هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن كتاب (سفرنامه) لمؤلفه الرحّالة الفارسي أبي معين الدين ناصر خسرو علوي القبادياني المروزي (ت نحو عام ٤٥٠ هجرية) وترجمتيها من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية: (ترجمة الخشاب وترجمة البدلي) والذي مر في طريق عودته من الحج نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية بمنطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة وذكر ما شاهده في مدينة (فلج/الأفلاج) ومدينة (اليمامة) في عام ٤٤٣ هجرية وهذا العام هو من أعوام فترة تضعضع الدولة الأخيضرية (٤٣٠ هجرية - ٤٥٠ هجرية) بعد القحط ونزول الجماعات اليهودية التي تضيفُ نسبَها إلى النبي (سليمان) من بلاد اليمن إلى نواحي نجد وما حاكته من دسائس وخلافات بين العرب لإسقاط الدولة الأخيضرية وحلفائهم من عرب هوازن ويُلْحَظُ اختلافات طفيفة فيما يتعلّقُ بترجمة النص المذكور عن مدينة (اليمامة) وهي اختلافات في الصيغة العربية للترجمتين ولعل أبرز اختلاف بين الترجمتين: عند الخشاب: (ويقولون في الإقامة « محمّد وعليّ خير البشر وحيّ على خير العمل ») وعند البدلي (ويقولون في الأذان « محمّد وعليّ خير البشر وحيّ على خير العمل ») فنرى عند الأول: (إقامة) وعند الثاني: (أذان).
وأمّّا الحيعلة ب (حيّ على خير العمل) في الأذان أو الإقامة أو كليهما عند المدارس المُنتمية للأشراف الهاشمية من آل بيت النبوة كالزيدية أتباع مدرسة الإمام زيد بن علي الحسينية الهاشمية والإمامية الإثني عشرية الجعفرية أتباع مدرسة الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر الحسينية الهاشمية والإسماعيلية أتباع مدرسة الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق الحسينية الهاشمية فوردتْ عندهم بطرقهم في مذهبهم ويقولون إنّ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أسقطها من الأذان في مدة خلافته ووضع مكانها (الصلاة خير من النوم) في أذان الفجر وأما مخالفيهم من أتباع المدارس الأخرى أنكروا (حي على خير العمل) وصوّبوا (الصلاة خير من النوم) عندهم بطرقهم في مذاهبهم ثم بعد ذلك صار أتباع كل مدرسة مختلفة يتعَصّّبُ لرأيه وطريقته ويُصَوِّبُ ما عنده ويُنْكِرُ ويُخَطٍِيءُ ما عند غيره وهكذا استمر الحالُ مع مرور القرون.
وكذلك يُلْحَظُ عندما مر هذا الرحالة ناصر خسرو بمدينة (فلج) لم يَذْكُر في حديثه عن ما سمعه وشاهده فيها انَّه سَمِعَ في أذانهم ( حي على خير العمل) او ذَكَرَ انَّ مذهبهم (الزيدية) بينما ذكر ذلك عند مروره في مدينة اليمامة حيث (الخضرمة) عاصمة الدولة الأخيضرية آنذاك وذلك لأن الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في أيام دولتهم الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠ - ٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبعد سقوطها في عام ٤٥٠ هجرية لا يتعَصَّبُون لمذهبهم ولا يتدخّلون في أديان ومذاهب غيرهم ولسيماهم الطيبة اجتمعتْ الناسُ حولهم من كل مكان من أعراق وأديان ومذاهب مُختلفة مسلمين وغير مسلمين من يهود ونصارى وغيرهم وصحبُوهم في رحلاتهم بين العرب داخل وخارج جزيرة العرب.
ومِمَّا يُلْحَظُ كذلك في ترجمة الخشاب وتعليقه في الحاشية على النص المُتعلق بمنطقة اليمامة وأمراؤها الأشراف من بني الإمام الخليفة الرابع علي بن أبى طالب رضي الله عنه قوله أنهم من الأشراف بني طباطبا الحسنية الهاشمية وهذا خطأ واضح والصواب هم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية وهم أصحاب الحكم والدولة في اليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) آنذاك وأَمَّا الأشراف بني طباطبا فأبناء عمومتهم وحلفائهم.
ويُمكِنُ تلخيصُ ما قِيْلَ عن هذه الرحلة وترجمتَيْها إلى العربية كما يلي:
١- يوجد اختلاف في نص النسخ الفارسية المخطوطة لهذه الرحلة المُترجمة إلى العربية.
٢- هذه النسخ الفارسية هي النص المُختصر لهذه الرحلة.
٣- يُتوَقّعُ وجود نص غير مُختصر لهذه الرحلة لم ير النور والطريق إلى النشر بعدُ.
٤- يوجد اختلاف في الترجمة إلى العربية بين الخشاب والبدلي.
وأَمَّا ترجمة البدلي صدرتْ في عام ١٤٠٢ هجرية وأَمَّا الطبعة الأولى لترجمة الخشَّاب صدرتْ في عام ١٩٤٣ ميلادية.
نسخة مرفوعة من ترجمة الخشاب على النت:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق