هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن تغريبة بني هلال وسُلَيْم وفروع هوازن ورحيلهم من نواحي نجد وسط الجزيرة العربية إلى الغرب شمال أفريقية بعد القحط والمُضايقات والخلافات نواحي نجد إثر نزول جماعات من اليمن إلى نواحي نجد وهذه الرحلة هي أشهر وأكبر رحلة معروفة للعرب بعد الإسلام وبدأتْ من نحو عام ٤٣٠ هجرية ووقع لعرب هوازن في هذا الرحيل وقائع وخلافات وصدامات تُعَدُّ من أكبر ملاحم ومعارك العرب والتي ألهمتْ خيالَ الحكواتية والرواة الشعبيين العرب على مدى قرون حتى عصرنا الحاضر.
ولقصص هذه الملحمة العربية الهوازنية وأحداثها وشخصياتها أكثر من رواية واحدة فهناك رواية نجدية وتونسية وَمصرية وشامية والأخيرة الشامية هي محل الحديث هنا وهي أكبر وأكمل نص وصلنا عن هذه التغريبة وهي مطبوعة وطُبِعَتْ باسم: (الكتاب الأول من تغريبة بني هلال الكُبرى الشامية الأصلية، تحتوي على ٢٦ جزءاً كاملاً، مكتبة الأندلس ومطبعتها، بيروت، لبنان)، وخلال تصفحي لهذه الرواية المطبوعة لفتَ انتباهي وجودُ شخصيات حقيقية واردة في التغريبة ولها ذكرٌ في المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيل بعد جيل من أيام الدولة الأخيضرية (٢٥٠_٤٥٠ هجرية) ومنها شخصيات مشهورة في وقتها بأمارة أو مشيخة عرب أو فروسية أو رئاسة قوم أو زعامة جماعة أو واقعة، ورواة قصص العرب استخدموا هذه الشخصيات الشهيرة في حبكة ونسيج التغريبة، وأسماء هذه الشخصيات الواردة في قصص التغريبة كثيرة ومنها على سبيل المثال:
١-مفلح أمير السرو.
2-عذباء أخت الشيخ مفلح أمير بلاد السرو.
3-مفلح الصقار.
4- خليفة الزناتي.
5-مرعي.
6-مغامس.
7-شاه الريم ابنة عم مغامس.
8-مشرف.
9- أبوزيد الهلالي.
١٠-ذياب بن غانم الزغبي الهلالي.
١١- علقم.
١٢-صخر بن علقم.
وسأتحدثُ عن بعض هذه الشخصيات الشهيرة في ضوء ما ذكر عنها في المصادر المخطوطة القديمة المتوارثة في مُفردات لاحقة بإذن الله.
وقراءة هذه التغريبة كاملةً بروايتها الشامية تستغرقُ وقتاً طويلاً ولم أجد في نهاية كتابها فهرساً بأسماء الأعلام الواردة فيها ولكن وقعتُ بالصدفة خلال تصفحي الإنترنت على إشارة لفهرسين في جزئين لهذه المطبوعة من التغريبة فهرسة الأستاذة روزلين ليلى قريش.
ومن نافلة القول أن أكبر رحلة للعرب بعد رحيل هوازن إلى الغرب هي رحلة العرب بعد القحط من اليمن ونزولهم إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري نحو عام ٨٤٠ هجرية.
(أُعِدَّت مُلخَّصَة من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق