الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

صفة (خَضِيْر) عند سعود الزيتون الخالدي في كتابه (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر).

هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن صفة (خَضِيْر) عند سعود الزيتون الخالدي في كتابه (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر، ط١، ١٤٢٣ هجرية، ٢٠٠٢ ميلادية، دار الثقافة للطباعة والتوزيع والنشر، الدوحة، قطر، رقم الصفحات:١١٠-١١١) والزيتون هو مؤرخ ونسابة وكاتب سعودي مُعاصر وله مؤلفات ومقالات والزيتون استخلصَ مادةَ كتابه هذا من كتاب دليل الخليج للمستشرق البريطاني لوريمر. 

وأَمَّا لوريمر مؤلف (كتاب دليل الخليج) الذي انتقى الزيتونُ منه مادةَ كتابه (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر) فهو دبلوماسي ومؤرخ وجغرافي وموظف لدى الحكومة البريطانية في أيام استعمارها الهند وهو من رجال ما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين ووُلِدَ في عام ١٢٨٦ هجرية أو ١٢٨٧ هجرية وتُوُفَّيَ في حادث في بو شهر في إيران في عام  ١٣٣٢ هجرية، ولوريمر وأعوانه اعتمدُوا في القسم الجغرافي من كتاب دليل الخليج على معلومات استخباراتية وعمل ميداني ومؤلفات الرحالة السابقين، والعملُ على القسم الجغرافي من كتاب دليل الخليج اكتملَ في سنة ١٩٠٨ ميلادية الموافق ١٣٢٥ هجرية أو ١٣٢٦ هجرية أي بعد مرور أكثر من قرن هجري على أحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة وجور وقيام التوابع المُتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبدأتْ أحداث تلك الفتن في سنة ١١٥٧ هجرية بتمرد الرعيان توابع الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانتهتْ في سنة ١٢٠٠ هجرية بقتل التوابع غدراً وتدبيراً لمتبوعهم الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وتوالتْ بعدها بعضُ الأحداث والواقعات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وخُتِمَتْ بتغلُّب التوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الهاشمية وانتهابهم لهم وزوال أمارات ومشيخات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في النواحي والديار وإطلاق هذه التوابع المتمردة الباغضة ومن وافقهم من العرب صفة (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بقصد ذمِّهم وتنقُّصهم والتقليل من شأنهم بعد كسرهم لهم وتغلُّبِهم عليهم وخروج متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة من أحلاف قبائل العرب إلى بيوت فردية في الحواضر وإجبارهم لهم على حرفٍ تترفَّعُ عنها بقيةُ العرب لكسر نفوسهم وإضاعة نسبهم وتنفير العرب عنهم وهو الإطلاق الثالث الأخير لهذه الصفة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بغير قصد وصف الحال بل بقصد تنقُّص وذمِّ ونبز متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الهاشمية خصوصاً والأشراف الهاشمية الأصلية خاصة وحلفائهم من العرب عامة لتفرق بيوتهم بين العرب وغير العرب في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم اللاحق في حلف واسم ونسب قبيلة عربية ومنهم من ترك الأحلاف العربية ولم يحالفْ بعدها أحداً من العرب ولانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريْش) وعدم تكوُّن قبيلةٍ واحدة لذراري الأشراف الهاشمية الأصلية تَجْمَعُهُم في حلف واحد وفي ديار واحدة بعد مرور القرون الطويلة - باسم جدهم الأعلى (هاشم) مثلاً - واستمرَّتْ ذراري هذه التوابع الكثيرة المُتمردة ومن وافقهم من العرب في إطلاق هذه الصفة جيلاً بعد جيل حتى يومنا الحاضر بقصد التنقُّص والذم توارثاً وتناقُلاً للبُغض والتنقُّص من أسلافهم المتمردة الباغضة دون علم أو معرفة بمعناها الأصلي عند العرب قديماً. 

وأَمَّا صفة (خَضِيْر) فهي صفة عربية قديمة معروفة عند العرب قبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بمساندة أخوالهم عرب هوازن في عام ٢٥٢ هجرية وقد أطلقها العربُ قديماً على العربي الأصلي من عرق العرب المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخلاف أو رحيل عن الديار أو تَقَطُّع حلف قبيلته الأم العربية الأصلية واضمحلالها وتَفَرُّق بيوتها وما دام مُنقطعاً من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية فهو (خَضِيْر) ولذلك فبيوت الأشراف الهاشمية الأصلية هي (خَضِيْر) لانطباق وصف الحال عليهم وتفرُّقهم داخل وخارج جزيرة العرب وانقطاعهم من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية (قريش) وأَمَّا العربي الأصلي المُنقطِعِ من حلف قبيلته الأم العربية الأصلية بخطف أو سبي أو من كانَ من عرق غير العرب فقد أطلقَتْ عليه العربُ صفةَ (مولى تابع) حتَّى وإِنْ لَحِقَ في تكتل عشائري في حلف واسم ونسب قبيلة عربية وأخذَ المشيخة والأمارة في القبيلة أو أخذ الحُكْمَ والسُّلطانَ في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب ومدحته الشعراء بالقصائد ووُصِفَ بألقاب المشيخة والأمارة والسُّلطان فتظلُ العربُ تَصِفُه بصفة (مولى تابع). 

وأَمَّا هذه التوابع الكثيرة المُتمردة أكثرهم بيض البشرة وهم من أعراق مُختلفة وأكثرهم من عرق غير العرب وأكثرهم مُتَخَفُّونَ في حلف واسم ونسب القبائل العربية أو في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية ويُألبون العربَ والتوابعَ الآخرين على متبوعيهم الأشراف الهاشمية ويُعرَفونَ ببغضهم لذراري متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وأطلقُوا صفةَ (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بعد جورهم وقيامهم الأخير عليهم بقصد الذَّم والتَّنَقُّص بل وتوسَّعُوا في إطلاقها على جميع البيوت الفردية لتشمُلَ من كان منهم من عرق غير العرب خلافاً لما كانَتْ عليه العرب قديماً من إطلاقها فقط على العربي الأصلي من عرق العرب وصفاً لحاله وانقطاعه من حلفه الأصلي في قبيلته الأم التي هو من أصلها ومن صُلْبِها. 

والزيتون في كتابه هذا (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر) نقلَ تعريفَ لوريمر لصفة خضير الوارد في مادة (بنو خَضِيْر) ووضعَ الزيتونُ ما استله عن لوريمر في نص كتابه بينما وضعَ الزيتونُ  تعليقاتِه على النص في الهوامش وأمَّا ما نقله الزيتون عن لوريمر في النص فسبق لي مُناقشتُه في مُفردة سابقة (انظر مُفردة: صفة (بني خَضِيْر) عند جون غوردون لوريمر في كتابه (دليل الخليج) المُتَرْجَم إلى اللغة العربية في قطر)

وأَمَّا ما أورده الزيتونُ في الهوامش فيمكنُ مناقشته وتحليله كما يلي: 

الهامش الأول ينقسم إلى فقرتين؛ الفقرة الأولى نقلها الزيتونُ عن فؤاد حمزة من كتاب (قلب جزيرة العرب) في مادة (بنو خَضِيْر) والزيتون لم يُصَرِّحْ بالنقل عن فؤاد حمزة واكتفى بقوله: (ذكرهم بعضُ المؤرخين) وتعريف صفة (خضير) المنقول عن فؤاد حمزة سبق لي مُناقشتُه في مُفردة سابقة ولا يُوجدُ حاجةٌ للتكرار (انظر: اسم (بني خَضِيْر) عند فؤاد حمزة في كتابه (قلب جزيرة العرب)). 

وأمَّا الفقرة الثانية نقلها الزيتونُ عن كتاب مخطوط في تاريخ هجر وهذا نصها:

(وفي مخطوطة بتاريخ هجر جاء القولُ: بنو خضير قومٌ من ذرية رجل من قريش يُقالُ له: خضير بن سالم بن عطاء، خرج عن اليمامة بعدما أدانَ بنو الجون زعماء الخضيريين بالتبعية لزعماء القرامطة في منطقة هجر، فانتقل إلى باتجاه الشرق، وما أن استقر به المطافُ بهجر حتى أخذ بمعتقدات القوم فيها، ووصل عندهم إلى منزلة كبير القضاة، وبزواجه من بعض سبايا غزوات القرامطة أنجب مجموعة من الأبناء كانت منها ذريته التي انخزل عنها بنو خضير المعروفين في جزيرة العرب، هذا والله أعلم، مع أَنَّ للقرامطة وحركتهم دورٌ في سقوط بعض القبائل التي أدانتْ لهم بالتبعية بعدما أخذتْ بمعتقداتهم). 

ويُمكنُ تحليلُ ومُناقشة بعض ما ورد في هذا النص عن (خضير بن سالم بن عطاء) في ضوء المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية كما يلي:

وأَمَّا قوله (بنو خضير قومٌ من ذرية رجل من قريش يُقالُ له: خضير بن سالم بن عطاء،)؛ يُلاحَظُ عدمُ ضبط الاسم (خضير) بالحركات، وأَمَّا اسم هذا الشخص (خضير) وسيرته فمضبوطة ومثبوتة في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة جيلاً بعد جيل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو (خُضَيْر) على وزن فُعَيْل تصغير (خِضْر) وهو هندي من عرق الهند نواحي الشرق وله رحلات وقَدمَِ إلى بلاد العرب ومعه زوجته الكردية وجاء إلى اليمامة حيث الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية هناك وعَمِلَ عندهم في رعي الغنم وهو تابعٌ قديمٌ مُضافٌ في نسب قريش إضافة تبعيَّة وولاء وليس عرق وصُلْب ولا عقب له ودارتْ حوله التوابعُ وضعفاءُ القبائل العربية واجتمعوا حوله وأضافوا نسَبَهُم فيه وتسَمَّوا به وعُرِفُوا بالخُضَيْرِيَّة على وزن الفُعَيْلِيَّة وببني خُضَيْر والخُضَيْرِيِّيْن نِسْبَةً إليه ونَدَهُوا وانْتخَوا باسمه (أولاد خُضَيْر) على عادة العرب والتوابع بعد التفافهم وتَجَمُّعِهِم حول شخص. 

وأَمَّا قوله (خرج عن اليمامة بعدما أدانَ بنو الجون زعماء الخضيريين بالتبعية لزعماء القرامطة في منطقة هجر، فانتقل إلى باتجاه الشرق)؛ فهذه هنا إشارة إلى رحلة ل (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) من اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية إلى ديار هجر نواحي شرق الجزيرة العربية وسبب هذه الرحلة وهو تغلُّب القرامطة على اليمامة بعد واقعتين لهم في اليمامة مع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية زعماء اليمامة والأخيضريين وأئمة وأمراء وملوك الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية والأشرافُ الأخيضرية أرادوا منع القرامطة من عبور منطقة اليمامة ومنعهم من الذهاب إلى نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وبعد هاتين الواقعتين اضطر الأشرافُ الأخيضرية لمهادنة القرامطة، والذي يُفْهَمُ من سياق العبارة في هذا الكتاب المخطوط أَنّ المقصود ب (بنو الجون) هم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية الذين هم من ذراري الشيخ الأمير الشريف موسى الملقب الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام ولذلك (بنو الجون) هي نسبة إلى جد أعلى في سلسلة النسب، والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية يعرفون بلقب جدهم الشيخ الأمير الشريف يوسف الأخيضر الأول وأُخَيْضِر تصغير أخضر لُقِّبَ بذلك لخُضرة لون بشرته ولذلك يُقالُ لهم: بنو الأخيضر والأخيضرية والأُخَيْضِرِيِّيْن وليس (الخضيريين) الوارد في هذا النص بدون ضبط بالحركات، وأمَّا صفة النسبة والإضافة إلى التابع (خُضَيْر بن سالم بن عطاء): (خُضَيْرِي، خُضَيْرِيَّة، خُضَيْرِيِّيْن، بنو خُضَيْر) فهي غير صفة الحال: (خَضِيْر، خَضِيْرِي، خَضِيْرية، خَضِيْرِيِّيْن، خضائر، بنو خَضِيْر)، ويُوجدُ كثيرٌ من الأفراد والبيوت العربية مِمَّنْ أصبحوا (خَضِيْر) بعد انقطاعهم من حلف قبائلهم الأم العربية الأصلية بخلافات أو رحيل أو تمزُّق قبائلهم وأحلافها، وذراري وبيوت الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الهاشمية الأصلية رحلتْ من نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية وانقطعوا من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية قريش وتفرَّقُوا في النواحي والديار بين العرب وغير العرب داخل وخارج جزيرة العرب ولم يجتمِعُوا في ديار واحدة وحلف واحد ليُكَوِّنوا قبيلة واحدة لهم تَجْمَعُهُم في حلفها واسمها ونسبها، والصفة الأولى خاصة بالمضافين في التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) وأَمَّا الصفة الأخرى (خَضِيْر) فهي صفة حال عامة تُطْلَقُ على أفراد وبيوت كثيرة من أصول عربية مُختلفة انقطعوا من أحلافهم العربية الأولى الأصلية للأسباب المذكورة سابقاً ولحقوا بعد ذلك في تكتلات عشائرية في أحلاف عربية أخرى أو تركوا التكتلات العشائرية والأحلاف العربية وانفردوا في بيوت فردية، وأَمَّا هذه الرحلة لهذا التابع الهندي (خضير بن سالم بن عطاء) إلى خارج اليمامة بعد قدومه إليها فلم أجد لها حالياً ذِكْراً في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونظراً لكثرة المصادر المخطوطة فالبحث فيها يتطلَّب وقتاً طويلاً وتأني ولعلي أجد فيها ذكراً لهذه الرحلة في المستقبل ويبدوا أَنَّه كان موجوداً في اليمامة في بداية الدولة الأخيضرية ورحلته هذه إلى القرامطة إِنْ حدَثَتْ فهي قبل واقعتي القرامطة مع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في اليمامة ويكون التحاقه بالقرامطة في بداية ظهورهم وقبل شنهم الغزوات على من حولهم. 

وأَمَّا قوله (وما أن استقر به المطافُ بهجر حتى أخذ بمعتقدات القوم فيها، ووصل عندهم إلى منزلة كبير القضاة)؛ هذا القول هو هنا إشارة إلى التحاق (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) بالتبعية للقرامطة وهي هنا تبعية اعتقادية وتبعية سياسية معاً نظراً لرحيله إليهم في دار حُكْمِهِم والتحاقه في مناصب الدولة القرمطية ووصوله إلى مرتبة كبير القضاة عندهم، وتُوجدُ تبعية اعتقادية وتبعية سياسية وأَمَّا التحاق هذا التابع الهندي (خضير بن سالم بن عطاء) بالقرامطة واعتناقه معتقداتهم وتوليه منصب كبير القضاة عندهم فلم أجد بَعْدُ له ذِكْراً في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ويتطَلَّبُ ذلك مزيد بحث وتفتيش في المصادر في المستقبل.  

وأَمَّا قوله (وبزواجه من بعض سبايا غزوات القرامطة أنجب مجموعة من الأبناء كانت منها ذريته التي انخزل عنها بنو خضير المعروفين في جزيرة العرب، هذا والله أعلم)؛ هذا الزواج من سبايا القرامطة لم أجدْ له ذِكْراً في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ويَتَطَلَّبُ ذلك مزيد بحث وتفتيش في المصادر في المستقبل لعلي أعثر له على ذكر فيها وأَمَّا هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) لا عَقِب له وأَمَّا الُمنْتَسِبُون إليه والمُتَسَمُّونَ باسمه هُم توابع من أعراق مُختلفة ومن ضُعفاء قبائل العرب وهذا هو ما أثبته النسابون الأصوليون في المصادر المخطوطة القديمة من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وأَمَّا الَمنخزلون عن ذراري المضافين في تراكيب نسب التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) فهم أبناؤه بالتركيب في نسبه ومُضافون في سلسلة نسبه إضافةَ تركيب وتبعية والتفاف وليس عرق وصُلْب، وُيلاحظُ هنا عدم ضبط اسم هذه الذرية المُرَكَّبَة (بنو خضير) بالحركات فإذا كانَ المقصود بها الذرية المُركَّبَة في هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) فضَبْطُها هو (بنو خُضَيْر) على وزن بنو فُعَيْل وإذا كان المقصود بها صفة الحال العامة (بنو خَضِيْر) على وزن بنو فَعِيْل فهذه الصفة موجودة ومعروفة عند العرب قديماً قبل ولادة هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) وقبل تأسيس الدولة الأخيضرية باليمامة في عام ٢٥٢ هجرية وهي صفة حال عامة تظهرُ وتختفي حسب الظروف والواقعات ويُوجدُ أفرادٌ وبيوتٌ من العرب انقطعوا من حلف قبيلتهم الأم العربية الأصلية بأسباب الخلافات والرحيل وتفكك حلف القبيلة واندثارها وهم (خَضِيْر) ولَحِقُوا في نسب هذا التابع الهندي (خُضَيْر بن سالم بن عطاء) المذكور والتفُوا حوله وانضافُوا إليه في وقته وانضافوا إلى المُضافين فيه بعد وفاته، وكما يُلاحَظُ عدمُ تحديد مكان هذه الذرية (بنو خضير) التي لم يُضْبَطُ اسمُها بالحركات في النص ولم يُذْكَر في أي ناحية يتواجدُونَ في جزيرة العرب وأَمَّا المُضافون فيه فَهُم موجودون في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وما زالوا فيها حتى اليوم وقد انضافَ إليهم كثيرونَ من العرب ومن التوابع عبر القرون التاريخية وهم لاحقون في أحلاف قبيلة عربية ويتسَمَّونَ باسم ونسب وحلف القبيلة العربية  ومنهم من رحل خارج نواحي نجد ولَحِقَ في أحلاف القبائل العربية. 

وأَمَّا قوله (مع أَنَّ للقرامطة وحركتهم دورٌ في سقوط بعض القبائل التي أدانت لهم بالتبعية بعدما أخذت بمعتقداتهم)؛ تُوجدُ جماعاتٌ من قبائل عربية انضمَّتْ للقرامطة مُجبرةً بعد بروز قوة القرامطة وتغلُّبهم عليهم وتُوجدُ جماعاتٌ انضمتْ إلى صفوف جيش القرامطة طوعاً ورغبةً في المكاسب المادية، ومنهم فروع من هوازن ومن بني هلال ومن بني سُلَيْم ومن بني معقل ومن بني كلب ومن فزارة ومن أشجع ومن أسد ومن غيرهم و كانوا هُم أعمدة جيش القرامطة الذي غزتْ به القرامطةُ داخل وخارج جزيرة العرب، والعرب هَمُّهم بالدرجة الأولى هي التبعية السياسية التي تَجْلُبُ لهم المنافعَ المادية من أعطيات ورواتب وإقطاعات وغنائم الغزوات وليس التبعية العقائدية، ولذلك الحُكَّام والسلاطين منذ القدم وهم يستميلونَ العربَ للانضمام إلى جيوشهم وحمل السلاح معهم. 

والنسابون الأصوليون يُفَرِّقُونَ بين الشخص كشخص يُنْتَسَب إليه وبين الأشخاص المُنْتَسِبِيْن إليه ويُمَيِّزون بين نسب العرق والصُلْب وبين نسب التركيب والإضافة. 

وكما مَرَّ معنا فبني خُضَيْر والخُضَيْرِيَّة والخُضَيْرِي هو انتساب لشخص وأَمَّا بنو خَضِيْر والخَضِيْرِية والخَضِيْرِية هو انتساب لصفة عامة.

وأَمَّا الندهة فلها معنى ودلالة عند العرب كوسم الإبل تماماً وإذا كانت الندهة باسم أو لقب شخص فليس الكل في القبيلة يكونون بالضرورة من صُلْب وعرق هذا الشخص ولذلك فيوجدُ منهم من هو من صلب وعرق هذا الشخص ويوجدُ منهم من غير صلبه وعرقه ويجمَعُهُم الحلفُ في القبيلة والندهة باسمه أو لقبه والأشخاص الذين يُنْدَهُ بأسمائهم وألقابهم في القبائل العربية منهم من لا عقب له ومنهم من أعقب وانقطع عقبُه ومنهم من رحل قِسْمٌ من ذراريهم عن القبيلة ومنهم من رحلتْ كُلُّ ذراريهم عن القبيلة وبَقِيَتْ الندهةُ باسم ولقب هؤلاء الأشخاص مُتوارثة في القبيلة وظلتْ الرجالُ يندهونَ بها جيلاً بعد جيل.

والنسابون الأصوليون يُفَرِّقُونَ بين الألقاب المتشابهة ويميزون بين معانيها وأسبابها واشتقاقها اللغوي ويمَيِّزون بين الشخص وبين من يَنْتَسِبُ إليه ويَتَسَمَّى باسمه ويضِيفُ نسَبَهُ فيه. 

الهامش الثاني؛ نقله الزيتونُ عن فؤاد حمزة من كتاب (قلب جزيرة العرب) في مادة (بنو خَضِيْر) ولم يُصَرِّحْ الزيتونُ بالنقل ونَقَلَه بتصرُّف من تغيير وزيادة  (انظر: مادة (بني خَضِيْر) في كتاب (قلب جزيرة العرب)). 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

وإلى مُناقشة أخرى حول هذه الصفة العربية القديمة. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
كتاب (معجم قبائل الخليج في مذكرات لوريمر، ط١، ١٤٢٣ هجرية، ٢٠٠٢ ميلادية، دار الثقافة للطباعة والتوزيع والنشر، الدوحة، قطر، رقم الصفحات:١١٠-١١١)




































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق