الاثنين، 31 مايو 2021

سيرة النسَّابة القاضي الشيخ الأمير الشريف سالم بن عايِد بن سَلِيْم الخَــوَاوِرَة الحسينية الهاشمية (١٢١٠ - ١٢٩٥هجرية).


هذه المُفْرَدَة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن سيرة الشيخ الأمير القاضي النسَّابة الشريف سالم بن عايِد بن سَلِيْم الخَــوَاوِرَة الحسينية الهاشمية فهو الشريف سالم (١٢١٠ - ١٢٩٥هـ) بن النَسَّابة شيخ الشَّرْف عايد (١١٨٥- ١٢٨٤ هجرية) بن سَلِيْم بن عمران بن محمد بن عامر بن محمد بن سالم بن عامر بن محمد بن سالم بن عامر بن سالم بن عوَّاد بن عيد بن عايد النَسَّابة الأول (موجود في عام ٧٤٠ هجرية) بن سليم بن سالم بن علي بن سالم بن حسين بن محمد بن حسن بن جعفر الخواري الثاني بن حسن بن علي بن محمد بن علي أمير وادي القُرَى ونقيب نقباء المدينة المنورة بن حسين أبو إدريس بن إدريس بن علي الخواري بن الحسن الثائر بن شيخ الشرف جعفر الخَـوَّاري بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وُلِدَ الشريف النسَّابة الشيخ القاضي سالم في عام ١٢١٠ هجرية وتربَّى في كنَفِ والده الشريف شيخ الشَّرَف النَسَّابة عايد، تلقَّى الشريفُ المُتَرجم تعليمه على يد والِدِهِ والمشايخ الفضلاء في وقته، ونشأَ منذ نعومة أظفاره في بيت نَسَّابِيْن وأخَذَ علمَ النَّسَب عن والده النسَّابة عايد شيخ الشرف في زمنه، ودأَبَ على مطالعة التراث الخَــوَّاري وشَغُفَ بعلم النسب وتراث أجداده الأشراف الخـــواورة الوقفي المتوارث المُتَنَاقَل في بيتهم جيلاً بعد جيل من القرن الثالث الهجري وقَبْلِه، رَحَلَ معَ والِدِهِ شيخ الشرف الشريف عايد في رحلاته بين العرب وغير العرب في جمع وتدوين الأنساب داخل وخارج جزيرة العرب، وأَثْبَتَ الأنسابَ بقلمه وخَتْمِهِ وتحقِيْقِهِ، وأَوْصَى له والِدُهُ الشريفُ شيخ الشرف عايدُ بحفظ وتَنَاقُلِ الأنساب في جرود الخَــوارة.

وبالإضافة إلى أخذِ المُتَرْجَمِ علمَ النَّسَبِ عن والده شيخ الشرف الشريف عايد تَعَلَّم أصولَ القضاء العشائري والصُلح بين العرب وحَضَرَ مجالسَ قضاءِ والِدِهِ شيخ الشرف وتَنَازَلَ له بعد ذلك والدُهُ عن مشيخة القضاء في حياة والدِهِ، وصارَ النسابة الشريف الشيخ القاضي سالم بن عايد الخواورة قاضيَ العرب ويُقَدَّرُ له ما لا يقل عن  ٧٢  اثنتان وسبعون قَضْوَة قَضَى فيها بين العرب، وعاصَرَ المُتَرْجَمُ له واقعةَ (الرَّعْي) في عام ١٢٣١ هجرية  ونشبَ الخلاف فيها بين العرب، وكانَ الخواورة حينها في حلف مع العرب أحد أطراف الواقعة وحَكَمَ فيها حاكم مكة في وقته برحيل العرب أحد أطراف الخلاف عن ديار الحجاز ونجد وكانَ بيت الأشراف الخواورة الذين منهم شيخ الشرف الشريف عايد وابنه القاضي سالم في حلف مع الطرف المحكوم عليهم بالرحيل فرحلا مع أحلافهم العرب شمالاً وانتَهى بهم الرحيل إلى صعيد الديار المصرية وإقامتهمَا في ديار نزلوها نواحي إسنا، وصارَ القاضي الشريف سالم بن عايد يَتَنَقَّلُ لجمع الأنساب ويرحلُ للقضاء بين العرب ما بين دياره في مصر ونواحي الجزيرة العربية بعد هذه الواقعة، والمُتَرْجَم مِمَّن قَابَلَهُ وتَحَدَّثَ معه الرحالةُ السويسري بوركهارت الذي زارهم في ديارهم في عام ١٢٣١ هجرية، وبعدما كَبُرَ سِنُّ المُتَرْجَم وعَجِزَ عن الرَّحِيْل للقضاء وجمع الأنساب سَكَنَ قصرَهُ المبني من الطوب الأخضر الذي أسسَّهُ له ابنُهُ الشريف حمدانُ بن سالم في ديار الخواورة نواحي إسنا من حدود أرمنت إلى حدود بلد الأُقصُر في صعيد مصر (أُخِذَتْ الأراضي فيما بَعْدُ من الشريف القاضي رُشَيْد بن حمدان بن المُتَرْجَم سالم أيام تقسيم الإقطاعات في حكومة جَمَال عبدالناصر)، وبَعْدَ عمرٍ مديدٍ مُباركٍ قَضَاهُ النسابةُ القاضي الشريفُ سالمُ في الصُّلْح بين المتخاصمين وحل النزاعات بين العرب وجمع وتناقل أنساب العرب وغير العرب انتقلَتْ روحُهُ الطاهرة إلى بارئها في نحو عام ١٢٩٥ هجرية في قصره المذكور حيث دُفِنَ في الديار تغمدُ الله روحه في نعيم الفردوس وترَكَ سيرةً حسنة وإرثاً عريقاً وذريةً مُباركة. 

وللمُتَرْجَم الشريف سالم بن عايد جروده وتحقيقاته الخاصة وتعُرف بجرود أو جرد عايد الخواري ونص ختمه على الجرود هو: سالم عايد سليم (انظر الصورة) وله إثباتات في السنوات الهجرية:
من ١٢٠٤ إلى ١٢٦٥ مابعدها.

ولشهرة الأشراف الخواورة بالقضاء وإتقان علم النسب الذي هو فنهم الأول عبر تاريخهم الطويل وَجَّهَتْ لهم سلاطين الترك العثمانية دعوات لزيارتهم بالباب العالي في إسطنبول وتلقى منهم الشريف شيخ الشرف عايد والد المُتَرْجَم الشريف سالم دعوات زيارة لإطلاعهم على عملهم في علم النسب وجمع الأنساب وفي إحدى الدعوات اعتذر والدُه الشريفُ عايد عن الزيارة بسبب المرض وبعث ابنه الشريف النسابة سالم -المُتَرْجْم-نيابةً عنه.     

وأَمَّا المُتَرْجَم القاضي الشريف سالم بن عايد آخر من رحَلَ من الأشراف النسابين الخواورة لجمع الأنساب وتَنَازَلَ عن مشيخة القضاء في العرب بعدما كَبِرَ سِنُّهُ لابنه الشريف حمدان (بعد ذلك حَلَّ نظام العُمْدِيَّة محلَّ مشيخة القضاء)، وأمَّا الشريفُ شيخ الشرف عايد أوصى في حياتِهِ لحَفِيْدِه الشريف حمدان بنِ المُتَرْجَم القاضي الشريف سالم بن عايد في حفظ وتناقُل الجرود في البيت الخواري وبعد ذلك أوصى الشريفُ القاضي الشيخُ حمدان بن سالم بن عايد لِحَفِيْدِهِ الشريف إبراهيم بن رُشَيْد بن حمدان بن المُتَرْجَم سالم بحفظ وتناقل التراث الخَــوَّاري وبعَدَ ذلك أوصى الشريفُ إبراهيم بن رُشَيْد بن حمدان بن المُتَرْجَم سالم لابن أخيه الشريف علي بن أحمد بن رُشَيْد بن حمدان بن المُتَرْجَم سالم في حفظ وتناقل جرود التراث الخَـوَّاري الحسيني الهاشمي أطال الله في عُمُرِهِ ومتعه الله بالصحة والعافية وهو أمين الإرث الخواري في يومنا الحاضر في ديوان الأشراف الخواورة.

رحمَ الله السَّلَف وباركَ في الخَلَف. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من رواية حفيد المُترجَم باركَ اللهُ فيه).

مصدر الصور: 

تراث النسابين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية المتناقل جيلاً عن جيل وكتاب مطبوع.







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق