هذه المُفردة التاريخية تَتَحدَّثُ عن (العرقاة) الأداة المعروفة عند العرب قديماً والتي صنعها النَّجارُ نحتاً بالقَدُّوم من خشب شجر الأثل ونحوه وهي عبارة عن قطعتين من الخشب مستقيمتيْن متعامِدَتيْن مُتَصَالِبَتيْن تُثَبَّتُ إحداهُما فوق الأُخرى من منتصفِهما وتوضَعُان على فتحة الدلو المصنوع من جلد حيواني بعد تثبيت أطرافهما بحافة فوهة الدلو بسيور من الجلد لِتحُوْلَان دون إنغلاقه فوهته عند ملامسته للماء في قعر البئر وترُبطان من وسطهما من الأعلى برشاء أو حبل ليُشَدَّ بها الدلو من أسفل البئر إلى أعلاه.
و(العرقاة) كانت أداةً مهمة في حياة العرب وعرفوها قديماً واستعملوها في رفع الماء بالدلو والغَرْب من قاع الآبار والموارد في البوادي والحواضر لشربهم وغسيلهم وسقي زرعهم ونخليهم وورد إبلهم وغنمهم وشرب خيلهم وعندما أرادتْ قبيلةُ قريش العربية وسماً خاصاً بها تتمَيَّزُ به وتُعْرَفُ به بين العرب - بَعْدَ وسمها الأقدم العربي الأصلي المِطْرَق | الوسم الأقدم الأول للعرب جميعهم - أضافَتْ عليه مطرقاً آخر وظهرَ بشكل العرقاة والصليب + وسُمِّيَ بالعرقاة مرة مأخوذاً من حَيَاةِ الرَّعْي والوِرْد على الآبار وسُمِّيَ بالصَّلِيْب مرة أخرى لتصالب خشبتيه، ولشبهه لهما في الشكل والصورة سُمِّي بهذين الإسمين، ووسَمَتْ به قُرَيْشٌ إِبِلَهَا قبل الإسلام وبعده ووسمَتْ به كذلك ذراريهم وحلفاؤُهم وتوابعُهم من أعراق مُختلفة جيلاً بعد جيل حتى وقتنا الحاضر.
وأمَّا دلالة ومعنى وسم العِرْقاة + من حيث النَّسَب فهو رابطة قَوِيَّة من جِنْسٍ واحدٍ وأكيديَّة نسَبِ قريْشٍ في أصْلِ وصُلْبِ العَرَبِ.
ورأيتُ نوعين من العراقي كما ترى في الصورة:
١- نوع بدون حلقة معدنية ويُربَطُ فيها الرشاءُ مباشرةً من منتصفهما.
٢- نوع مع حلقة معدنية من الحديد مُثبَّتة في خشبتي العرقاة من الأعلى ويُربَطُ الرشاءُ في هذه الحلقة المعدنية.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد.
(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المطبوعة والمصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
(ألبوم كاتب المُفردة، مجموعة تراثية لكاتب المُفردة).
وللاستزادة انظر :
١- كتاب الخيل والإبل للشيخ سعد الجنيدل.
٢-
https://www.alriyadh.com/246077
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق