السبت، 24 أبريل 2021

بناء قصر البصرة في ديار الشيخ الأمير الشريف القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني الأخيضرية الحسنية الهاشمية ببلدة بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري.


المُفْرَدَة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن ديار البصرة وبناء قصر البصرة فيها بوسط بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وأَمَّا ديار البصرة المذكورة فهي ديار الشيخ الأمير الشريف القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني المُلَقَّب زُغَيْب بن يوسف الأخيضر الثاني الأخيضرية الحسنية الهاسمية أوقفها على ذراريه للسُّكْنَى والانتفاع من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وعُرِفَتْ ذراريه بالقواسم الأخيضرية وعُرِفَتْ هذه الديار المُوْقَفَةِ عليهم بديار القاسم وديار القواسم وببصرة القواسم نسبةً وإضافةً إليهم وإلى جدِّهم الشريف القاسم الأكبر المذكور وبالبصرة مُجَرَّدَة من النِسْبَة والإضافة وظَلَّ الأشراف القواسم على ارتباطٍ بموطنهم وديارهم بلدة الحوطة المذكورة وبوقف جدهم القاسم الأكبر في ذهاب وإياب وإقامة ورحلات ما بين نواحي بلاد اليمن جنوب غرب الجزيرة العربية وبين نواحي نجد وسط الجزيرة العربية عبر القرون المُتطاولة جيلاً بعد جيل. 

وأَمَّا بَعْدَ نزول الشيخ الأميرُ الشريفُ عبدُالله المُلَقَّب عبدل ومرحوم (الأول المُتَقَدِّم) بن الأمير قاسم بن الأمير حُمَيْدَان شيخ مشايخ العرب وأميرها العشائري في نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في رحلات العرب بعد القحط والخلافات على المَرَاعي في النصف الأول من القرن التاسع الهجري وتركه أحلاف العرب من زهران وشهران وفروع قحطان وديار صعدة شمال اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية أَمَرَ توابعَه البنَّائين من الأكراد ومن معهم ببناء قصر البصرة للأشراف القواسم في ديار البصرة المذكورة في نحو عام ٨٥٠ هجرية وبناه التوابعُ الأكراد من الطين والحجارة وحصَّنوا الديار والموارد بالأسوار وَعُرِفَ هذا القصرُ بقصر القواسم وقصر البصرة وقصر بصرة القواسم وقصر عبدالله بن قاسم وقصر ابن الأخيضر ثم رحَلَ بعد ذلك إلى إقليم الأفلاج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حيث ديار أخيه الشيخ الأمير الشريف محمد المُلَقَّب العَجَاج بن قاسم القواسم وأخته الفارسة الشيخة الأميرة الشريفة نقيَّة بنت قاسم القواسم الأخيضرية الحسينية الهاشمية. 

وأَمَّا بصرة القواسم فهي ديار وأراضي وموارد مياه في شِعْبٍ يقعُ شرق وسط بلدة الحوطة المذكورة على الضفة الشرقية من وادي الحوطة (برُيْك) يَحُدُّهَا مَجْرَى سَيْل باطن وادي الحوطة من جهتها الغربية جنوب شرق قصر صَاهُود وأراضيه قريباً من ملتقى الواديين في المَجَازَة، وديار القاسم قامَتْ على ما قبلها من ديار هوازن القديمة القائمة على أنقاض مستوطنة بشرية قديمة  تعود إلى العصر الحجري الحديث، ففي أقصى شرقها أعلى الشَّعِيْب تُشَاهَدُ آثارُ قبور ركامية وركامات حجرية، وآثار حَرْقٍ وعظام متكلِّسَة وحجارة صوانية وجيرية بعضها ذات أشكال غريبة مثل نصب حجري في أعلاه ما يُشبِه آثارَ قَدَمَيْن بشرتين غائرتين، وفيها أيضاً آثار نشاط سكني وزراعي وصناعي يعودُ إلى فترة الدولة الأخيضرية (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) في العصر العباسي، وهي مستوطنة إسلامية مسجلة كموقع أثري لدى هيئة الآثار والمتاحف السعودية برقم (212 – 76)، وتُشَاهَدُ فيها بقايا سطحية من كسر فخار إسلامي أحمر وأخضر مُزَجَّج وأسورة زجاجية ومخلَّفات عملية تزجيج الفخار باللون الأخضر والأواني الصينية المستوردة بيضاء اللون مزينة بزخارف زرقاء، وبصرة القواسم لا تزال آثارها ماثلة إلى اليوم (١٤٣٩ هجرية)، ومُحاطة بأسوار داخلية وخارجية مشيدة من طبقات عروق الطين المتين، وفيها بعض الأبراج الدفاعية بعضها مُحْدَثُ البناء دخل في بنائه اللبن الطيني، وفي أعلى جهة البصرة شرقاً يوجدُ دربٌ كانتْ تسلكه الإبلُ ثم السيارات بعد ذلك يُعرفُ بدرب السلامية لاتزال آثارُهُ موجودة وفي جنوب البصرة يوجدُ مَرْقَبُ السّلامية الحربي وشَعيْب آخر يُسَمَّى الرُّحَيْل يتبعُ بصرة القواسم كانَ يزرَعُهُ قديماً حليفُهُم رُحَيْل الهوازني، وبصرة القواسم حي متكامل قائم مهجور في نهاية مجرى سيل شعِيْب السّلاميَّة الذي يصبُ في مهبط مجرى سيل وادي الحوطة، ويضم الحي إلى الآن (١٤٣٩ هجرية) أطلال أسوار داخلية وخارجية متينة وقصور عالية ومزارع فسيحة وآبار زراعية كثيرة محكمة الطوي والبناء وسواقي وطُرُق مستقيمة، وأُخِذَ خشبُ الأسقفُ منها من قبل الأهالي بعد هَجْرِهَا لحاجتهم إليها في بناء بيوتهم، وفيها آثار إحداثات وترميمات وتَعَدِّيَات مُتأَخِّرَة، وبصرة القواسم خرجَتْ من يد ذراريهم بَعْدَ ذلك في أواخر القرن الثاني عشر الهجري بعد أحداث الطغيان والجور وقيام التوابع المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وانتهاء هذه السنوات بتَغَلُّب توابعهم المُتمرِّدة الباغضة عليهم وكَسْرِهِم لمتبوعيهم الأشراف الهاشمية، والباقي وجه الله.

وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية عامة والأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية خاصة كانَ لهم أوقاف كثيرة في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وخارجها أوقفوها على ذراريهم للسُّكْنَى والانتفاع، وتلك الأوقاف الذُّريَّة منها بلدات متفرقة وقرى منتشرة وأراضي شاسعة ووديان ممتدة وقلاع وقصور شاهقة ومَرَاعي وعيون وموارد مياه، وكَلَّفُوا توابعَهم من أعراق مُختلفة في حراستها وإعمارها، وكانَتْ ذراريهم يمنحون الانتفاع بها لمن أرادَ عِمَارَةَ أجزاءٍ منها مع بقائها بالكامل وقفاً ذرياً دون تغيير أو تبديل مع احتفاظهم بحق فسخ عقد التأجير وإخراج المُنْتَفِعِ منها في أي وقت شاءوا ويُسَلِّمُ مَنْ يَعْمُرُهَا ريْعَ الوقف والزكاة إلى الديوانَ، وهذه الأملاك الموقوفة وغير الموقوفة تعرَّضَتْ للتَّقَلُّبات من رحيل عنها وتَرْكِ تابعٍ حارس فيها وأخَدَها بعد رحيل متبوعيه أو إغارة الغير عليها (وضع اليد) أو إهمال وعدم مُطالبة فيها أو حرق وأخذ وإخفاء بَيِّناتها أو أَخْذٍ بعد تَغَلُّب عدو من تابع ونحوه أو وفاة بدون عقبٍ من الذكور.

وأمَّا الشريف عبدالله المُلَقَّب عَبْدَل ومرحُوم (الأول المُتقدِّم) هو  الآمر ببناء (قصر البصرة) المذكور والآمر ببناء قصره الآخر المعروف بلقبه (قصر عَبْدَل) في بلدة الحوطة المذكورة وهو الشيخ الأمير الشريف عبدالله المُلَقَّب عَبْدَل ومرحُوم (الأول المُتقدِّم) بن الشيخ الأمير الشريف قاسم بن حميدان شيخ مشائخ قضاء العرب في جنوب غرب الجزيرة العربية بن إسماعيل بن سليمان بن إسماعيل بن عبدالله بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن بن محمد بن يوسف بن موسى بن عمران بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن موسى بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني بن يوسف الأخيضر الثاني بن محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن السـبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية المطلبية القرشية وهما من أمراء الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.

وأَمَّا الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعد سقوط الدولة الأخيضرية باليمامة في عام ٤٥٠ هجرية تَفَرَّقُوا شيوخاً وأُمراءَ وقضاةَ عشائر بين قبائل العرب في البوادي داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.

(أُعدتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة والمشاهدات الميدانية وبالله التوفيق).
مصدر الصور: ألبوم كاتب المُفْرَدَة. 































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق