الأربعاء، 17 فبراير 2021

صفة (هُتَيْم) عند العرب قديماً .. التاريخ والسبب واللغة.


هذه المفردة التاريخية تتحدثُ عن صفة (هُتَيْم) عند العرب وهي صفة قديمة معروفة عندهم قبل مجيء الإسلام وبعد مجيئه وهي صفة تُطْلِقُهَا العربُ على المهزوم منهم بعد الواقعات والحروب إثر إنكسارهم وتَكَسُّر سيوفهم فيها بسبب الخلافات على الموارد والمراعي والأمارة والمشيخة في النواحي والديار والبوادي وبعد هذا الإنكسار يتكبدُ الطرفُ المنكسِر كثيراً من الخسائر في الأرواح والممتلكات وتزولُ نعمتُهُ وتتغيرُ عليه الأحوالُ وتسوءُ ظروفه المعيشية ويُجبرُه الطرفُ المنتصرُ المُتغلبُ في بعض الأحيان بوسم إبل عِقابي يُعبرُ عن الهزيمة وسيطرة المُنتصر عليه وكل هذا في سياق فكرة الغالب والمغلوب المُسيطرة على عقل العرب قديماً.

وأما في لغة العرب فصفة (هُتَيْم) مأخوذة من الفعل (هَتَمَ) بمعنى كَسَرَ وحَطَّمَ ومن تَعَرَّضَ للكسر والتحطيم منهم فهو (مَهْتُوْم) على وزن مفعول فهو (هَتِيْم) على وزن فَعِيْل مثل: مقتول فهو قَتِيْلٍ ثم صغَّرُوه تصغير ترخيم (هُتَيْم) على وزن فُعَيْل.

وأما صفة (هُتَيْم) فهي من صفات الواقعات والحروب والفروسية عند العرب قديماً وسمَّوا الفارس منهم الذي يُكَسِّر سيوفَ الفرسان الآخرين (هاتم) علي وزن فاعل و(هُتَيْم) على وزن فُعَيْْل تصغير ترخيم للفاعل (هاتم) وسموا منه بياء النسبة (هُتَيْمِي) وسمَّوا منها كذلك (هَيْتَم) اختلاف وتغيير لغة وكلها أسماء وصفات فروسية، وأما صفة (هُتَيْم) عند العرب قديماً بمعنى المغلوب والمكسور فهي ليست خاصة بقبيلة معينة من العرب بل يطلقُونها على من كسَروه منهم كما أسلفتْ وهذا الطرف المكسور منهم هو من العرب الأصلية وأحياناً من نفس القبيلة حين تنشبُ الخلافات والحروب بينهم في داخل القبيلة وتنقسم القبيلة إلى طرفين مُتحاربين ويَهْتُمُ أحدُهما الآخرَ. 

فالحمد لله على نعمة الحضارة المعاصرة وانتشار العلم والتعليم بين البشر في أنحاء العالم. 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر.

(أُعِدتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة، وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق