الأربعاء، 17 فبراير 2021

صفة (بني خَضِيْر) عند جون غوردون لوريمر في كتابه (دليل الخليج) المُتَرْجَم إلى اللغة العربية في قطر.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن صفة (بني خَضِيْر) عند جون غوردون لوريمر الأسكتلندي البريطاني في كتابه المُتَرْجَم إلى اللغة العربية (دليل الخليج، القسم الجغرافي، الجزء الثالث، قسم الترجمة بمكتب أمير دولة قطر خليفة بن حمد آل ثاني، مطابع علي بن علي، الدوحة، قطر، الصفحتين رقم ١٢٤٣ و ١٢٤٤) ولوريمر هو دبلوماسي ومؤرخ وجغرافي وموظف لدى الحكومة البريطانية في أيام استعمارها الهند وهو من رجال ما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين ووُلِدَ في عام ١٢٨٦ هجرية أو ١٢٨٧ هجرية وتُوُفَّيَ قتيلاً في حادث عارض في بو شهر في إيران في عام  ١٣٣٢ هجرية.
 
وأَمَّا لوريمر وأعوانه اعتمدُوا في هذا القسم الجغرافي على معلومات استخباراتية وعمل ميداني بالإضافة إلى مؤلفات الرحالة السابقين مثل دوتي وبالغريف وبوركهاردت، ولكن يعابُ عليه قلة ذكره للمصادر فلا يُعْرَفُ أحياناً إذا ما كانت المعلومة منقولة من أولئك الرحالة أم من تقارير الاستخبارات (انظر: أليكسي فاسيلييف، تاريخ العربية السعودية، الصفحة ١٨، دار الساقي (لندن)، ١٩٩٨ ميلادية، (لغة إنجليزية)).

وأَمَّا العملُ على هذا القسم الجغرافي من هذا الكتاب المذكور اكتملَ في سنة ١٩٠٨ ميلادية الموافق ١٣٢٥ هجرية أو ١٣٢٦ هجرية أي بعد مرور أكثر من قرن هجري على أحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة وجور وقيام التوابع المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبدأتْ أحداث تلك الفتن في سنة ١١٥٧ هجرية بتمرد الرعيان توابع الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانتهتْ في سنة ١٢٠٠ هجرية بقتل التوابع غدراً وتدبيراً لمتبوعهم الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وتوالتْ بعدها بعضُ الأحداث والواقعات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وخُتِمَتْ بتغلُّب التوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الهاشمية وانتهابهم لهم وزوال أمارات ومشيخات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في النواحي والديار وإطلاق هذه التوابع المتمردة الباغضة ومن وافقهم من العرب صفة (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بقصد ذمِّهم وتنقُّصهم والتقليل من شأنهم بعد كسرهم لهم وتغلُّبِهم عليهم وخروج متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة من أحلاف قبائل العرب إلى بيوت فردية في الحواضر وإجبارهم لهم على حرفٍ تترفَّعُ عنها بقيةُ العرب لكسر نفوسهم وإضاعة نسبهم وتنفير العرب عنهم وهو الإطلاق الثالث الأخير لهذه الصفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بغير قصد وصف الحال بل بقصد تنقُّص وذمِّ ونبز متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الهاشمية خصوصاً والأشراف الهاشمية الأصلية خاصة وحلفائهم من العرب عامة لتفرق بيوتهم بين العرب وغير العرب في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم اللاحق في حلف واسم ونسب قبيلة عربية ومنهم من ترك الأحلاف العربية ولم يحالفْ بعدها أحداً من العرب ولانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريْش) وعدم تكوُّن قبيلةٍ واحدة لذراري الأشراف الهاشمية الأصلية تَجْمَعُهُم في حلف واحد وفي ديار واحدة بعد مرور القرون الطويلة - باسم جدهم الأعلى (هاشم) مثلاً - واستمرَّتْ ذراري هذه التوابع الكثيرة المُتمردة ومن وافقهم من العرب في إطلاق هذه الصفة جيلاً بعد جيل حتى يومنا الحاضر بقصد التنقص والذم توارثاً وتناقُلاً للبُغض والتنقُّص من أسلافهم المتمردة الباغضة دون علم أو معرفة بمعناها الأصلي عند العرب قديماً. 

وأَمَّا صفة (خَضِيْر) فهي صفة عربية قديمة معروفة عند العرب قبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بمساندة أخوالهم عرب هوازن في عام ٢٥٢ هجرية وقد أطلقها العربُ قديماً على العربي الأصلي من عرق العرب المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخلاف أو رحيل عن الديار أو تَقَطُّع حلف قبيلته الأم العربية الأصلية واضمحلالها وتَفَرُّق بيوتها وما دام مُنقطعاً من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية فهو (خَضِيْر) ولذلك فبيوت الأشراف الهاشمية الأصلية هي (خَضِيْر) لانطباق وصف الحال عليهم وتفرُّقهم داخل وخارج جزيرة العرب وانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية  الأصلية (قريش) وأَمَّا العربي الأصلي المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخطف أو سبي أو من كانَ من عرق غير العرب فقد أطلقَتْ عليه العربُ صفةَ (مولى تابع) حتَّى وإِنْ لَحِقَ في تكتل عشائري في حلف واسم ونسب قبيلة عربية وأخذَ المشيخة والأمارة في القبيلة أو أخذ الحُكْمَ والسُّلطانَ في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومدحته الشعراءُ بالقصائد ووُصِفَ بألقاب المشيخة والأمارة والسُّلطان فتظلُ العربُ تصفُه بصفة (مولى تابع). 

وأَمَّا هذه التوابع الكثيرة المُتمردة أكثرهم بيض البشرة وهم من أعراق مُختلفة وأكثرهم من عرق غير العرب وأكثرهم مُتَخَفُّونَ في حلف واسم ونسب القبائل العربية أو في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وأطلقُوا صفةَ (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بعد جورهم وقيامهم الأخير عليهم بقصد الذَّم والتَّنَقُّص بل وتوسَّعُوا في إطلاقها على جميع البيوت الفردية لتشمُلَ من كان منهم من عرق غير العرب خلافاً لما كانَتْ عليه العرب قديماً من إطلاقها فقط على العربي الأصلي من عرق العرب وصفاً لحاله وانقطاعه من حلفه الأصلي في قبيلته الأم التي هو من أصلها ومن صُلْبِها. 

ولوريمر أوردَ صفةَ (خَضِيْر) ضمن سياقِ ذِكْرِه لبعض التكتلات العشائرية وأسماء بعض القبائل العربية في جزيرة العرب في وقته ولوريمر وأعوانُه عَرَّفُوا هذه الصفة العربية حسب ما وصل إليهم من معلومات زوَّدَهُم بها بعضُ ذراري تلك التوابع المُتمردة المُتوارثة للبغض والتنَقُّص عن أسلافها جيلاً بعد جيل، فقال (انظر صورة الصفحتين):

(بني خَضِيْر 
تعبيرٌ شاملٌ يستعملُ في جنوب نجدٍ للدلالة على جميع القبائل الأدنى نسباً والتي يعملُ أفرادُها في فلاحة أراضي السادة العرب الأرفع نسباً. ونادراً ما يملكون أراضي خاصة بهم بإستثناء بني قاسم في منطقة السيح بالأفلاج الذين يملكون بعض الأرض. 

التوزيع:
يعيش بنو خَضِيْر في القويعية في الجزء الجنوبي الغربي من نجد، وفي الأفلاج في العَمَار والبَدِيْع والهَدَّار وحَراضة والخَرفة وليلى والرزيقية والروضة والسَّيْح والشطبة وستارة وواسط وأوسيلة. كما يقطنون منطقةَ العارض في كل من حريملاء والقَرِيْنَة وملهم ورَغْبَة وصلبوخ وسدوس وثادق في قسم المِحْمَل من المنطقة المذكورة، وكذلك في الجُبَيْلة والمَلْقَى والعَمَّارية والعِلْب والعودة والدرعية وعرقة وباطن الشيوخ والرياض ومنفوحة والمصانع والحائر على وادي حنيفة. وفي إقليم ضرماء والمزاحمية والروضة في ضرماء. ويعيشونَ في مدينة الحَرِيْق في إقليم الحَرِيْق والمُفَيْجِر. وفي الحوطة في كل من مدينة الحوطة والحلوة والقُوَيْع والوسطى. وفي الخرج في كل من العِذَار والدلم ونعجان واليمامة وفي منطقة سُدَيْر في كل من عشيرة والعَطَّار والعودة والداخلة والغاط وحرمة والحصون والحوطة وجلاجل والجنوبية والخَطَامة والخِيْس والمجمعة والروضة والرويضة وتُمَيْر والتُّوَيْم والزُّلْفِي. 

الأقسام: 
فيما يلي أقسام قليلة أو قبائل تنتمي إلى الهيكل العام لقبيلة لقبيلة بني خَضِيْر مع أسماء بعض الأماكن التي يعيشون بها:

١-بني عَتِيْق في الزُّلْفِي.
٢-آل هدهود في ملهم.
٣- آل جُمَيْعَة في ثادق.
٤-الحَمِيْدَات في ملهم.
٥-الجُدَاعَا في ثادق.
٦-آل مَرشُود في ملهم.
٧-آل مُزَيْعِل في ثادق. 
٨-آل مُحارب في ملهم. 
٩-النَتَافا في الزُّلْفِي. 
١٠-آل قاسم في السيْح. 
١١-آل رُبَيِّع في ثادق). 

انتهى ما ذكره لوريمر مع تعديلي وتصحيحي لأسماء بعض الأُسَر والقُرَى والأقاليم على قدر الاستطاعة. 

ويمكنُ مُناقشةُ وتحليلُ ما ذكره لوريمر فيما يأتي:

١ - (بني خَضِيْر
 تعبيرٌ شاملٌ يستعملُ في جنوب نجدٍ للدلالة على جميع القبائل الأدنى نسباً والتي يعملُ أفرادُها في فلاحة أراضي السادة العرب الأرفع نسباً).

وأَمَّا هذه الفقرة يمكنُ تحليلها وتناولها من شقين؛ لغوي وآخر نقدي. 

وأَمَّا قوله (بني خَضِيْر)؛ فهي صفة مُرَكَّبَة من إضافة لفظ الأبناء (بني) إلى الصفة العربية (خَضِيِر) ليتكوَّنَ منها الصفة (بني خَضِيْر) بصيغة الجمع أي أبناء الموصوف بصفة (خَضِيْر) وهو العربي المُنقطِع من حلف قبيلته العربية الأصلية بسبب خلافات أو رحيل أو تَقَطُّع القبيلة كما أسْلَفْتُ. 

ويُلاحظُ عدمَ ضبط صفة (خَضِيْر) بالحركات في هذه الترجمة لكتاب لوريمر وهذا يجعلُ البابَ مفتوحاً أمامَ القاريءَ ليقرأها أكثرَ من قراءة تُخالفُ الضبطَ الدارجَ على الألسنة في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حتَّى اليوم وهذا اللفظ المسموع الدارج (خَضِيْر) هو موافقٌ للضبط الوارد في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة جيلاً بعد جيل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.  

وأَمَّا صفة (خَضِيْر) في لغة العرب فهي صفة على وزن فَعِيْل مأخوذة من الصفة (مَخْضُور: على وزن مَفعُول) بمعنى (مقطوع: على وزن مَفعول) شبهُوه بالغصن المقطوع من شجرته وجعلوه على وزن (فَعِيْل) كقولهم للمقتول: (قَتِيْل) وهي ليستْ باسم شخص وليستْ باسم جد وليستْ باسم مكان وليستْ صيغة لفظية لحلفٍ عشائري ينتَسِبُونَ إليه وليستْ صفة نَسَب وإنما هي مجرد صفة حال تصِفُ بها العربُ العربيَ الأصليَ لبيان انقطاع حلفه من قبيلته الأم العربية الأصلية وما يترتَّبُ على هذا الانقطاع من عدم التزام قبيلته اتجاهه بلوازم الحلف من غُنمٍ وغُرْمٍ وحماية ونُصرة ونحوه وهذا الإنقطاع يحدثُ بسبب الخلافات في داخل القبيلة أو اضمحلال القبيلة وتقطُّع حلفها بسبب الحروب والواقعات مع العرب الآخرين وهذه الصفة ليستْ للثناء أو للذم عند العرب وهي مُماثلة لوصفهم الولد الذي ماتَ والدُه باليتيم قبل بلوغه وإذا تعدَّى وصفُ الحال غرضَه الأصلي القديمَ عند العرب إلى التنقُّص والتقليل من شأن الغير أصبح إساءةً وتنابز بالألقاب وهو ما لم تفعله العربُ من قبل ذلك وإنما فعلته الموالي التوابعُ الباغضة المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في آخر مرة كما بيَّنْتُ سابقاً. 

وأَمَّا لوريمر فقد نقلها في تعريفه هنا حسب ما وصلتْ إليه بقصد ذم وتَّنَقُّص البيوتَ التي خرجَتْ من أحلاف العرب وتركَتْ التكتلاتِ العشائرية والإضافات في اسم وحلف ونسب القبائل العربية واستقلُّتْ أُسَرُهَا في بيوت فردية على ظل سيوفها في حواضر قُرَى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية ولم تلتحقْ بعدها في أحلاف أخرى كراهيةً للأحلاف بعد جور ونكبات التوابع أو عدم وجود رغبة واحتياج لها ولوريمر نقلَ عنه هذا التعريف وزادَ عليه من زادَ بعد ذلك وكلهم نحوا منحى الذم والتنقُّص.

وأمَّا قوله (تعبيرٌ شاملٌ يستعملُ في جنوب نجدٍ) عند تعريفه لصفة (بني خَضِيْر) فلا ضير بالقول أنها تعبير أو اسم أو لقب أو صيغة لفظية، وكلها اختلاف تسميات ولغات، وأَمَّا وَصْفِه لها بالشمولية (شامل) فنَقَلَ لوريمر ذلك المَعْنَى عن ذراري التوابع المُتمردة الباغضة التي توسَّعَتْ في إطلاقها على البيوت الفردية غير المُضافة واللاحقة في تكتلات العشائر في أحلاف العرب ليشملُوا بها البيوتَ الفردية سواءً أكان البيت الفردي من عرق العرب أو من غير عرق العرب بعد القيام الأخير للتوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وهذا التعميم في إطلاق هذه الصفة هو خلافُ ما كانَتْ عليه العربُ قديماً في إطلاقها فقط على العربي الأصلي من عرق العرب. 

وأَمَّا قوله (يستعملُ في جنوب نجدٍ) إذا نظرنا للاستعمال فنجِدُ استعمالين لهذه الصفة (خَضِيْر):

-استعمال لوصف الحال
تستعملُهُ البيوتُ الفردية استعمالاً مُجرداً عن الذم والتَّنَقُّص للتعبير عن صفة حالهم وانفرادهم عن أحلاف العرب وخروجهم منها وتركهم التكتلات العشائرية وعدم إضافة نسبهم في أحلاف القبائل العربية.

-استعمال للذم والتنَقُّص
تستعملُه ذراري التوابع المُتمردة الباغضة في ذم وتنقُّص البيوت الفردية دون تفريق بين العربي من عرق العرق ومن ليس من عرق العرب، وهو الاستعمال الذي يوردُه لوريمر هنا. 

ولذلك يوجدُ فرق بين هذين الاستعمالين، استعمال الصفة لمجرد وصف الحال جائز ولكنْ يُعابُ الاستعمالُ الآخر للتَّنَقُّص والذَّم مثل صفة (الأعمى) وأَمَّا الخروج من حلف القبيلة الأم العربية الأصلية والرحيل عن الديار الأصلية والالتحاق بحلف قبيلة أخرى أو عدم الالتحاق بحلف قبيلة أخرى ليس عيباً أو نقيصة وهذا آخر الأنبياء محمد بن عبدالله المطلبي القرشي العربي - صلى الله عليه وآله وسلم-خرج من حلف قبيلته الأم (قريش) وترك دياره ومسقط رأسه مكة المكرمة ولَحِق في حلف الأوس والخزرج بعد خلافاته مع قومه بعد البعثة وتوفي ودُفِنَ في ديار حلفائه الأنصار بالمدينة المنورة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية، وحدوث الخلافات قديم في البشرية. 

وهُنَا في فقرة التعريف هذه ذكر لوريمر فقط (جنوب نجد) كمنطقة جغرافية لاستعمال هذه الصفة (بني خَضِيْر) بينما توسَّعَ في ذكر إقاليم نجدية أخرى شمال ووسط تتواجدُ فيها أُسرٌ فردية تُطْلَقُ عليها هذه الصفة في فقرة (التوزيع) التالية وأَمَّا (جنوب نجد) فهو إقليم الأفلاج وإقليم وادي الدواسر كما هو معلوم حتَّى وقتنا الحاضر. 

وأمَّا قول لوريمر (للدلالة على جميع القبائل الأدنى نسباً) فهذه الدلالة ذكرها لوريمر في سياق تعريفه هنا نقلاً بالنص أو المعنى عن عن كتب المُستشرقين قبله أو عن المُخبرين من ذراري التوابع المُتمردة الباغضة وفق ما أرادوها دلالةً على الذم والتنقُّص للبيوت الفردية التاركة لأحلاف العرب وغير العرب خلافاً لما كانَتْ عليه العرب قديماً من استعمالها وصفاً للدلالة على الانقطاع من حلف القبيلة العربية الأم الأصلية وأَمَّا الفرقُ الوحيد بين النظام الفردي وبين النظام القبلي هو الحِلْفُ فقط. 

وأَمَّا الانقطاع من حلف القبيلة العربية الأم ليس مذموماً أو نقصاً في المرء وهو يحدثُ بسبب خلافات أو رحيل أو لأمر خارج عن إرادته بعد تقطع حلف القبيلة بسبب الحروب وتكسُّر سيوفهم في الواقعات واضطرارهم للدخول في حلف قبيلة أخرى أو فَضَّلُوا الانفرادَ بدون الدخول في أحلاف عشائرية أخرى. 

وأمَّا قوله (جميع القبائل الأدنى نسباً) يقصدُ به البيوتَ الفردية التي لم تُحالِف أحداً في تكتلات العشائر ووصفه لها بالقبائل هو وصف غير دقيق والأدق وصفها بالبيوت والأُسَر غير اللاحقة في أحلاف العرب حيث أَنَّ البيوتَ الفردية هي بيوت مُتفرقة ولا يَجْمََعُ بينها حلفٌ عشائري وغير مُتكتلين ومُضافين بعضَهُم في بعض في اسم ونسب وتراكيب وإضافات قبيلة عربية كما عليه الحال في البيوت المُتكتلة في أحلاف عشائرية في لموم واسم ونسب القبائل العربية. 

ولوريمر لم يُحَدِّدْ ما هية هذه الدناء المزعومة في النسب ونوع هذا النسب الدنيء بزعمه، وهل هو نسبٌ من عرق العرب؟ أم هو نسبٌ من عرق غير العرب؟ وأتبعَها لوريمر بوصفه البيوت الفردية بوصفين:

-العمل في الزراعة عند الغير الذين وصفهم بالسادة العرب الأرفع نسباً. 
-نُدرة امتلاكهم للأراضي الزراعية. 

ولوريمر هنا ربطَ النسبَ دناءةً ورفعةً بامتلاك الأرض الزراعية من عدمه وعدم الحاجة للعمل عند الغير في أراضيهم الزراعية والحاجة لذلك وهو منظور إقطاعي أوروبي صِرْف كما كانَ عليه الحال قديماً في أوروبا. 

وأَمَّا النسب عند عوام الناس ليس كما هو عند علماء النسب وهم الخَوَّاص، والنسب ليس نوعاً واحداً بل نوعين: نسب صُلْب أبوي أصلي (عرقي جيني) ونسب إضافة وحلف غير أصلي (غير عرقي وغير جيني)، وحتَّى النسابون هم على درجات مُتفاوتة وليسوا على نفس الدرجة من العلم والمعرفة بالأنساب وجمعها وتحقيقها وفرزها وتمييز الأصلي من التراكيب وأعلاهم درجةً هم النسابون الأصوليون، ولوريمر والمستشرقون والمخبرون من بعض ذراري التوابع المُتمردة الباغضة الذي نَقَلَ عنهم فليسوا بنسابين ومُجرد جامعين للمعلومات الاستخباراتية عن السكان والمكان، وأمَّا الخروج من الأحلاف العربية والدخول فيها والتَّنَقُّل بينها  فليس له علاقة بدناءة النسب ورفعته والنسب الأبوي الأصلي هو عرق (جيني) مُتوارث في الأصلاب جيلاً بعد جيل وليس قوةً وتَغلُّباً ولا مالاً ولا امتلاكاً لأراضي زراعية ولا  يعيبه العمل عند الغير في أراضيهم الزراعية ويوجدُ فرقٌ بين نسب الصُّلْب الأبوي وبين نسب الإضافة الإنتمائي، ويوجدُ من البيوت الفردية من هو من عرق العرب ومن هو من عرق غير العرب ومنهم بيوتٌ من ذراري الأشراف الهاشمية الأصلية ومن ذراري حلفائهم من العرب ومن ذراري توابع الطاعة من أعراق مختلفة ومن ذراري التوابع المُتمردة الباغضة من أعراق مُختلفة وكذلك يوجدُ من البيوت اللاحقة في أحلاف تكتلات العشائر من هو من عرق العرب ومن هو من عرق غير العرب ومنهم بيوتٌ من ذراري الأشراف الهاشمية الأصلية ومن ذراري حلفائهم من العرب ومن ذراري توابع الطاعة من أعراق مُختلفة ومن ذراري التوابع المُتمردة الباغضة من أعراق مُختلفة بل ووجود العربي الأصلي من عرق العرب في حلف قبيلته العربية الأم الأصلية قليل بعد مرور القرون العديدة ولذلك من تَنْطَبِقُ عليه صفةُ (خَضِيْر) كثيرٌ جداً سواءً التحقَ في حلف واسم نسب قبيلة عربية أخرى أو ترك الأحلاف وانفردَ على ظل سيفه والأحلاف العربية مُتَوَارَدَةٌ ولَحِقَ فيها كثيرٌ من توابع الأشراف الهاشمية الأصلية وتوابع حلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وكثيرٌ من التوابع المُتمردة الباغضة لمتبوعيها الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وصارتْ القبيلةُ لفيفاً من الرجال من أعراق مُختلفة، والبيوت الفردية من كان منهم من عرق العرب ومن كان منهم من عرق غير العرب فأنسابهم أكثرُ وضوحاً من البيوت اللاحقة في أحلاف العرب لعدم تَخَفِّيْهِم في أنساب أحلاف تكتلات عشائرية مُرَكَّبَة ومُضافة في اسم وحلف ونسب قبيلة عربية.  

وأَمَّا أفراد البيوت الفردية يعملون في التجارة والرعي والحرف وليس فقط في الزراعة في أراضيهم الخاصة أو في الزراعة في أراضي يستأجرونها من غيرهم أو في الزراعة في أراضي غيرهم مُقابل أجر. 

وكما وُجِدُ أفرادٌ من البيوت الفردية من يعملُ في أعمال الزراعة مقابل أجر في أراضي غيرهم من البيوت الفردية والبيوت اللاحقة في أحلاف تكتلات عشائرية وُجِدَ كذلك أفرادٌ من البيوت اللاحقة في تكتلات عشائرية عملوا في أعمال الزراعة مقابل أجر في أراضي غيرهم من البيوت الفردية والبيوت اللاحقة في أحلاف تكتلات عشائرية. 

وليس كل من عَمِلَ في أعمال الزراعة عند الغير من أفراد البيوت الفردية أو البيوت اللاحقة في أحلاف تكتلات عشائرية سواءً كان العملُ جزئياً (كالف) أو كان العملُ كاملاً (كَدَّاداً) هو (أدنى نسباً) حسب زعم لوريمر  من نَقَلَ عنهم. 

وليس كُلُّ من عَمِلَ الغيرُ عندَه هو من (السادة العرب الأرفع نسباً) حسب زعم لوريمر ومن نَقَلَ عنهم. 

ويوجدُ أفرادٌ عربية أصلية من عرق العرب ومنهم من بيوت هوازن العربية من تضرَّروا وتغيّر الحالُ عليهم بعد حروبهم وواقعاتهم العديدة مع العرب الآخرين واضطرتهم ظروفُ المعيشة لدخول الحواضر والعمل بعد ذلك في أعمال الرعي والزراعة عند الغير مُقابل أجر في القُرَى.

ولوريمر نظرَ لذلك نظرةً إقطاعية أوروبية صِرْفَة كغيره من المستشرقين بالإضافة إلى نقلهم عن المُخبرين من بعض ذراري التوابع المُتمردة الباغضة الذين أصبحَ عملُ الغير عندهم مصدرَ فخر وتعالي لسابق عمل أسلافهم التوابع المُتمردة في الأعمال المُختلفة جيلاً بعد جيل عند متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهم يُخفُونَ نسَبَهُم الأصلي بالتباهي بعمل الغير عندهم وبما انتهبوه من ديار وموارد وأموال وحلال متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية. 

وأَمَّا قول لوريمر بنُدرة امتلاك البيوت الفردية لأراضي زراعية خاصة بهم فهو قولٌ غير دقيق ووُجِدَ الكثيرُ من البيوت الفردية من ملك وحازَ أراضي زراعية خاصة بهم في القُرَى وليس فقط في جنوب نجد بل في جميع نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وفي حائل شمال الجزيرة العربية حالهم حال البيوت اللاحقة في أحلاف تكتلات العشائر قبل وبعد قيام وجور التوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأحداث النكبة الكُبرى الثالثة الأخيرة (١١٥٧-١٢٠٠ هجرية) وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية كانَ عندهم الكثيرَ من الموارد والأراضي الزراعية في القُرَى وبعضها قُرَى كاملة ومنها أوقافٌ مُتوارثة ومنها غير ذلك واستقدموا في رحلاتهم للعمل فيها وحراستها الكثيرَ من توابع الديار من أعراق مُختلفة من فرس وديالمة وقجر وكرد وأهل الشرق والأحواز والبصرة والبربر والهند وغيرهم وكلَّفوهم بالقيام بأعمال الزراعة فيها من سانية وحراثة أرض وبذر وسقي وحماية من الطيور وحصاد وتكديس ودياسة وذري للحبوب وغرس فسيل وتشويك وتلقيح وتعديل عذق وخَرَاف رُطَب وجذاذ لنخيل التمور وأخذتْ بعضُ هذا التوابع ألقاباً مُختلفة من هذه الأعمال الزراعية المذكورة وكانَ الأشرافُ الأخيضرية الحسنية الهاشمية يُوفِّرونَ لهم الحمايةَ ويأخذونَ منهم الزكاة ويتركونَ محصولَ الأرض لهم ترغيباً للعمل والإقامة فيها في القُرَى في الصحراء بين العرب بعد تركهم الريف في فارس والعراق والشام وللأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أنْ يخرجُوهم منها في أي وقت شائوا بسبب أو بدون سبب وأمَّا هذه الموارد والأراضي الزراعية كانَتْ مصدر غذاء من حبوب وتمور للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ولم تكُنْ مصدر فخر لهم يتباهونَ به أو يتباهونَ بعمل الغير عندهم وكانَ مصدر دخلهم الرئيس من التجارة في البر والبحر وحلالهم من الإبل والخيل الكثيرة مُتنقِّلين مع رعيانهم في بوادي العرب وكانَ مصدرُ فخرهم ما كانوا عليه من البداوة العربية من فروسية ونجدة وكرم ومضافات وإصلاح بين العشائر وأَمَّا ذراري توابع مواردهم وديارهم في القُرَى أصبحوا يتباهون بما حازوه من موارد وديار عن أسلافهم التوابع المتمردة التي تمرَّدَتْ على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأخذَتْ مواردهم وأراضيهم وديارهم الكثيرة وصارَتْ مصدرَ فخرهم وترفَّع بعضُهم عن العمل فيها بيده كما كانَتْ أسلافه تعملُ فيها ثُمَّ استأجرُوا غيرَهُم للقيام بأعمال الزراعة فيها وتعالوا عليهم. 

ولوريمر أشار بعد تعريفه لصفة (بني خَضِيْر) إلى إقتليم انتشار وتواجدُ البيوت القرية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في فقرة خاصة خاصة بعنوان (التوزيع) وذَكَرَ منها:
-إقليم القويعية. 
-إقليم الأفلاج. 
-إقليم العارض. 
-إقليم حريملاء والشَّعِيْب. 
-إقليم المِحْمَل. 
-إقليم الفُرَع (الحوطة ونعام والحريق). 
-إقليم الخرج.
-إقليم سُدَيْر.

ولوريمر لم يذْكُرْ إقليَم وادي الدواسر وإقليم الوشم وإقليم القصيم ومنطقة حائل نواحي شمال الجزيرة العربية وأمَّا منطقة نجد نواحي وسط الجزيرة العربية ومنطقة حائل نواحي شمال الجزيرة العربية هي النطاق الجغرافي لتواجد البيوت الفردية وبقاء هذه الصفة العربية (خَضِيْر) حاضرة في أذهان الناس بها إلى وقتنا الحاضر بعد القيام والجور الثالث الأخير للتوابع المُتمردة من أعراق مُختلفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في هاتين المنطقتين الجغرافيتين وإطلاقهم هذه الصفة على متبوعيهم للذَم والتنقُّص وكسر نفوسهم وتضييع أنسابهم وتنفير العرب عنهم وهي مناطق مشيخاتهم وأماراتهم بين العرب من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبعد سقوطها في عام ٤٥٠ هجرية وتفرُّقهم أمراءَ و شيوخاً وقضاة عشائر بين القبائل في بوادي العرب داخل وخارج جزيرة العرب. 

وأَمَّا النواحي والديار كما تسودُ بالأشراف الهاشمية الأصلية والعرب وتوابع الطاعة حيناً فإنها كذلك تسُود بتوابعهم حيناً آخر بعد رحيلهم وتفرقهم وضعفهم وتَّغَلُّب توابعهم عليهم وحرق توابعهم لبيِّناتهم وتقلُّبات أملاكهم (وتلك الأيامُ نُدوالها بين الناس). 

وبعد ذلك أنهى لوريمر حديثَهُ بإيراد قائمة أسماء (١١) أحد عشر بيتاً فردياً مع أسماء أماكن سُكناهم في فقرة بعنوان (الأقسام) وأشَارَ أنها أقسام قليلة أو قبائل تنتمي لقبيلة (بني خَضِيْر).

وأََمَّا قوله (قبائل تنتمي إلى الهيكل العام لقبيلة بني خضير) فهو قولٌ غير دقيق بل هي بيوت وأُسَرٌ فردية في النظام الفردي غير لاحقة في إضافات تكتلات العشائر وتركتْ أحلافَ العرب في النظام القبلي ولا يجمعُ بين البيوت الفردية حلفٌ عشائري واحد لتُكَوِّنَ قبيلة باسم وصفة (بني خَضِيْر) وما أورده لوريمر من بيوت فردية تُعَدُّ مثالاً واضحاً على بيوت وأُسَر تُعْرَفُ بأسمائها وألقابها تركَ بعضُ أفرادها أحلافَ العرب بينما لا زالَ أفرادٌ منها في تلك الأحلاف العربية ولم يخرجوا منها أو لَحِقُوا في أحلاف عربية أخرى بعد الخروج في نفس المكان أو في مكان آخر ومنهم بيوت عربية أصلية من عرق العرب ومنهم بيوت من عرق غير العرب ومنهم بيوت من هوازن العربية ومنهم من اختلطَ بهم ذراري من الأشراف بني الأمير أحمد حميدان بن الأمير إسماعيل بن يوسف الأخيضر الثاني الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومنهم من اختلطَ بهم من ذراري الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية. 

وَلاحظنا كما مَرَّ معنا أَنَّ لوريمر ربطَ تعريفَ صفة (خَضِيْر) بدناءة النسب المزعومة وحدَّدها بالعَوَز الإقتصادي والعمل بالفلاحة في أراضي الغير وعدم امتلاك أرض خاصة دون أَنْ يتَطَرَّقْ أو يشيرَ في تعريفه هذا إلى اشتقاقها اللغوي عند العرب.

وأَمَّا نسب الأصل الأبوي فليس تغلُّباً ولا انكساراً ولا قوةً ولا ضعفاً  ولا غنًى ولا فقراً ولا امتلاكاً للأراضي وليس عملاً بالزراعة في أرض الغير وليس اجتماعاً ولا تفرُّقاً وليس إضافة في حلف عشائري ولا انفراداً عن الأحلاف بل هو عرق وجين (GEN) مُتناقل في الأصلاب جيلاً بعد جيل كما أسلفتُ.

وفي البادية مَنْ حلاله الإبل يرى نفسه أرفع قدراً ممَّن حلاله الغنم والماعز، وأهل البادية يرون أنفسَهم أرفع مقاماً من أهل القُرَى في الحواضر، والتوابع من أعراق مُختلفة يترفَّعُ بعضُهُم على بعض، ومن التوابع من عرق غير العرب من يرى نفسه أعلى مقاماً من تابع آخر من عرق غير العرب، ومن كان من التوابع من الترك والكرد والقجر والفرس وأهل الشرق يترفَّعُ على من كانَ من الأحباش والبربر وأهل الغرب، والتوابع من عرق غير العرب كثيرون جداً وأكثرهم يُخْفُونَ أسمائَهم وألقابَهم الأصلية في حلف واسم ونسب القبائل العربية داخل وخارج جزيرة العرب ويُحرِّضُونَ العربَ والتوابع الآخرين في القبيلة على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية. 

والقبيلة اليوم لم تعد نفسها القبيلة بالأمس بعد مرور أكثر من عشرة قرون هجرية من الزمان وخلالها تَقَطَّعَتْ أحلافٌ وتكوَّنَتْ أحلافٌ ودخلَ في حلف القبيلة من العرب والكثيرُ من التوابع من أعراق مُختلفة وصار العربي الأصلي من عرق العرب ومن أصل القبيلة ومن صُلْبِ جد القبيلة التي تحملُ اسمَهُ قليلاً وأقل عدداً في القبيلة أو انقرض أو رحل عنها إلى أحلاف قبيلة أخرى ولكثرة الداخلين في أحلاف القبيلة وصفَ النسابون إحدى القبائل بالسَّيل لكثرة ما دَخَلَ فيها أي أنَّها مثل السيل عندما يسيلُ فإنه يأخُذُ معه ما يقابلُهُ أمامه ووصل الحالُ من كثرة الداخلين من العرب والتوابع من أعراق مُختلفة في أحلاف قبائل العرب إلى أَنْ قِيْلَ في المثل الدارج: مَنْ ضَيَّع أصله قالَ أنا فُلاني من القبيلة الفُلَانيَّة أو علاني من القبيلة العلانية. 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

وإلى مُناقشة أخرى حول هذه الصفة العربية القديمة عند الرحالة وليم جيفور بالجريف. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
كتاب (دليل الخليج، القسم الجغرافي، الجزء الثالث، قسم الترجمة بمكتب أمير دولة قطر خليفة بن حمد آل ثاني، مطابع علي بن علي، الدوحة، قطر، الصفحتين رقم ١٢٤٣ و ١٢٤٤). 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق