الثلاثاء، 2 مارس 2021

خطاب والي بغداد اسكندر باشا الجركسي إلى الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من شيوخ عرب الجزائر نواحي البصرة جنوب العراق في القرن العاشر الهجري.


هذه المُفردة التاريخية تتحدثُ عن رسالة والي بغداد اسكندر باشا الجركسي إلى الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من شيوخ عرب الجزائر نواحي البصرة جنوب العراق في القرن العاشر الهجري يطلبُ منها فيها قبول إحتلال وتمدد الأتراك العثمانية إلى أراضيهم وديارهم، وملأ خطابَه إليهم بالتهديد والوعيد بتخريب الديار وسفك دمائهم بدون رحمة والإفساد في الأرض إِنْ لم يُسَلَّمِوا أمرَهُم له، وهذا   ما حصل من هؤلاء الترك المحتلين في جانب الأشراف القواسم الأخيضرية وحلفائهم من العرب بعد اختيارهم لخيار الدفاع عن  أراضيهم وديارهم ورفضهم له، ونص هذا الخطاب نُشِرَ لأول مرة - حسب علمي- في أحد نشرات كتاب (زهر الربيع) لمؤلفه الشيخ نعمة الله بن محمد بن عبد الله الموسوي الجزائري (ت ١١١٢ هجرية) وتوجد نسخةٌ مخطوطة من هذا الخطاب والجواب عليه ضمن مجموع مخطوط في مكتبة جامع الخلاني في مدينة بغداد بالعراق ونُشِرَ نص هذه الرسالة والجواب عليها في كتاب (مواقف الشيعة) لمؤلفه الميانجي في الموقف رقم (٨٨٧) على اعتبار الشيخ الأمير الشريف علي بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية ومن معه من الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية وعشائرهم العربية من أتباع وشيوخ مذهب الإمامية الأثني عشرية الجعفرية المنتمين لمدرسة الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية العربية وهذا نص رسالة اسكندر باشا الجركسي إلى المشائخ الأشراف الهاشمية والعرب أهل الجزائر في الكتاب المطبوع المذكور:
(
بسم الله الرحمن الرحيم، بعد حمد الله واهب الملك لمن يشاء وهو على كل شئ قدير، والصلاة والسلام على صفوة الأنبياء البشير النذير محمد وآله الطيبين وأصحابه المتقين، فليعلم الأمير علي بن عليَّان، وقاضي المسلمين الشيخ محمد بن الحارث المنصوري، وجعفر الديلمي، وسائر المشايخ من أهل الجزائر: أننا جندُ الله، خَلَقَنَا من سخطه وسلطانه، وسلطانا على من حَلَّ عليه غضبه، فلكم فيما مضى مُعْتَبَر، وفيمن قبلنا مُزدجر، فاعتبروا في غيركم، وسلموا إلينا أمركم قبل أن يُكْشَفَ الغطاء، ويحل عليكم منا الخطاء، لا نَرْحَمُ من بكى، ولا نَرِقُّ لمن شكا، فقد نزعَ الله الرحمة من قلوبنا، فالويل ثم الويل لمن لم يكن من حزبنا، وما يؤول من عزم على حربنا، فلقد خربنا البلاد، وأيتمنا الاولاد، وفعلنا في الأرض الفَسَاد، فعليكم في الهَرَب، وعلينا في الطَّلَب، وأي أرض تحويكم، وأي بلاد تنجيكم، فلا لكم من سيوفنا خلاص، ولا من سهامنا مناص، خيولنا سوابق، وسيوفنا بوارق، وسهامنا خوارق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فمن رام سْلْمَنَا سَلِم، ومن طلب حربنا ندم، مُلْكُنَا لا يرام، وجارنا لا يضام، فإن أنتم قبلتم شرطنا وأطعتم أمْرَنا فلكم مالنا وعليكم ما علينا، وِإنْ خالفْتُم ووليتم وعلى بغيكم تماديتم فلا تلومونا ولوموا أنفسكم، فقد اعْذَرَ من أنذر، وأنصَفَ من حَذَّر، فالحصون من أيدينا لا تُمْنَع، والعساكر لقتالنا لا ترد ولا تَنْفَع، ودعاؤكم علينا لا يستجاب ولا يُسْمَع، لأنَّكُم أ كلتم الحَرَامَ، وخنتم الأيمانَ، واستحللتم البُهتان والفسوق والطغيان، وأظهرتم البِدَع، وضيَّعْتُم الجُمَع، فأبشروا بالذُّلِّ والهوان، فاليوم عذاب الهون بما كنتم تفسقون، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).    
  وقد ثَبَتَ عندنا أنكم العَجَزَة، سلَّطَنَا عليكم من بيده الأُمور مُدَبَّرَة والأحكام مُقَدَّرَة: فعزيزكم لدينا، ذليل، وكثيركم في أعيننا قليل، فالويل ثم الويل لمن هو في أيدينا طويل ولا من القضاء من أهوالنا مقِيْل، فنحن لنا الأرض شرقاً وغرباً وذو الأمور سلباً ونهباً، ونأخذُ كُلَّ سفينة غصباً فَمَيِّزُوا في عقولكم طُرُقَ الصَّواب، وأسرعوا إلينا برد الجواب قبل أن تضرم الحرب نارها ويلتهب شرارها وتحيط أَوْزَارَها، وتُدْهَوْنَ بأعظم داهية، وتُصْلَوْنَ ناراً حاميةً، لا تبقي لكم جاهاً ولاعزاً، ولا تجدُوْنَ دُوْنَنَا حِرْزاً ولا كنزاً، فينادي عليكم مُنَادِي الفَنَاء: (هَلْ تحسون منهم من أحدٍ أو تسمعُ لهم ركزاً). 
فلقد أَنْصَفْنَا لكم فيما أرسلنا إليكم فردوا لنا جواب الكتاب قبل حلول العذاب، وكونوا على أمركم في المرصاد وعلى رأيكم بالاقتصاد، فإن قرأتم الكتابَ
فاقرأوا النَّحْلَ وآخرَ صاد، والسَّلام على أهل الإسلام. 

ونص الجواب عليه سأتحدث عنه في المفردة اللاحقة بإذن الله تعالى.

مصدر الصورة:
مواقف الشيعة (ج 3) تأليف: آية الله الشيخ علي الأحمدي الميانجي الموضوع: تاريخ طبع ونشر: مؤسسة النشر الاسلامي عدد الاجزاء: 3 أجزاء الطبعة: الأولى المطبوع: 1000 نسخة التاريخ: رجب المرجب 1416 مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق