الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

صفة (خَضِيْر) عند سعود الزيتون الخالدي في كتابه (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر).

هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن صفة (خَضِيْر) عند سعود الزيتون الخالدي في كتابه (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر، ط١، ١٤٢٣ هجرية، ٢٠٠٢ ميلادية، دار الثقافة للطباعة والتوزيع والنشر، الدوحة، قطر، رقم الصفحات:١١٠-١١١) والزيتون هو مؤرخ ونسابة وكاتب سعودي مُعاصر وله مؤلفات ومقالات والزيتون استخلصَ مادةَ كتابه هذا من كتاب دليل الخليج للمستشرق البريطاني لوريمر. 

وأَمَّا لوريمر مؤلف (كتاب دليل الخليج) الذي انتقى الزيتونُ منه مادةَ كتابه (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر) فهو دبلوماسي ومؤرخ وجغرافي وموظف لدى الحكومة البريطانية في أيام استعمارها الهند وهو من رجال ما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين ووُلِدَ في عام ١٢٨٦ هجرية أو ١٢٨٧ هجرية وتُوُفَّيَ في حادث في بو شهر في إيران في عام  ١٣٣٢ هجرية، ولوريمر وأعوانه اعتمدُوا في القسم الجغرافي من كتاب دليل الخليج على معلومات استخباراتية وعمل ميداني ومؤلفات الرحالة السابقين، والعملُ على القسم الجغرافي من كتاب دليل الخليج اكتملَ في سنة ١٩٠٨ ميلادية الموافق ١٣٢٥ هجرية أو ١٣٢٦ هجرية أي بعد مرور أكثر من قرن هجري على أحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة وجور وقيام التوابع المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبدأتْ أحداث تلك الفتن في سنة ١١٥٧ هجرية بتمرد الرعيان توابع الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانتهتْ في سنة ١٢٠٠ هجرية بقتل التوابع غدراً وتدبيراً لمتبوعهم الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وتوالتْ بعدها بعضُ الأحداث والواقعات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وخُتِمَتْ بتغلُّب التوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الهاشمية وانتهابهم لهم وزوال أمارات ومشيخات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في النواحي والديار وإطلاق هذه التوابع المتمردة الباغضة ومن وافقهم من العرب صفة (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بقصد ذمِّهم وتنقُّصهم والتقليل من شأنهم بعد كسرهم لهم وتغلُّبِهم عليهم وخروج متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة من أحلاف قبائل العرب إلى بيوت فردية في الحواضر وإجبارهم لهم على حرفٍ تترفَّعُ عنها بقيةُ العرب لكسر نفوسهم وإضاعة نسبهم وتنفير العرب عنهم وهو الإطلاق الثالث الأخير لهذه الصفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بغير قصد وصف الحال بل بقصد تنقُّص وذمِّ ونبز متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الهاشمية خصوصاً والأشراف الهاشمية الأصلية خاصة وحلفائهم من العرب عامة لتفرق بيوتهم بين العرب وغير العرب في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم اللاحق في حلف واسم ونسب قبيلة عربية ومنهم من ترك الأحلاف العربية ولم يحالفْ بعدها أحداً من العرب ولانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريْش) وعدم تكوُّن قبيلةٍ واحدة لذراري الأشراف الهاشمية الأصلية تَجْمَعُهُم في حلف واحد وفي ديار واحدة بعد مرور القرون الطويلة - باسم جدهم الأعلى (هاشم) مثلاً - واستمرَّتْ ذراري هذه التوابع الكثيرة المُتمردة ومن وافقهم من العرب في إطلاق هذه الصفة جيلاً بعد جيل حتى يومنا الحاضر بقصد التنقُّص والذم توارثاً وتناقُلاً للبُغض والتنقُّص من أسلافهم المتمردة الباغضة دون علم أو معرفة بمعناها الأصلي عند العرب قديماً. 

وأَمَّا صفة (خَضِيْر) فهي صفة عربية قديمة معروفة عند العرب قبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بمساندة أخوالهم عرب هوازن في عام ٢٥٢ هجرية وقد أطلقها العربُ قديماً على العربي الأصلي من عرق العرب المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخلاف أو رحيل عن الديار أو تَقَطُّع حلف قبيلته الأم العربية الأصلية واضمحلالها وتَفَرُّق بيوتها وما دام مُنقطعاً من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية فهو (خَضِيْر) ولذلك فبيوت الأشراف الهاشمية الأصلية هي (خَضِيْر) لانطباق وصف الحال عليهم وتفرُّقهم داخل وخارج جزيرة العرب وانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريش) وأَمَّا العربي الأصلي المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخطف أو سبي أو من كانَ من عرق غير العرب فقد أطلقَتْ عليه العربُ صفةَ (مولى تابع) حتَّى وإِنْ لَحِقَ في تكتل عشائري في حلف واسم ونسب قبيلة عربية وأخذَ المشيخة والأمارة في القبيلة أو أخذ الحُكْمَ والسُّلطانَ في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومدحته الشعراء بالقصائد ووُصِفَ بألقاب المشيخة والأمارة والسُّلطان فتظلُ العربُ تَصِفُه بصفة (مولى تابع). 

وأَمَّا هذه التوابع الكثيرة المُتمردة أكثرهم بيض البشرة وهم من أعراق مُختلفة وأكثرهم من عرق غير العرب وأكثرهم مُتَخَفُّونَ في حلف واسم ونسب القبائل العربية أو في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية ويُألبون العربَ والتوابعَ الآخرين على متبوعيهم الأشراف الهاشمية ويُعرَفونَ ببغضهم لذراري متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وأطلقُوا صفةَ (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بعد جورهم وقيامهم الأخير عليهم بقصد الذَّم والتَّنَقُّص بل وتوسَّعُوا في إطلاقها على جميع البيوت الفردية لتشمُلَ من كان منهم من عرق غير العرب خلافاً لما كانَتْ عليه العرب قديماً من إطلاقها فقط على العربي الأصلي من عرق العرب وصفاً لحاله وانقطاعه من حلفه الأصلي في قبيلته الأم التي هو من أصلها ومن صُلْبِها. 

والزيتون في كتابه هذا (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر) نقلَ تعريفَ لوريمر لصفة خضير الوارد في مادة (بنو خَضِيْر) ووضعَ الزيتونُ ما استله عن لوريمر في نص كتابه بينما وضعَ الزيتونُ  تعليقاتِه على النص في الهوامش وأمَّا ما نقله الزيتون عن لوريمر في النص فسبق لي مُناقشتُه في مُفردة سابقة (انظر مُفردة: صفة (بني خَضِيْر) عند جون غوردون لوريمر في كتابه (دليل الخليج) المُتَرْجَم إلى اللغة العربية في قطر)

وأَمَّا ما أورده الزيتونُ في الهوامش فيمكنُ مناقشته وتحليله كما يلي: 

الهامش الأول ينقسم إلى فقرتين؛ الفقرة الأولى نقلها الزيتونُ عن فؤاد حمزة من كتاب (قلب جزيرة العرب) في مادة (بنو خَضِيْر) والزيتون لم يُصَرِّحْ بالنقل عن فؤاد حمزة واكتفى بقوله: (ذكرهم بعضُ المؤرخين) وتعريف صفة (خضير) المنقول عن فؤاد حمزة سبق لي مُناقشتُه في مُفردة سابقة ولا يُوجدُ حاجةٌ للتكرار (انظر: اسم (بني خَضِيْر) عند فؤاد حمزة في كتابه (قلب جزيرة العرب)). 

وأمَّا الفقرة الثانية نقلها الزيتونُ عن كتاب مخطوط في تاريخ هجر وهذا نصها:

(وفي مخطوطة بتاريخ هجر جاء القولُ: بنو خضير قومٌ من ذرية رجل من قريش يُقالُ له: خضير بن سالم بن عطاء، خرج عن اليمامة بعدما أدانَ بنو الجون زعماء الخضيريين بالتبعية لزعماء القرامطة في منطقة هجر، فانتقل إلى باتجاه الشرق، وما أن استقر به المطافُ بهجر حتى أخذ بمعتقدات القوم فيها، ووصل عندهم إلى منزلة كبير القضاة، وبزواجه من بعض سبايا غزوات القرامطة أنجب مجموعة من الأبناء كانت منها ذريته التي انخزل عنها بنو خضير المعروفين في جزيرة العرب، هذا والله أعلم، مع أَنَّ للقرامطة وحركتهم دورٌ في سقوط بعض القبائل التي أدانتْ لهم بالتبعية بعدما أخذتْ بمعتقداتهم). 

ويُمكنُ تحليلُ ومُناقشة بعض ما ورد في هذا النص عن (خضير بن سالم بن عطاء) في ضوء المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية كما يلي:

وأَمَّا قوله (بنو خضير قومٌ من ذرية رجل من قريش يُقالُ له: خضير بن سالم بن عطاء،)؛ يُلاحَظُ عدمُ ضبط الاسم (خضير) بالحركات، وأَمَّا اسم هذا الشخص (خضير) وسيرته فمضبوطة ومثبوتة في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة جيلاً بعد جيل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو (خُضَيْر) على وزن فُعَيْل تصغير (خِضْر) وهو هندي من عرق الهند نواحي الشرق وله رحلات وقَدمَِ إلى بلاد العرب ومعه زوجته الكردية وجاء إلى اليمامة حيث الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية هناك وعَمِلَ عندهم في رعي الغنم وهو تابعٌ قديمٌ مُضافٌ في نسب قريش إضافة تبعيَّة وولاء وليس عرق وصُلْب ولا عقب له ودارتْ حوله التوابعُ وضعفاءُ القبائل العربية واجتمعوا حوله وأضافوا نسَبَهُم فيه وتسَمَّوا به وعُرِفُوا بالخُضَيْرِيَّة على وزن الفُعَيْلِيَّة وببني خُضَيْر والخُضَيْرِيِّيْن نِسْبَةً إليه ونَدَهُوا وانْتخَوا باسمه (أولاد خُضَيْر) على عادة العرب والتوابع بعد التفافهم وتَجَمُّعِهِم حول شخص. 

وأَمَّا قوله (خرج عن اليمامة بعدما أدانَ بنو الجون زعماء الخضيريين بالتبعية لزعماء القرامطة في منطقة هجر، فانتقل إلى باتجاه الشرق)؛ فهذه هنا إشارة إلى رحلة ل (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) من اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية إلى ديار هجر نواحي شرق الجزيرة العربية وسبب هذه الرحلة وهو تغلُّب القرامطة على اليمامة بعد واقعتين لهم في اليمامة مع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية زعماء اليمامة والأخيضريين وأئمة وأمراء وملوك الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية والأشرافُ الأخيضرية أرادوا منع القرامطة من عبور منطقة اليمامة ومنعهم من الذهاب إلى نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وبعد هاتين الواقعتين اضطر الأشرافُ الأخيضرية لمهادنة القرامطة، والذي يُفْهَمُ من سياق العبارة في هذا الكتاب المخطوط أَنّ المقصود ب (بنو الجون) هم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية الذين هم من ذراري الشيخ الأمير الشريف موسى الملقب الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ولذلك (بنو الجون) هي نسبة إلى جد أعلى في سلسلة النسب، والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية يعرفون بلقب جدهم الشيخ الأمير الشريف يوسف الأخيضر الأول وأُخَيْضِر تصغير أخضر لُقِّبَ بذلك لخُضرة لون بشرته ولذلك يُقالُ لهم: بنو الأخيضر والأخيضرية والأُخَيْضِرِيِّيْن وليس (الخضيريين) الوارد في هذا النص بدون ضبط بالحركات، وأمَّا صفة النسبة والإضافة إلى التابع (خُضَيْر بن سالم بن عطاء): (خُضَيْرِي، خُضَيْرِيَّة، خُضَيْرِيِّيْن، بنو خُضَيْر) فهي غير صفة الحال: (خَضِيْر، خَضِيْرِي، خَضِيْرية، خَضِيْرِيِّيْن، خضائر، بنو خَضِيْر)، ويُوجدُ كثيرٌ من الأفراد والبيوت العربية مِمَّنْ أصبحوا (خَضِيْر) بعد انقطاعهم من حلف قبائلهم الأم العربية الأصلية بخلافات أو رحيل أو تمزُّق قبائلهم وأحلافها، وذراري وبيوت الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الهاشمية الأصلية رحلتْ من نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وانقطعوا من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية قريش وتفرَّقُوا في النواحي والديار بين العرب وغير العرب داخل وخارج جزيرة العرب ولم يجتمِعُوا في ديار واحدة وحلف واحد ليُكَوِّنوا قبيلة واحدة لهم تَجْمَعُهُم في حلفها واسمها ونسبها، والصفة الأولى خاصة بالمضافين في التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) وأَمَّا الصفة الأخرى (خَضِيْر) فهي صفة حال عامة تُطْلَقُ على أفراد وبيوت كثيرة من أصول عربية مُختلفة انقطعوا من أحلافهم العربية الأولى الأصلية للأسباب المذكورة سابقاً ولحقوا بعد ذلك في تكتلات عشائرية في أحلاف عربية أخرى أو تركوا التكتلات العشائرية والأحلاف العربية وانفردوا في بيوت فردية، وأَمَّا هذه الرحلة لهذا التابع الهندي (خضير بن سالم بن عطاء) إلى خارج اليمامة بعد قدومه إليها فلم أجد لها حالياً ذِكْراً في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونظراً لكثرة المصادر المخطوطة فالبحث فيها يتطلَّب وقتاً طويلاً وتأني ولعلي أجد فيها ذكراً لهذه الرحلة في المستقبل ويبدوا أَنَّه كان موجوداً في اليمامة في بداية الدولة الأخيضرية ورحلته هذه إلى القرامطة إِنْ حدَثَتْ فهي قبل واقعتي القرامطة مع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في اليمامة ويكون التحاقه بالقرامطة في بداية ظهورهم وقبل شنهم الغزوات على من حولهم. 

وأَمَّا قوله (وما أن استقر به المطافُ بهجر حتى أخذ بمعتقدات القوم فيها، ووصل عندهم إلى منزلة كبير القضاة)؛ هذا القول هو هنا إشارة إلى التحاق (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) بالتبعية للقرامطة وهي هنا تبعية اعتقادية وتبعية سياسية معاً نظراً لرحيله إليهم في دار حُكْمِهِم والتحاقه في مناصب الدولة القرمطية ووصوله إلى مرتبة كبير القضاة عندهم، وتُوجدُ تبعية اعتقادية وتبعية سياسية وأَمَّا التحاق هذا التابع الهندي (خضير بن سالم بن عطاء) بالقرامطة واعتناقه معتقداتهم وتوليه منصب كبير القضاة عندهم فلم أجد بَعْدُ له ذِكْراً في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ويتطَلَّبُ ذلك مزيد بحث وتفتيش في المصادر في المستقبل.  

وأَمَّا قوله (وبزواجه من بعض سبايا غزوات القرامطة أنجب مجموعة من الأبناء كانت منها ذريته التي انخزل عنها بنو خضير المعروفين في جزيرة العرب، هذا والله أعلم)؛ هذا الزواج من سبايا القرامطة لم أجدْ له ذِكْراً في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ويَتَطَلَّبُ ذلك مزيد بحث وتفتيش في المصادر في المستقبل لعلي أعثر له على ذكر فيها وأَمَّا هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) لا عَقِب له وأَمَّا الُمنْتَسِبُون إليه والمُتَسَمُّونَ باسمه هُم توابع من أعراق مُختلفة ومن ضُعفاء قبائل العرب وهذا هو ما أثبته النسابون الأصوليون في المصادر المخطوطة القديمة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وأَمَّا الَمنخزلون عن ذراري المضافين في تراكيب نسب التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) فهم أبناؤه بالتركيب في نسبه ومُضافون في سلسلة نسبه إضافةَ تركيب وتبعية والتفاف وليس عرق وصُلْب، وُيلاحظُ هنا عدم ضبط اسم هذه الذرية المُرَكَّبَة (بنو خضير) بالحركات فإذا كانَ المقصود بها الذرية المُركَّبَة في هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) فضَبْطُها هو (بنو خُضَيْر) على وزن بنو فُعَيْل وإذا كان المقصود بها صفة الحال العامة (بنو خَضِيْر) على وزن بنو فَعِيْل فهذه الصفة موجودة ومعروفة عند العرب قديماً قبل ولادة هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) وقبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة في عام ٢٥٢ هجرية وهي صفة حال عامة تظهرُ وتختفي حسب الظروف والواقعات ويُوجدُ أفرادٌ وبيوتٌ من العرب انقطعوا من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية بأسباب الخلافات والرحيل وتفكك حلف القبيلة واندثارها وهم (خَضِيْر) ولَحِقُوا في نسب هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) المذكور والتفُوا حوله وانضافُوا إليه في وقته وانضافوا إلى المُضافين فيه بعد وفاته، وكما يُلاحَظُ عدمُ تحديد مكان هذه الذرية (بنو خضير) التي لم يُضْبَطُ اسمُها بالحركات في النص ولم يُذْكَر في أي ناحية يتواجدُونَ في جزيرة العرب وأَمَّا المُضافون فيه فَهُم موجودون في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وما زالوا فيها حتى اليوم وقد انضافَ إليهم كثيرونَ من العرب ومن التوابع عبر القرون التاريخية وهم لاحقون في أحلاف قبيلة عربية ويتسَمَّونَ باسم ونسب وحلف القبيلة العربية  ومنهم من رحل خارج نواحي نجد ولَحِقَ في أحلاف القبائل العربية. 

وأَمَّا قوله (مع أَنَّ للقرامطة وحركتهم دورٌ في سقوط بعض القبائل التي أدانت لهم بالتبعية بعدما أخذت بمعتقداتهم)؛ تُوجدُ جماعاتٌ من قبائل عربية انضمَّتْ للقرامطة مُجبرةً بعد بروز قوة القرامطة وتغلُّبهم عليهم وتُوجدُ جماعاتٌ انضمتْ إلى صفوف جيش القرامطة طوعاً ورغبةً في المكاسب المادية، ومنهم فروع من هوازن ومن بني هلال ومن بني سُلَيْم ومن بني معقل ومن بني كلب ومن فزارة ومن أشجع ومن أسد ومن غيرهم و كانوا هُم أعمدة جيش القرامطة الذي غزتْ به القرامطةُ داخل وخارج جزيرة العرب، والعرب هَمُّهم بالدرجة الأولى هي التبعية السياسية التي تَجْلُبُ لهم المنافعَ المادية من أعطيات ورواتب وإقطاعات وغنائم الغزوات وليس التبعية العقائدية، ولذلك الحُكَّام والسلاطين منذ القدم وهم يستميلونَ العربَ للانضمام إلى جيوشهم وحمل السلاح معهم. 

والنسابون الأصوليون يُفَرِّقُونَ بين الشخص كشخص يُنْتَسَب إليه وبين الأشخاص المُنْتَسِبِيْن إليه ويُمَيِّزون بين نسب العرق والصُلْب وبين نسب التركيب والإضافة. 

وكما مَرَّ معنا فبني خُضَيْر والخُضَيْرِيَّة والخُضَيْرِي هو انتساب لشخص وأَمَّا بنو خَضِيْر والخَضِيْرِية والخَضِيْرِية هو انتساب لصفة عامة.

وأَمَّا الندهة فلها معنى ودلالة عند العرب كوسم الإبل تماماً وإذا كانت الندهة باسم أو لقب شخص فليس الكل في القبيلة يكونون بالضرورة من صُلْب وعرق هذا الشخص ولذلك فيوجدُ منهم من هو من صلب وعرق هذا الشخص ويوجدُ منهم من غير صلبه وعرقه ويجمَعُهُم الحلفُ في القبيلة والندهة باسمه أو لقبه والأشخاص الذين يُنْدَهُ بأسمائهم وألقابهم في القبائل العربية منهم من لا عقب له ومنهم من أعقب وانقطع عقبُه ومنهم من رحل قِسْمٌ من ذراريهم عن القبيلة ومنهم من رحلتْ كُلُّ ذراريهم عن القبيلة وبَقِيَتْ الندهةُ باسم ولقب هؤلاء الأشخاص مُتوارثة في القبيلة وظلتْ الرجالُ يندهونَ بها جيلاً بعد جيل.

والنسابون الأصوليون يُفَرِّقُونَ بين الألقاب المتشابهة ويميزون بين معانيها وأسبابها واشتقاقها اللغوي ويمَيِّزون بين الشخص وبين من يَنْتَسِبُ إليه ويَتَسَمَّى باسمه ويضِيفُ نسَبَهُ فيه. 

الهامش الثاني؛ نقله الزيتونُ عن فؤاد حمزة من كتاب (قلب جزيرة العرب) في مادة (بنو خَضِيْر) ولم يُصَرِّحْ الزيتونُ بالنقل ونَقَلَه بتصرُّف من تغيير وزيادة  (انظر: مادة (بني خَضِيْر) في كتاب (قلب جزيرة العرب)). 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

وإلى مُناقشة أخرى حول هذه الصفة العربية القديمة. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
كتاب (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر، ط١، ١٤٢٣ هجرية، ٢٠٠٢ ميلادية، دار الثقافة للطباعة والتوزيع والنشر، الدوحة، قطر، رقم الصفحات:١١٠-١١١)




































الاثنين، 30 أغسطس 2021

الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية عند ابن خميس في كتابه (تاريخ اليمامة).


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن (بنو الأخيضر في اليمامة) أيام دولتهم الدولة الأخيضرية (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية عند عبدالله بن محمد ابن خَمِيْس في كتابه (تاريخ اليمامة، ط١، ١٤٠٧ هجرية، ١٩٨٧ ميلادية، مطابع الفرزدق، الرياض، السعودية، الجزء ...، ٢٥٠-٢٥٦) وابن خَمِيْس هو مؤرخ وجغرافي ورحَّالة وقاص ومُفَكِّر وأديب وشاعر وناقد سعودي مُعاصر وُلِدَ في عام ١٣٣٩ هجرية وتُوُفَّيَ في عام ١٤٣٢ هجرية وتركَ عدةَ مؤلفات في مواضيع مُختلفة.

وأَمَّا ابن خَمِيْس فهو مُتأخِّر ومن رجال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين ومولدُهُ كانَ في عام ١٣٣٩ هجرية أي بعد مرور أكثر من قرن هجري على أحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة وجور وقيام التوابع المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبدأتْ أحداث تلك الفتن في سنة ١١٥٧ هجرية بتمرد الرعيان توابع الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانتهتْ في سنة ١٢٠٠ هجرية بقتل التوابع غدراً وتدبيراً لمتبوعهم الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وتوالتْ بعدها بعضُ الأحداث والواقعات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وخُتِمَتْ بتغلُّب التوابع المُتمردةعلى متبوعيها الأشراف الهاشمية وانتهابهم لهم وزوال أمارات ومشيخات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في النواحي والديار وإخفاء متبوعيهم لنسبهم الشريف الأخيضري الحسني الهاشمي خوفاً من أَنْ تَقْتُلَهُم هذه التوابعُ الطاغية المُعْتَبِرَة للنسبة الأخيضرية أمراً يستوجبُ القتلُ وأطلقَتْ هذه التوابعُ المُتمردة الباغضةُ ومن وافَقَهُم من العرب صفةَ (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بقصد ذمِّهم وتنقُّصهم بعد كسرهم لهم وتغلُّبِهم عليهم وخروج متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة من أحلاف قبائل العرب إلى بيوت فردية في الحواضر وإجبارهم لهم على حرفٍ تترفَّعُ عنها بقيةُ العرب لكسر نفوسهم وإضاعة نسبهم وتنفير العرب عنهم وهو الإطلاق الثالث الأخير لهذه الصفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بغير قصد وصف الحال بل بقصد تنقُّص وذمِّ ونبز متبوعيهمالأشراف الأخيضرية الهاشمية خصوصاً والأشراف الهاشمية الأصلية خاصة وحلفائهم من العرب عامة لتَفَرُّقِ بيوتهم بين العرب وغير العرب في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم اللاحق في حلف واسم ونسب قبيلة عربية ومنهم من ترك الأحلاف العربية ولم يحالفْ بعدها أحداً من العرب ولانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريْش) وعدم تكوُّن قبيلةٍ واحدة لذراري الأشراف الهاشمية الأصلية تَجْمَعُهُم في حلف واحد وفي ديار واحدة بعد مرور القرون الطويلة - باسم جدهم الأعلى (هاشم) مثلاً - واستمرَّتْ ذراري هذه التوابع الكثيرة المُتمردة ومن وافقهم من العرب في إطلاق هذه الصفة جيلاً بعد جيل حتى يومنا الحاضر بقصد التنقص والذم توارثاً وتناقُلاً للبُغض والتنقُّص من أسلافهم المتمردة الباغضة دون علم أو معرفة بمعناها الأصلي عند العرب قديماً. 

وابن خميس أوردَ نصاً تحَدَّثَ فيه عن مذهب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وقَدَّم فيه رأيَهُ عنهم أَيام حكمهم لليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وأتبَعهُ بنقولات من مصادر أربعة رَجَعَ إليها وهذه المصادر هي:

١-تاريخ ابن خلدون، ص ٢٠٩-٢١١.
٢-النجديَّات، ج١، ص ١٩.
٣-النفوذ الفاطمي في جزيرة العرب، ص ٥٠.
٤-صبح الأعشى، ص ٦٠.

ولم يَذْكُرْ ابنُ خميس اسمَ دار النشر وسنةَ النشر ورقمَ الطبعة ليَسْهُلَ على المُهتم تحديدُ المصدر إذا أراد الرجوع إليه. 

وبعد قراءة النص التعريفي بالكامل يُلاحَظُ فيه التشنيعُ على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية، ويُمكنُ تقسيمُ هذا النص إلى قسمين: قسم مذهبي وقسم تاريخي، ونأتي الآن على ذكر هاذين القسمين كُلاً على حده ونناقشُ ونُحَلِّلُ بعضَ ما ذكره كما يلي (انظر صورة صفحات الكتاب):

أ-قسم المَذْهَب
(بنو الأخيضر علويُّون وهم إحدى الفرق التي خرجتْ في اليمامة ولها صلة عقائدية بزيدية اليمن وكلُّهم ينضَمُّوْنَ إلى الدعوة الإسماعيلية وقد عُرِفَتْ الإسماعيلية بنسبتها إلى إسماعيل بن جعفر الصادق وكانَ أتباعُه يُعرفونَ بالإسماعيلية وهم فرقةٌ من الشيعة تَعْتَقِدُ أَنَّ الإمامةَ انتقلَتْ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه ثُمَّ إلى ابنه الحسن ثم إلى أخيه الحسين ثم انتَقَلَتْ في بني الحسين إلى جعفر الصادق ويَدَّعُونَ أَنَّ الإمامةَ انتَقَلَتْ من جعفر الصادق إلى ابنه إسماعيل ثُمَّ انتقلَتْ في بنيه). 

وأَمَّا قولهُ (بنو الأخيضر علويُّون)، فبنو الأُخَيْضِر تصغير الأخضر وهو لقبٌ مأخوذٌ من الخُضْرَةُ وهو سُمْرَة لون الجلد وهو إحدى درجات السُّمرة والسَّواد فوق سُمْرَة العرب ودون سواد الزنج وهي نسبة الجمع إلى جَدَّهم الشيخ الأمير يوسف المُلَقَّب الأخيضر الأول، وهم علويون نِسْبَةً إلى جدِّهم الإمام أمير المؤمنين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهم بنو يوسف المُلَقَّب الأخيضر الأول بن إبراهيم بن عبدالله المحض بن الحسن المُثنَّى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب المطلبية الهاشمية القرشية العربية. 

وأَمَّا قولهُ (وهم إحدى الفرق التي خَرَجَتْ في اليمامة)؛ فالأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ليسوا فرقة مذهبية ولم يُأَسسوا آنذاك مدرسةً مذهبية مستقلة خاصةً بهم تُسَمَّى باسمهم وكانَ أَوَّلُ ظهورهم كفرقة سياسية ثائرة ثارَتْ على ولاة العباسية بالحجاز نواحي غرب الجزيرة برئاسة الشيخ الأمير الشريف إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول الحسنية الهاشمية بعد جور عُمَّال العباسية واستيلائهم على أوقاف لهم وسانَدَتْه عربُ هوازن وسُلَيْم في ثورته ونجحَ الشريفُ إسماعيلُ في ثورته على جور عُمَّال العباسية لنقمة العرب على العباسية لإقصائهم العرب وتقريبهم غير العرب وكانَتْ هذه الثورة أَوَّلَ ثورة نجحَتْ في أَخْذِ  الحُكْمِ في نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وسبقتها ثوراتٌ عربية وعلوية قضَتْ عليها الأموية والعباسية قبل ذلك وبعد وفاة الشريف إسماعيل مسموماً أَخَذَ أخوه الشريفُ محمدُ المُلقب الأخيضر الأول مكانَه في الحُكْم وبَعَثَتْ له العباسية جيشاً ضخماً بقيادة أحد توابعهم للقضاء عليه ولمَّا أدركَ الشريفُ محمد الأخيضر الأول وحلفاؤه من العرب عدم مقدرتهم لصد هذا الجيش العباسي نزل مُبتعداً عنه إلى منطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وأخذَ الخضرمةَ واتَّخذها عاصمةً للدولة الأخيضرية في نحو عام  ٢٥٢ هجرية وأسَّسَ الدولةَ الأخيضرية باليمامة بمساعدة أخواله وحلفائه وأصهاره عربُ هوازن وسُلَيْم وهم من سكان منطقة اليمامة.

ولذلك كانَ الأنسبُ لو قال ابنُ خميس عن الأشراف الأخيضرية: (حَكَمَتْ اليمامة) أو (مَلَكَتْ اليمامة) بدلاً من لفظ الخروج في قوله: (خَرَجَتْ في اليمامة) إذ أَنَّ الأشرافَ الأخيضرية الحسنية الهاشمية ليسوا بفرقة خوارج تكفيرية وإنَّما التعبير بالخروج يُستَعْمَلُ عادةً عند ذكر الخوارج التكفيرية كفرقة النجدات التي خَرَجَتْ في اليمامة أتباع نجدة الحنفي. 

وأَمَّا قولُهُ (ولها صلة عقائدية بزيدية اليمن)؛ فالأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الرسية الحسنية الهاشمية بينهم صلة مذهبية ونسَبِيَّة وهم من أتباع المدرسة الزيدية وهي إحدى المدارس الُمنتمية لمدرسة محبة ومولاة ومُشايعة آل البيت النبوي وهي مدرسة وطريقة الشيخ الأمير الإمام الشريف زيد بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وكذلك الأشراف الأخيضرية والأشراف الرسية يلتَقُونَ في نفس النسب الحسني العلوي الهاشمي وسلفُهُم ظهروا من نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وأسسوا الدولةَ الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في نحو عام ٢٥٢ هجرية وأسسوا الدولةَ الرسية شمال اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية في عام ٢٨٤ هجرية وبذلك يكون الأشرافُ الأخيضرية سبقوهم بأكثر من ثلاثة عقود هجرية في تأسيس دولتهم الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية. 

وأَمَّا قولُهُ (وكلُّهم يَنْضَمُّوْنَ إلى الدعوة الإسماعيلية)؛ وكلامه هذا مُجانب للصواب والمدرسة الزيدية التي يتمذهَبُ بها الأشرافُ الأخيضرية والأشرافُ الرسية هي مدرسة قائمة بذاتها ومُستقلة عن المدرسة الإسماعيلية ولا توجدُ علاقةٌ بين المدرسة الزيدية والمدرسة الإسماعيلية سوى في انتمائهما إلى مدرسة محبة ومولاة ومُشايعة آل البيوت النبوي والاعتقاد أنَّ الإمامةَ انتقلَتْ إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنص والوصية وتوجدُ بين المدرستين المدرسة الزيدية والمدرسة الإسماعيلية خلافاتٌ فكرية، والمدرسية الزيدية والمدرسة الإسماعيلية تشعَّبَتْ إلى فرق بعد ذلك، وقولُ ابن خميس أنَّ أتباعَ المدرسة الزيدية سواءً في اليمامة واليمن يَنْضَمُّونَ إلى الدعوة الإسماعيلية التي صارَتْ إلى العُبَيْدِيَّة الذين أخذُوا الحُكْمَ في شمال أفريقية ثُمَّ ديار مصر فهو انضمام مزعوم وبالرجوع إلى المصادر التي نقلَ عنها ابنُ خميس وهي كتاب صبح الأعشى للقلقشندي وكتاب النفوذ الفاطمي في جزيرة العرب لم أَجِدْ لهذا الانضمام المزعوم ذكراً وإذا كانَ استنتاجاً فهو مُجانب للصواب إِلَّا إذا قصد ابنُ خميس اشتراكهم في في مدرسة التَّشَيُّع ومَحبَّة آل البيت النبوي مع الأخذ في عين الاعتبار الإختلافات بين المدرستين الإسماعيلية والزيدية وأَمَّا هؤلاء العُبَيْدِيَّة الإسماعيلية أرسلُوا دعاتَهم إلى جزيرة العرب بعد أَخْذِهِم حُكْم شمال أفريقية، وصاحب كتاب النفوذ الفاطمي نقلَ عن كتاب (اتعاظ الحنفاء) خبرَ إرسال العبيدية الإسماعيلية داعيَتَهم إلى نواحي اليمن والذي بدوره أرسلَ دُعَاتَهُ سنة ٢٧٠ هجرية في نواحي الجزيرة العربية ومنها منطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهؤلاء الدعاة يُرْسَلُونَ في العادة إلى قبائلَ العربَ لدعوتهم إلى الرضا من آل محمد، وأولئك العبيدية الإسماعيلية في شمال أفريقية ومصر بينهم وبين الأشراف الأخيضرية خلافات واختلافات مذهبية ونسبية وحدثَتْ بين الأشراف الأخيضرية وحلفائهم من العرب وبين تابعهم البربري شكر الله الآخذ لحكم مكة المكرمة حروبٌ وواقعاتٌ بعد تمرُّده والتحاقه في تبعية العبيدية وهاجم شكر العربَ المُتحالفةَ مع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية، والأشراف الأخيضرية خاصة والأشراف عامة كانوا مُدركينَ لاختلاف النَّسب بينهم وبين العُبَيْدِيَّة، وكانوا يَعْلَمُوْنَ ادِّعاءَ (عبيدالله) في نسب متبوعيه الأشراف الهاشمية وأنَّهُ مُضافٌ في نسب متبوعيه الأشراف الهاشمية ولايوجدُ فيهم شريف هاشمي أصلي بهذا الاسم والعد والتسلسل آنذاك. 

ومن المُستغرب أَنَّ ابنَ خميس لم يُشِرْ كذلك بشكل صريح إلى أَنَّ المدرسة الزيدية هي مذهب الأشراف الأخيضرية واكتفى بعبارة (ولها صلة عقائدية بزيدية اليمن) مع أَنَّ ابن خميس نقلَ عن كتاب (النَّجديَّات: ج١) وهو من مَرَاجِعِه ومؤلفُهُ (محمد نصر) صَرَّح بأنَّ مذهَبَ الأشراف الأخيضرية هو المذهب الزيدي واتَّهَمَهُم بنشره استنتاجاً منه وليس نقلاً عن غيره وقال مُتهماً إياهم بنشر المذهب: (وقد نشر الأخيضريون مذهب الزيدية في نجد)٠ 

ويُستغربُ كذلك أَنَّ ابنَ خميس لم يُشِرْ إلى كلام ابن خلدون في كتاب (العبر) عن المذهب الزيدي الذي هو مذهب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بينما ينقُلُ ما يُقال عن مذهب الإسماعيلية وأتباعه الذين لا علاقة للأشراف الأخيضرية بأتباعه ودُعاته في أيام الدولة الأخيضرية (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) بعد ما انتهتْ الدعوة الإسماعيلية إلى العبيدية، وكتاب العِبَر لابن خلدون هو أحد المصادر التي رجع إليها وابن خلدون في عِبَرِهِ تَحَدَّثَ عن مذهب (الزيدية) في سياق كلامه عن (أخبار الُّدوَلةِ العلويَّة المُزاحمة لدولةِ بني العبَّاس) وقال:  

(... ومنهم الزيدية القائلون بإمامة بني فاطمة لفضل علي وبنيه على سائر الصحابة، وعلى شروطٍ يشترطونها، وإمامة الشيخين عندهم صحيحة وإن كانَ علي أفضل، وهذا مذهب زيد وأتباعه، وهم جمهور الشيعة وأبعدُهُم عن الانحراف والغلو).
انتهى النصُ.

وابن خلدون هنا وصفَ الزيدية بأنَّهم (جمهور الشيعة وأَبْعَدَهُم عن الانحراف والغلو). 

ومعلومٌ أَنَّه يُوجَدُ في كُلِّ مَذْهَبٍ وملَّة مُتَسَامحون ومُعتدلون وغُلاة وصادقون ومُستقيمون وانتهازيون ومُنحرفون، وأتباع المدرسة الواحدة يأخُذُهُم التفكيُر والكَلَامُ والتَّمَذْهُب بعيداً إلى طرق ومسَالِك فرعية ويتفرَّقونَ إلى مدراس ومذاهب فرعية عن المذهب والمدرسة الأم الأصلية. 

ويُلاحظُ كذلك أَنَّ ابنُ خميس بعد تعريفه (بنو الأخيضر في اليمامة) من وجهة نظره في كتابه هذا (تاريخ اليمامة) نقلَ نصين من كتاب صبح الأعشى للقَلْقَشَنْدِيّ (٧٥٦-٨٢١ هجرية) وهما من موضعين مختلفين من جزئين مُختلفين من الكتاب وهاذان النَصَّيْن هما للتعريف بما يلي:

١-طائفة الفُداوية. 
٢-دولة الأشراف بني الأخيضر. 

وأَمَّا اِتْبَاع ابن خميس للنص الثاني بالأول دون فصل بينهما أو إشارة إلى أنهما من موضعين مختلفين وعدم إيراده لعنوان النص الأول: (الأمر الثامن: نظره في أمور الفِداوية) يُوْهِمُ القاريءَ أَنَّ المقصود بهذا التعريف هم الأشراف الأخيضرية بينما في الحقيقة أَنَّ المقصودَ بهذا التعريف عند القلقشندي هم طائفة الفِدواية ويُعرفون كذلك بطائفة الحَشَّاشين ولهم تسميات أخرى وهم طائفةٌ انشَقَّتْ عن الإسماعيلية العُبَيْدِيَّة في أواخر القرن الخامس الهجري في أيام حُكْم العبيدية الإسماعيلية لديار مصر (أي انشقاقهم حَدَثَ بعد سقوط الدولة الأخيضرية التي سقَطَتْ في عام ٤٥٠ هجرية) وهؤلاء الحَشَّاشون الفِداوية هم إسماعيلية نزارية دعوا إلى إمامة نزار المُصطفى لدين الله بن المُستنصر بالله العُبَيْدي وبنيه وقَوِيَتْ شوكتُهم ما بين أواخر القرن الخامس إلى القرن السابع الهجري وكانَتْ معاقلهم في القلاع على رؤوس الجبال في بلاد فارس والشام وحَدَثَتْ لهم خلافاتٌ مع العباسية في بغداد والعُبَيْدِية أنفُسُهم في مصر والصَّلِيْبِيَّة أيام أخذهم للقدس ديار فلسطين وغيرهم واغتالوا من يُعاديهم من الحُكَّام والسلاطين وقضى عليهم بعد ذلك هولاكو المغولي في بلاد فارس وقضى عليهم الظاهرُ بيبرس المملوكي في بلاد الشام. 

وإذا كانَ مَقصودُ ابن خميس من نقل هذا النص التعريفي الخاص بطائفة الفُداوية من كتاب صبح الأعشى للقلقشندي بدون نقل عنوان التعريف هو إسقاط هذا التعريف على الأشراف الأخيضرية والمذهب الزيدي وأتباعه فهذا حَدَثَ منه بسبب عدم الإلمام بالفروق بين المذاهب ولو رجع ابنُ خميس إلى كتاب الملل والنحل للشهرستاني (مولود في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري) أو تأمَّل فيما قاله ابنُ خلدون عن المذهب الزيدي في كتاب العِبَر لزال اللَّبْسُ لديه وأَدْرَكَ أَنَّ هذا النقل وخَلْطَ الأشراف الأخيضرية بهؤلاء الفِداوية الحشَّاشَة في غير محله وبانَ له أَنَّ الأشرافَ الأخيضرية الحسنية الهاشمية في أيام دولتهم الدولة الأخيضرية (٢٥٠-٤٥، هجرية) لا علاقة لهم بهؤلاء الفِداوية الإسماعيلية النزارية الذين ظهروا في أواخر القرن الخامس الهجري بعد سقوط الدولة الأخيضرية التي سقطتْ في عام ٤٥٠ هجرية.  

ب-قسم التاريخ
(أَمَّا الظروف التي جائَتْ بها إلى اليمامة فهي ضَعّفُ الخلافة العباسية واستغلالُ الصلة العلوية ونسبها الشريف وتَشَبُّثُ الناس بها ورُبٍَمَا يوجدُ أُناسٌ في المنطقة على صلةٍ تربطُهم بهؤلاء العلويين؛ أَضِفْ إلى ذلك ما يَسُودُ اليمامةَ وسائرَ أقطار المنطقة من جهل وأُمِيَّة هيأتْ الفرصةَ لنفوذ هذه الفرقة الشاذة في ديانتها وعَصَبِيَّتِها على المنطقة لذلك فقد قَلَبَتْ الأوضاعَ فيها وغَيَّرَتْ المباديءَ وحَتَّى النُّظُم السياسية والقَبَلِيَّة والعاداتِ والتقاليد قلبَتْها رأساً على عقِب مِمَّا جعلَ مُعْظَمَ سُكانِ هذه المنطقة من القبائل يُهاجرونَ إلى أفريقيا وغيرها من ظُلْمِ هذه الفئة واستبدادها).

وأَمَّا قولُهُ (أَمَّا الظروف التي جائَتْ بها إلى اليمامة فهي ضَعّفُ الخلافة العباسية واستغلالُ الصلة العلوية ونسبها الشريف وتَشَبُّثُ الناس بها)؛ يَقْصِدُ هنا الأشرافَ الأخيضريةَ الحسنية الهاشمية التي سَمّّاهُم سابقاً (فرقةً)، والعباسية في بغداد هُم من هَيَّأَ الظروفَ لرحلة الأشراف الأخيضرية من نواحي الحجاز إلى نواحي اليمامة، وسبب نزول الأشرافُ الأخيضريةُ بقيادة الشيخ الأمير الشريف محمد الأخيضر الأول إلى منطقة اليمامة هو إرسال العباسية لجيش ضخم بقيادة أحد توابعهم إلى الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية للقضاء على أمارة الأشراف الأخيضرية في الحجاز بعد أخذهم حُكْم مكة المكرمة من ولاة العباسية وليس السبب الرئيس في ذلك هو ضُعْفُ الخلافة العباسية كما يقولُ ابنُ خميس أو من نَقَلَ عنهم، ولعدم مقدرة الشريف محمد الأخيضر الأول على مواجهة جيش العباسية الذي يَفُوقُه عُدَّةً وعدداً هربَ من نواحي الحجاز إلى بادية عرب هوازن وسُلَيْم وبعدها ابتعَدَ عن نواحي الحجاز ونزل إلى منطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وأخَذَ مُلْكَ اليمامة بمساعدة حلفائه عرب هوازن له بدون إرسال دُعاةٌ له وبدون حرب أو سفك دم لاخضاع أهلها أوإجبارهم على قبوله، وأهلُ اليمامة قَبِلُوْهُم لسيماتهم الطيبة ومُعاملتهم الحسنة مع غيرهم ولنقمة العرب على العباسية لإقصائهم العرب. 

وأَمَّا قولُهُ (ورُبٍَمَا يوجدُ أُناسٌ في المنطقة على صلةٍ تربطُهم بهؤلاء العلويين)؛ الأشراف الأخيضرية الحسنية العلوية الهاشمية تربطُهُم صلاتٌ قويةٌ بعرب هوازن وسُلَيْم الذين هُم من سكان منطقة اليمامة ومنتشرون في بواديها وهم حلفاء وأخوال وأصهار الأشراف الأخيضرية وعانوا مِثْلَ عانَتْ الأشرافُ الأخيضرية خاصة والأشراف الهاشمية عامة من إجحاف ولاة العباسية لهم ومن إقصاء العباسية للعرب وتقريب غير العرب. 

وأَمَّا قولُهُ (أَضِفْ إلى ذلك ما يَسُودُ اليمامةَ وسائرَ أقطار المنطقة من جهل وأُمِيَّة هيأتْ الفرصةَ لنفوذ هذه الفرقة الشاذة في ديانتها وعَصَبِيَّتِها على المنطقة)؛ الناسُ لا تحتاجُ إلى تعليم كي تُمَيِّزَ بين صاحب الأخلاق الحسنة والمُعاملة الطيبة وبين صاحب الأخلاق السيئة والمُعاملة السيئة، والمُعامَلة لغةٌ يُعرفُها الجميعُ يَعْرِفُها الجاهلُ منهم والمُتَعَلِّمُ، وأهل اليمامة عرَفوا الأشرافَ الأخيضرية الحسنية الهاشمية آنذاك من خلال ما لمسوه من تعاملهم معهم وأخلاقهم الحسنة، ولذلك دخلَ الأشرافُ الأخيضرية إلى اليمامة وأخذُوا الحُكْمَ فيها بدون رفع سيف أو سفك دم، والعباسية وولاتُهُم هُم من هَيأَ الفرصةَ للأشراف الأخيضرية لتَقْبَلُهُم وتُساعِدَهُم العربُ بعد إقصاء العباسية للعرب وإجحافهم في حق العرب والأشراف الهاشمية وتقريبهم للتوابع من غير العرب، والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية مُسلمين كغيرهم من أهل الملة وديانتهم الإسلام ومذهبُهم مَذْهبُ الإمام زيد بن بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهم وهو أحد مذاهب المُسلمين وطريقة من طرق آل البيت النبوي، والأشرافُ الهاشمية يميلون لاتباع الرسول الكريم من أي طريق ولذلك تَعَدَّدَتْ المدارسُ التي انتموا إليها والاختلاف عندهم هو سُنَّة كونية وحكمة إلاهية ويدَعُونَ المخلوقَ للخالق لأنَّ حسابه على الله يوم الحساب، (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (١١٨) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١١٩))، سورة هود، القرآن الكريم، ولذلك الأشرافُ الأخيضرية قبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة في عام ٢٥٢ هجرية وفي أيام الدولة الأخيضرية وبعد سقوطها في عام ٤٥٠ هجرية كانوا لا يتدخَّلون في أديان ومذاهب غيرهم وعاش بينهم المسلمون وغير المسلمين وأهلُ الكتاب وغيرهم ولم يَفْرِضُوا دينَهم ومذهبَهِم على غيرهم ومن ترك دينه منهم ودخل في الإسلام دخله عن رغبة بدون إكراه أو إحراج، ولذلك كانَ لدخول الأشراف الأخيضرية الحسنية إلى اليمامة أثر إيجابي وانعكاس حضاري مُقارنةً بما فعله الخوارج التكفيرية قَبْلَهُم مثل نجدة الحنفي من أهل اليمامة ومنهم على شاكلته الذين هم أولى بوصف الشذوذ. 

والشذوذ الحقيقي في المذهب والطريقة هو التَّعَصُّب للمذهب والطريقة وإقصاء المُختلف وأسوءُه تكفيرُ المسلمين الآخرين واستباحة الأموال والدماء بحجة كفرهم المزعوم وإطلاق الاتهامات عليهم بسبب اختلافات المَذهب والطريقة والشاذون هُم من يَرَونَ في كُلِّ من لا يَتَّفِقُ معهم في المذهب والطريقة عدواً يُحاربُونَهُ طلباً لأخذ حُكْمٍ أو سلطان، والمُتَعَصِّبُ لا يؤمنُ بالاختلاف والتنوُّع في التفكير بين البشر ولذلك يُقْصِي المُختلفَ عنه ويرميه بصفات مُسيئة وإقصائية وكثيراً ما صار به الغُلُو والحماس الديني إلى تكفير الآخر المُختلف عنه واتِّهَامه بأنواع الكُفر والشرك والبدعة واستحلالِ وسفكِ دمه وماله. 

وبعد اتهام ابن خميس للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بالشذوذ في ديانتهم اتَّهَمَهُم بتهمة التَّعَصُّب للموالي (عرق غير العرب) ضد القبائل العربية (عرق العرب) في منطقة اليمامة وهذا التَّعَصُّب المزعوم ليس له ذكرٌ في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهذا الاستنتاج من ابن خميس مُجانبْ للصواب وتضخيم لبعض الأخبار الواردة في كتب التاريخ والجغرافيا وهي الخبر الوارد في كتاب صورة الأرض لابن حوقل عن رحيل جماعات من ربيعة ومضر من اليمامة إلى أماكن المعادن في ديار مصر في سنة ٢٣٨ هجرية والخبر الآخر الوارد في كتاب معجم البلدان للحموي عن رحيل أهل قُرَّان من اليمامة إلى البصرة نواحي جنوب العراق في سنة ٣١٠ هجرية وسبق مني الإشارة إلى أنّ العربَ عادةً ترحلُ بسبب القحط والخلافات وهذه الرحلات كانتْ بسبب القحط والمُقاسمة والخلافات وأَمَّا المُقاسمة هو نظام موجود في منطقة اليمامة من أيام ولاة العباسية وورثَهُ الأشرافُ الأخيضرية عنهم والخلافات على إيرادات المعادن حدَثَتْ بين مالكي المناجم وهم عرب هوازن وسُلَيْم وبين الضمناء وعُمَّال التعدين في عرب ربيعة ومضر وحكَمَتْ الأشرافُ الأخيضرية في مجلس القضاء على الضمناء والعُمَّال بالالتزام بما اتفقوا عليه مع هوازن وسُلَيْم والمؤمنون على شروطهم ولكنهم لم يقبلوا بالالتزام وانسحبوا من الاتفاق ورحلوا خاصة مع ترغيب ولاة العباسية لهم على الرحيل إلى مصر للتعدين ومزاحمة قبائل البجة بها وكاَنَتّ أيامُها الأشرافُ الأخيضرية ينزلونَ منطقة اليمامة في رحلاتهم مع حلفائهم عرب هوازن وسُلَيْم قبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة واتخاذهم الخضرمة عاصمة لدولتهم في عام ٢٥٢ هجرية وهذا الاتهام بالجور زَعَمَهُ هؤلاء الضُّمَنَاءُ وعُمَّال المناجم خصوصاً من اليهود و الفُرس والبربر ومن معهم الذين رأوا في قضاء الأشراف الأخيضرية بوجوب الالتزام جَوْراً عليهم.

والأشراف الأخيضرية كانوا مع حلفائهم عرب  هوازن وسليم في بوادي الحجاز غرب الجزيرة العربية ونواحي نجد وسط الجزيرة العربية، والدولة الأخيضرية وُلِدَتْ من رحم بادية العرب ودخلوا اليمامة بمساندة أهلها من العرب، وكانَتْ العربُ من نسيج مجتمعهم باليمامة في أيام دولتهم الدولة الأخيضرية (٢٥٠-٤٥٠ هجرية)، وكانَ أكثرُ سكان منطقة اليمامة باديةً وإنما التَّعَصُّب للموالي (عرق غير العرب) ضد القبائل العربية (عرق العرب) في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية داخل جزيرة العرب وفي خارجها حَدَثَ من العباسية في بغداد الذين أقصوا العربَ من المناصب وقرَّبُوا الموالي التوابعَ ولأجل ذلك نقمَتْ عليهم العربُ في نواحي نجد والحجاز وغيرهما. 

وأَمَّا قولُهُ (لذلك فقد قَلَبَتْ الأوضاعَ فيها وغَيَّرَتْ المباديءَ وحتَّى النظمَ السياسية والقَبَلِيَّة والعادات والتقاليد قَلَبَتْها رأساً على عقب مِمَّا جَعَلَ مُعْظَمَ سُكانِ هذه المنطقة من القبائل يُهاجرونَ إلى أفريقيا وغيرها من ظلم هذه الفئة واستبدادها)؛ يقصدُ ابنُ خميس أَنَّ الأشرافَ الأخيضرية الذين وصَفَهُم مُسبقاً ب (الفرقة الشاذة) قد غيَّرَتْ الأوضاعَ في منطقة اليمامة، وَوَدَتُ أَنَََّه قَدَّم هنا تفصيلاً عن هذه (النظم السياسية والقَبَلِيَّة والعادات والتقاليد) التي اتَّهَمَهُم بتغييرها وبقلبها رأساً على عقب لنَفْهَم مَقْصُوْدَه على وجه التحديد بدلاً من المُبالغة في التشنيع والتعميم والتضخيم والتهويل اللفظي وإذا كانَ مقصودُهُ هو المُقاسَمَةُ الواردُ ذكرُها عند الحموي في كتابه معجم البلدان فهو نظام لتمويل خزانة الدولة للصرف على مؤسساتها وجيشها وهو نظام ضريبي موجود في منطقة اليمامة من أيام ولاة العباسية، وأَمَّا أهل اليمامة فظلُّوا على عاداتهم العربية وأديانهم ومذاهبهم في أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ولم يجْبِرُهُم الأشرافُ الأخيضرية على تبديلها، وكانَتْ عاداتُ الأشراف الأخيضرية هي عادات العرب في التعامل مع العرب وغير العرب، وعاداتُ الدولة الأخيضرية كانَتْ عاداتٍ عربيةً وهم من صميم العرب وكانَ عندهم القضاء العشائري وقضاء الشرع يَفْصِلَان بين المتخاصمين والجميع متساوون أمام القضاء لا فرق بين غني أو فقير ولا بين خاص أو عام ولا بين ذي جاه أو من كان من عامة الناس. 

وأَمَّا قولُهُ (مِمَّا جَعَلَ مُعْظَمَ سُكانِ هذه المنطقة من القبائل يُهاجِرونَ إلى أفريقيا وغيرها من ظلم هذه الفئة واستبدادها)؛ وأَمَّا سبب رحيل جماعات من عرب ربيعة ومضر من اليمامة هو القحط والخلافات بين العرب على التعدين وليس الظلم والاستبداد المزعوم عند ابن خميس وليس الجور المزعوم عند من سبقه من الجغرافيين والمؤرخين وهذا الرحيل ليس رحيلاً فرَغَتْ بسببه اليمامة من عرب ربيعة ومضر وغيرهم وسبق الإشارة لذلك في مُفردات سابقة والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ليسوا ملائكة وليسوا شياطين وهم كغيرهم من البشر لهم ما لهم وعليهم ما عليهم والأشراف الأخيضرية بتأسيسهم للدولة الأخيضرية آنذاك صاروا في ذمة التاريخ وما عَمِلُوا من عمل حسن سَيُحْمَدُوْنَ عليه وما عملوا من عمل سيء سيُذَمُّون عليه وأَمَّا شيطنة الأشراف الأخيضرية عند المؤرخين والجغرافيين المُتَقَدِّمين بما أوردُوه في كتبهم من إفتراءات مثل افترائهم على الشيخ الأمير الشريف إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول أيام حُكْمِه لمكة المكرمة والمدينة المنورة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية فهم ساقوها إِمَّا بُغضاً للأشراف الهاشمية أو إرضاءً للعباسية وجاء بَعْدَهُم مَنْ نقلها عنهم دون تمحيص ومُراجعة وهذه الإفتراءات يُعارضها العقلُ والنَّقْلُ عند المؤرخين الموالين للأشراف الهاشمية مثل المؤرخ اليعقوبي وغيره وأَمَّا خِطَاب التشنيع عليهم من ابن خميس يُفْهَمُ منه إيجادُ أسبابٍ تُفَسِّرُ ظاهرةَ البيوت الفردية وظاهرةَ إطلاق العَوام صفة (خَضِيْر) عليهم لتصُبَّ في صالح استنتاجه الذي رجَّحه في مادة (الخَضِيْرِيَّة) الواردة في كتابه (تاريخ اليمامة) وحمَّلَ فيه الأشرافَ الأخيضرية المسئوليةَ في وجود هاتين الظاهرتين بينما في الحقيقة وجود ظاهرة البيوت الفردية وظاهرة صفة (خَضِيْر) لهما أسبابٌ أُخرى كما بَيَّنْتُ ذلك في أكثرَ من مُفردة سابقة.

وأَمَّا الأشرافُ الأخيضرية الحسنية الهاشمية قَدَّمُوا نموذجاً حضارياً في الحُكْم والإدارة آنذاك أيامَ دولتهم الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية واِلْتَفَّ النَّاسُ حَوْلَهم لمُعاملتهم الحسنة واجتمعوا على مَحبَّتهم تحت رايتهم لسيماتهم الطيبة وعاش بين أظهرهم العربُ وغيرُ العرب من أعراق مُختلفة والمسلمون وغيرُ المسلمين لا يُضَارُ أحدٌ بدينه أو مذهبه ولا يُكرِهُونَ أحداً على تغيير دينه أو مذهبه إلى أَنْ طالَ القحطُ ودَسَّتْ لهم الجماعاتُ السليمانية اليهودية صاحبة نجمة داود النازلة من بلاد اليمن واضطروا إلى تعيين تابعهم أبوالعسكر الألف الكردي قائداً لجيشهم بعد رحيل حلفائهم عرب هوازن وهم قَوَامُ وقلبُ جيشهم بعد القحط ودسائس الجماعات السليمانية اليهودية لإثارة المشاكل بين العرب في سنوات التضعضع (٤٣٠-٤٥٠ هجرية) وكان هذا التابع أبوالعسكر الكردي آخرَ قائد لجيشهم وسقطتْ الدولةُ الأخيضرية في عام ٤٥٠ هجرية بعد انقلابه عليهم وخيانته لهم وعزمه وتدبيره الهجوم على متبوعيه الأشراف الأخيضرية في عقر دارهم وعاصمة مُلْكِهِم الخضرمة للقضاء عليهم وإبادتهم واضطروا للرحيل عنها وسَقَطَتْ دولتُهُم بهذا الرحيل في عام ٤٥٠ هجرية وتفرَّقَ بعدها الأشرافُ الأخيضرية شيوخاً وأمراء وقُضاة عشائر بين قبائل العرب في البوادي.

وأمَّا توابع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية لَحِقَ كثيرٌ منهم في نسب عبيدالله الأعرج في إضافات وتراكيب آل حسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام.

وأَمَّا الشيخ الأمير الشريف القاسم بن حُمَيْدَان شيخ شمل عشائر العرب في نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية بن إسماعيل بن سليمان بن إسماعيل بن عبدالله بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية كان عنده تابعان يخدمانه بعد نزوله من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى إقليم الأفلاج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري وهذان التابعان أحدهما حبشي والآخر كردي وأَمَّا الشريف قاسم بن حميدان القاسمي المذكور كان عنده الكثير من التوابع من أعراق مختلفة وأكثر هذه التوابع وذراريهم تُرَكِّبُ نسبَها في اسمه الشريف وتُوْرِدُهُ في سلاسلها عند العد والتسلسل قديماً وحديثاً فيما ينشرونه من كتب أو مشجرات مطبوعة أو مخطوطة وكانت الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية تُزَوِّجُ ذراري توابعهم البيض من الكرد والشرقيين ونحوهم مع ذراري توابعهم الأحباش. 

وأَمَّا بُغض التوابع لمتبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية عامة والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية خاصة ليس له حد وليس له حل. 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.
 
(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
كتاب (تاريخ اليمامة، عبدالله بن محمد ابن خَمِيْس، ط١، ١٤٠٧ هجرية، ١٩٨٧ ميلادية، مطابع الفرزدق، الرياض، السعودية، الجزء ...، ٢٥٠-٢٥٦).























الأحد، 29 أغسطس 2021

صفة (خَضِيْر) عند أوبنهايم في كتابه المُتَرْجَم (البدو).


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن صفة (خَضِيْر) عند ماكس فون أوبنهايم في كتابه (البدو، ط١، ١٤٠٧ هجرية، ١٩٨٧ ميلادية، دار الورَّاق، لندن، المملكة المتحدة، الجزء الرابع، ص ٢١٥-٢١٦) وأوبنهايم هو رحَّالة ومؤرخ وجغرافي وعالم آثار وكاتب ودبلوماسي وسياسي ألماني وُلِدَ في عام ١٢٧٦ هجرية وتُوُفَّيَ في عام  ١٣٦٥ هجرية وَتركَ عِدَّةَ مؤلفات.

وأَمَّا أوبنهايم فهو مُتأخِّر ومن رجال القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين ومولدُهُ في عام ١٢٧٦هجرية بعد مرور أكثر من نصف قرن هجري على أحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة وجور وقيام التوابع المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبدأتْ أحداث تلك الفتن في سنة ١١٥٧ هجرية بتمرُّد الرعيان توابع الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانتهتْ في سنة ١٢٠٠ هجرية بقتل التوابع غدراً وتدبيراً لمتبوعهم الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وتوالتْ بعدها بعضُ الأحداث والواقعات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وخُتِمَتْ بتغلُّب التوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الهاشمية وانتهابهم لهم وزوال أمارات ومشيخات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في النواحي والديار وإطلاق هذه التوابع المتمردة الباغضة ومن وافقهم من العرب صفة (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بقصد ذمِّهم وتنقُّصهم والتقليل من شأنهم بعد كسرهم لهم وتغلُّبِهم عليهم وخروج متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة من أحلاف قبائل العرب إلى بيوت فردية في الحواضر وإجبارهم لهم على حرفٍ تترفَّعُ عنها بقيةُ العرب لكسر نفوسهم وإضاعة نسبهم وتنفير العرب عنهم وهو الإطلاق الثالث الأخير لهذه الصفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بغير قصد وصف الحال بل بقصد تنقُّص وذمِّ ونبز متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الهاشمية خصوصاً والأشراف الهاشمية الأصلية خاصة وحلفائهم من العرب عامة لتَفَرُّقِ بيوتهم بين العرب وغير العرب في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم اللاحق في حلف واسم ونسب قبيلة عربية ومنهم من ترك الأحلاف العربية ولم يحالفْ بعدها أحداً من العرب ولانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريْش) وعدم تكوُّن قبيلةٍ واحدة لذراري الأشراف الهاشمية الأصلية تَجْمَعُهُم في حلف واحد وفي ديار واحدة بعد مرور القرون الطويلة - باسم جدهم الأعلى (هاشم) مثلاً - واستمرَّتْ ذراري هذه التوابع الكثيرة المُتمردة ومن وافقهم من العرب في إطلاق هذه الصفة جيلاً بعد جيل حتى يومنا الحاضر بقصد التنقص والذم توارثاً وتناقُلاً للبُغض والتنقُّص من أسلافهم المتمردة الباغضة دون علم أو معرفة بمعناها الأصلي عند العرب قديماً. 

وأَمَّا صفة (خَضِيْر) فهي صفة عربية قديمة معروفة عند العرب قبل تأسيس الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية للدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بمساندة أخوالهم عرب هوازن في عام ٢٥٢ هجرية وقد أطلقها العربُ قديماً على العربي الأصلي من عرق العرب المُنْقَطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخلاف أو رحيل عن الديار أو تَقَطُّع حلف قبيلته الأم العربية الأصلية واضمحلالها وتَفَرُّق بيوتها وما دام مُنقطعاً من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية فهو (خَضِيْر) ولذلك فبيوت الأشراف الهاشمية الأصلية هي (خَضِيْر) لانطباق وصف الحال عليهم وتفرُّقهم داخل وخارج جزيرة العرب وانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريش) وأَمَّا العربي الأصلي المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخطف أو سبي أو من كانَ من عرق غير العرب فقد أطلقَتْ عليه العربُ صفةَ (مولى تابع) حتَّى وإِنْ لَحِقَ في تكتل عشائري في حلف واسم ونسب قبيلة عربية وأخذَ المشيخة والأمارة في القبيلة أو أخذ الحُكْمَ والسُّلطانَ في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومدحته الشعراءُ بالقصائد ووُصِفَ بألقاب المشيخة والأمارة والسُّلطان فتظلُ العربُ تصفُه بصفة (مولى تابع). 

وأَمَّا هذه التوابع الكثيرة المُتمردة أكثرهم بيض البشرة وهم من أعراق مُختلفة وأكثرهم من عرق غير العرب وأكثرهم مُتَخَفُّونَ في حلف واسم ونسب القبائل العربية أو في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وأطلقُوا صفةَ (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بعد جورهم وقيامهم الأخير عليهم بقصد الذَّم والتَّنَقُّص بل وتوسَّعُوا في إطلاقها على جميع البيوت الفردية لتشمُلَ من كان منهم من عرق غير العرب خلافاً لما كانَتْ عليه العرب قديماً من إطلاقها فقط على العربي الأصلي من عرق العرب وصفاً لحاله وانقطاعه من حلفه الأصلي في قبيلته الأم التي هو من أصلها ومن صُلْبِها.

وأوبنهايم أوردَ صفةَ (خَضِيْر) ضمن سياقِ  تعريفه لمادة (بني خَضِيْرِ) في الجزء الرابع من هذا الكتاب وقَدَّم تعريفَه هذا إعتماداً على المعلومات الواردة في كتب المُستشرق الرحالة فيلبي وهو مصدرُه الوحيد حسبما صَرَّح أوبنهايم، ونص التعريف كما يلي (انظر صورة صفحتي الكتاب): 

(بني خضير
بني خضير ليسوا قبيلة وإنَّما طبقة من الخَدَم في واحات نجد. إِلَّا أَنَّ بعضَهم يعملونَ في الزراعة. وهم قريبون من الطبقة الأولى للعُقَيْل، الزُقُرْتْ. لم يزلْ تعبيرُ الزُقُرْت () مُستعملاً في نجد حتى اليوم. وهو يُطْلَقُ هنا على الخدم وعلى حُرَّاس الأمراء. للكلمة بالمعنى الأول مدلولاً مُحتقراً لأنَّ الخدم ينتمونَ غالباً إلى طبقة الباريا من بني خضير (الجزء الثالث، ٣٢٠).

في معلوماتنا عن هذه الطبقة نَعْتَمِدُ كُليَّاً وحَصْراً على فيلبي. وهو يَذْكُرُ صفَتَيْن يتميَّزُ بهما بنو خضير عن البدو.: "لا يلبسُ البدويُّ إلا نادراً ثياباً مُلَوَّنة، فهي علامة العَبِيْد وعلامة بني خضير (١٨٤،١) المنحدرين من العبيد" (١) "إلَّا أَنَّ حمد بن هذال قام بفعل شنيع بأَنْ صبَّ اللبن على الرز وخَلَطَ الإثنين معاً. فهذا، حسب "التقاليد"، خَرْقٌ لآداب الطعام عند المجتمع البدوي الراقي. ولا يَقَعُ في هذا الخطأ إلَّا المعدان البدائيون في العراق والزقرت الفلاحون في نجد، وهم خدمٌ ينتمون غالباً إلى بني خضير" (٣، ٢٥٣).
 
يعيشُ بنو خضير في واحات الطويق الجنوبي ويعملونَ في الزراعة. وهم في غيل مُزارعون عند القبابنة (فخذ من السهول، الجزء الثالث، ١٥٨). كما أنَّهُم ممثلون بقوة بين سكان الحوطة والحريق والحُلْوَة. وفي إقليم الوشم نَجِدُهُم في ثرمدة ومرآة (مرآة). أَمَّا في القصيم، في مدينة بريدة، فيشكِّلُونَ جُزءاً كبيراً في الإداريين ومُساعديهم وسكرتيري الكبار (١). المواقع موجودة على الخريطة التابعة للجزء الثالث.) 




بئر الزقرت الزكرت

 ب

https://books.google.se/books?id=zXQtDwAAQBAJ&pg=PT530&lpg=PT530&dq=%D8%A8%D8%A6%D8%B1+%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%B1%D8%AA&source=bl&ots=SlpRafVh9n&sig=ACfU3U1C_fwVFnhXugUxnchh6vtvx6rQNQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwiBppHdh87zAhWGtYsKHU0tDnQQ6AF6BAgSEAI#v=onepage&q=%D8%A8%D8%A6%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%B1%D8%AA&f=false






الثلاثاء، 24 أغسطس 2021

صفة (خَضِيْر) في لغة العرب .. المعنى والاشتقاق.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثَ عن صفة (خَضِيْر) في لغة العرب اشتقاقاً من أصلها اللغوي في كلام العرب ومعناها القديم عند العرب وصفة (خَضِيْر) هي صفة عربية قديمة معروفة عند العرب قديماً قبل تأسيس الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية للدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في عام ٢٥٢ هجرية وقد أطلقها العربُ قديماً على العربي الأصلي من عرق العرب المَقْطُوع من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخلاف أو رحيل عن الديار أو تَقَطُّع حلف قبيلته الأم العربية الأصلية واضمحلالها وتَفَرُّق بيوتها بين العرب وغير العرب بسبب الحروب والواقعات ونحوه وما دام مَقطوعاً من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية فهو (خَضِيْر) ما لم يَعُدْ هو وذراريه إلى حلف قبيلته الأم العربية الأصلية التي هو من أصلها وعرقها ومن صُلْبِ جَدِّ قبيلته الأم الأصلية التي تُعْرَفُ باسمه ولقبه القبيلة وسواءً لَحِقَ هو  أو ذريتُه بعد ذلك داخلاً في حلف قبيلة أخرى أو لم يُحالِف أحداً من العرب وعاش على ظل سيفه فهو (خَضِيْر) مالم يَعُدْ إليه. 

والعربُ أَخَذَتْ هذا الوصفَ (خَضِيْر) على وزن فَعِيْل اشتقاقاً من الجذر اللغوي والفعل الثلاثي المُتَعَدِّي (خَضَرَ) ومن قولهم:

خَضَرَ الشيءَ يَخْضُرُهُ خَضْراً فهو مَخْضُور وخَضِيْر. 

أي قَطَعَهُ من أصله، فهو مقطوع من أصله وقَطِيْعٌ من أصله.  

وأَمَّا أصلُ الشخص هنا في سياق حديثنا هو قبيلته الأم الأصلية.
 
شبَّهوا قَطْعَهُ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بقَطْعَ الفَرْعِ من الشجرة والشجرة هي الأصل وبقطع النبات من جذوره وجذور النبات هي أصله.

ومنه أخذوا وصفَهُم (خَضِيْر) للمقطوع من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بسبب خلاف أو رحيل أو تَقَطُّع قبيلته. 

وعادةً لا يوجدُ أحدٌ يرغبُ في ترك حلف قبيلته الأم العربية الأصلية ومُغادرة مراتع صباه والرحيل عن مضارب قبيلته ولكنه يُقْطَعُ من حلف قبيلته الأم الأصلية بأسباب خارجه عن إرادته أو يرحل عن ديار قبيلته مُضطراً بعد نشوب الخلافات في القبيلة وتطوُّر المشاكل وازديادها وعادةً ما تكون خلافات عند ورد ماء أو ملكية ناقة ونحوه ويتطوَّر الأمرُ إلى سفك الدماء والثارات، وفي السيرة النبوية بعد بعثة آخر الأنبياء محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي -صلى الله عليه وسلم - وخلافاته مع قبيلته قريش بمكة المكرمة قال مُخاطباً مكة المكرمة قُبَيْل رحليه عن دياره مكة المكرمة وقبيلته قُريش مُهاجراً إلى الأنصار من الأوس والخرج في المدينة المنورة:
(واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ). 

وأَمَّا (الخَضْرُ) أي القَطْعُ يقَعُ على المرء لأسباب تَقْطَعُهُ من حلف قبيلته الأم الأصلية، ولذلك الخلافات تَقْطَعُهُ من حلف قبيلته الأم الأصلية، والرحيل عن ديار القبيلة يَقْطَعُهُ من حلف قبيلته الأم الأصلية وتَقَطُّع القبيلة وتفكُك حلفها وتفَرُّق بيوتها بين العرب وغير العرب تَقْطَعُهُ من حلف قبيلته الأم الأصلية، وأَمَّا العربي الأصلي من عرق العرب المقطوع من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بسبب خطفٍ أو سبي أو مَنْ كانَ من عرق غير العرب فقد أطلقَتْ عليه العربُ صفةَ (مولى تابع) ولا يُطْلِقُون عليه صفةَ (خَضِيْر).

وأَمَّا صفة (خَضِيْر) هي صفة حال للمرء العربي الأصلي من عرق العرب المقطوعِ من حلفِ قبيلته الأم العربية الأصلية بسبب خلافات أو رحيل أو تمزُّق قبيلته في الحروب كما مَرَّ معنا، وليس فيها مدحٌ وليس فيها قدحٌ، ومن هذه الصفة (خَضِيْر) اشتقوا الصفاتِ بصيغة الجمع: (خَضِيْريَّة) و (بني خَضِيْر) و (خَضَائِر)، وبعدمَا جارَتْ التوابعُ المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة قاَمَتْ هذه التوابعُ المُتمردة الباغضة المُتَغَلِّبَة بإطلاق صفة (خَضِيْر) على متبوعيهم بقصد الذم والتَّنَقُّص خلافاً لما كانتْ عليه عند العرب قديماً ومُعايرةً لمتبوعيهم لتَفَرُّق بيوت الأشراف الهاشمية الأصلية بين العرب وغير العرب في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب وعدم تكوُّن قبيلةً جديدةً لهم باسم جدهم هاشم تَجْمَعُهُم في حلفها مجتمعين في ديار واحدة بعد مرور أكثر من ١٤ أربعة عشر قرناً هجرياً وتشَعُّبُ ذراريهم، وهذا الإطلاق حدَثَ ثلاثَ مرات في نكبات كُبريات ثلاث؛ الأولى في ديار قحطان نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية في القرن العاشر الهجري نحو عام ٩٤٠ هجرية، والثانية في إقليم وادي الدواسر نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن الحادي عشر الهجري نحو عام ١٠٧٠ هجرية في سنوات شمول القبائل للبيوت، والثالثة الأخيرة في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، والإطلاق الثالث الأخير خَصُّوا به البيوتَ الفردية بعد ترك متبوعيهم لأحلاف العرب في البوادي وخروجهم من تلك الأحلاف إلى بيوت فردية في القُرَى وتوسَّعُوا في إطلاقه على جميع البيوت الفردية بُغضاً منهم لمتبوعيهم ليخْلِطُوهم بغيرهم وليكسُروا نفوسَهم وليُنَفِّرُوا العربَ عنهم، وهذا الإطلاق الثالث الأخير هو سبب بقاء هذه الصفة حتى يومنا الحاضر في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ومنطقة حائل نواحي شمال الجزيرة العربية. 

وصفة (خَضِيْر) هي صيغة لفظية لوصف حال الشخص ومُجرَّدة من الثناء والذم كما وضَّحْتُ ذلك سابقاً في أكثر من مُفردة وليست نَسَبْ وليست نِسْبَة وليست اسم قبيلة وليست اسم شخص وليست اسم جد وليست اسم مكان وليست اسم حلف ومعناها من (الخَضْر) أي القَطْع وليس معناها من الخُضْرَةُ وصف لون البشرة وهي لون بين سُمرة العرب وشدة السواد، والأصل في لون العرب هو سمرة العرب وبعد تزاوجهم من الأعراق البشرية الأخرى دخَلَتْ فيهم دماءُ غيرهم وظهرتْ فيهم درجاتُ مُختلفة من الألوان، وكذلك لا علاقة لهذه الصفة (خَضِيْر) بالأشراف الأخيضرية ونسبتِهم إلى لقب جَدِّهم الشيخ أمير اليمامة والحجاز الشريف محمد الملقب الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض الحسنية الهاشمية، وألوان السُّمرة والسواد في الأشراف الأخيضرية مُتوارثةٌ من أيام جَدِّهم الشيخ الأمير الشريف موسى المُلَقَّب الجون لسواد لونه ولكن لاشتراك صفة (خَضِيْر) مع صفة (أُخَيْضِر تصغير أخضر) في الجذر اللغوي (خضر) استنتجَ بعضُ الناس أَنَّ لها علاقة بالأشراف بني الأخيضر الحسنية الهاشمية، والعربُ وَصَفَتْ الشخصَ فوق سمرة العرب ودون سواد الزنج مُقارباً للون البُنِّي بصفة (الأخضر) و (الأخاضرة) للجمع، وفي اللغة الدارجة المسموعة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية يقولونَ واصفين لون الشخص فوق سمرة العرب أو شديد السواد: (خَضَر) على وزن فَعَل أي (أخضر) وهم لا يَنْطِقُونَ الهمزةَ في أول الكلمة ويفتحونَ الحرفين بعدها ويقولون للجمع: (خُضْرَان) على وزن فُعْلَان ولم أسمعهم يقولون: (خَضِيْر) لوصف اللون بينما سمعتُهُم كذلك يُطلقونَ صفَةَ (أزرق من زُرقة اللون) وصفة (أصفر من صُفرة اللون) على درجات من سُّمرة اللون. 

ولذلك فصفة (خَضِيْر) مأخوذة في لغة العرب من الإنقطاع ومعناها الأول الأصلي هو الإنقطاع من حلف القبيلة العربية الأم الأصلية للأسباب المذكورة سابقاً وغرضُها الأول الأصلي هو مُجرد وصف الحال عند العرب قديماً وأَمَّا استعمالها لغير غرضها الأول الأصلي وما حَدَثْ من تغيير معناها عند بعض العرب بغرض الذم والتَّنَقُّص إلى معاني أخرى رديئة كالعمل في الحرف اليدوية والأعمال التي يترفَّعُ عنها غيرُهُم والتفاوت في أخذ الثأر وضعف الحال والخفاء بعد القوة والظهور والتخفي خوف الثأر ونحوه فهو أمر طاريء وقد نبَّه إلى ذلك النسابون الأصوليون وشرحوا تواريخَ صفة (خَضِيْر) وأسباب تغيير معناها وأغراضها عند بعض العرب وفرَّقُوا بين صفة (خَضِيْر) كوصف حال وبين صفة (الخَضِيْرِي) كندهة ونخوة عند بعض العرب وبيَّنُوا معناها وأسبابها وأغراضها كندهة ونخوة وهي صيغة لفظية وليست باسم جد أو شخص أو حلف أو مكان. 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد.

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت. 




الأربعاء، 11 أغسطس 2021

سيرة الفارس الشيخ الأمير الشريف عبدالله الملقب (رُحَيَّان) و (روَّاح) بن ...بن عليان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وسيفه المشهور نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن الفارس الشيخ الأمير الشريف عبدالله المُلَقَّب (رُحَيَّان) و (رَوَّاح) بن .. بن .. مضحي الأكبر بن عليان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية له كثير من الحلفاء والتوابع وذائع الشهرة والفروسية والرحلات والمشيخة والأمارة بين العرب في وقته في القرن الحادي عشر الهجري في بلدة بريدة في إقليم القصيم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو من فرسان وشيوخ العرب ومن أمراء الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية واشتهرَ بالكرم والفروسية في بوادي العرب ومن ألقابه:
 
١ - رَوَّاح، بتشديد الواو، على وزن فَعَّال، لقب فروسية، أُطْلِقَ عليه لفروسيته، كانَ فارساً لا يُنازلُهُ أحدٌ.

٢ - رُحَيَّان، على وزن فُعَيْلَان، لقب كَرَم، أُطْلِقَ عليه لكرمه، كَانَ إذا جاءه القوم ضيوفاً يُكثرُ الحَبَّ ويقوم التوابعَُ بطحنه وجرشه على عدة أرحية فتُسْمَعُ أصواتها. 

وكان للفارس الشريف عبدالله القاسمي - المُلَقَّب (رُحَيَّان) و (روَّاح) - سيفٌ مشهورٌ بين العرب يُعْرَفُ بلقب صاحبه (رُحَيٍَان) وأَمَّا الشريف عبدالله القاسمي الملقب (رُحَيَّان) و (روَّاح) أعقب فقط ابنةً واحدة هي الشريفة صبيحاء القاسمية تزوجها الشيخُ الأميرُ الشريفُ عامرُ الخَوَّاري الخواورة الحسينية الهاشمية وبعد وفاة الشريف عبدالله القاسمي المُلَقَّب (رُحَيَّان) و (روَّاح) بدون عقب من الذكور وَرِثَتْهُ توابعُه وحلفاؤُه وأخذوا سيفَه (رُحيَّان) وتداولته الأيدي بَعْدَ ذلك. 

وبعض المصادر المطبوعة تفيدُ ببعض أخبار تداول السيف (رُحَيَّان) سيف الفارس الشريف عبدالله القاسمي - المُلَقَّب (رُحَيَّان) و (روَّاح) حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري ومنها كتاب (معجم سيوف العرب، أحمد الفهد العريفي، ط١، ١٤٢١هجرية، ٢٠٠١ م، مرامر للطباعة، الرياض، السعودية، الصفحتين ١٣٠ و ١٣١) ويذكرُ مؤلفُ هذا المعجم أنَّ الشيخ الأمير عُبَيْدُالله بن علي آل رَشِيْد سَعَى إلى اقتناء السيف (رُحَيَّان) بالشراء ممَّن هو في يده ولَمْ يَتَحَصَّلْ عليه ثُمَّ سَعَى إلى اقتنائه ابنُُه الشيخُ الأميرُ حمودُ بن عُبَيْدالله بن علي آل رَشِيْد الذي كَانَ مُوْلَعَاً باقتناء السيوف الشهيرة وتَحصَّلَ عليه بالشراء بواسطة صديقِهِ عبدالمحسن بن محمد بن سيف المعروف بالمُلَّا من أهالي بريدة وفي ذلك يقولُ الشيخ  الأميرُ حمودُ المذكور في قصيدةٍ بَعَثَهَا من حائل إلى ابنِ سيف في بلدة بريدة في إقليم القصيم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية:

بَاغٍ منْك يَا أبو محمد رحَيَّان// مَا لِي من الحاجات كـــوْد الدُّفُوقِ
اِشْـرُهْ وكِـزُّهْ لَا تدَانَى بالأثْمَان// مانَا بحـال الزُّوْد بِلِّلي يلُوْقِ
مبْطِي واَنَا شَفِّي بسَيْف ابنْ عَدْوَان//بَغَــاه ابُوي ولَا حَصَلْ بالوُفُوْقِ.

انتهى ما نقلته من المعجم المذكور. 

وبعد سقوط قصر حائل نواحي شمال الجزيرة العربية وانقضاءِ دولة آل رشيد حوالي مُنتصف القرن الرابع عشر الهجري سُلِّمَ سلاحُ القصر وومن بينها مجموعة سيوف الشيخ الأمير حمود بن عُبَيْد الله آل رَشِيْد وأبيه عُبَيْد الله بن علي آل رَشِيْد ومن بينها السيف (رحيَّان) المذكور. 

ولشهرة السيف (رُحَيَّان) بين العرب أَطْلَقَ بعضُهُم اسمَهُ على سيوفِهِم مَثْلَ سَيْفِ الفارس مطلق الجرباء (... - ١٢١٢ هجرية) المُسَمَّى (شَامَان) الذي أُطْلِقَ عليه فيما بعد اسم (رُحَيَّان) في عهد صفوق الجرباء (... – ١٢٦٣ هجرية)، انظر (تاريخ آل محمد الجربا وقبيلة شمر العربية في إقليم نجد والجزيرة، ثائر حامد محمد خضر، ط١، ١٤٢٢ هجرية، ٢٠٠٢ ميلادية، الدار العربية للموسوعات، بيروت، لبنان، الصفحة ٦٦). 

وأمَّا السيف عند العرب فكان يأخُذُ قيمتَه وشهرتَه من فروسية وشُهرة صاحبه.

(أُعدتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر المطبوعة وبالله التوفيق). 
مصدر الصورة: الإنترنت.









 






 




واقعة  لؤلؤ الأرمني وأصحابه مع أصحاب وذراري الشيخ عدي بن مسافر في عام ٦٥٢ هجرية.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثَ عن حادثة ورَدَتْ في كتاب (الحوادث، مؤلف من القرن الثامن الهجري، تحقيق الدكتور بشار عواد مقروف والدكتور عماد عبدالسلام رؤوف، ط١، ١٤٢٦ هجرية، انتشارات رشيد، مطبعة شريعت، قم، إيران) وأوقَعَ فيها لؤلؤ الأرمني (ت ٦٥٧ هجرية بالموصل) بذراري أتباع وأصحاب الشيخ الأمير المتصوف عدي بن مسافر (ت ٥٥٧ هجرية نواحي الموصل) وهذا لؤلؤ الأرمني كما تذكرُ المصادرُ هو من سبي أرمينية أُخِذَ صغيراً وبيعَ إلى خياط ثم صار في مماليك سلطان الموصل أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر ولملاحته وخدوده الوردية حَظِيَ وترقى عنده في المناصب إلى أن أخذ السلطةَ في الموصل في عام ٦٣٠ هجرية وبطَشَ وتجبَّر وبعد غزو هولاكو لبغداد رحل إليه لؤلؤ وتحالف معه وقدَّمَ له فروض الطاعة وتزوج ابنَهُ اسماعيل من ابنة هولاكو وفَرَضَ هولاكو مالاً على لؤلؤ يدفعه إليه، ولتثقيل لؤلؤ وأصحابه الجباة على ذراري أتباع وأصحاب الشيخ الصالح عدي كانَ من المُتوقَّع صدورُ النفور والغضب والكلام منهم ومعلوم أَنَّ التصوف وأصحابه مسالمين متصالحين مع أنفسهم ومع من حولهم ويتجنَّبون الخلافاتَ والمشاكلَ ولكن ما فعله لؤلؤُ الأرمني بهم كردة فعل تعتبرُ جريمةً إنسانية ووحشية منقطعة النظير وهو وهولاكو والتتر سواء في القتل والتعذيب، والمستغرب أنَّ بعضَهم في بعض المصادر يلقبه بالعادل والرحيم والجبار الظلوم في نفس الوقت وكأن هذه المذبحة الفظيعة التي ارتكبها في حق ذراري أصحاب وأتباع الشيخ عدي ليست كافية لعدم استحقاقه لقب العادل والرحيم، فلنستعرض ما فعله من طغيان وجرائم إبادة في حق الأكراد العدوية في هجومه عليهم  لنرى:

 

١ _ صَلَب ١٠٠ نفس. 

٢ - ذَبَحَ ١٠٠ نفس. 

٣-أمر بتقطيع أعضاء أميرهم وتعليقه على أبواب الموصل. 

٤_ أرسَلَ من نَبَشَ الشيخ عدياً من ضريحه وأحرَقَ عظامَه. 


فكما يرى القاريءُ فحتى الأموات لم يسلموا من جوره وطغيانه ليخرجَ رفاة الشيخ عدي من مدفنه ويحرقَ عظامه فكيف بالأحياء وهذا ينبيء عن حقدٍ دفين في قلبه عليهم كونهم مُسالمين متصوفين في طريق المحبة والخير والصحبة و بقتلهم وتخريب ضريح الشيخ عدي أرادَ لؤلؤ إذلالهم ومحوَ ذكرهم وطمسَ آثارهم وهاهم اليوم بعد مرور القرون الزمنية بقى ذكرهم وذكرُ شيخهم عدي وانمحى ذكرُ لؤلؤً وبقيت له صفحة خِزْيٍ في التاريخ  تذكَّرُ الأجيالَ بوحشيته وجرائمه.