الأحد، 19 ديسمبر 2021

الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في كتاب (الأم في الأنساب المجموعة وذيله) للحُشَيْبِرِي وحفيده.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض ما ورد عن الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية في صفحة مصورة من نسخة مخطوطة من كتاب (الأم في الأنساب المجموعة وذيله) لمؤلفه المُسَاوى بن إبراهيم الحُشَيْبِرِي اليمني الذي كان حيَّاً في نحو عام ١٢٥٤ هجرية وفي الكتاب تذييلات لحفيده الذي كان حياً في عام ١٣١٨ هجرية حسبما وصلني. 

وهذا الكتاب المذكور يحوي سلاسلَ نَّسَبِيَّة وأعلام وأسماء تاريخية، ووردَ فيه ذِكْرُ الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية، وذكرُهُم فيه يُؤكِّدُ شُهْرَتَهم عندَ الخاصة من النسابين اليمنيين في نسب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية، وهذا تفريغ نص الصفحة المصوَّرة من هذا الكتاب المخطوط (انظر الصورة): 

(والقواسم الأخيضريون بطنٌ مشهورٌ من بطون الأشراف الأخيضرية، أهل سيادة وسؤدد، وهم فروع عديدة، منهم: بنو قاسم: منهم الأمير القاسم بن أحمد بن علي بن محمد بن قاسم بن علي بن محمد بن قاسم بن عبدالله بن قاسم بن عيسى بن محمد بن موسى بن يوسف بن قاسم الأخيضري؛ وقد شهر منهم الأمير نابت بن القاسم الأخيضري الحسني، ومن فروع الأمير القاسم بن محمد بن القاسم: بنو شعيب بن عبدالله وبنو إبراهيم بن محمد بن إسماعيل وبنو صالح بن سليمان بن عبدالرحمن، وممن شهر من عقب الأمير القاسم بن محمد بن القاسم بنو محسن بتشديد المهملة ويسكنون بنجد الدلم ويعودُ نسبُهُم إلى جدِّهم محسن بن محمد بن عبدالله بن محمد بن يوسف بن عبد الله بن الحسن بن الحسين المُلَقَّب بالأخيضري بن القاسم بن محسن بالتشديد بن محيسن بن إبراهيم بن بن يوسف بن إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن القاسم بن محمد بن الأمير القاسم الأخيضر الحسني، ومنهم أي ممن يتصل نسبُهُم بالأمير القاسم ...: بنو عويمر سكان الحريق واليمامة بنجد ويتصلُ نسبُهُم بجدهم الجامع لهم عويمر بن عامر بن الحسن ويتصلُ نسبُهُم إلى عامر بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الأمير أحمد حميدان.

فصل في ذكر الأمير موسى الجون). 

انتهى نصُ الصفحة المذكورة. 

ويُمكنُ مُناقشةُ وتحليل بعض ما أورده المؤلفُ في هذا النص والتعليقُ عليه كما يلي:

١-(والقواسم الأخيضريون بطنٌ مشهورٌ من بطون الأشراف الأخيضرية)
هم يُعْرَفُونَ بالقواسم الأخيضرية نسبةً إلى جدهم الجامع لهم الشيخ الأمير الشريف القاسم الأكبر بن يوسف الأخيضر الثاني المُلَقَّب زُغَيْب بن الشيخ الأمير الشريف يوسف الأخيضر الثاني بن الشيخ الأمير الشريف محمد الأخيضر الأول بن الشيخ الأمير الشريف يوسف الأخيضر الأول بن الشيخ الأمير الشريف إبراهيم بن الشيخ الأمير الشريف موسى الجون بن الشيخ الأمير الشريف عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب المطلبية الهاشمية القرشية العربية وهي سلسلته المُحَقَّقَةُ المُتناقلة جيلاً بعد جيل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية. 
  
والأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية العربية منهم بيوت فردية تركَتْ أحلاف العرب ومنهم بيوتٌ لاحقة في أحلاف العرب ويُنْسَبُونَ في القبيلة الداخلين فيها وهم غير الأشراف القواسم الحسينية الهاشمية القرشية العربية وغير القواسم العرب. 

٢-(أهل سيادة وسؤدد) 
وهم أصحاب الشُّهرة والصيت والتجارة والظهور والفروسية والمَضافات والمشيخات والأمارات العشائرية بين العرب في البوادي لقرون مُتَعَاقِبَة داخل وخارج جزيرة العرب من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبعد سقوط الدولة الأخيضرية في عام ٤٥٠ هجرية ودخولهم بوادي العرب وتفرُّقهم أمراءً وشيوخاً وقضاةَ عشائر بين قبائل العرب وبعد نكبة توابعُهُم لهم أكثر من مرة وحتى القيام الثالث الأخير لتوابعهم المُتمردة عليهم منتصف القرن الثاني عشر الهجري إلى نهاية القرن الثاني عشر الهجري وما بعده. 

٣-(وهم فروعٌ عديدةٌ) 
الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شُعَبٌ كثيرةٌ وبيوتُهم تَفَرَّقَتْ بين العرب وغير العرب داخل وخارج جزيرة العرب ومنهم القريب والبعيد في سلاسل النسب ومنهم من عَقَّبَ ومنهم من لم يُعَقِّبْ وكان معهم حلفاؤُهم من أبناء عمومتهم الأشراف الهاشمية ومن ذراري لؤي بن غالب القرشية وحلفاؤهم من العرب وتوابعهم من أعراق مختلفة مُركبين في سلاسل نسبهم وهؤلاء الحلفاء والتوابع مفروزون ويعرفون بالعد والتسلسل وبأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم وكذلك بتحليل الحمض النووي DNA في الوقت الحاضر. 

٤-(منهم: بنو قاسم منهم: الأمير القاسم بن أحمد بن علي بن محمد بن قاسم بن علي بن محمد بن قاسم بن عبدالله بن قاسم بن عيسى بن محمد بن موسى بن يوسف بن قاسم الأخيضري) 
وبنو قاسم أو القواسم يُعرفون بذلك نِسْبَةً إلى جدهم (القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني المُلَقَّب زُغَيْب) في أعلى السلسلة وأمَّا هذه السلسلة التي أوردها المؤلفُ للشيخ الأمير الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية فليست بسلسلة نسبه الأصلية وأمَّا سلسلة نسبه الأصلية الواردة في المصادر المخطوطة تناقلاً وإلحاقاً للأطراف بالأصول جيلاً عن جيل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية فهي:

الشيخ الأمير الشريف القاسم بن حُمَيْدَان شيخ شمل عشائر العرب في جنوب غرب الجزيرة العربية بن إسماعيل بن سليمان بن إسماعيل بن عبدالله بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن بن محمد بن يوسف بن موسى بن عمران بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن موسى بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني بن يوسف الأخيضر الثاني بن محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن السـبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية المطلبية القرشية

ولمَّا كان الحليف يُضافُ في سلسلة نسب حليفه والتابع يُضافُ في سلسلة نسب متبوعه وتابع التابع يُضافُ في سلسلة نسب التابع وكان الغرضُ من علم النسب هو الاحتراز من الخطأ في نسب الشخص فقد أخذ النسابون الأصوليون - أعلى النسابون درجة - بكل الوسائل الممكنة للاحتراز من الخطأ وخلط الأنساب وأثبتوا حلفاء وتوابع كل شريف هاشمي على حده وبيَّنوهم أحوالَهم وأعمالهم ووصفوهم ونبَّهوا عنهم في أمانة النسب احترازاً من الخلط وليس التشهير وأَمَّا من أساء بعد ذلك من ذراري هؤلاء التوابع إلى ذراري متبوعيهم فقد تَوَجَّبَ بيانُ حالهم. 

وأَمَّا الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل المذكور وابنيه الشريفين عبدالله المُلَقَّب عبدل ومرحوم (الأول المُتقدِّم) ومحمد الملقب العجاج وابنته الشريفة الفارسة نقية هم أصحاب الرحلة من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية إثر القحط في القرن التاسع الهجري وكان عندهم الكثيرُ من الحلفاءِ العربِ ومن التوابعِ من أعراق مختلفة وكلَّفُوهم بأعمال مختلفة، وهؤلاء الحلفاء العرب والتوابع مُضافون في سلاسل نسبِهم إضافةَ خؤولة أو حلف أو تبعية أو محبة، والشريف قاسم بن حميدان المذكور سكن نواحي سيح الأفلاج بعد نزوله من بلاد اليمن وكان عنده تابعين يخدمانه أحدهما كردي والآخر حبشي، والشريف قاسم وأولاده كان عندهم توابع كثيرون ومنهم ذلك التابع الكردي (نابت) المجلوب الهارب من متبوعه الشيخ الأمير الشريف مضحي الأكبر (ت نحو ٩٧٠ هجرية) بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى الأشراف القواسم الآخرين عبدالله ومحمد ونقية أبناء الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القواسم وذراريهم في إقليم الأفلاج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وألحقوه بعد لجوئه إليهم في توابع المَضافة وعَمِلَ في الطبخ والنفخ وبعد وفاة متبوعيه تقلَّد سيفَ متبوعه الشريف القاسمي وادَّعَى في نسبه وَوَرِثَ ديارَ متبوعيه وتقاسَمَ أموالَهم مع التوابع الآخرين وتَأَمَّر على التوابع الآخرين ثم هرب بعد ذلك خاطفاً معه إحدى زوجات متبوعه الشريف القاسمي وأقام عند مورد الماء متخفياً بين العرب نواحي شرق الجزيرة العربية وعُرِفَ الموردُ باسمه وأَمَّا ذراريه ومن ينضافُ إليه ويتسَمَّى باسمه ونسبه منهم من يَتَسَمَّى باسم ونسب متبوعهم الشيخ الأمير الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القواسم الأخيضرية المذكور وأكثرهم لحقوا في تكتلات العشائر وتخَفَّوا في حلف واسم ونسب القبائل العربية ومنهم في نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية ومنهم في نواحي شرق الجزيرة العربية ومنهم في إقليم الأفلاج وإقليم الوشم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ومنهم في نواحي حائل شمال الجزيرة العربية وهم يُعرفُونَ به ويُورِدُونَهُ في سلاسلهم وفي تراكيب تكتلاتهم العشائرية الداخلين فيها. 

وأمَّا أولاد الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية أثبتهم النسابون الأصوليون في مصادرهم وفرزوهم عن الحلفاء العرب والتوابع من أعراق مختلفة المضافين في نسب الشريف قاسم بن حميدان بن إسماعيل القواسم المذكور ونَبَّهُوا إلى تلك الحلفاء والتوابع. 

٥-يُلاحَظُ استخدامَ المؤلف لعبارة الاشتهار (شهر) في أكثر من موضع، وأَمَّا الشُّهرة فليست حكراً أو محصورة على الأشراف الهاشمية الأصلية وذراريهم فكما يشتَهِرُ الشريفُ الهاشمي الأصلي كذلك يشتهرُ الشريف الهاشمي غير الأصلي من المُضافين في نسب متبوعيه أو حلفائه الأشراف الهاشمية الأصلية ثُمَّ يُبْنَى على شهرة هذا الشريف غير الأصلي سلاسل مُركَّبة، وكما يُقالُ: حليف الشريف شريف وتابع الشريف شريف، ويوجدُ الكثيرُ من الأشراف الهاشمية غير الأصلية من الحلفاء العرب والتوابع من أعراق مختلفة ممَّن لهم شُهرة طاغية عند عوام الناس أكثر من شهرة الشريف الهاشمي الأصلي، ومن هؤلاء العرب والتوابع مِمَّنْ تَمَرَّد على حلفائه أو متبوعيه الأشراف الهاشمية الأصلية بعدما كانَ حليفاً أو تابعاً لهم حاكماً لهم على ناحية أو ديار وبعدما ذاق لذةَ الحُكْم والسُّلطة خلع طاعَتَهم وسلَ السيوفَ في وجوههم وتبعه الناسُ وفرض سيطرتَه وقطعَ الرقاب وسكَ العملة باسمه وقال إنه شريف هاشمي واشتهر بين عوام الناس بهذا الادعاء وخافوا سطوته وهو مجرد إضافة وتركيب في نسب متبوعيه أو حلفائه الأشراف الهاشمية مثل التابع (شكر الله) البربري المُتمرِّدَ أو من كان قبله أو بعده مِمَّنْ أخذَ حُكم مكة المكرمة والمدينة المنورة نواحي الحجاز من عرب سُلَيْم أو التوابع من البربر والكرد ويهود الحجاز والدروز وغيرهم في فترات تاريخية. 

وحلفاء وتوابع الأشراف القواسم الأخيضرية يتسَمَّون باسم القواسم الأخيضرية واشتهروا بشهرة حلفائهم ومتبوعيهم الأشراف القواسم الأخيضرية داخل وخارج جزيرة العرب.

وكان من عادة ذراري الأشراف الأخيضرية قبل تفرُّقِهم ورحيلهم عن الديار يَسْتَبْقُونَ بعضَ حلفائهم أو توابعهم في الديار لحراستها وعمارتها وتسودُ الديارُ بهذه الحلفاء والتوابع عندما لا يعودون إليها بعد ذلك، وعندما يُتَوَفَّى الشريفُ الهاشمي منفرداً وليس حوله أحداً من ذراريه أو أبناء عمومته ترثه حلفاؤه وتوابعُه ويتقاسمون ماله ودياره ويأخذون سيفه ويدَّعون في نسبه، والتوابع إذا قوي أمرهُم أذاقوا ذراري متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية أنواعَ الإذلال وبغضُهم لمتبوعيهم ليس له حد وليس له حل.

ولذلك فالشهرة تَتَعَدَّدُ عند النسابين بتعدد درجاتهم والنسابون الأصليون أعلاهم درجة وميَّزُوا بين الشهرة الأصلية وبين الشهرة غير الأصلية من التركيب والإضافة وفرَّقوا بين النسب الأصلي الأبوي العرقي وبين النسب التركيبي غير الأصلي وفرزوا سلاسل النسب الأصلية من سلاسل نسب التركيب غير الأصلية. 

وأمَّا النسابون فهم درجات وكل نسابة أثبتَ الأنساب حسب درجته وإمكانياته وقُدُراته وكتب الأنساب المخطوطة والمطبوعة بما فيها هذا الكتاب المخطوط فهي كتب مُختصرة للدراسة والتحشية وتداول نُسَخِها بين الناس وأكثر ما يردُ فيها من سلاسل نسب مُشَجَّرة أو مبسوطة هي سلاسل تراكيب وإضافات ودخول في نسب آخر/ الغير ويوجدُ فيها الكثيرُ من المُضافين في نسب الأشراف الهاشمية القرشية العربية من العرب أو التوابع من أعراق مختلفة.

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:

كتاب (الأم في الأنساب المجموعة وذيله، المُسَاوى بن إبراهيم الحُشَيْبِرِي اليمني الذي كان حيَّاً في نحو عام ١٢٥٤ هجرية وحفيده الذي كان حياً في عام ١٣١٨ هجرية، مكتبة الأهادلة، اليمن، صفحة رقم: ...).






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق