الجمعة، 12 فبراير 2021

مذهَب (الزَّيْدِيَّة) أصوله وأتباعه عند ابن خلدون الحضرمي الأندلسي في تاريخه.


هذه المُفرَدة التاريخية تتحدَّث عن ما قَالَهُ المؤرخ عبدُالرحمن بن محمد ابن خلدون الحضرمي الأندلسي (٧٣٢ – ٨٠٨ هجرية) في تاريخه المُسَمَّى (العِبَر وديوان المُبتَدأ والخَبَر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصَرَهُم من ذوي السُلطان الأكبر، تحقيق حسان عبد المنان، ط٤، ١٤٢٤ هجرية، ٢٠٠٣ ميلادية، لبنان، بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع، عَمَّان، الأُردُن، ج١، الصفحة ١٠٠٠ - ١٠٠١) المشهور بتاريخ ابن خلدون عن مذهب (الزَّيْدِيَّة) المَنسُوْب إلى الإمام الشيخ الشريف زيد بن الحُسَيْن وأتباعِهِ ومدرستِهِ في حُبِّ آل البيت النبوي، وهذا نص ما قاله ابنُ خلدون في سياق حديثه عن (أخبار الُّدوَلةِ العلويَّة المُزاحمة لدولةِ بني العبَّاس):  
(...
ومنهم الزيدية القائلون بإمامة بني فاطمة لفضل علي وبنيه على سائر الصحابة، وعلى شروطٍ يشترطونها، وإمامة الشيخين عندهم صحيحة وإن كانَ علي أفضل، وهذا مذهب زيد وأتباعه، وهم جمهور الشيعة وأبعدُهُم عن الانحراف والغلو).
انتهى النصُ.

ويمكنُ القولُ أَنَّ ابنَ خلدون أَشَارَ إلى أصول مدرسة الزيديَّة، ومنها:
١ – إمامة ذراري فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم من زوجها علي بن أبي طالب بشروط. 
٢ - جواز إمامة المفضول على الفاضل.
٣ – صحة إمامة الصحابيين الجليلين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
٤ – أتباع المذهب الزيدي أبعَدَهُم عن الانحراف والغلو من باقي فرق الشيعة الأُخرى.

وأَمَّــا قولُ ابنِ خلدون عن أتباع الزيدية أنَّهمُ جمهور الشِّيَعَة وأبعدُهُم عن الانحراف والغلو (الاعتدال) فلأنَّ الزيديَّة فرقة من الشِيَعَة وفي عُرْفِ المُتقدين هُم مَنْ يرَوْنَ مَحَبَّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وتقديمهِ وفضلِهِ على سائر الصحابة أو بعضِهِم وليسَ كما عليه الحال في عُرْفِ المتأخرين وهم أتباع مذهَب الإمامية الاثني عشرية، انظُر (تهذيب التهذيب، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (٧٧٣-٨٥٢ هجرية)، تحقيق الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد مُعَوَّض، إصدارات وازارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الرياض، المملكة العربية السعودية، ط٤، ١٤٢٥ هجرية، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان،  ج١، ص ٨٩).
   
ويوجَدُ في كُلِّ مَذْهَبٍ وملَّة مُتَسَامحون ومُعتدلون وغُلاة، وأتباع المدرسة الواحدة يأخُذُهُم التفكيُر والكَلَامُ والتَّمَذْهُب بعيداً إلى طرق ومسَالِك فرعية ويتفرقونَ إلى مدراس ومذاهب فرعية عن المذهب والمدرسة الأصلية.
 
(المصدر/ العِبَر وديوان المُبتَدأ والخَبَر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصَرَهُم من ذوي السُلطان الأكبر المشهور بتاريخ ابن خلدون، عبدُالرحمن بن محمد ابن خلدون الحضرمي الأندلسي (٧٣٢ – ٨٠٨ هجرية)، تحقيق حسان عبد المنان، ط4، ١٤٢٤ هجرية، ٢٠٠٣ ميلادية، لبنان، بيت الأفكار الدولية للنشر والتوزيع، عَمَّان، الأُردُن، وبالله التوفيق).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق