الجمعة، 28 مايو 2021

رحلات وواقعات الأخوة الثلاثة معضد الهوازني العربي والشريفين عُضَيْدَان وعُضَيْد الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعد القحط والخلافات على المَراعِي والموارِد نواحي اليمن جنوب غرب الجزيرة العربية ونواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الأول من القرن التاسع الهجري.


هذه المُفْرَدَة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن رحلات وواقعات الأخوة الثلاثة من الأم: الشيخ الأمير معضد الهوازني العربي وأخويه الشيخين الأميرين الشريفين عضيدان وعضيد الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الأول من القرن التاسع الهجري بعد القحط والخلافات على المراعي والموارد في بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية وبعد هذه الخلافات رحَلُوا شمالاً مع الأشراف الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم من أعراق مُختلفة في حلف واسم ونسب القبيلة العربية وحَدَثَتْ معهم الواقعةُ بسبب هذه الخلافات وانكسروا وكَانَ لهذه الواقعة تَبِعَاتٌ وآثَارَ على من معهم من العرب والتوابع وبعدها نزَلُوا الوادي ثُمَّ حَدَثَ معهم الغرقُ في سيله وعلى إثرها في نحو عام ٨٤٠ هجرية نزَلُ هؤلاء الأخوة الثلاثة مع أمهم الشيخة الأميرة الشريفة فاطمة القاسمية المعروفة بأم المعاضيد وأبناء عمومتهم من الأشراف الهاشمية وجماعات العربِ وتوابعهم راحلين من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهذا النزول والرحيل الكبير تم على فترات في رحلات وبانتِصَافِ القرن التاسع الهجري كانَتْ هذه الجماعات الراحلة قد انتَشَرَتْ نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في إقليم وادي الدواسر وإقليم الأفلاج وإقليم الفُرَع بالحوطة وإقليم الخرج وإقليم العارض بحجر اليَمَامة والنعميَّة وإقليم سُدَيْر وإقليم الوَشْم وإقليم القصيم ونواحي حائل والجوف شمال الجزيرة العربية ومنهم من وَاصَلَ الرحلات إلى نواحي شرق الجزيرة العربية ونواحي العراق وبلاد فارس ونواحي تيماء وتبوك شمال غرب الجزيرة العربية وبلاد البلقاء نواحي الشَّام خارج الجزيرة العربية. 

وفي هذا الرحيل الكبير حَدَثَتْ الخلافات بين الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من جماعات العرب والتوابع على تقسيم المراعي والموارد والمشيخة والأمارة بينهم في النواحي والديار وحَصَلَتْ بينهم وقَائعٌ نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ومنها واقعة الأخوة الثلاثة من الأم: معضد الهوازني العربي وعضيدان الأخيضري الحسني وعُضَيْد الأخيضري الحسني في نواحي بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونَجَمَ عن هذه الواقعات تَغَلُّبُ معضد العربي ومن معه على أخويه الشريفيين عضيدان وعضيد الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومن معهما ورحيلهما.

وأَمَّـا الشيخ الأمير معضد الهوازني العربي بَعْدَ تَغَلُّبِهِ على أخويه في الواقعة أَقَامَ مُدَّةً في بلدة الحوطة المذكورة ثُمَّ رَحَلَ شرقاً ومعه ذراريه وحلفائهم من العرب وتوابعهم الملتفين حولهم في النظام العشائري ثُمَّ واصَلُوا الرحيل بعد ذلك إلى سواحل الخليج العربي نواحي شرق الجزيرة العربية ثُمَّ تقَسَّمَ حِلْفُ معْضد بَعْدَ وَفَاتِهِ وتفرَّقُت العربُ وتوابعه المنضمونَ في حلفه في النواحي والديار ومنهم مَنْ رَحَلَ إلى بلاد فارس والعراق والشَّام ومنهم من رحَلَ إلى نواحي الغرب. 

والشيخ الأمير معضد الهوازني العربي ابن بنت الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ويُعَدُّ منهم وهو مُضافٌ في سلاسلُهم إضافةَ خؤولة وحلف وليس عرق وصُلْب وهو مفروز وله شرح في أمانة النسب وله سلسلة صُلْب أبوية غير سلسلة الإضافة والتركيب في أخواله الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية. 
 
وأَمَّـا الشيخ الأمير الشريف عضيْدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية بَعْد الانكسار في الواقعة قَرَّرَ الرَّحِيْلَ ومعه حلفاؤه من عرب هوازن ومن العرب الآخرين ومن التوابع المُلتفين حوله من ديار الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة وإقليم الخــرج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ورَحَلُوا شمالاً وأَقَامَ بَعْدَ رحيلِهِ في ديار الغاط القديمة وَحَالفَ العربَ في بني ربيعة بن عامر الهوازنية بَعْدَ حلف العرب السَّابق ومن هذا الحلف في ربيعة بن عامر الهوازنية نشأَتْ دولة لهوازن في نواحي شرق الجزيرة العربية.

وأَمَّا الشيخ الأمير الشريف عُضَيْد الأخيضرية الحسنية الهاشمية رَحَلَ إلى العرب نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية.

وكل أمير وشيخ من الأشراف الهاشمية والعرب والتوابع في هذه الرحلات نَزَلَ معه الرجالُ الملتفون حوله من العرب ومن التوابع وهم عشيرته وقبيلته وكلٌ منهم يقوم بعمله في حلف الأمير والشيخ في العرب وأَمَّا توابعهم من الرعيان وحُرَّاس الموارد والمراعي فهم معروفون بحميَّتِهم على المراعي والموارد وذراريهم يتوارثون هذه الحميّة والحراسة والرعي جيلاً بعد جيل وكثيراً ما تسبَّبُوا بافتعال المشاكل والخلافات حولها وحدُوث الواقعات بين العرب. 

وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بَعْدَ سقوط الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في عام ٤٥٠ هجرية تَفَرَّقُوا شيوخاً وأمراءَ وقضاةَ عشائر في البوادي بين قبائل العرب داخل وخارج جزيرة العرب ولهم رحلات ما بين نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية ونواحي نجد وسط الجزيرة العربية.

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: 
كتاب (رحلة في عالم الإبل، سالم الطريقي، ٢٠٠٦ ميلادية، أليف منشورات المتوسط، تونس، ص ٥١).






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق