هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن مقبرة الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية العربية والتي قامَتْ على أنقاض الخضرمة الديار القديمة للأشراف الأخيضرية وعاصمة الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ودُفِنَ فيها الأشرافُ الأخيضرية تكريماً لهم في ديار آبائهم وأجدادهم القديمة وصارَتْ مدفناً للصالحين من الأشراف الأخيضرية وغيرهم ودُفِنَ فيها الصالحون من حلفائهم من العرب وتوابعهم من أعراق مُختلفة وأُقِيْمَتْ على مدافنهم القببُ بالطوب المشوي وكُتِبَتْ أسماؤُهم على الشواهد تخليداً لذكراهم وتذكيراً بسيرتهم الطيبة.
ومقبرة الأشراف الأخيضرية المذكورة قَامَتْ على الجزء الغربي من الخضرمة في الديار القديمة للأشراف الأخيضرية في بلدة اليمامة في إقليم الخرج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في فترة ما بعد سقوط الدولة الأخيضرية باليمامة (سقطتْ في عام ٤٥٠ هجرية) وتَفَرُّق الأشراف الأخيضرية شيوخاً وأمراء وقضاة عشائر في بوادي العرب ودُفِنَ فيها في عام ٧٤٠ هجرية ودُفِنَ فيها في عام ٩٤٠ هجرية وقَبْلَهُ وكَثُرَ الدفنُ فيها من عام ١٠٧٠ هجرية إلى عام ١٠٩٧ هجرية وعُرِفَتْ آنذاك بأكثر من اسم عبر تاريخها، ومن هذه الأسماء:
١-مقبرة السادة الأخيضرية.
٢-مقابرَ الصالحين.
٣-مراقدَ الصالحينَ
٤-مدافنَ الصالحين والأولياء.
٥-قُبَيْبَات الصالحين.
٦-القُبَيْبَات.
٧-القُبَّة.
٨-ديَار القُبَّة.
٩-القُبَيْبَة.
ولهذه المدافن والمدفونين بها ذكرٌ في تراث النسابين الأصوليين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية ومنها هاتين الجردتين (انظر الصور).
وأَمَّا نص الجردة الأولى:
(عـجالـة تَذْكُــرُ القُبَيْبَات ديار القُبَيْبَة
مقابرَ وقُبَيْبَات الصالحين من السَّادة الأخيضرية وغيرهم بديار الخَرْج.
وهذه المقابر كانَتْ بعدَ سقوط اليمامة وتَـفَــرُّقُ الدولـة الأخيضرية وبَعْدُ صارَتْ مراقدَ الصالحينَ بديار الخرج عام ١٠٧٠ هجرية حتى عام ١٠٩٧ هجرية وهي من عام ٧٤٠ هجرية وبها قبور:
سالم
ومحمد
وحمد القاسمي
وضاحي
حُمَيْدَان
وسالم
وسرحان
وحمد
وعليَّان
وفلاح وفالح
وحَيَّان
وضُحَيَّان
وعبدالله بن صالح
ومالك
وعويمر
وهلال وهُلَيِّل
و(سراح)
وأبو (صفي).
منهم من الأخيضرية، ومنهم موالي، ومنهم عرب، كلهم صالحين، أصحاب المَدَافِنِ بالقُبَيْبَات، ديَار القُبَّة.
أُثْبِتَ عام ١١١٩ هجرية.
ختم محمد بن عامر الخَـوَّارِي.). انتهى.
وأَمَّا نص الجردة الثانية:
(عـجالـة تَذْكُــرُ مقابرَ ومدافنَ الصالحين من السَّادة الأخيضرية والأولياء بديار الخرج.
وهذه المقابر كانَتْ بعدَ سقوط اليمامة وتَـفَــرُّقُ الدولـة الأخيضرية وبَعْدُ صارَتْ مراقدَ الصالحينَ بديار الخرج عام ١٠٧٠ هجرية بدايةً حتى عام ١٠٩٧ هجرية وهي تَجْمَعُ من عام ٩٤٠ هجرية وبها قبور:
محمد بن صالح
وحمد القاسمي
وضاحي
وحُمَيْدَان
وسالم
وسرحان
وحمد
وعليَّان
وفلاح وفالح
وحَيَّان
وضُحَيَّان
وعبدالله بن صالح
ومالك
وعويمر
وهلال وهُلَيِّل
وسراح
وأبوصفي.
منهم من الأخيضرية، ومنهم موالي، ومنهم عرب، كلهم صالحين، هذه الدّيَار تُعْرَفَ بمقابر الصالحين.
أُثْبِتَ عام ١١١٩ هجرية.
ختم محمد بن عامر الـخَـوَّارِي.). انتهى.
وهاذان النصان المثبتان في هاتين العجالتين هما نقل متأخر عن جرود قبلها وهما نصان مجملان بدون تفصيل وفيهما فقط إشارة لمراقد الصالحين وبعض المدفون بها من الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم وأَمَّا تواريخ هذه المقبرة والتفاصيل وسير وسلاسل وشروح المدفونين بها وتحديد الأصلي وبيان التركيب في السلاسل وغير ذلك فمثبوت في جرود أخرى.
وهذا النص هو نقل متأخر عن جرود قبلها كما أسلفتُ وهو مؤرخ في عام ١١١٩ هجرية وهو نقل وإثبات الشيخ النسابة الشريف محمد بن عامر الخَوَّارِي الحسيني الهاشمي ونص ختمه: محمد بن عامر الـخـواري عام ١١١٩ هـ.
وعدد المذكورين من الصالحين في نص الجردة الأولى هو ٢٠ عشرون وعدد المذكورين في نص الجردة الثانية هو ١٩ تسعة عشر، وأسماؤهم أو ألقابهم المذكورة في هاذين النَصَّيْن هي:
١-سالم.
٢-محمد.
٣-حمد القاسمي.
٤-ضاحي.
٥-حُمَيْدَان.
٦-سالم.
٧-سرحان.
٨-حمد.
٩-عليَّان.
١٠-فلاح.
١١-فالح.
١٢-حَيَّان.
١٣-ضُحَيَّان.
١٤-عبدالله بن صالح.
١٥-مالك.
١٦-عويمر.
١٧-هلال.
١٨-هُلَيِّل.
١٩- سراح.
٢٠-أبو صفي.
٢٢-محمد بن صالح.
وهؤلاء الصالحين المذكورين منهم أشراف أخيضرية حسنية هاشمية أصلية مثل: الأشراف عليان وحمد القاسمي وفلاح وفالح القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية والشريف سرحان آل محيَّا الأخيضرية الحسنية الهاشمية، ومنهم حلفاء عرب مركبين في نسب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية مثل: حيان الهوازني العربي المُلَقَّب الطويل، ومنهم توابع مركبين في نسب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية مثل: التابعين البربريين هلال - أبوهلالة زوجة الجعر- وهليل.
ولمقبرة الصالحين ذكر كذلك في مخطوط حصلت على صورة ورقة منه وهذا نص الورقة / الصفحة (انظر الصورة):
(إلى أَنْ أَلحقتهم بأهل البَوَار وأوجَبْتَ لهم نوعاً من الوبال والخسار وهؤلاء أقسام فمنهم من يُنْكِرُ على مشائخ الصوفية وتابعيهم ومنهم من يعتَقِدُهُم إجمالاً وأَنَّ لهم كرامات ومتى عُيِّنَ لهم أحدٌ منهم أو رأى كرامةً له أَنْكَرَ ذلك لما خَيَّلَهُ له الشيطانُ أَنَّهُم قد انقرضُوا أو انقَطَعُوا وأَنَّه لم يبقَ إِلَّا مُتَلَبَّسٌ مغرور احتَوَى عليه الشيطانُ ولَبَّسَ وهؤلاء من العناد والحرمان بمكان، انتَهَى.
وقالَ التاجُ ابن عطاء الله الشاذليُّ – رحمه الله - : " إِيَّاكَ يا أخي أَنْ تُصْغِي إلى الواقعين في هذه الطائفة والمستهزئين بهم لئلا تَسْقُطَ من عيْن الله وتستوجِبُ المقتَ من الله فإِنَّ هؤلاء القوم جلسوا مع الله على حقيقة الصدق والإخلاص والوفا ومراقبة الأنفاس قد أسلمُوا قيادَهُم إليه وأَلْقَوا أنفسَهُم سلماً بين يديه تركوا الإنتصارَ لنفوسِهِم حياءً من الله تعالى فكانَ هو الناصر لهم والمُحَارِب عنهم لمن حارَبَهُم والغالبُ لمنْ غَالَبَهُم ولقد ابْتَلَى اللهُ هذه الطائفة الشريفة بالخَلْقِ خصوصاً بأهل الجِدَال من العلم الظاهر فَقَلَّ أَنْ تَجِدَ منهم من شَرَحَ اللهُ صدرَهُ للتصديق بولي مُعَيَّن بل يقولُ لك نَعِلَمُ أَنَّ الأولياء موجودون ولكن أين هُم، فلا تَذْكُـرُ له أحداً إِلَّا وأَخَذَ يَدْفَعُ خصوصيةَ اللهِ فيه وأَطْلَقَ اللسانَ بالإحتجاج على كونه غير وليٍّ للهِ عارياً من التصديق فاحذَرْ من هذا وَصْفُهُ وفُرَّ منهُ فرارك من الأسد".
ثُمَّ قالَ: "فَتَبَيَّنَ أَنَّ شركَ الكُفَّارِ أَخَفُّ من شركِ بعضِ أهل زماننا الذين إذا أصابَهُم الضُّرُّ نَخَوْا حسيْن وراعي الخَلْوَة".
أَقُولُ قد تَقَدَّمَ قولُهُ يستغيثُ بعبدالقادر وشمسان فَأَمَّـا الشيخُ عبدالقادر فهو سلطان الأولياء ولا يختلِفُ في ولايته اثنان بل أجمَعَ عليه الخاصُ والعامُ وظَهَرَتْ أَمَارَاتُ قُرْبِهِ من الله تعالى واشْتَهَرَتْ بركاتُهُ وانْتَشَرَتْ كراماتُهُ وسارَتْ بأخبارها الرُّكْبَان في سائر أقطار الأرض وأَرَى الإطنابَ في مدحه من مثلي لا يليقُ بمقامِهِ الشريف قَدَّسَ اللهُ رُوْحَهُ ونَوَّرَ ضريحَهُ.
وأَمَّــا شَمْسَان ... الشريف النبيل السيد شَمْسَان بن السيد محمد بن عيسى الحسني المغربي كان موطنهم الغرب فارتَحَلَ ... في قرية اليمامة فَوُلِدَ له شَمْسَان ونَشَأَ بها نشوءاً حسناً في حجر والدِه ورَبَّاهُ وعَلَّمَهُ ... ثُمَ صَحِبَ مشائخَ وقتِه وتَعَلَّمَ منهم ما يحتاجُ إليه من أَمْرِ دِيْنِه وتَأَدَّبَ بآدابِهِم ورَضَعَ ... ما أَفَاَضَ اللهُ عليه من بركاتهم فاشْتَهَرَ أَمْرُهُ وانْتَشَرَ صِيْتُهُ وظَهَرَتْ بركاتُهُ وأَحَبَّهُ الخاص [والعامُّ] ونَفَعَ اللهُ به المسلمين فصار شَمْسَانُ شَمْسَانِ مُضِيْئَتَانِ وفي ذلك المَعْنَى قُلْتُ:
أَمَا تَرَى الشمسَ في الآفاقِ واحِدَةً // والخَرْجُ فيها من الأنوار شَمْسَان
شَمْسُ السَّخَا في جَبِيْنِ [الخَرْجِ قد سَطَعَتْ] // والشمس ثانيةً من نورٍ وعِرْفَان.
وكانَ رحمه الله يمشي بالقوافل آمنة مُطمئنة لا يَنَالُهَا أحدٌ بسوءٍ [وكانَ] مُهَاباً عند الناس جليلاً في عيونهم يُطْعِمُ الطَّعَامَ ويُقْرِيِ الضُّيُوْفَ ويسعى في مصالح المسلمين إلى أَنْ ماتَ رحمه اللهُ ودُفِنَ مجاوراً لوالده في مقبرة يُقَالُ لها القُبَيْبَة فيها جملةٌ من الصالحين وقبرُهُ ظاهرٌ [يُزَارُ].
[و] أَمَّــا حسين المُشَارُ إليه فهو الشيخ الكبير والعَلَمُ الشهيرُ الشيخُ حسينُ بن علي بن الشيخ حسين بن عثمان ... وموطنهم الأحساء ثُمَّ ارتَحَلَ منها جَدُّهُم الشيخُ عثمانُ المذكور إلى الخَرْج وكانَتْ مماليكُهُ ... أربعين بين العَبْدِ والأَمَة فاسْتَقَرَّ بها ونَزَلَ في قرية يَقَالُ لها السَّلْمِيَّة وأَحَبَّهُ الناسُ وانتَفَعَ به خلقٌ كثيرٌ كانَ رجلاً صالحاً سخياً فَوُلِدَ له حسين ورَبَّاهُ وعَلَّمَهُ القُرآنَ وأَدَّبَهُ فلَمَّا تَرَعْرَعَ وكَبُرَ صَحِبَ مشائخَ). انتهى.
هذا ما استطعتُ استظهاره والكلمات بين القوسين () استظهرتها بصعوبة من غير تأكُّد وتحتملُ قراءة أخرى وأَمَّا الكلمات أو الحروف بين المعقوفين [] مفقودة ولكن استظهرتها تَوقُّعاً مني من خلال سياق الكلام وأَمَّا الكلمات التي جعلتُ مكانها نقط ثلاث فلم أتمكن من قرائتها لتآكل موضعها على الورق بسبب العثة أو الأرضة أو سيلان الحبر ويوجد تصحيح لغوي على الهامش الأيسر وربما بعضه مفقود بسبب العثة أو الأرضة أو سيلان الحبر والمتبقي منه ثلاث كلمات: لعله شمسين مضيئتين، لذا جرى التنبيه.
وأَمَّا الشيخ الصالح المتصوف شمسان الحسني المغربي المذكور في هذا النص هو تابع بربري للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهو مُرَكَبَّ في سلاسل الأشراف الحسنية الهاشمية حاله حالَ غيره من المُرَكَّبِين.
وأَمَّا بَعْدَ مقتل الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في البادية عند مورد الماء في إقليم الخرج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في نحو عام ١٢٠٠ هجرية طُمِسَتْ الشواهدُ وهُدِمَتْ القببُ في مدافن القبيبات المذكورة في عام ١٢٠١ هجرية بَعْدَ إبعاد ورحيل حُرَّاس المدافن والمكان والديار عنها في أحداث سنوات الجور وقيام التوابع المُتمردة من أعراق مُختلفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وقَامَتْ هذه التوابع المُتمردة خلال سنوات الجور والنكبة الكُبرى الثالثة الأخيرة بنهب متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية من الخيل والإبل والأموال والديار والموارد والمراعي والأراضي الموقوفة وغير الموقوفة وقتلهم وتشريدهم وكسرهم ووصفهم بأبشع الأوصاف وإجبارهم على الأعمال الحرفية لتضييع أنسابهم وكسر نفوسهم والتقليل من شأنهم وتنفير العرب عنهم ومحو ذكرهم.
وأَمَّا التصوف فهو قديم في الأشراف الهاشمية من أيام الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية ومن وقت الشيخ الإمام الشريف القاسم الرسي الحسني.
وأَمَّا الأشراف الهاشمية آل البيت أكثرهم كانوا متصوفة وكذلك أكثر الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية كانوا متصوفة وأكثر البكرية كانوا متصوفة ويوجد كثير من التوابع البربر متصوفة مركبين في سلاسل الرفاعية والأدارسة ويوجد كثير من التوابع الفُرس متصوفة مركبين في سلاسل الجيلانية.
والتصوف يدعوا إلى المحبة وكف الأذى وتهذيب الأخلاق وتمني الخير للآخرين وله شيوخ ومريدون ودخلته بعد ذلك عادات قديمة من عادات أهل الشرق والغرب وأصبح أنواعاً وطُرُقاً متعددة مع مرور الزمان.
وأمَّا (مالك) المذكور في نص الجردتين أعلاه فهو غير مالك بن الريث العربي على طريق الحاج نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد.
(أُُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
١- تحديد كاتب المُفردة لموقع الخضرمة ومقبرة الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في خرائط قوقل ماب على الإنترنت.
٢-جردتين من تراث النسابين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية المتناقل جيلاً عن جيل.
٣-صفحة من كتاب مخطوط زودني بصورتها أحد الأفاضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق