الأربعاء، 30 مارس 2022

(الحماحميين) و (الملاحين) في عدن ببلاد اليمن الوارد ذكرُهم في كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) للمقدسي.

هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن (الحماحميين) و (الملاحين) الوارد ذكرُهم في كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، محمد بن أحمد ابن البناء البشاري المقدسي (٣٣٦-٣٨٠ هجرية)، تحرير وتقديم/ شاكر لعيبي، ط١، ٢٠٠٣ ميلادية، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، الصفحة: ١١٦) وقال عنهم المؤلف: ("وبين الحماحميين والملاحين بعدن عداوات وحروب")، والمُحرر (شاكر لعيبي) لم يُعَرِّفْ (الملاحين) بينما عَرَّفَ (الحماحميين) في الهامش (٢١٨)  مرةً بالنسبة إلى نوع من الأصباغ ومرةً بالنسبة إلى نبتة عطرية ومرة بنبات ينبُتُ في أرض اليمن ومرة بعشبة كثيرة الماء ومرةً بريحانة طبية نقلاً عن معاجم اللغة وابن البيطار ثم ختم تعريفه بقوله: ("وربما تعلق الأمرُ بباعة هذه الريحانة").
 
وأمَّا هؤلاء (الحماحميين) و (الملاحين) في عدن جنوب بلاد اليمن ورد ذِكْرُهُم في المصادر المخطوطة القديمة المُتناقلة جيلاً بعد جيل من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهما مجموعتان منسوبتان إلى ما كانوا يعملون من أعمال معيشية آنذاك في نواحي عدن وأَمَّا (الحماحميين) هم رعيان الماعز والغنم من البرابر وغيرهم من الرعاة واحدهم (حمحام) أو (حماحم) اختلاف ألفاظ وهو لقب حرفة وعَمَل وهو مأخوذٌ من العمل في رعي الغنم والماعز وتقريب الأنثى من الذكر للتلقيح 
و(الحَمْحَمَة) هي صوت الفحل إذا أراد السِّفَاد وهؤلاء الرعيان منهم التابع (حمحام) البربري راعي الماعز والغنم وأَمَّا (المَلَّاحِيْن) هم من لهم خبرة في استخراج الملح من البحر بطريقتهم ويعملون في ممالح عدن واحدهم يُسَمَّى (مَلَّاح) والاسم مأخوذٌ من اسم المِلْح والعمل في هذه الحرفة.

وأَمَّا هذا التابع (حمحام) البربري المذكور فهو مضاف في نسب متبوعيه الأشراف الهاشمية إضافةَ تبعية وتركيب وليس عرق وصُلْب وأَمَّا ذراريه ومن يتسَمَّى باسمه ويَنْتَسِبُ إليه ويُضِيْفُ نسبَه فيه ويختلِطُ مع ذراريه من ذراري التوابع الآخرين رحلوا وتفرَّقُوا في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب وهم مَفْرُوزُن ويُعْرَفُونَ بالعد والتسلسل وبأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم وتراكيبهم وكذلك بتحليل الحمض النووي DNA في الوقت الحاضر.
 
وهذا التابع (حمحام) البربري القديم الراعي هو غير أي تابع آخر أو شخص آخر يتشابه معه في الإسم واللقب والرحلات والتواريخ داخل وخارج جزيرة العرب.

 وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:
كتاب (أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم،  محمد بن أحمد ابن البناء البشاري المقدسي (٣٣٦-٣٨٠ هجرية)، تحرير وتقديم/ شاكر لعيبي، ط١، ٢٠٠٣ ميلادية، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، الصفحة: ١١٦).




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق