الأربعاء، 11 أغسطس 2021

واقعة  لؤلؤ الأرمني وأصحابه مع أصحاب وذراري الشيخ عدي بن مسافر في عام ٦٥٢ هجرية.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثَ عن حادثة ورَدَتْ في كتاب (الحوادث، مؤلف من القرن الثامن الهجري، تحقيق الدكتور بشار عواد مقروف والدكتور عماد عبدالسلام رؤوف، ط١، ١٤٢٦ هجرية، انتشارات رشيد، مطبعة شريعت، قم، إيران) وأوقَعَ فيها لؤلؤ الأرمني (ت ٦٥٧ هجرية بالموصل) بذراري أتباع وأصحاب الشيخ الأمير المتصوف عدي بن مسافر (ت ٥٥٧ هجرية نواحي الموصل) وهذا لؤلؤ الأرمني كما تذكرُ المصادرُ هو من سبي أرمينية أُخِذَ صغيراً وبيعَ إلى خياط ثم صار في مماليك سلطان الموصل أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر ولملاحته وخدوده الوردية حَظِيَ وترقى عنده في المناصب إلى أن أخذ السلطةَ في الموصل في عام ٦٣٠ هجرية وبطَشَ وتجبَّر وبعد غزو هولاكو لبغداد رحل إليه لؤلؤ وتحالف معه وقدَّمَ له فروض الطاعة وتزوج ابنَهُ اسماعيل من ابنة هولاكو وفَرَضَ هولاكو مالاً على لؤلؤ يدفعه إليه، ولتثقيل لؤلؤ وأصحابه الجباة على ذراري أتباع وأصحاب الشيخ الصالح عدي كانَ من المُتوقَّع صدورُ النفور والغضب والكلام منهم ومعلوم أَنَّ التصوف وأصحابه مسالمين متصالحين مع أنفسهم ومع من حولهم ويتجنَّبون الخلافاتَ والمشاكلَ ولكن ما فعله لؤلؤُ الأرمني بهم كردة فعل تعتبرُ جريمةً إنسانية ووحشية منقطعة النظير وهو وهولاكو والتتر سواء في القتل والتعذيب، والمستغرب أنَّ بعضَهم في بعض المصادر يلقبه بالعادل والرحيم والجبار الظلوم في نفس الوقت وكأن هذه المذبحة الفظيعة التي ارتكبها في حق ذراري أصحاب وأتباع الشيخ عدي ليست كافية لعدم استحقاقه لقب العادل والرحيم، فلنستعرض ما فعله من طغيان وجرائم إبادة في حق الأكراد العدوية في هجومه عليهم  لنرى:

 

١ _ صَلَب ١٠٠ نفس. 

٢ - ذَبَحَ ١٠٠ نفس. 

٣-أمر بتقطيع أعضاء أميرهم وتعليقه على أبواب الموصل. 

٤_ أرسَلَ من نَبَشَ الشيخ عدياً من ضريحه وأحرَقَ عظامَه. 


فكما يرى القاريءُ فحتى الأموات لم يسلموا من جوره وطغيانه ليخرجَ رفاة الشيخ عدي من مدفنه ويحرقَ عظامه فكيف بالأحياء وهذا ينبيء عن حقدٍ دفين في قلبه عليهم كونهم مُسالمين متصوفين في طريق المحبة والخير والصحبة و بقتلهم وتخريب ضريح الشيخ عدي أرادَ لؤلؤ إذلالهم ومحوَ ذكرهم وطمسَ آثارهم وهاهم اليوم بعد مرور القرون الزمنية بقى ذكرهم وذكرُ شيخهم عدي وانمحى ذكرُ لؤلؤً وبقيت له صفحة خِزْيٍ في التاريخ  تذكَّرُ الأجيالَ بوحشيته وجرائمه.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق