هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن تجارة الأشرافُ الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية ببُن القهوة داخل وخارج جزيرة العرب عبر تاريخهم الطويل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠_٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة وبعد سقوط الدولة الأخيضرية وتفرُّق الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيوخاً وقضاة عشائر في قبائل العرب بالبوادي وحتى السنوات الأخيرة لتجارتهم في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأبناء عمومتهم الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية وحلفاؤهم من العرب وتوابعهم من أعراق مُختلفة تجاروا في سِلَعٍ مُختلفة وكان من أهمها بُن القهوة الذي يُنتَج في بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية وسلكتْ قوافلهم التجارية طرقَ البر وعَبَرَتْ مراكبُهم طرقَ البحر ونقلوا أحمال البُن للتجارة بها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وكان لهم دورٌ كبير في انتشار عادة شرب بُن القهوة بين الناس داخل وخارج جزيرة العرب ومِمَّن عَمِلَ في تجارة البُن في القرن التاسع الهجري الشيخان الشريفان:
١- الحافظ الشريف محمد بن أحمد بن محمد بن عليَّان بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى لقواسم الأخيضرية الهاشمية.
٢-الشيخ الحافظ الشريف عبدالرحمن بن عليَّان الخَــوَاوِرَة الحسينية الهاشمية.
وكان لهذين الشيخين الشريفين المذكورين صحبة ومُصاهرة وتجارة ورحلات من جنوب غرب الجزيرة العربية إلى بلاد الشام ديار البلقاء وفلسطين وغَزَّة هاشم وسيناء والعَرِيْش وديار مصر والحجاز وفي رحلتهما سَمِعَا من الشيخَ محمدَ بن عبدالرحمن السَّخَاوِي (٨٣١ – ٩٠٢ هـ) في مكة المكرمة وكان لهما إسهام في انتشار عادة شرب القهوة في نواحي الحجاز والشام ومصر.
وأمَّا بُن القهوة كان معروفاً عند العرب منذ القدم خصوصاً نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية وقُدِّمَتْ للشرب في مَضافات الأشراف الهاشمية قديماً في البوادي والقُرَى داخل وخارج جزيرة العرب وكلَّفوا توابعَ مَضافاتهم في إعدادها وصارتْ رمزاً للكرم عند العرب.
(أُعِدَّت مُلخَّصَة من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق