الأحد، 30 أبريل 2023

التابع (بخيت) الحبشي الملقب (حشيم) تابع آل بركات نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري  .. العرق والعمل والإضافة.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن التابع (بخيت) الحبشي تابع آل بركات نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وهو تابع حبشي مجلوب من عرق الأحباش نواحي بلاد الحبشة وهو تابع فِرَاشَة مضافة ومن مجموعة توابع المَضَافات وكانَ موجوداً في القرن التاسع  الهجري في منتصفه نحو عام ٨٥٠ هجرية وكلَّفَهُ متبوعُوه آل بركات في فرش المضافة عندهم بعد شرائهم له وبعد عتقهم له ترك العمل في المضافة وباع البراقع للنساء ولُقِّبَ: (حشيم) بعد عتقه وبيعه البراقع وامتد هذا اللقب في ذريته ومن ينتسب إليه.
 
وهذا التابع (بخيت) الحبشي الملقب (حشيم) هو مُضاف في نسب وسلاسل آل بركات إضافة تبعية وتركيب وليس عرق وصُلْب وأمَّا ذراريه ومن يتسمَّى باسمه ولقبه ومن يَنْتَسِبُ إليهم رَحَلوا وتَفَرَّقوا في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ولحق أكثرهم في نسب آل بركات في آل قتادة وهم مَفروزونَ ويُعْرَفُوْنَ بالعد والتسلسل وبأسمائهم وألقابهم المتوارثة الممتدة فيهم وإضافاتهم وتراكيبهم وإسائتهم إلى ذراري متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية بُغضاً وخوفاً من انكشاف أنسابهم الأصلية وكذلك 
يُعْرَفُوْنَ بتحليل الحمض النووي DNA في الوقت الحاضر.
 
وأَمَّا هذا التابع (بخيت) الحبشي الملقب (حشيم) الفرَّاش وبائع البراقع للنساء هو غير أي (بخيت) آخر وغير أي (حشيم) وغير أي تابع آخر وغير أي شخص آخر يتشابهُ معه في الإسم واللقب والرحلات والتاريخ داخل وخارج جزيرة العرب.
 
وأَمَّا آل بركات كان عندهم كثير من التوابع من أعراق مختلفة في أودية وبوادي مكة المكرمة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وصاروا يُعَدُّونَ فيهم.
 
وقديماً كانَ عند الأشراف الهاشمية الكثيرَ من التوابع العاملين في أعمال مضافاتهم من طبخ القهوة والوليمة وحلب الإبل وجلب الحطب والفرش والكنس والنظافة وجلب الماء والنداء على الضيوف ونحوه من عادات الكرم في بوادي العرب.
 
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة آدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.


الثلاثاء، 11 أبريل 2023

وسم الحافر C .. الأصل والتاريخ والانتشار.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن وسم الحافر C عند العرب وهو وسم للممتلكات نشأ متأخراً في القرن التاسع الهجري وليس من وسوم العرب القديمة المعروفة قبل مجيء الإسلام ولا ينتمي إلى قبيلة عربية قديمة قبل ظهوره في القرن التاسع الهجري وهو وسمٌ اختراعي ظهر بَعْدَ خلافات وواقعة حدثتْ بين التابع المتمرد (هُبَيَّب) القجري الكردي وبين متبوعه الشيخ الأمير الشريف عبدالله بن قاسم بن حميدان الأخيضري الحسني الهاشمي (عبدل ومرحوم الأول المُتَقَدِّم) وبَعْدَ تٌمَكُّنِ الشريف عبدالله بن قاسم القاسمي من هذا التابع المتمرد مَنَعَهُ من وضع العرقاة + وسم متبوعيه الأشراف الهاشمية على ممتلكاته وأجبرَهُ على هذا الوسم الاختراعي عقاباً له ليكون خاصاً به ومن معه من توابع شاركته في التمرد بعد انعقاد مجلس الحًكْم العشائري وصدور الأحكام والعقاب عليهم وهو وسم مأخوذ من شكل حافر الحمار وهو تقريباً نصف دائرة تكون فتحتها جهة اليمين أو اليسار أو إلى الأعلى أو إلى الأسفل أو أي جهةٍ كانت وهو يرمز إلى الحمير ورعيانها وأصحابها وقائديها وسائسيها وبياطرتها وخُصَاتها وهو وسم مُعْوَجٌّ وليس مستقيماً كالوسم العربي الأول المعروف بالمطرق | حيث ظهر فيه الإعوجاج بعد عقفه بالكامل كما يعقف الحدادُ مطرقَ الحديد المستقيم ليناسب شكل الحافر ليصنع منه الحذوة للحافر C ولهذا الوسم المعروف بالحافر دلالة من حيث النسب والقُوَّة فهو من حيث النسب هو نسب القجر وليس العرب ومن حيث القوة فهو ضعف وذلة ووضاعة بين العرب وهذا الوسم سُمَّيَ بعد ذلك بأسماء أخرى إِمَّا جهلاً بالاسم الأصلي أو نفوراً من اسمه الأصلي أو بعدما أُضِيْفَتْ إليه إضافات متصلة أو منفصلة وسُمِّيَ باسم الشكل الناتج عن هذه الإضافات ولذلك تعددتْ الأسماء ولكن الأصل واحد والذات واحدة وهو الحافر
 
وأَمَّا بعد ظهور هذا الوسم المعروف بالحافر C فقد انتشر بين العرب بعد تفرُّق هذه التوابع المتمردة وذراريهم في البوادي والنواحي والديار ووسمتْ العربُ وبعضُ الأشراف الهاشمية إبلَهم وممتلكاتهم به بعد اختلاط الذراري في الرحلات والأحلاف داخل وخارج جزيرة العرب ولذلك فليس كل من يسم به هو بالضرورة من ذراري هذا التابع المتمرد ومن كان معه من توابع مشتركة في التمرد فيلزم العد والتسلسل وتحليل الحمض النووي DNA والرجوع إلى المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل لتحديدهم وتمييزهم عن ذراري العرب والأشراف الهاشمية ممن يسم بهذا الوسم المذكور.

وأَمَّا وسم العرب القديم الأول المُتَوارث هو الخط المستقيم المعروف بالمطرق | وهو يدلُ على الجنس الواحد ومعناهُ امتداد النسب في أصل العرب وهذا الوسم هو الوسم الأصلي وعنه تفرَّعَتْ باقي الوسوم الأخرى بعد ذلك عند العرب. 

وأَمَّا ذراري هذا التابع المتمرد وذراري من اشترك معه في التمرد ومن اختلط بهم رحل أكثرهم خارج جزيرة العرب إلى شمال العراق حيث ديار الكرد والقجر. 

أَمَّا حذوة الحافر تُصْنَع من الحديد وتُرَكَّبُ أسفل الحافر بستة مسامير أو أكثر لتحميه من التشقق والتآكل عند احتكاكه بالحجارة والصخور أثناء السير في الطريق وليس الخيل فقط تُحَذَّى حوافرها بل كذلك حوافر البغال والحمير.

وأَمَّا الشيخ الأمير الشريف عبدالله (عبدل ومرحوم الأول المُتَقَدِّم) فهو النازل في الرحلات من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بعد القحط والخلافات على المراعي والموارد وهو باني قصر عبدل وباني قصر القواسم في بصرة القواسم للقواسم في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وكان يتنقَّل للرعي في بوادي نجد بين إقليم الأفلاج وبلدة الحوطة وهو أخو الشيخ الأمير الشريف محمد المُلَّقب العجاج باني بلدة ليلى في إقليم الأفلاج وهو كذلك أخو الشيخة الأميرة الفارسة الشريفة نقية والجميع أبناء الشيخ الأمير الشريف قاسم بن حميدان شيخ شمل العرب نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية بن إسماعيل القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية العربية.

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
تصميم وتصوير كاتب المفردة.







الأربعاء، 5 أبريل 2023

شينية الشاعر الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية المُلَقَّب الخلاوي.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض ما ورد في إحدى قصائد الشاعر الكبير الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهي المعروفة بالقصيدة الشينية المنشورة في كتاب (راشد الخلاوي، عبدالله بن محمد بن خميس، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الصفحات: ٨٨-٨٩، ٢٩٤-٣٠٦) وهذه القصيدة الشينية أنشأها الشريفُ راشد المُلَقَّب الخلاوي بعد تمرد توابع رعي الإبل من الرعيان الهنود ومن اختلط بهم على متبوعهم الشيخ الأمير الشريف أمير نجد وشيخ شمل عربانها الأمير منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية في عام ١١٥٧ هجرية وسلهم السيوف وخلعهم طاعته وأخذهم لإبله وتسببهم في سقوط إمارته بين العرب بعد تَغَلُّبِهم عليه في الواقعة التي حدثت بينهم، وتلك الرعيان المتمردة كانوا في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية المتسمين باسم راعي الإبل التابع المغولي الهندي القديم (...) ومركبين نسبهم في اسم الأمير منيع بن سالم ومتخفين في نسب واسم وحلف قبيلة عربية وينتخون باسمه، والشريف راشد بدأ قصيدته هذه بقصة مقابلته ثلاث فتيات في إحدى رحلاته إلى نواحي العراق خارج الجزيرة العربية وتَغزَّلَ بجمال إحداهن ووَصَفَ جمالها الباهر الذي حرَّك مشاعرَ الهوى الكامنة في داخله وانتقل بعدها إلى المدح والثناء على ابن عمه الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان وما كان عليه من صيت وكرم وشجاعة ثُمَّ وصف حاله بعد نكبة التوابع له وتَغَلُّبِهم عليه وعلى الأشراف الهاشمية والعرب وتوابع الطاعة وواساه بنصيحته إياه بعدم اليأس وفقدان الأمل في الرجوع إلى عهده السابق قبل نكبة التوابع له ما دام على قيد الحياة وختم أبيات القصيدة بالصلاة على آخر الأنبياء نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، والشريفُ راشد - في أبيات هذه القصيدة المنشورة- ذكر من أسماء الأشخاص: اسمه واسم ممدوحه الأمير منيع بن سالم، وذكر من أسماء الأماكن: سوق بغداد، وسآتي للتعريف بهذه الأسماء فيما يلي في ضوء المصادر القديمة المخطوطة المتناقلة جيلاً بعد جيل:

١-الشاعر راشد الخلاوي، صاحب هذه القصيدة ومنشئوها، هو الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية الملقب (الخلاوي)، وهو ابن عم الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان المذكور ويلتقي معه في سلسلة النسب الشريفة، وزوجته هي الشريفة سلمى آل عضيدان التي زُوِّجَتْ إليه وهي صغيرة، أدرك وقتَ واقعة تمرُّد رعيان الإبل على ابن عمه الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم ولكنه لم يشترك في الواقعة ضد هؤلاء الرعيان المتمرِّدة وعلم بها بعد وقوعها في عام ١١٥٧ هجرية، وأنشأ قصيدته البائية المُسماة الروضة بعد حدوث هذه الواقعة في عام بداية الفتن ١١٥٧ هجرية يواسي فيها ابن عمه الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان ويحثه على إعادة الكرة على هذه التوابع المتمردة لإرجاعهم إلى الطاعة واستعادة أمارته واسترداد جيشه من الإبل التي أخذوها، وامتد به العُمْرُ بعد وفاة الأميرين منيع وأبيه سالم وكانت وفاته في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، ادَّعى أنه خلاوي مرة وصليبي مرة وتنقَّل في رحلات في بوادي العرب وتخَفَّى في الهتيم والصَّلَب بقصد المغالطة في النسب للتخفي خوفاً من الملاحقة والثأر بعد واقعة قتله للذي أساء إلى جاره، والشاعر الشريف راشد ذكر اسمَه (راشد) ولقبه (الخلاوي) الذي يتخفَّى فيه بأول بيت في هذه القصيدة:

يقول الخلاوي والخلاوي راشد // على الزِّرق لَاهٍ بالدّلِّي وْلَاشْ

ثُمَّ ذَكَرَ لقبه (الخلاوي) في بيت آخر في سياق حديثه مع تلك الفتيات الثلاث في سوق بغداد:

قالَنْ: تَخَيَّرْ يَا الْخَلاوِيْ بيننا // نعِيْضكْ بالْغَالِيْ، ولكِنْ لَاشْ. 

٢-الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، أمير نجد ومنطقة اليمامة، شيخ شمل عربان نجد وسط الجزيرة العربية، ذائع الشهرة والصيت في وقته بين العرب، المتوفى في عام ١١٧٣ هجرية، المدفون في المقبرة الأصلية بالوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، نكبته التوابع البيض المتمردة من أعراق مختلفة وانتبهوا جيشه من الإبل وأسقطوا أمارته في واقعة عام ١١٥٧ هجرية وهو عام بداية الفتن والنكبة الكبرى الثالثة الأخيرة على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، وفي وقت أمارته على عربان نجد قامتْ تلك التوابعُ بالتمرد عليه وخلعوا طاعته وسلوا السيوف عليه وعلى الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وانتهبوا الأموال وسفكوا الدماء واستمروا في السلب والنهب والحرب لما يقرب من نصف قرن هجري بعد تحريضهم على التمرد، وبعد تلك الواقعة لبست التوابعُ جلود النمور وتوالى تمردُهم في البوادي والحواضر سنة بعد أُخرى حتى عام ١٢٠٠ هجرية وبعدها بسنوات قلائل، وللشريف الأمير منيع بن سالم عقب شريف، وله من الأبناء: ابنه الأكبر الشيخ الأمير الشريف سالم وبه يُكَنَّى بأبي سالم وله ذرية مع عرب الترابين في عريش ديار مصر؛ وله كذلك ابنه الشيخ الأمير الشريف عضيدان الذي قتله تابعه المجلوب (بخع) الفارسي الشرقي ومنه آل عضيدان ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، والشريف الأمير منيع بن سالم آل عضيدان كان في حلف أخواله في قبيلة بني عامر بن صعصعة الهوازنية ينتخي بنخوتهم في ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية ويَنْتَسِبُ إليهم حلفاً فيها، وكان في مصاهرات ورحلات معهم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وشرق الجزيرة العربية والبصرة والكوفة نواحي العراق وغيرها، وكانت أمارته على العشائر والحكم بين العرب، وكان كأكثر الأشراف الهاشمية بدوياً في بوادي العرب في أحلاف القبائل العربية يتنقَّلون للرعي ويعيشون تحت بيوت الشعر ويَتركون توابعَهم في حراسة الموارد والديار وفلاحة الأراضي في القرى وهذه التوابع تُعْرَفُ بتوابع الديار والموارد وكانت التوابع مرتبين في ترتيب التوابع تابع يتبع تابعاً إلى أن ينتهوا في ترتيب تبعيتهم إلى الأشراف الهاشمية أخيضرية حسنية وخواورة حسينية ورسية حسنية وقواسم حسينية وجعافرة طيارية وغيرهم من الذراري الشريفة، والأمير منيع بن سالم اتخذ وادي حنيفة داراً لأمارته في منطقة اليمامة وكانت مضافته بيت شعر عند مورد الماء بالثليماء في بلدة النعمية في وادي حنيفة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهي ديار أمارة أسلافه الأشراف آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية في القرن التاسع الهجري من أيام الشيخ الأمير الشريف عضيدان الأكبر وقبلها من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية)، وكانت القلعة بديار المجمعة في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية تحت إمارته وحصلتْ له خلافات حول أمارتها وحكمَتْ له الأتراك العثمانيين بأمارتها، وبعد سقوط إمارته وانتهاب حلاله وأمواله وتغيُّر أحواله رحل من بلدة النعمية إلى الوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حيث تُوُفي ودُفِنَ بها بعد ذلك في عام ١١٧٣ هجرية، والشاعر الشريف راشد ذكر الأميرَ الشريف منيع بن سالم في القسم الثاني من هذه القصيدة باسمه (مَنِيْع) في ثلاث مواضع في سياق المدح والرثاء والمواساة، وقال عند المديح:

مِضَيْتْ في دَرْبِي أَدَوِّرْ مَضنِّتِيْ // مِنِيْع الذي لاعْلَا المراتِبْ حاشْ

وقال عند رثاء الحال بعد حدوث النكبة:

وُطَاه الزمان أَسف علَى حالْةٍ بْهَا // مِنِيْعٍ وزَانَتْ للرَّدِي واللَّاشْ

وقال عند المواساة:

مِنِيْع لا تِيِّسْ وْلا تَقْطَعَ الرَّجَا // مْنَ الناسْ قَبْلِك لِك غَطَا وفِْراشْ. 

٣-سوق بغداد، السوق معروف وهو مكان البيع والشراء وتُجْلَبْ إليه السلع والمواشي ونحوه من البضائع وتتواجد به دكاكين الباعة والتجار، وبغداد المدينة المعروفة وهي عاصمة بلاد العراق، وفي هذا السوق الكائن في مدينة بغداد قابل الشاعرُ الشريف راشد تلك الفتيات الثلاث وقال:

نظرت أنا في سُوْقْ بغدادْ نظْرَهْ // ثَلَاثْ بَنَاتٍ كلِّهِنْ معاشْ. 

وأَمَّا هذه القصيدة الشينية أنشأها الشريفُ راشد بعد واقعة تمرد الرعيان في ١١٥٧ هجرية وقبل وفاة الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان في ١١٧٣ هجرية، وإنْ كانتْ مناسبة القصيدة وقسمها الأول هو التغزل على عادة الشعراء العرب القدماء ففي قسمها الثاني والأخير إشارة إلى تغيُّر الأحوال على الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان بعد ما أسقطتْ التوابع المتمردة أمارته وانتهبتْ أمواله بعد تَغَلُّبِهِم عليه ومشاركة التوابع الأخرى لهم في التمرد بعد ذلك على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وتحوَّلَ التابع المُتَغَلِّب إلى متبوع وتحوَّلَ المتبوع المُتَغَلَّبُ عليه إلى تابع:

تَغَيَّرَتْ الدِّنْيَا وَاْهَلْهَا تَغَيَّرَوا // وتَعَلَّى على فْرُوْخ الحَرَارْ خَفَاشْ 

َوبعدما تَغَلَّبَتْ تلك التوابع المتمردة من أعراق مختلفة وأفقرتْ متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وَصَفَتْهُم بأبشع الأوصاف والألقاب ورمتهم بأقبح التُّهَم ومحتْ ذِكْرَهُم وطمستْ آثارهم وأضعفتهم بعد القوة والظهور والتجارة والمضافات والأمارات والمشيخات والقضاء بين العرب وجرى على الأشراف الأخيضرية خاصة والأشراف الهاشمية عامة ما جرى على غيرهم من تقلُّب الزمان فهم كانوا شموساً في بوادي العرب أطفئتها تلك التوابع المتمردة آنذاك ولم يحلوا محلها وكان الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان أول شمس أطفئوها. 
 
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر المطبوعة وبالله التوفيق).
مصدر الصور: 











الاثنين، 3 أبريل 2023

دالية الشاعر الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية المُلَقَّب الخلاوي.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض ما ورد في إحدى قصائد الشاعر الكبير الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهي المعروفة بالقصيدة الدالية المنشورة في كتاب (راشد الخلاوي، عبدالله بن محمد بن خميس، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الصفحات: ٦٨، ٢٩٤-٣٠٦) وهذه القصيدة أنشأها الشريفُ راشد المُلَقَّب الخلاوي بعد تمرد توابع رعي الإبل من الرعيان الهنود ومن اختلط بهم على متبوعهم الشيخ الأمير الشريف أمير نجد وشيخ شمل عربانها الأمير منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية في عام ١١٥٧ هجرية وسلهم السيوف وخلعهم طاعته وأخذهم لإبله وتسببهم في سقوط إمارته بين العرب بعد تغلبهم عليه في الواقعة التي حدثت بينهم، وتلك الرعيان كانوا في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية المتسمين باسم راعي الإبل التابع المغولي الهندي القديم (...) ومركبين نسبهم في اسم الأمير منيع بن سالم ومتخفين في نسب واسم وحلف قبيلة عربية وينتخون باسمه، والشريف راشد

وذكر في أبياتها أشخاصاً وأماكن وقبائل عربية وسنأتي على ذكر بعضها وتحديدها فيما يلي في ضوء المصادر القديمة المخطوطة المتناقلة جيلاً بعد جيل:

أ-الأشخاص
١- الشاعر راشد الخلاوي، صاحب هذه القصيدة ومنشئوها ومُرسِلُها، هو الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية الملقب (الخلاوي)، وهو ابن عم الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان المذكور ويلتقي معه في سلسلة النسب الشريفة، وزوجته هي الشريفة سلمى آل عضيدان التي زُوِّجَتْ إليه وهي صغيرة، أدرك وقت واقعة تمرد رعيان الإبل على ابن عمه الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم ولكنه لم يشترك في الواقعة ضد هؤلاء الرعيان المتمردة وعلم بها بعد وقوعها في عام ١١٥٧ هجرية، وأنشأ قصيدته المُسماة الروضة بعد هذه الواقعة في عام بداية الفتن ١١٥٧ هجرية يواسي فيها ابن عمه الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان ويحثه على إعادة الكرة على هذه التوابع المتمردة لإرجاعهم إلى الطاعة واستعادة أمارته واسترداد جيشه من الإبل التي أخذوها، وامتد به العُمْرُ بعد وفاة الأميرين منيع وأبيه سالم وكانت وفاته في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، ادَّعى أنه خلاوي مرة وصليبي مرة وتنقَّل في رحلات في بوادي العرب وتخَفَّى في الهتيم والصلب بقصد المغالطة في النسب للتخفي خوفاً من الملاحقة والثأر بعد واقعة قتله للذي أساء إلى جاره، والشاعر الشريف راشد ذكر اسمَه (راشد) ولقبه (الخلاوي) الذي يتخفَّى فيه بأول بيت في هذه القصيدة:

٢-الشيخ الأمير الشريف سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، المتوفى في عام ١١٥٧ هجرية، المدفون بالمقبرة الأصلية بالوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وهو والد الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، أدرك تمرد رعيان الإبل والواقعة الأولى مع التوابع المتمردة في عام ١١٥٧ هجرية وتُوُفِّيَ بعدها في نفس العام، والشاعر الشريف راشد ذكر الشيخَ الأمير سالم بن محمد في هذه القصيدة باسمه (سالم) عند ثنائه على أبناء الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم والرجال الملتفين حوله وقال: 


٣-الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، أمير نجد ومنطقة اليمامة، شيخ شمل عربان نجد وسط الجزيرة العربية، ذائع الشهرة والصيت في وقته بين العرب، المتوفى في عام ١١٧٣ هجرية، المدفون في المقبرة الأصلية بالوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، نكبته التوابع البيض المتمردة من أعراق مختلفة وانتبهوا جيشه من الإبل وأسقطوا أمارته في واقعة عام ١١٥٧ هجرية، وفي وقت أمارته على عربان نجد قامتْ تلك التوابعُ بالتمرد عليه وخلعوا طاعته وسلوا السيوف عليه وعلى الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وانتبهوا الأموال وسفكوا الدماء واستمروا في السلب والنهب والحرب لما يقرب من نصف قرن هجري بعد تحريضهم، وبعد تلك الواقعة لبست التوابعُ جلود النمور وتوالى تمردُهم في البوادي والحواضر سنة بعد أُخرى حتى عام ١٢٠٠ هجرية وبعدها بسنوات قلائل، وللشريف الأمير منيع بن سالم عقب شريف، وله من الأبناء: ابنه الأكبر الشيخ الأمير الشريف سالم وبه يُكَنَّى بأبي سالم وله ذرية مع عرب الترابين في عريش ديار مصر؛ وله كذلك ابنه الشيخ الأمير الشريف عضيدان الذي قتله تابعه المجلوب (بخع) الفارسي الشرقي ومنه آل عضيدان ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، والشريف الأمير منيع بن سالم آل عضيدان كان في حلف أخواله في قبيلة بني عامر بن صعصعة الهوازنية ينتخي بنخوتهم في ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية ويَنْتَسِبُ إليهم حلفاً فيها، وكان في مصاهرات ورحلات معهم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وشرق الجزيرة العربية والبصرة والكوفة نواحي العراق وغيرها، وكانت أمارته على العشائر والحكم بين العرب، وكان كأكثر الأشراف الهاشمية بدوياً في بوادي العرب في أحلاف القبائل العربية يتنقَّلون للرعي ويعيشون تحت بيوت الشعر ويَتركون توابعَهم في حراسة الموارد والديار وفلاحة الأراضي في القرى والبادية وهذه التوابع تُعْرَفُ بتوابع الديار والموارد وكانت التوابع مرتبين في ترتيب التوابع تابع يتبع تابعاً إلى أن ينتهوا في ترتيب تبعيتهم إلى الأشراف الهاشمية أخيضرية حسنية وخواورة حسينية ورسية حسنية وقواسم حسينية وجعافرة طيارية وغيرهم من الذراري الشريفة، والأمير منيع بن سالم اتخذ وادي حنيفة داراً لأمارته في منطقة اليمامة وكانت مضافته بيت شعر عند مورد الماء بالثليماء في بلدة النعمية في وادي حنيفة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهي ديار أمارة أسلافه الأشراف آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية في القرن التاسع الهجري من أيام الشيخ الأمير الشريف عضيدان الأكبر وقبلها من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية)، وكانت القلعة بديار المجمعة في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية تحت إمارته وحصلتْ له خلافات حول أمارتها وحكمَتْ له الأتراك العثمانيين بأمارتها، وبعد سقوط إمارته وانتهاب حلاله وأمواله وتغيُّر أحواله رحل من بلدة النعمية إلى الوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حيث تُوُفي ودُفِنَ بها بعد ذلك في عام ١١٧٣ هجرية، وكان عند الأمير منيع بن سالم كثير من الرجال والأتباع وأبنائهم الملتفين حوله كهولاً وشباباً ونشَّأهم على الفروسية وحمل السلاح والخصال الحميدة والعادات العربية الأصيلة وعاملهم معاملة أبنائه من صُلْبِه وانتخوا باسمه وركَّبوا نسبهم في اسمه وانتسبوا إليه ولذلك فالمنتسبون إليه على قسمين: قسم أصليون وهم من صُلْبَه وقسم آخر غير أصليون وليسوا من صلبه وهم مضافون إليه إضافة تركيب والنسابون الأصوليون فرزوهم وميَّزوا الأصليين والمضافين وأثبتوا ذراريهم إلحاقاً للأطراف بالأصول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري في المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل، والشاعر الشريف راشد ذكر الشريفَ الأمير منيع بن سالم في هذه القصيدة بكنيته (أبوسالم) حين قال:
 
٤-سلطاني عُقَيْل، 
٥-ابن كليب، 
٦-ابن قايد، 
٧-عواد،


ج-القبائل والجماعات

١-عُقَيْل، عرب عقيل بن كعب ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية، القبيلة العربية العريقة أحلاف وأصهار الأشراف الأخيضرية الحسنية والأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية من أيام الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية وبعد قيام الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في عام ٢٥٢ هجرية، ومنهم الشيخين الأميرين عضيدان ومعضد العربيان الهوازنيان وهما أخوا الأمير منيع بن سالم من الأم وهما اللذان أشار إليهما الشاعرُ الشريف راشد آل عضيدان الملقب الخلاوي في قصيدته الخالدة الروضة:

فلولا منيعٍ سور هجرٍ وبابها // وابنا عُقَيْلٍ عصبةٍ من قرايبه.

ب-الأماكن
 
١-تقيَّد،

ج-الإبل

١-الَجدْعَاء، على وزن الفَعْلَاء، ناقة عربية أصيلة، الرحول التي كان يركب عليها الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان، أخذتها التوابع بعد نكبة توابعه رعيان الإبل له وانتهابهم لإبله وخيله، وحتى توابعه ساسة حصانه (الطاوي) لبستْ جلد النمور وتمرَّدتْ عليه بعد النكبة وعندما أرسل إلى هذه التوابع الساسة يطلب منهم حصانه (الطاوي) ليركبه على جاري عادته أرسلوا إليه عنزاً إمعاناً في إذلاله وإعلاناً للتمرد وخلع طاعته عليهم من الله ما يستحقون.