السبت، 20 فبراير 2021

المثل (خادم الشريف شريف) عند العرب قديماً.


هذه المفردة التاريخية تتحدَّثُ عن المثل (خادم الشريف شريف) عند العربُ قديماً إذ كان عند الأشراف الهاشمية من بني السبطين الحسن والحسين أبناء الخليفة الرابع الإمام علي بني أبي طالب الكثير من التوابع والبطانة من أعراق مختلفة وأكثرهم من عرق غير العرب من شرق وهند وديلم وسامر ويهود وفرس وبربر وترك وكرد وقجر وغز وحبش وغيرهم وخَدَمُوهُم في أعمال مختلفة عبر تاريخهم الممتد الطويل وكان التابع المُقَرَّب للشريف الهاشمي ومحل ثقته ذا حظوة ونصيب ويكون عنده الكثير من المال والحلال والتوابع الجلب ويكون كبيراً للتوابع يأمرهم ويدبّر أعمالَ متبوعه الشريف الهاشمي ويأخذُ الشهرةَ والمكانة من شهرة ومكانة متبوعيه الأشراف الهاشمية وتلتفُ حوله الرجالُ في وقته من التوابع الآخرين ومن الحلفاء من العرب وينتخون باسمه ويتسمّون به ويُضِيفونَ نسبَهم فيه ولذلك قالتْ العربُ هذا القول وصار مثلاً عندهم يضربونه لمن يكون محظياً ومُقرباً عند ذي سُلطان وحُكم وأمارة ومشيخة. 

وهذه التوابع الكثيرة خدمتْ وصحبتْ متبوعيها الأشراف الهاشمية الحسنية والحسينية من أيام نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية بعد الإسلام وقبل وبعد دخول متبوعيهم الأشراف الهاشمية في بوادي العرب في نواحي الحجاز ثم نزولهم إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وتفرقهم في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب وكلّفهم متبوعوهم الأشرافُ الهاشمية في القيام بأعمال وحرف مختلفة من رعي وحراسة موارد ومرعى وزراعة وإعمار ديار وسياسة خيل ومضافات وصناعة سيوف وخناجر وغيرها ومنهم من كلّفَهُم متبوعوهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بأعمال شاقة ومنهم ذلك التابع (هليل) وقِيْلَ فيه المثل الآخر المعروف عند العرب (غزو هلَيِّل لا يمرح ولا يقَيِّل) ومنهم من وقعتْ بينهم الخلافات والواقعات والحروب لأخذ المشيخة والأمارة في النواحي والديار على التوابع الآخرين نواحي الجزيرة العربية وخارجها ومنهم من كان ذي حظوة عند متبوعه الشريف الهاشمي وقَلَّدَهُ مشيخةَ وأمارةَ  التوابع الآخرين ومن يلتفُ حوله من الحلفاء من العرب مثل: التابع (هليل) سائس الخيل تابع الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري ومثل: التابع الشرقي غير العربي (الهول) تابع الشيخ الأمير الشريف عليان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في القرن التاسع الهجري وعُرِفَ ب (عليان الهول) بتابعه هذا بين الأشراف الهاشمية والعرب في وقته لملازمة تابعه له وتميزاً له عن من يشابهه في الإسم من الأشراف الهاشمية قواسم أخيضرية أو غيرهم من الأشراف الهاشمية، ومثل: التابع الشرقي الهندي (ح) تابع الشيخ الأمير الشريف سالم المليطي الخواورة الحسينية الهاشمية نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية في القرن العاشر الهجري وعُرِفَ ب (سالم ح) بتابعه هذا بين الأشراف الهاشمية والعرب في وقته لملازمة تابعه هذا له وتمميزاً له عن من يشابهه في الإسم من الأشراف الهاشمية خواورة حسينية أو غيرهم من الأشراف الهاشمية وأَمَّا أم هذا التابع (ح) الشرقي الهندي فهي هندية ولحقتْ في تبعية طويلة العمر (أم المعاضيد) الشيخة الأميرة الشريفة فاطمة القاسمية القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في حلب الغنم في بادية الدلم بإقليم الخرج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، ومثل: التابع البربري (س) تابع الشيخ الأمير الشريف سالم بن محمد الأول بن مضحي الأكبر بن عليان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في إقليم القصيم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن الحادي عشر الهجري ونصَّبَه متبوعه الشريفُ سالمُ القاسمي المذكور كبيراً على التوابع الآخرين. 

ومن هذه التوابع غير الجُلْب أو بعد عتق من تزوّج منهم وصاهرهم متبوعوهم الأشرافُ الهاشمية، مثل: مصاهرات الأشراف آل محيا من بني الأمير أحمد حميدان بن الأمير إسماعيل بن يوسف الأخيضر الثاني الأخيضرية الحسنية الهاشمية مع ذراري تابعهم (م) الكردي في الرعي في بوادي العرب في إقليم وادي الدواسر نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، ومثل: تزويج الأشراف الفوالح القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية حلفاء المهرة جنوب حضرموت لإحدى بناتهم من أحد ذراري تابعهم الشرقي الهندي (إ) وساعدوا ابن بنتهم هذه بعد ذلك في أخذ الحُكم والسُّلطان في الشحر نواحي حضرموت جنوب الجزيرة العربية ومن هذه التوابع كذلك من ساعده الأشرافُ الهاشمية أخيضرية حسنية وخواورة حسينية في أخذ الحُكم والسُّلطان في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب. 

وأَمَّا توابع الأشراف الهاشمية فكثيرة في تاريخهم الطويل وكثيرٌ منهم رحل مع متبوعيه الأشراف الهاشمية في بوادي العرب وتعامل معهم متبوعوهم الأشرافُ الهاشمية معاملة حسنة كما يعاملون أبنائهم ولكن منهم القليل والأقل من كانت سيرته حسنة ومحمودة مع متبوعيه الأشراف الهاشمية ومنهم الكثير والأكثر من كانت سيرته غير محمودة مع متبوعيه الأشراف الهاشمية وأذاقوهم الويلات والنكبات في حوادث كثيرة فردية وجماعية في فترات تاريخية مختلفة وخلعوا طاعتَهم وخالفوهم وانتبهوا خيلَهم وإبلَهُم وديارهم وأراضيهم ومواردهم ومراعيهم في البوادي والحواضر وكسروهم في الواقعات وقتلوهم وعذّبوهم وفعلوا بهم الأفاعيل الشنيعة وحلوا محلهم بين العرب في البوادي والحواضر  ولبسوا جلود النمور ونضحتْ قلوبُهم ونفوسهم وأيديهم وألسنتهم بغضاً على متبوعيهم الأشراف الهاشمية في الماضي والحاضر. 

والأشراف الهاشمية القرشية كان معهم حلفاؤهم من العرب وكثير من التوابع في بوادي العرب من أيام الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية كما أسلفت وهذه التوابع كثيرة العدد ولحق أكثرهم في تكتلات العشائر مُتخفياً في حلف واسم القبيلة العربية في بوادي العرب وألبوا التوابعَ الآخرين والعربَ على متبوعيهم الأشراف الهاشمية وهذه التوابع الكثيرة مُضافون في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية إضافة تبعية وإنتماء وهم مفروزن ويعرفون بالعد والتسلسل وبأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم في حلف واسم قبيلة عربية أو التَسَمِّي والإنتساب إلى متبوعيهم الأشراف الهاشمية في سلاسل إضافات وتراكيب أو انفراد بدون إضافة وحلف ويعرفون كذلك ببغضهم لمتبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وكذلك يعرفون في الوقت الحاضر بالإضافة إلى ما سبق بتحليل الحمض النووي DNA. 

ولا تخلوا ذراري هذه التوابع غالباً في أي مكان داخل وخارج جزيرة العرب من بيت هاشمي أصلي واحد أو أكثر  تَتَسَمَّى ذراريه بعد اختلاطهم بهم باسم هذه التوابع ويَنْتَسِبُون إليهم مُضيفين نسبَهم فيهم في تكتلات عشائرية في اسم وحلف قبيلة عربية أو في بيوت فردية لم تحالف العرب أو في غير العرب من ترك وكرد وفرس وشرق وديلم وهند وبربر  وغيرهم من أعراق غير العرب.

وأمَّا هذه التوابع ومتبوعيهم من الأشراف الهاشمية فهم غير أي تابع آخر وغير أي شخص آخر يتشابهون معه في الأسماء والألقاب والديار والتواريخ داخل وخارج جزيرة العرب.

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق