السبت، 13 فبراير 2021

خيول الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية .. الفروسية والأصالة.


هذه المُفردة التاريخية تتحدَّثُ عن الخيل والفروسية عند الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية من أيام دولتهم الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبعد سقوط الدولة الأخيضرية في عام ٤٥٠ هجرية وتفرُّق الأشراف الأخيضرية الحسنية شيوخاً وأمراء وقضاة عشائر في بوادي العرب. 

وكانَ عند الأشراف الأخيضرية من الخيل العربية الأصيلة أكثر من الإبل مع توابع الخيل في المرابط عند أحلافهم من العرب في المراعي في البوادي وفي القُرَى في الحواضر وأصلها من خيل عرب هوازن والعرب الآخرين وأكثر توابع خيلهم من الخَيَّالين والحَصَّانين هُمْ من عرق غير العرب من الكرد والترك والبربر والفرس والديالمة والهند والشرق والدرز وغيرهم وكَلَّفُوْهُم متبوعوهم الأشرافُ الأخيضرية الحسنية الهاشمية بالقيام بجميع شئون خيلهم من سقي وورد ورعي وعلف وعليق وغسيل وتمرين وركض وعلاج وتحذية وأدواة ركوب وتشبية وتوليد ونحوه ويمكن تقسيم توابع الخيل إلى ثلاث مجموعات:

١- مجموعة ساسة الخيل ويقومون أداء الأعمال اليومية لمعيشة الخيل وتدريبه وغسله من علف وماء وركض وتشبية وتوليد ونحوه. 
٢- مجموعة البياطرة ويقومون بعلاج أمراض الخيل. 
٣- مجموعة الحرفيين اليدويين ويقومون بصناعة نعال الخيل ومساميرها الستة المُسماة السواديس واحدها سُدَيْس وتحذية حوافرها بعد قطع الزائد من حوافرها بالكفة المعدنية ووضع السواديس على النعال وعقفها وصناعة كذلك أدواة الركوب واللباس من سروج ولُبَّاد وتزيينها بالنقوش والتطريز وحياكة الجِلَال الذي يُلَبَّسُ على الخيل وصناعة اللجام والقيود الحديدية لحمايتها من الخطف ونحوه. 

والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية كما كان عندهم الكثيرُ من الخيل وساستها كان منهم كذلك كثيرٌ من الفُرسان الذين برزُوا في الفروسية وعُرِفُوا بها وبنخواتها وأطلقُوا على ذراري سلالات خيلهم العربية الأصيلة الأسماءَ والألقاب الجديدة والأسماء والألقاب القديمة المُتوارثة تناقلاً عن العرب قبلهم وافتخروا بأنهم أصحابها افتخار ونخوة فروسية ومن هذه الأسماء والألقاب للخيل:
   
الفَرَس: الخضراء، والحصان: خُضَيْر (تصغير ترخيم). 
الفْرَس: الحَصَّاء، والحصان: الحص. 
الفرس: العوجاء، الحصان: عوجان. 
الفرس: الدَّجْنَاء، والحصان: دُجَيْن (تصغير ترخيم). 
الفرس: القرواء، الحصان: قُرَيَّان. 
الفرس: الجروة، والحصان: جرو وجريو.
الفرس: الهدلاء، والحصان: هدلان. 
الفرس: الطرفاء، والحصان: طُرَيف (تصغير ترخيم). 
الفرس: الحرداء، والحصان: حُرَيْد (تصغير ترخيم). 
الفرس: الكَحِيْلَة، والحصان: كُحَيْل (تصغير ترخيم). 
الفرس: الهدباء، والحصان: هدبان، وهُدَيْب (تصغير ترخيم). 
الفرس: خشباء وخُشَيْبَة والحصان: خشبان. 

وغيرها كثير من الألقاب والأسماء للخيل مثل: حبتر ومَرُّوت وفَيَّاض وعُبَيَّة والطاوي والطامي ... الخ. 

وأما الخيل المُسماة الغاشية ويُسَمَّى منها الفرسُ: غُشَيَّة، والحصان: غشيَّان، فهي من أنفس وأقدم خيل الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) انتقوا أقواها وأسرعها من بين خيلهم وكانوا يركبونها في الحروب ويَغْشَوْنَ بها الأعداء ولذلك سمّوها بهذا الإسم واللقب. 

ولمّا كانَ ركوب الخيل والفروسية في الحرب والسلم من مظاهر المَشْيَخَة والأمارة ورمز القوة والظهور في بوادي العرب اقتنى الأشرافُ الأخيضرية الحسنية الهاشمية الخيلَ العربية الأصيلة الكثيرة وظلَّتْ مراكبَهُم يركَبُونها ويركبها حلفاؤُهُم من العرب ويركبها توابعهم جيلاً بعد جيل إلى أَنْ أُخِذَتْ منهم في سنوات أحداث الجور وواقعة النكبة الكبرى الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بعد تغَيُّر الأحوال عليهم وصارتْ خيلهم الكثيرة في أيدي ساستهم المُتمردين الذين أخذوها بَعْدَ فرسان الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وصَدَقَ في هذه السَّاسة المُتمردة قول الشاعر:

 يـا سائـس الخيـل قُمْ للخيـل وانحَرُهـَا  //  ما حاجـة الخيـل والفرسـان قـد ماتـوا. 

وألقاب وأسماء الخيل هي ألقاب وأسماء حرفة وعمل لساسة الخيل من التوابع بينما هي ألقاب وأسماء فروسية للأشراف الهاشمية وحلفائهم من العرب والتوابع الآخرين. 

وأمَّا ذراري الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وذراري حلفاء الفروسية من العرب وذراري توابع الخيل والفروسية رحَلَتْ وتفرَّقَتْ في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب وهم مفروزون ويعرفونَ بالعد والتسلسل وأسمائهم وألقابهم وأعراقهم وكذلك بتحليل الحمض النووي DNA في الوقت الحاضر. 

(أُعِدَّتْ مُلخَصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق