السبت، 4 سبتمبر 2021

النَّعَام وصيده في بوادي العرب.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن النَّعَام وصيده في بوادي العرب، وأَمَّا النعام واحدتُهُ نَعَامَة كان مُنتشراً في الصحاري داخل وخارج جزيرة العرب قبل اندثاره وهو طيرٌ كبير الجسم سريعُ الجري ولا يطير ويصبرُ على الظمأ والعربُ تُسَمِّي الذكرَ منه ظليماً والأنثى ربداء ولانتشاره في ديار العرب اصطادوه حياً بعد إنهاكه بالجري ومقتولاً بالرماح والسهام ورصاص البنادق إمَّا لحاجة أو هواية وانتفَعُوا من لحمه وشحمه وجلده وأوتاره وريشه ورَوَّضُوه، وريشُهُ كانَ ثميناً واقتُنِيَ للزينة في اللباس والمكان عند الأثرياء والحُكَّام والسلاطين قديماً، وصيد النعام كان هواية شيوخ وأمراء العرب، والوديان التي كان يكثرُ فيها تواجدُ النعام عُرِفَتْ باسمه ويوجدُ أكثرُ من وادي ومكان سُمِّي به في نواحي الجزيرة العربية ومنها (وادي النعام) في إقليم الفُرَعْ ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.

وبعد تفرُّق الأشراف الهاشمية ودخولهم في بوادي العرب بسبب مُلاحقة الأموية والعباسية ومن جاء بَعْدَهم من التوابع المُتمرِّدَة وغيرهم فإنَّ الأشراف الهاشمية تطبَّعُوا بعادات العرب في البوادي وأخذوا عنهم عادةَ الصيد ومنها عادة مُطاردة النعام وكانوا يذهبون في رحلات لصيده وإمساكه وتجاروا في بيع ريشه، ومِمَّنْ مارسَ هوايةَ صيد طيور النعام من الأشراف الهاشمية في بادية العرب: 

الشيخ الأمير الشريف محمد الملقب مضحي الأكبر بن عليان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية المُتَوَفَّى في نحو عام ٩٧٠ هجرية وكانَ عنده التابع التركي (ط) تابع الصَّيْد المُكَلَّف بتجَهّيز لوازم رحلة الصيد ويُساعدُ متبوعَهُ في الصيد وكانَ الشريفُ مضحي الأكبر  القاسمي يُطاردُ النعامَ على ظهر ناقته المُسَمَّاة (الحُمَيْرَاء) ويمسكونه حياً بعد إتعابه بالجري وكان عند الشريف مضحي الأكبر القواسم كذلك التابع الشرقي (ش) تابع الطيور المُكَلَّف بترويض الطيور ومنها طيور النعام  وبعد ترويضه يأنسُ النعامُ البشرَ ويُوضعُ عليه المِغْبَطُ وتمتطي ظهرَهُ النساء للتسلية واللعب.

وأَمَّا أوتار النعام تُتَّخَذُ أوتاراً للأقواس المُستعملة في رمي السهام.
 
وأَمَّا ناقة الشريف مضحي الأكبر القاسمي المعروفة باسم (الحميراء) خطفها بعد ذلك تابعُه الشرقي (م) تابع إدارة المَضافة عند غياب متبوعه وهربَ على ظهرها مُتخفياً بين العرب. 

وأَمَّا ما كانَ مقبولاً في الماضي لم يَعُدْ مقبولاً في الحاضر مع تَطَوُّر العلم والمعرفة ووُضِعَتْ قوانين لحماية الحيوانات من الإبادة ولم يَعُدْ مُستساغاً تعذيب وقتل الحيوانات لمجرد التسلية والترفيه دون حاجة أو سبب.
 
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وإلى مُفردة أخرى تَتَحَدَّثْ عن الوعول وصيدها عند العرب - بإذن الله الكريم.
 
(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق