الاثنين، 31 مايو 2021

سيرة الفارس الشيخ الأمير الشريف حمدان بن سالم بن عايد بن سَلِيْم الخَوَاوِرَة الحسينية الهاشمية (١٢٥١ – ١٣٣١ هجرية).

 هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن سيرة الفارس الشيخ الأمير الشريف حمدان بن سالم بن عايد بن سَلِيْم الخَوَاوِرَة الحسينية الهاشمية القرشية العربية، وهو من هذه الذراري الشريفة الخَوَّارِيَّة الحسينية الهاشمية من بني الشيخ الأمير الشريف عليُّ الخَـــوَّاري بن الحسن الثائر بن جعفر الخَـــوَّاري الخَــوَاوِرَة الحسنية الهاشمية، ومن أمراء الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية وشيوخ العرب في وقته، وهو :

الأمير الفارس الشيخ الشريف حَمْدَان (١٢٥١ – ١٣٣١ هجرية) بن الأمير الشيخ الشريف النسَّابة الشيخ القاضي سالم (١٢١٠ - ١٢٩٥ هجرية) بن النَسَّابة شيخ الشَّرْف عايد (١١٨٥- ١٢٨٤ هجرية) بن سَلِيْم بن عمران بن محمد بن عامر بن محمد بن سالم بن عامر بن محمد بن سالم بن عامر بن سالم بن عوَّاد بن عيد بن عايد النَسَّابة الأول (كَانَ حياً في عام ٧٤٠ هجرية) بن سليم بن سالم بن علي بن سالم بن حسين بن محمد بن حسن بن جعفر الخواري الثاني بن حسن بن علي بن محمد بن علي أمير وادي القُرَى ونقيب نقباء المدينة المنورة بن حسين أبو إدريس بن إدريس بن علي الخواري بن الحسن الثائر بن شيخ الشرف جعفر الخَـوَّاري بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية العربية رضي الله عنهم أجمعين.

وُلِدَ الفارس الأمير الشيخ الشريف حمدان الخَوَّارِي في نحو عام ١٢٥١ هجرية، ونَشَأَ في كنَفِ والده الشيخ الأمير الشريف شيخ الشَّرَف النَسَّابة القاضي سالم بن عايد، وعاشَ يتيماً منذ طفولته من جهة الأم حيث توفيت أمه الشريفة جايزة بنت رُشَيْد بن سَلِيْم بن عمران الخواورة الحسينية الهاشمية بَعْدَ ولادِتِه من آثارِ الوَضْعِ، ونشَأَ في بيئة البادية بين أخوته من الأب وانشَغَلَ عنه والدُهُ الشريف النسابة سالم في رحلاته للقضاء بين العرب في نواحي الجزيرة العربية في أكثر من ٧٠ سبعين قَضْوَة قَضَى فيها بين العرب، وشَبَّ الشريف حمدان فارساً أميراً ابن أمير في قومه، وحَدَثَتْ له واقعاتٌ وخلافاتٌ ومَشَاكِلٌ، ومنها:

واقعة الهجوم عليه وهو يسير في الطريق من ثلاثة أشخاص من العرب كَمِنُوا له في الطريْق يريدون قَتْلَهُ وضَربَهُم بعمود الخيمة وسَلِمَ منهم وكانَتْ معه ابنة عمه الشريفة غالية حاملاً بابنه رُشَيْد في هذه الواقعة ومنها واقعة السُّوْق والهُجُوِم عليه من بعض العرب ودفاعِهِ عن نفسه وضَرْبِهِ للمعتدين وأَخْذِه إبلَهُم ومنها واقعة المرأة عند البير حينَ رفض بعضُ العرب إخلاء المورد لتردَ المرأةُ الماءَ وضَرَبَهُم وأَبْعَدَهُم عنه وورَدَتْ المرأةُ الماءَ ومنها واقعة بيت الشَّعَر والهجوم عليه من بعض العرب بعد إقامته لبيتِ الشَّعْرِ عند الظِّل وضَرْبِهِ للمهاجمين وأَخْذِهِ لشبريَّة وبارودة المُهاجم ورَحِيْلِهِ إلى قصر البيه خالد وأَعْطَاهُ البيه خالدُ إقطاعات كثيرة من الأراضي نحو ألف فدَّان مساحتها من التِّرْعَة إلى الجَبَل وزَرْعُهَا على ثلاثة سواقي ويزْرَعُهَا الفلاحون بالمُنَاصَفَة من الغَلَّة وشَيَّدَ فيها الشريفُ حمدان القَصْرَ وأحَاطَهُ بغرسِ شجر الجُمَّيْزِ وبَعْدَ ذلك أرسلَ العربُ للبيه خالد في طلب الصُّلْحِ وعُقِدَ مَجلسُ القضاء في قصر البيه خالد وحَاجَجْهُم الشريفُ حمدان بما فَعَلُوا وحَكَمَ عليهم البيه خالدُ بعشر من الإبل وغنمٍ وغلَّة يدفعونَهَا للشريف حمدان.

وبعْدَ ذلك حَدَثَتْ واقعةُ الاتهام بجريمة قَتْل شخصٍ مرَّ أَمامَ خيمةِ أبيه القاضي النسابة الشريف سالم بن عايد في حياة الشريف سالم بن عايد واجتَمَعَ العُربَانُ في هذا المَجْلِس وانقَلَبَتْ الحُجَّة على الشريف سالم بن عايد وطَلَبَ الإرسالَ إلى ابنه الشريف حمدان في طَلَبِهِ وكانَ الشريف سالم بن عايد حينها مُتَقَدَّمَ في السن وأَنَابَ عنه ابنه الشريفَ حمدان في مجلِسِ القضاءِ في هذه الواقعة وجَلَسِ الشريفُ حمدانُ على الكُرسي للقَضاء وصاحبُ الحُجَّة والاتِّهَامِ وبَعْدَ المُحَاجَجَة بينهما في المَجْلِس انقَلَبَتْ التُّهْمَة على صاحب الاتهام لعدم وجود بينة من شهود وقرينة وتَقَدُّمِ سن أبيه الشريف سالم بن عايد الذي يعجز عن قتل حشَرَه فضلاً عن قتل شخص كبير الجسم قوية البُنية يعجز عن قَتْلِهِ المجموعة من الرجال  وحُكِمَ على صاحب التُّهْمَة بأربعين ناقة مُقابل الاتهام والرَّحِيْلِ من الدِّيَارِ لاتهامِهِ الظالم للشريف سالم بن عايد الخواورة الحسينية الهاشمية وبَعْدَ ما أُخبْرَ الشريف سالم بن عايد بما حَصَلَ من ابنه الشريف حمدان في مجلس القضاء وتَأَهُلهِ للمشيخة والقضاء أَعْطَاهُ والدُهُ الشريف سالمُ ناقَتَهُ الذلُول والبندقيَّةَ القديمةَ المُتَوَارَثَة (لِهْمَة) وتَنَازَلَ له عن المشيخَة في حياته لكبَرِ سِنِّهِ وليستريح من أعباء القضاء وأَوْصَى له بحفظ وتَناقُل جرود الخَــوَاوِرَة فكانَ آخر مُوْصَى له في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ورَغِبَ في ترك البادية وسُكْنَى القصر مع ابنه حمدان. 

والشريف حمدان سَمِعَ الشعر العربي من الأُدباء والشعراء وقالَ الشِّعْرَ وكانَ البيه خالد في وقته من أُمراء الصعيد مُحباً للشِّعْرِ والأدب والشُعراء والأُدباء والأعيان ولمَّا سَمِعَ بالشريف حمدان طلَبَهُ ووجَّهُ له دعوة لزيارته في القصر ولَبَّى الشريفُ حمدان الدعوةَ وتَعَرَّفَ عليه البيه خالدُ عن قُرْبِ وعَرَفَ للشريف حمدان قَدْرَهُ وأجَلَّهُ ومنَحَهُ الإقطاعات الكبيرة بعد ذلك ومِمَّا قالَه الشريفُ حمدان في حادِثَة وقَعَتْ له مخاطباً البيه خالد:

سَلَامٌ على خَاءٍ وألَفٍ ولامٍ ودَالْ // سَلَامِي على الرِّجَالِ القُّدَّرِيْ
يَا خالدُ إِنِّي رأَيْتُ الظَّهْـرَ قَدْ مَالُ // وهذا يومُ السفَالِ يومُ ... الفُجَّرِيْ

ويقول آل فضل الله وآل مرجان من حاشية البيه خالد أَنَّ لديهم أسطوانات مُسجلة بأشعار الشريف حمدان.

تَزوَّجَ الشريفُ حمدان فتاةً من العرب توفِّيَتْ في أسبوع العُرْسِ بمرض الحصبَة ثُمَّ تَزَوَّجَ بعدها بابنة عَمِّهِ الشريفة غالية الخَـوَاريَّة الحسنية الهاشمية وأَعْقَبَ منها ابنَهُ الشريف رُشَيْد وتوفي الشريفُ حمدان في عام ١٩١٣ ميلادية الموافق عام ١٣٣١ هجرية عن ثمانين عاماً وأوصَى بالبندقيَّة (لِهْمَة) لابنه الشريف رُشَيْد (ت ١٩٣٨م الموافق ١٣٥٧ هجرية) وبحفظ وتَناقُلِ جرود التراث الخَــوَّاري لحفيدِهِ الشريف إبراهيم بن رُشَيْد بن حمدان بن سالم بن عايد الخواورة الحسينة الهاشمية. 

وأَمَّا بَعْدَ ثورة الأخوين الشيخين الأميرين الشريفين محمدُ المُلَيْط وأخيه عليُّ الخَـــوَّاري ابنَي الحسن الثائر بن جعفر الخَـــوَّاري بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن موسى الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية القرشية بالمدينة المنورة نواحي الحجاز واشتداد وطئة العباسيين عليهما ورحيلهما من الحجاز ونَزُولِهُمَا إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية مُسَاندين لأبناء عمومتهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أيَّام الدولة الأخيضرية (٢٥٠ – ٤٥٠ هجرية) ثُمَّ سقوط الدولة الأخيضرية في اليمامة في عام ٤٥٠ هجرية تفَرَّقَتْ ذراري الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الخواورة الحسنية شيوخاً وأُمراءَ وقضاةَ عشائر في البوادي بين قبائل العرب داخل وخارج جزيرة العرب.

رحمَ الله السَّلَف وباركَ في الخَلَف.

(مصدر المعلومات مشكوراً/ حَفِيْدُهُ الأستاذ الشريف صالح بن محمد بن أحمد بن رُشَيْد بن حمدان بن سالم بن عايد الخَوَاوِرَة الحسينية الهاشمية).  
مصدر الصورة:

 https://www.pinterest.com/pin/332140541259248903/





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق