الأربعاء، 10 مارس 2021

ديار وقبة الشيخ الشريف رُشَيْد بن محمد الأول بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن ديار وقبة الشيخ الأمير الشريف رُشَيْد بن محمد الأول بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بلدة بُرَيْدَة في إقليم القصيم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وأَمَّا الشيخ الشريف رُشَيْد القاسمي المذكور وأخويه الشريفين سالم وحمود المُلَقَّب عَدْوَان هم أبناء الشيخ الأمير الشريف محمد الأول بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر بن مضحي بن عليَّان بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن بن محمد بن يوسف بن موسى بن عمران بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن موسى بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم الأكبر بن محمد زُغَيْب الأخيضر الثاني بن يوسف الأخيضر الثاني بن محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحســن المُثَنَّى بن الحسـن السِّـبْط بن علي بن أبي طالب الهاشمي المطلبي القرشي وهم أخوة متعاصرين لبعضهم وكانُوا أحياء في القرن الحادي عشر الهجري نحو عام ١٠٥٠ هجرية ولهم إقامة في إقليم القصيم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في بلدة بُرَيْدَة في ديارٍ عَمَرُوْهَا على أنقاض الديار الموقوفة القديمة للأشرَاف الأخيضرية الحسنية الهاشمية على ذراريهم للسُّكنى والانتفاع عند مورد ماء الإبل القديم وهو ماء عذب من أيَّام تميم قبل قيام الدولة الأخيضرية في عام ٢٥٠ هجرية وعليه تردُ إبل الأشراف القواسم الأخيضرية وكان لهم تابع قديم معروف على هذا المورد لحراسته وورد إبلهم، والأخوة الأشراف الثلاثةرُشَيْد وسالم وحمود (عَدْوَان) أمراء شَرَفْ وشيوخ سِيَادَة في العرب في وقتهم ونخوتهم (أولاد عَلِي) نخوة الأشراف الحسنية والحسينية القديمة. 

وأَمَّا ضَبْط اسم الشريف رُشَيْد بن محمد الأول بن مضحي الأكبر القاسمي فهو رُشَيْد على وزن فُعَيْل تصغير رَشِيْد على وزن فَعِيْل وهو المُثْبَت في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة جيلاً بعد جيل، وأَمَّــا رَشِيْد على وزن فَعِيْل كما هو الحال عليه في النطق الدراج عند أهالي بلدة بُرَيْدَة هو اختلاف لغة ولهجة بين القبائل العربية والذات واحدة، وأَمَّا الاسم مُشتَقٌ من الرَّشَدِ ضد الغِوَايَة.
 
والشيخ الشريف رُشَيْد بن محمد الأول بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية كانَ شيخاً صالحاً وَرِعَاً مُتصوفاً مُصْلِحاً سارَ على منهج أسلافه في الإصلاح بين المتخاصمين وعقدِ مجالس القضاء الشرعي والعُرْفِي للإصلاح بين المتنازعين وإقامة الضيافات في الديوان وإطعام الطَّعام وإغاثة الملهوفين وإعانة المُحتاجين والإكثار من ذكر الله وبَعْدَ وفاته دُفِنَ في جهةٍ من دياره في بلدة بريدة عند مورد الماء القديم وبُنِيَتْ على قبره قُبَّةٌ تخليداً لذكراه وسيرته الحَسَنَة وعَمَّرَ القُبَّةَ مُحِــبُّـــوه من مُريديه والأهالي والناس بالنذور لله من ذبح الذبائح للتصدُّقِ بلحومها وإطعام الطَّعَامِ وطبخه عندها صدقةً للمحتاجين وتَبَرُّكاً للمريدين وإهداءَ ثوابِ وأجرِ هذه الصدقات لروح الشيخ رُشَيْد الطاهرة من آل البيت النبوي ومدَحَ قُبَّةَ رُشَيْد الشاعرُ عبدالعزيز أبو شليِّل من أهالي بلدة بريدة أَيَّام عمارتها بالطَّعام وهو من عُتَيْبَة هوازن وعَصْرُهُ بَعْدَ الشريف رُشَيْد القاسمي بجيلٍ واحد أي ما يُقَارِبُ جيلَ أبناءَ الشريف رُشَيْد القاسمي، وقال:
 
وَجْـــــــدِي على قُبَّة رشِيْد // يَا مَـا بَهَا حِـــــلْوَ الطَّعَـــام

واستمرَّتْ قُبَّةُ رُشَيْد تؤدِّي دورَها الاجتماعي كمركز عون وإطعام بمساهماتِ المُتصَدِّقِيْن والمُحبين لفعل الخير حتى عام ١١٧٠ هجرية حيث توقَّفَتْ عمارتها بالأعمال الخيرية مع تقادم الدهر وتطاول الزمان وفي القرن الثالث عشر الهجري زراها النسابةُ شيخ الشرف عايدُ بن سَلِيْم بن عمران الخَوَّاري الحسيني الهاشمي وذَكَرَ قيام البيوت والدكاكين حولها وزوالِ أثرِ القبرِ. 

وقَدْ بقيَتْ قبة الشيخ رُشَيْد القاسمي قائمة مُشاهدة في القرن الرابع عشر الهجري وفي نفس هذا القرن أُزيلتْ مع توسُّع عمران وتنظيم بلدة بريدة وظهور البناء الإسمنتي الحديث بعد ظهور خيرات النفط في بلادنا العزيزة وبقي مُسَّمَّى قبة رُشَيْد معروفاً كسوق تجاري حتى وقتنا الحاضر، وقد ذَكَــرَ من شاهدَ القُبَّة قبلَ إزالتها من المُعاصرين ومنهم الأستاذ سليمان بن محمد النُّقَيْدَان –  رحمه الله -  في كتابه (من شعراء بريدة، ج٢) وقَالَ:

" قُبَّة عالية الارتفاع شبيهة ببرج المُراقبة إِلَّا َأنَّها تختلفُ، تربطُ بين بيتين شرقي وغربي، وهو ما يُسَمَّى قديماً بالسَّباط"، وذَكَـَر استنتاجاً من عنده أو روايةً من غيره ليُفَسِّرَ وجودَ القُبَّةِ ويُحَدِّدَ صاحِبَها، وكما مَرَّ معَنَا فالقُبَّة وصاحبها الشريف رُشَيْد القاسمي أقَدَم مما يذكُـرُه النقيدانُ.         

والشيخ الشريف رُشَيْد القواسم الأخيضرية الحسنية - رحمه الله - أَعْقَبَ أبناءً ولهم ذراري منتشرة داخل وخارج جزيرة العرب، ومنهم في نواحي نجد في حجر اليمامة (مدينة الرياض حالياً) وحريملاء وضرماء والقصيم وحائل، ومنهم من يَنْتَسِبُ إلى أقرب جَدِّ أو لَقَبٍ أو دَخَلَ في غيره من أبناء عمومتهم الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الداخلين في أحلاف العرب، ومنهم في بيوتٍ فردية، ومنهم داخلين في ذراري توابعهم من الأكراد والفُرْس وغيرهم.
 
والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية كانَ لهم الكثيرُ من الديار والقصور والحصون والأراضي والمراعي وموارد المياه داخل وخارج جزيرة العرب وكثيرٌ منها أوقاف متوارثة على ذراريهم.

وأَمَّا التَصَوُّف فقديمٌ في الأشراف الأخيضرية من أيام الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية قبل وبعد نزول الشيخ الأمير الشريف محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول الأخيضرية الحسنية الهاشمية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وتأسيسه الدولة الأخيضرية باليمامة في نحو عام ٢٥٠ هجرية.

وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعد سقوط الدولة الأخيضرية باليمامة في عام ٤٥٠ هجرية تَفَرَّقُوا شيوخاً وأُمراءَ وقضاةَ عشائر بين قبائل العرب في البوادي داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية الذين منهم الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.

(أُعدتْ مُلخصةًً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر المطبوعة وبالله التوفيق).
مصدر الصور: كتب مطبوعة وموقع على الإنترنت.













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق