الأربعاء، 10 مارس 2021

الشيخ الشريف عبدالله بن حمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية .. ذو الكرامتَيْن.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن الشيخ الشريف عبدالله بن حمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية فبَعْدَ سقوط الدولة الأخيضرية في اليمامة في عام ٤٥٠ هجرية تَفَرقَتْ ذراري الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية مشائخ وقضاة عشائر في بوادي العرب داخل وخارج جزيرة العرب ومن هذه الذراري الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومنهم في القرن الرابع عشر الهجري الشريف عبدالله بن حمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
    
وهو الشريف عبدالله بن حمد بن مضحي بن حمد المَقْتُوْل في عام ١٢٠٠ هجرية بن محمد بن مضحي الأصغر بن محمد الأول بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر بن مضحي بن عليَّان بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن بن محمد بن يوسف بن موسى بن عمران بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن موسى بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم الأكبر بن محمد زُغَيْب الأخيضر الثاني بن يوسف الأخيضر الثاني بن محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المُثَنَّى بن الحسن السـبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية المطلبية القرشية العربيَّة.
 
نَشَأَ الشريفُ عبدالله نشأةً صالحةً في كنفِ والدِهِ الشريف حمد الذي كانَ حياً في عام ١٣١٦ هجرية في بلدة الحوطة في رحلات له ما بين بلدة الرياض (حجر اليمامة قديماً) في إقليم العارض نواحي نجد وبين بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وفي كنف والدته الصَّالحة سلمى بنت عُمَيْر آل نَصَّار كانَتْ حَيَّة في عام ١٣١٣ هجرية.

آلَتْ إليه الديارُ والنخلُ والماءُ القديمة الشهيرة المُعروفةُ بأُمِ الشُّبْرُم (ديَار الشُّبْرُم) في جنوب الصُّبَيْخَة في بلدة منفوحة جنوب بلدة حجر اليمامة (مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية حرسها الله) وأُمُّ الشبرم من الديار المُتوارثة تَسْلِيْماً من جَدِّ إلى ابنٍ إلى حفيد جيلاً بعد جيل وليس فيها شراء أو هِبَة من غير ذراري الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهي مَا تَبَقَّى في اليَد من ديار وأراضي ومياه أجداده الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية المُتَوارثة جيلاً بعد جيل في ديار منفوحة من أيَّام الدولة الأخيضرية نواحي اليمامة (٢٥٠ –٤٥٠ هجرية) وسط الجزيرة العربية وبعد القيام الأخير للتوابع المُتمردة من أعراق مختلفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في سنوات الجور وأحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأخذهم لديار وموارد ومراعي وخيل وإبل وأموال متبوعيهم في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وأَمَرَ في حياتِهِ بعدم منْعِ الرَّاغِبِ في الرِّيِّ من مائها وأوصَى بذلك بَعْدَ وفاتِهِ وقفاً دائماً للماء وَكَانَ مَحْبُوباً من أهالي بلدة منفوحة وتُقِيْمُ عنْدَهُ البادية فيها في فترة القَيْظ ويأتُون معهم بالمَعَاوِيدِ من الباديَة ويأخذون معهم مَعاوِيْد السنة الماضية بعد انتهاء فترة القيظ ورجوعهم للبادية لتَسْمَنْ في المَرْعَى وهو ذُو الكرامتين المشهورتين في وقته عند الأهالي في الديَار وأرويها هُنَا كما رُوِيَتْ لي:
 
الكَرَامَة الأولى، عندما وَقَعَ القَحطُ والجَدَب ولم يَهْطُل المَطَرُ وغارَتْ مياهُ الآبار لَمْ تَتأَثَّرْ بئر أم الشُّبْرُم بالجَفَاف ولا زَالَتْ على غزارة مائها وحيْنَهَا كانَ السِّنُّ َتقَدَّمَ بالشريف عبدالله وبدأَتْ تَضْعُفْ حَوَّاسَه وسَأَلَ ابنَتَهُ عَنْ عدم سَمَاعِ صَوْتِ المَحَّالِ والمَعَاوِيْد لريِّ النَّخْلِ وأخبَرَتْهُ بأنَّ أَخاها بنى سوراً حول النخل لحمايَتِهِ وأنَّ القَلِيْبَ جَفَّ ماؤها على إِثْرِ بنائه فغضِبَ الشريفُ عبدالله من هذا الفعل وأَمَرَ بَهِدْمِ الجِدَارِ المُحْدَث بدون إذنِهِ وبَعْدَ هدم الحامي عادَ الماءُ في القليْب على ما كانَ عليه من غزارة على الفور بإذن الله.

الكَرَامَة الثانيَة، عندما هَجَمَتْ أسرابُ الجَرَادِ على النخيل والديار والمزارع والتَهَمَتْ مَا قَابَلَتْهُ في طريقها حتَّى أنَّهَا أَكَلَتْ الخوص وجريْدِ النَّخْلِ المُجَاوِر لنخيل الشريف عبدالله ولَمْ يَمَسَّ نخيل الشريف عبدالله وتَحَدَّثَ بعضُ الحاضرين عن هذه الواقعة في مجلس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيَّب الله ثَرَاهُ – وتَعَجَّب منها الملكُ عبدالعزيز وعلَّقَ بعضُ الحاضرين بأَنَّ نخل ابن مُضْحِي ليس عليه سوراً يحميه يدخُلُهُ الطِّرْقِي ويشرَبُ منه ويأْكُلُ منه وهذا من فَضْلِ الله عليه.             

مَارَسَ التجارة مع البادية والحاضرة في دكانٍ له في بلدة الرياض.
  
أَعْقَبَ:
 
ابنَهُ محمد وله ذرية؛ سَمَّاهُ باسم أخيه الأكبر محمد بن حمد الذي توفي بدون عقب إحياءً لذكراه،

وابنتهُ منيرة؛ تَزَوَّجَتْ وأنجَبَتْ من عبدالله آل رُضَيَّان من أهالي بلدة منفوحة،

وابنَتَهُ سَلْمَى؛ تَزَوَّجَتْ وأنجَبَتْ من عبدالله العُمَيْرِي من أهالي بلدة حجر اليمامة،

وابْنَتَهُ نورة. 

توفيَ الشريفُ عبدالله بن حمد في عام ١٣٤٨ هجرية - تغمده الله في نعيم الفردوس - وبعد وفاتِهِ باعَ الورثةُ ديارَ أُمِّ الشُّبْرُم إلى الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في عام ١٣٦٠ هجرية.

وهذا تفريغ نص وصيته رحمه الله رحمة واسعة:

(بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به عبدالله بن حمد بن مضحي بِأَنَّه يَشْهَدُ أَنْ لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له وأَنَّ محمداً عبدُهُ ورسوله وأَنَّ عيسى عبدُ الله ورسوله وكلمته ألقاها على مريم وروحٌ منه وأَنَّ الجنةَ حقٌّ والنَّارَ حقٌّ وأَنَّ السَّاعةَ آتية لا ريب فيها وأَنَّ اللهَ يبعثُ من في القبور وأوصى بِأَنَّ في غلَّة نخله المعروف أُمُّ الشُّبْرُم في الصُّبَيْخَة [ببلدة منفوحة] أضحية له على الدَّوَام وأَنَّ نخلة الطَّيَّارة والمقفزِيَّة وبنتها اللِّي في عاير القوع معاونة للكدَّاد كَدَّاد النخل لأنَّهُ لا يَمْنَعُ اللِّي يروون من الماء وأَنَّ نصيبَهُ من بيت الرياض والذي يَخصَّه من السَّهَم المُسَمَّى مدعوس الجميع في أضحيتين واحدة لوالدته سلمى [بنت عمَيْر ابن نصَّار] وواحدة لزوجته لطيفة بنت عبدالرحمن [آل مضحي] وبنتي نورة مع أُمِّـهَـا في الأُضحية وأَنَّ خُمْسَ بنتِ عبدالله بن سلمان الذي يَخُصُّ مضحي [بن عبدالرحمن آل مضــحي] له في أضحية على الدَّوام هكذا أَوْصَى بِهِ على صحته شَهِدَ على ذلك محمد بن عبدالله ابن سعيدان وحمد بن ناصر [بن حمد آل مضحي] وكَتَبَهُ وَشَهِدَ به إبراهيمُ بن عيسى [آل رضيَّان] وصلى الله على محمد وسلَّم. ٢٠  ج سنة ١٣٤١. في ذمتي لبنتي منيرة أربعة وثلاثين ريال حجَــَّتْهَا. 

بسم الله الرحمن الرحيم
نُقِلَ بأمري من ورقة كَتْبِ ابن عيسى حرفاً بحرف خشيةَ تلف الأصل والوصيَّة صحيحة ثابتة قاله مُمليه الفقيرُ إلى الله محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن [قاضي الرياض] وَكَتَبَهُ عن أمره عبدالله بن إبراهيم الرَّبِيعي وذلك في ١٣ جا سنة ١٣٥٥. الختم). 

انتهى نصُ الوصية. 

(مصدر قصة الكرامتَيْن: الراوية الشَّاعِر الأديب راشد بن محمد آل جعيثن من أهالي بلدة ضرماء متعه الله بالصحة والعافية).

مصدر صورة الوثيقة: 
الأستاذ الدكتور راشد بن محمد العساكر -معاصر- من أهالي مدينة الرياض.

مصدر صور مورد ماء أم الشبرم: 
(ألبوم كاتب المفردة، أرشدني إليها الشيخُ الراوية عبدالعزيز بن إبراهيم آل عسكر - تغمده الله في نعيم الفردوس - من أهالي مدينة الرياض في عام ١٤٢٦ هجرية).






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق