هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض عادات تحميص وطبخ وتقديم وشرب القهوة العربية في دواوين الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية عبر تاريخهم الطويل بين العرب.
وأما ما كانَ يُحَضَّرُ ويُقَدَّمُ من أكل وشُرب في مضافات الأشراف الهاشمية القرشية كانَ يُكَلَّفُ به مجموعة من حلفائهم من العرب وتوابعهم من أعراق مُختلفة وأغلب توابعهم من عرق غير العرب وهي المعروفة بمجموعة توابع الديوان أو مجموعة المَضَافَة ويقومون بطبخ القهوة وذبح الذبائح وطبخ الطعام والفَرْش وإحضار الماء وأعمال النظافة والبخور وكل ما يحتاجه الديوان ومن ضمنهم التوابع المكلفون بجلب الحطب وإشعاله وتحميص بن القهوة على النار وسحقها في المهراس وطبخها ثم صَبّّهَا في كاسات صغيرة من الفخار المُزَجَّج أو آنية صغيرة من الخزف الصيني الأبيض المزين بنقوش زرقاء (الفناجيل) ومِنْ ثَمَّ تقديمها للضيوف والحاضرين، ولَقَّبَ الأشرافُ القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشرافُ الخواورة الحسينية الهاشمية توابعهم المكلفين بإعداد القهوة بألقابٍ مأخوذة من أعمال إعداد القهوة للشرب مثل: مِحْماَس ومُقَهْوِي ووُقَيّد ونحوه.
ومِمَّن عَمِلَ في إعداد القهوة وتقديمها عند الأشراف الهاشمية القرشية في وقتهم:
١ _ (رمضان) البربري تابع الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية وَعمِلَ في مضافة متبوعيه الأشراف الخواورة في صَب القهوة في الفناجيل وتقديمها للضيوف أيام حلف الأشراف الخواورة في عرب كثير همدان القحطانية شمال اليمن بعد سقوط الدولة الأخيضرية الحسنية الهاشمية باليمامة نواحي وسط الجزيرة العربية (سقطتْ في عام ٤٥٠ هجرية) وكانَ يضربُ الفنجال بالفنجال بعد صبه مُحْدَثاً صوت (طقطقة) تحيةً للضيف المبجل وتنبيهاً له لأخذ الفنجال فَلَقَّبَه متبوعوه الأشرافُ الخواورة بالطقطقي ورَحَلَ بَعْدَ ذلك مع متبوعيه الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية من جنوب غرب الجزيرة العربية إلى البصرة نواحي العراق ثم باعوه إلى الأشراف آل طباطبا الحسنية الهاشمية وبعد وفاة متبوعه الشريف الحسني انقَضَّ على ذراري متبوعه وتغّلَبَ عليهم.
٢ _ (محمد) البربري الملقب (بخيت) تابع الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وعَمِلَ في طبخ وإعداد القهوة في مَضافَة متبوعه الشريف محمد (الثاني) الملقب (شهيل) بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأعقبَ هذا التابع ولداً سَمَّاه (مضحي) تيمناً وتبركاً باسم والد متبوعه الشريف محمد (الثاني) بن مضحي الأكبر القواسم ويعرف هذا التابع بأكثر من لقب وكُنية وتفرقتْ ذراريه ورحلتْ بين العرب.
وهذه التوابع المذكورة هي غير شخص آخر يتشابهون معه في الإسم واللقب والديار والرحلات والتاريخ داخل وخارج جزيرة العرب.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.
(أُعِدَّتْ مُلَخَصة من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق