الأحد، 20 مارس 2022

ظاهرة بيع الطعام المطبوخ بعد القرن الثاني عشر الهجري في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن نشوء ظاهرة بيع الطعام المطبوخ بعد القرن الثاني عشر الهجري في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهذا الإتجار ببيع الطعام بعد طبخه ظَهَرَ بعد توقُّف مضافة الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في ديارهم القديمة الموقوفة المعروفة باسم (الحُمَيْدِي) في وسط بلدة الحوطة القديمة على الضفة الغربية لمجرى سيل وادي الحوطة بعد تَمَرُّد توابع الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية عليهم وإفقار توابعهم البيض المتمردة لهم وانتهاب توابعهم لأموالهم وخيلهم وإبلهم وديارهم ومواردهم و ومراعيهم ومشاركة هذه التوابع من أعراق مختلفة لبقية التوابع في التمرد وسل السيوف والقيام على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وإعانة العرب لهذه التوابع المتمردة في خلع طاعة متبوعيهم في سنوات النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وبعد مقتل الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية على يد توابعه في عام ١٢٠٠ هجرية وتغيُّر أحوال الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وتغلُّب توابعهم عليهم وتفرُّقهم توقَّفَتْ مضافتُهم العريقة التاريخية التي كان يرتادها الضيوف والقادمون لبلدة الحوطة وسوقها والمسافرون والعابرون والجائعون من أهالي بلدة الحوطة المذكورة ووُجِدَ بعد ذلك مَنْ كان يطبخُ الطعام ويبيعه إلى مرتادي سوق بلدة الحوطة من أهالي البادية واستمرتْ هذه الظاهرة حتى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري تقريباً وكان آخر من باع الطعام المطبوخ إمرأةٌ طبختْ الطعام في بيت تسكنه في (حي الحُمَيْدي) وباعته إلى البادية الوافدين إلى سوق بلدة الحوطة وكان هذا الطعام المطبوخ يُسَمَّى (الحَمِيْس) وهو مرق اللحم المطبوخ مع الباذنجان والقرع بعد تقطيع الجميع إلى قطع صغيرة وكانَتْ تشتري اللحم من (المَقْصَب) والخضار من (سوق القاع) وبعدما يضُنج ما تطبخُه يأتي إليها الباديةُ عند باب بيتها ما بين العِشَائَيْن لشراء الحميس بالبياز حاملين معهم الآنية من طِيَاس ونحوه لتضعَ لهم فيها الحميسَ وبعدها يذهبون عائدين إلى موضع إقامتهم في سوق بلدة الحوطة ويأكلون الحميس ويغمسون التمر في مرقه ثُمَّ ينامون. 

وأَمّا (حي الحميدي) هو حي قام قديماً على ماء و ديار قديمة موقوفة على ذراري الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وفي أطراف من هذه الديار أمر الأشرافُ القواسم الأخيضرية ببناء البيوت وكانَتْ تُبْنَى آنذاك بالطين وأساسها من الحجارة وأسقفها من خشب شجر الأثل وأحلَّوا حلفائَهم من العرب وتوابعَهُم للسكنى فيها وجزءٌ من هذا الحي يُسَمَّى (الحِلَّة) بعد إسكان الحلفاء من العرب والتوابع فيه وفي طرفه الشمالي يُوجدُ سوق بلدة الحوطة المذكورة وفي طرفه الغربي يُوجدُ (المقصب) موضع جزر المواشي وبيع اللحوم وأَمَّا هذه الديار والبيوت تعرَّضَتْ لتقلُّب الأملاك وخرجتْ من يد الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعد تغيُّر الأحوال عليهم وتمرُّد توابعهم وتداولتها الأيدي بعد ذلك، وأَمَّا الأشراف القواسم الأخيضرية كان لهم ديار وموارد عديدة متوارثة في بلدة الحوطة المذكورة وليس فقط هذه الديار المسماة (الحميدي). 

وأَمَّا (القاع) أو (سُوق القاع) فهي تسمية دارجة في بلدة الحوطة المذكور لسوق البلدة وهو موضع البيع والشراء وما زالت دارجة حتى الآن على الألسن وهي تسمية يهودية عبرية قديمة من لغة العرب القديمة الأولى وأَمَّا من هو خارج بلدة الحوطة فيسمونه (سوق الحوطة). 

وأَمَّا (الحميس) فهي تسمية دارجة في بلدة الحوطة المذكورة للحم المُقَطَّع قطعاً صغيرة وهم يقولون: حَمَسَ اللحمَ أي قَطَّعَهُ قطعاً صغيرة. 
وأَمَّا (الطِّيَاس) فهي تسمية دارجة في بلدة الحوطة المذكورة للإناء المعدني المعروف على شكل نصف كُرَة واحدته (طاسة) وبعضهم يُسَمِّها (غَضَارَة) وجمعها (غَضَار). 

وأَمَّا (البِيَاز) واحدتها (بَيْزَة) فهي تسمية دارجة في بلدة الحوطة المذكورة للعملة النحاسية العُمانية المعروفة دائرية الشكل وكل ست بياز تُسَمَّى (جَدِيْدَة). 

وأَمَّا (العشائين) الفترة ما بعد دخول وقت صلاة المغرب إلى دخول وقت صلاة العشاء. 

وأَمَّا البدو الذين كانوا يرتادون سوق بلدة الحوطة للبيع والشراء كانوا عادةً يُنَوِّخُوْنَ إبلَهم في وسط سوق بلدة الحوطة إذا كانوا ينوون الإقامة لمدة قصيرة وأَمَّا إذا كانوا ينوون الإقامة لمدة طويلة فينوخون إبلهم في مجرى سيل وادي بلدة الحوطة القريب من السوق. 

وأَمَّا مَضافة الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في ديارهم القديمة المُسَمَّاة (الحميدي) في وسط بلدة الحوطة فآخر من قام عليها الأشرافُ آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وكانتْ نارهم للضيافة عامرة وبواطي طعامهم من ثريد اللحم والتمر وافرة ومنادي الضيف يَلُحُّ بالصوت لدعوة الضيف والجائع ولا يبيتُ وافد أو ساكن جائعاً إلى أَنْ جارت وطَغَتْ عليهم توابعُهم وتَغَيَّرتْ أحوالهم، وتوابعهم الذين لم يلحقوا في بوادي العرب كانوا أشد بُغضاً وأذىً لهم من توابعهم الذين لحقوا في بوادي العرب والكل باغض وفي قلبه مرض الحقد، وسأتحدثُ عن هذه المضافة الشريفة في مفردة خاصة فيما بعد بإذن الله الكريم.  

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة ورواية كبار السن من أهالي بلدة الحوطة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق