هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن ما جرى للأشراف الهاشمية القرشية العربية من مصائب ونكبات وجور وغدر وواقعات من توابعهم عبر القرون بعد تفرقهم في بوادي العرب نواحي نجد والحجاز داخل الجزيرة العربية وخارجها بعد ما تعرّضوا له من مُضايقات وملاحقات العباسية وابتُلَُلِيَ الأشرافُ الهاشمية عامة والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية خاصة في الماضي والحاضر بمؤامرات ومصائب وغدر توابعهم عبر تاريخهم الطويل وهذه الحوادث والوقائع منها ما هو حوادث فردية منفصلة ومنها ماهو حوادث جماعية متصلة.
وأمَّا الحوادث الفردية هي حوادث متفرقة في ديار مختلفة وليس بينها صلة وتحدثُ من تابع واحد أو مجموعة واحدة تتبَعُ الشريفَ الهاشمي لانفرادهم به / استفردُوا به في البادية مثل:
١- هروب التابع بإبل متبوعه.
٢- خطف النساء والإبل والهروب بهن.
٣- قتل التابع لمتبوعه وهروبه.
٤- تآمر التابع على متبوعه والتحريض عليه والغدر به. كالذي حدث لشريف خوَّاري حسيني هاشمي نواحي الحجاز تآمر كبيرُ توابعه مع بقية التوابع على قتل متبوعهم الشريف الخَوَّاري وبعد قتلهم له غدراً ثم نزولهم إلى نواحي نجد تآمر هؤلاء التوابع بعد ذلك على قتل كبيرهم هذا وقتلوه.
٥- وراثة التوابع لمتبوعهم بعد وفاته بدون عقب وليس بقربه أحد من أبناء عمومته. كالذي حدثَ من توابع الضيافة والرعي وغيرها في وادي النَّعام في إقليم الفُرَع نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن الحادي عشر الهجري بعد وفاة الشيخ الأمير الشريف محمد الثاني الملقب (شهيل) بن مضحي الأكبر بن عليان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية تقاسمَ توابعُهُ إبله وأمواله ومتاعه ودياره وأخذوا سيفه وأفلتوا من التبعيّة للأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومنهم من أقام ومنهم من رحل ومنهم من لحق في تكتلات عشائرية في أحلاف قبائل العرب ومنهم من ادَّعى في نسب متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومنهم من رحل إلى بوادي مكة المكرمة والمدينة المنورة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ومنهم من انفردَ في بيوت فرديَّة.
٦- قتل التوابع لمتبوعهم وأخذهم لماله وإبله ونسائه وسيفه وإقامة أحدهم مكانه.
٧- ربط التوابع وتعذيبهم لمتبوعيهم ومنهم من مات تحت التعذيب أو عذّبوه وجعلوه خادماًِ لهم كالذي حدثَ لشريف هاشمي عذبوه وجعلوه خادماًِ يجلُبُ الحطبَ ويُشعلُ نارَ القهوة في المضافة وأقاموا أحدهم مكانه شيخاً عليهم.
وبعد هروب هذه التوابع بإبل متبوعيهم أو بعد قتلهم لمتبوعيهم وأخذهم لإبله وأولاده ونسائه أو وراثتهم له يتقلَّدُوْنَ سيوفهم ويتعمَّمُون بعمائمهم ويدَّعون الشرفَ في نسب بني هاشم وينزلونَ على أقوامٍ آخرين ويُسَمَّونَ بالنسب الهاشمي ويوصَفُونَ بالشَّرف وتَشِيْعُ لهم شهرةٌ طاغية بين القوم ويُصَدِّقُهَا العَوَّامُ لكنها شهرة زائفة على غير أصل صحيح وصنَعَها هؤلاءُ التوابع ولذلك المُضافون من هؤلاء التوابع كثيرٌ في الأنساب الهاشمية وأعدادهم وذراريهم أكثر بكثير من أعداد وذراري الأشراف الهاشمية الأصلية وكل عشرة ممّن يقولُ بنسبه في بني هاشم يوجد ٩ تسعة منهم مُضافين وواحد أصلي فقط تقريباً.
وأمَّا الحوادث الجماعية هي حوادث متصلة في مكان واحد أو إقليم واحد وحدثَتْ من أكثر من مجموعة توابع واحدة في أيام الفتن والإضطرابات وإنكسار الأشراف الهاشمية وجور وطغيان توابعهم عليهم وفي هذه الحوادث الجماعية ينقَضُّ التوابعُ على متبوعيهم ويتمرَّدون ويسلُّون السيوفَ عليهم ويقتلونهم ويأخذون أموالهم وإبلهم وخيلهم وغنمهم وديارهم وأوقافهم ومواردهم ومراعيهم وينتهبون بيوتهم ومتاعهم ويطمسون آثارَهم ويمحون ذكرَهم ويضعون السيوف على رقابهم ويجبرونهم على حرف وأعمال يدوية يترفّع عنها بقيةُ العرب ويسيئونَ مُعاملتهم ويأخذون منهم الخاوة مثل ما يأخذونها من العرب المكسورة ويتنقّصونهم بإطلاق صفة (خَضِيْر) عليهم الصفة العربية القديمة بسبب عدم وجود قبيلة قائمة لهم باسم جدهم الأعلى ( هاشم) كبقية القبائل العربية القائمة في بوادي العرب ولتنفير العرب عنهم ولتضييع أنسابهم ولكسر نفوسهم وهذه الحوادث أشدها وقائع النكبات الثلاث الكبريات في عام ٩٤٠ هجرية في ديار قحطان القديمة جنوب غرب الجزيرة العربية وفي عام ١٠٧٠ هجرية في نواحي جنوب نجد وسط الجزيرة العربية ثم أحداث النكبة الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري.
وبدأتْ مصائبُ توابع الأشراف الهاشمية على متبوعيهم تتوالى من أيام أواخر الدولة الأخيضرية الحسنية الهاشمية باليمامة بتمرد وانقلاب تابعهُم الكردي أبوالعسكر الألف قائد جنودهم عليهم مما ساهم في إسقاط الدولة الأخيضرية باليمامة في عام ٤٥٠ هجرية وما حصل من تابعهم شكر أبو الفتوح (٤٣٠-٤٥٣ هجرية) في أيامه.
والأشراف الهاشمية عامة ومنهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية خاصة من أيام دولتهم باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) وبعد سقوطها في عام ٤٥٠ هجرية وتفرقهم في بوادي العرب احتاجوا إلى الكثير من التوابع ليكلفونهم بالأعمال المختلفة خصوصاً في الرعي وحراسة موارد المياه والمراعي وتربية الخيل في البوادي وكان عندهم من الخيل العربية الأصيلة أكثر من الإبل وفي الزراعة وحراسة وعمارة الديار في القُرَى وصارتْ كثرة أعداد هذه التوابع وتناسلهم وبالاً على الأشراف الأخيضرية مع مرور الأجيال وأكثرهم أفلتوا منهم بعد عتق أو هروب ولحقوا في التكتلات العشائرية في أحلاف العرب وصاروا يألبون العربَ والتوابعَ الآخرين على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في البوادي والقُرَى .
وكان الشريف الأخيضري الحسني الهاشمي الواحد عنده في المتوسط ما لا يقل عن ٣٠ تابعاً من أعراق مختلفة وأغلبهم من عرق غير العرب من العرق الأبيض والأحمر من الشرقيين والديالمة والسامرية والهند والفرس واليهود والترك والكرد والغز الجراكسة والبربر وغيرهم، وهذه التوابع البيض هم الذين طغوا وجاروا على متبوعيهم الأشراف الهاشمية ونكبوهم في حوادث فردية وجماعية، وكان الشريف الهاشمي عادةً يكلِّفُ التابعَ النظيف الذي يهتم بمظهره ولباسه بالعمل في ديوان الضيافة وأمَّا التابع غير النظيف الذي لا يهتم بمظهره ولباسه فيكلِّفُهُ في أعمال الرعي وموارد المياه، وكانَتْ الأشرافُ الهاشمية يكلِّفون التوابعَ بما يحسنون ويجيدون من أعمال فمثلاً الديلمي الشرقي الذي يجيدُ حفرَ قنوات الماء والزراعة يكلفونه في قُرَى إقليم الخرج في الزراعة وشق القنوات من العيون لتسقي المزارع والنخيل.
وأقل هذه التوابع ضرراً على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية من لم يسل سيفاً على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أو على حلفائهم من العرب أو على توابعهم الآخرين ولم يحرّض العربَ والتوابعَ على متبوعيهم الأشراف الهاشمية واكتفى بمجرد الإضافة والإدعاء في نسبهم كالذي حدث من التابع كرزاب الهندي صانع السيوف ادَّعى في نسب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعد سقوط الدولة الأخيضرية في اليمامة في عام ٤٥٠ هجرية والتفتْ الرجالُ حوله وصار شيخاً وأميراً في العرب.
وأمَّا الأشراف آل حسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب لَمَّتْ كذلك كثيراً من توابع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
وفي نحو عام ٧٩٥ هجرية اغتالتْ التوابعُ متبوعَهُم العالمَ الشيخَ الأمير الشريف إبراهيم بن شعيب الأكبر بني الأمير أحمد حميدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية صاحب الرحلات والأحلاف والمُصنفات وباعث تاريخ الأشراف الأخيضرية بسبب وشاية وتحريض التوابع فيما بينهم خشيةَ أَنْ يِعِيْدَ الدولة الأخيضرية من جديد.
وجميع هذه التوابع يُعْرَفُوْنَ بأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم (وتحليل الحمض النووي DNA) سواءً انفردوا في بيوت فردية أو أضافُوا أنسابهم في أنساب هاشمية أو في تكتلات عشائرية في أحلاف العرب وتسَمَّوا باسم العرب وتخَفَّوا في نسب القبيلة ورحلوا داخل جزيرة العرب نواحي الحجاز أو رحلوا خارج جزيرة العرب إلى العراق او الشام وفلسطين وفارس والهند او دخلوا بلاد الترك والكرد او رحلوا إلى ديار مصر ونواحي الغرب.
وأما الأشراف الهاشمية الأصلية وهم قليل يعرفون بالعد والتسلسل وأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم في أحلاف العرب وبتسميّهم باسم توابعهم وبإضافة نسبهم في توابعهم.
وهؤلاء التوابع البيض من غير عرق العرب أدخلوا إلى العرب ثقافة جديدة بالافتخار باللون الأبيض والأحمر ألوان وملامح غير العرب بعد افتخار العرب بسمرة العرب.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد.
(أُعُدَّتْ مُلخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق