الأربعاء، 3 مارس 2021

حساب ابن خلدون وسلاسل النَّسَبِ.


هذه المُفردة التاريخية تتحدثُ عن حساب عدد الآباء في سلسلة النسب الأصلية عند ابن خلدون والذي يأخذُ بالمُعَدِّل المتوسط لعدد الآباء في السلسلة عبر الزمن، وهذا الحساب لا ينْطَبِقُ على جميعِ السلاسل النَّسَبِيَّة، وفي السلسلة النَّسَبِيَّةِ الواحدةِ قد تزيدُ مُعدلات الولادات في فترة زمنيَّة وتقلُّ في فترة زمنية أخرى، ولذلك يظهرُ القَعْدَدُ الأَقربُ إلى الجَدِّ المُشتركِ في سلسلة النَّسَب ويَظْهَرُ المُطْرِفُ الأَبْعَدُ الجَدِّ المُشتركِ في سلسلة النَّسَبِ وإنْ كانَ القَعْدَدُ والمُطْرِفُ متعاصرين في نفس الفترة الزمنيةِ.

ولذلك فالناس والأفراد لا تقاس ببعضهم وكل أناس وشخص هو حالة خاصة وقد يحدثُ الإنجاب على كبر سن وتوجد فترة يتسارع فيها التوالد وتوجد فترة يتباطأ فيها التوالد، وتوزيع الأجيال على السنين بطريقة ابن خلدون لا تَنْطَبِقُ على كل الحالات والسلاسل فهناك من يتزوج وينجبُ أولاداً ذكوراً وهو لم يصل لسن العشرين سنة وهناك من يتزوج وينجبُ أولاداً ذكوراً وعمره فوق المئة سنة ولذلك قد يوجد تفاوفت في الأجيال حتى بين الإخوة.

والبعض يُسَمِّيْ هذا الحساب عند ابن خلدون: (القاعدة الخلدونية) بينما هي في الحقيقة ليست بقاعدة تنطبقُ على الجميع كما أسلفتُ. 

وأضفْ إلى ذلك أنَّّ النسابين قد يختصرون ويسقطون الجد والجدين والثلاثة والأربعة في سلسلة النسب الأبوية الأصلية إذ يعنيهم بالدرجة الأولى إثبات النسب الأصلي وإلحاق الطرف بالأصل الصحيح الأبوي. 

وأمَّا سلاسل الإضافات والتراكيب فلا يجدي معها حساب ابن خلدون ولاغيره لأنها سلاسل مائلة غير أصلية أصابتها آفةُ الدخول في نسب آخر / الغير وفي أغلبها إمَّا زيادة مُفرطة في العد والتسلسل أو فيها نقص شديد في العد والتسلسل للآباء ويوجدُ من التوابع من أعراق مُختلفة من يُضِيْفُ نَسَبَه في سلسلة نسب متبوعيهم ثُمَّ تتناسلُ ذراري هذه التوابع والمُضافون فيهم عبر الزمن وتكونُ سلاسلُهم المُرَكَّبة من الذراري والإضافات مُنضبطةً في حساب ابن خلدون، ولذلك فالعبرة هي بنقاء السلسلة من التراكيب ومن دخول الإضافات فيها وهو غرض علم النسب وهو المُعتبر عند النسابين الأصوليين الذين تَسَنَّمُوا عرش هذا العلم في أعلى درجاته.
 
(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
1-كتاب اللآليء السنية للجودي.
 
























ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق