الثلاثاء، 22 مارس 2022

مضافة الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في ديارهم القديمة المُسماة (الحُمَيْدِي) في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية .. البداية والنهاية.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن مَضافة الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وكانت في ديارهم القديمة الموقوفة المعروفة باسم (الحُمَيْدِي) في وسط بلدة الحوطة القديمة على الضفة الغربية لمجرى سيل وادي الحوطة وهي مضافتهم القديمة التاريخية المستمرة عبر القرون من أيام أجدادهم القديمة وآخر من قام عليها الأشرافُ آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وتوقَّفَتْ مع نهاية القرن الثاني عشر الهجري بَعْدَ مقتل الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية على يد توابعه في عام ١٢٠٠ هجرية وتَمَرُّد توابعهم عليهم وإفقار توابعهم البيض المتمردة لهم وانتهاب توابعهم لأموالهم وخيلهم وإبلهم وديارهم ومواردهم وأراضيهم ومراعيهم ومشاركة هذه التوابع البيض من أعراق مختلفة لبقية التوابع في التمرد وسل السيوف والقتل والتعذيب والتشريد والقيام على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وإعانة من وافقهم من العرب لهذه التوابع المتمردة في خلع طاعة متبوعيهم الأشراف الهاشمية في سنوات النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية، وبَعْدَ تغلُّب توابعهم عليهم فعلوا فيهم الأفعالَ الشنيعة ووصفوهم بأبشع الأوصاف لذمهم والحط من شأنهم وكسر نفوسهم وتنفير العرب عنهم وتضييع أنسابهم وإماتة ذكرهم وطمسوا قبورَ أسلاف متبوعيهم الأشراف الهاشمية والصالحين من حلفائهم العرب والتوابع لمحو آثارهم

وأَمَّا قبل تَمَرُّد توابع الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وتَغَيُّر أحوالهم فقد كَلَّفُوا توابعَهم بأعمال هذه المضافة الشريفة ومنهم من له لَقَبٌ مأخوذٌ من عمله الذي يعملُ به في المضافة وهم المعروفون بتوابع المضافة، والمضافة كان يُشرفُ عليها تابع وهو كبيرُ توابع المضافة، وأَمَّا من يتبعه من توابع فهم يقومون بأعمال المضافة من كنس ونظافة وجلب الماء للشرب والطبخ وغسل الأيدي ورش الماء أمام المضافة لمنع تطاير الغبار وجلب الحطب وفرش الديوان وإيقاد نار القهوة لتحميص البُن وطبخه وجزر الذبائح وطبخ اللحم وإعداد الثريد وجلب التمر من المخازن وصب القهوة وتقديم بواطي الطعام في المضافة والنداء على الضيوف والجائعين والغرباء الواصلين من يومهم لبلدة الحوطة في الطرقات وفي سوق بلدة الحوطة وكانَتْ تُوقدُ نارهم من دخول الليل عند مغيب الشمس والبواطي يُعجن فيها طحين البُر ويُخبَزُ العجينُ على حديد الصاج ويُثردُ مع اللحم ويُقَدَّمُ لضيوف المضافة وتوابع المضافة يكونون في انتظار الضيف والجائع ويُقَدِّمُون له الطعام والقهوة عند وصوله حتى تغيب نجمة الضيف أي بعد صلاة العشاء بساعة ولا يبيتُ وافدٌ أو ساكنٌ جائعاً والجائع الذي لا يريد تناول الطعام في المضافة يُحْضِرُ معه باطيته ويُوضعُ له فيها الثريد ويَنْصَرِفُ وكانَتْ المضافة قائمة تُعَدُّ فيها وجبة العشاء كل يوم والتوابع يَعْمَلُونَ فيها سواءً كان متبوعوهم الأشراف القواسم الأخيضرية مقيمين في الديار أو خارجها يَتَنَقَّلُون مع إبلهم للرعي في بوادي العرب وكانوا أصحاب باطية الجوعان بالثريد ولكن جارتْ عليهم توابعُهُم وأذَلُّوهم وساندتْ العربُ هذه التوابِعَ المتمردة في إهانتهم وأخرجوهم من مشيخات وأحلاف العرب وعاملوهم مُعاملةَ العرب المغلوبة ومن استطاع من متبوعيهم الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية رحل خارج الجزيرة العربية ومن لم يستطع الرحيل صبر على إهانتهم له مُجبراً وتوابعهم الذين لحقوا في بوادي العرب أقل عداوةً وبُغضاً ممن نزل القُرَى ولم يلحق في بوادي العرب ولكن الكل باغضون واشتركوا في أذيتهم وفي قلوبهم غل اتجاه متبوعيهم وكان متبوعوهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة شموساً أطفئوها ولم يحلُّوا مَحَلَّها بدءاً من شيخ شمل العرب وأمير نجد الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية (ت ١١٧٣ هجرية) وانتهاءاً بشيخ عربان نجد وحائل الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهذا الأمرُ لم يحصل فقط للأشراف الأخيضرية الحسنية فقط بل أكثر الأشراف الأصلية حصل معهم ذاك.
 
وأَمَّا الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية كانوا أغنياء عندهم أموال وتجارة ومضافات ولكن بعد ذلك تضعضتْ أحوالُهم بَعْدَ سيطرة التوابع عليهم وعلى أموالهم حتى صار عليهم ما صار من نكبة وضعف وبَعْدَ تَوَقُّفِ مضافة الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في ديارهم القديمة المُسماة (الحميدي) في بلدة الحوطة المذكورة نشأتْ ظاهرة بيع الطعام المطبوخ بعد القرن الثاني عشر الهجري في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.
 
وأَمَّا هذه المضافة الشريفة المذكورة فهي بيت شَعْر مضروب في الديار القديمة المذكورة المُسَمَّاة: (الحُمَيْدِي) وهو بيت الشعر المعروف عند العرب ويكون ذو شقين؛ شق للرجال وشق للنساء. 

وأَمَّا (الباطية) وجمعها (بواطي) فهي تسمية دارجة في بوادي العرب للقصعة وهو إناء تقديم الطعام والتسمية الدارجة لها في بلدة الحوطة المذكورة هي: (الصَّحْفَة). 

وأَمَّا (الحُمَيْدِي) فهي ديار وماء قديمة موقوفة على ذراري الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وعُرِفَتْ باسم حارسها وعاملهم عليها تابعهم البربري (حُمَيْد) والأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية كان لهم أيضاً ديار وموارد حولها وكذلك كان لهم ديار وموارد أخرى غيرها في بلدة الحوطة المذكورة وكانوا يُكَلِّفُون توابعَ الديار بفلاحتها وغرسها وزراعتها وحراستها ولترغيب توابع الديار وذراريهم في الإقامة والعمل فيها يتركون لهم محصولَ التمور والحبوب ويأخذون منهم الزكاة السنوية وكَلَّفُوا توابعَ لخرص التمور وأَخْذِ الزكاة منهم وصرفها في مصارفها المعروفة على الأهالي وكان للأشراف القواسم الأخيضرية ديار وموارد مياه وأراضي ومراعي ووديان كثيرة في القُرَى والبوادي في أقاليم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية من إقليم وادي الدواسر جنوباً إلى نواحي الجوف وحائل شمالاً وتعرَّضَتْ أملاكهم لتقلُّبات الأملاك عبر القرون وكان أشدها هذا التقلب الأخير بَعْدَ التمرد الأخير لتوابعهم عليهم وبَعْدَ ترك الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية لبوادي العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وحائل شمال الجزيرة العربية وبَعْدَ أَنْ خَفَّتْ وطأة توابعهم عليهم رحل بعضُهُم إلى ما تبقَّى لهم من موارد مياه وديار في جنوبي بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية واستقروا فيها.

وأَمَّا توابع مضافات الأشراف الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة عبر القرون فهم مضافون في سلاسل التبعية والتركيب في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية إثباتاً وتناقُلاً جيلاً بعد جيل وهم مفروزن فرزهم النسابون الأصوليون وشرحوهم في أمانة النسب وبيَّنُوا سيرتَهم من خوف الخلط بمتبوعيهم ويُعرفونُ بالعد والتسلسل وبأسمائهم وألقابهم وتراكيبهم وإضافاتهم وببُغضهم لذراري متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وكذلك بتحليل الحمض النووي DNA في الوقت الحاضر وكُلُّ شخصٍ يُعْرَفُ بسلسلته وتحليل الحمض النووي وعلى سبيل المثال يُوجدُ تابعُ مضافة فارسي قديم عند شريف هاشمي حسيني أصلي وهذا التابع الفارسي يَتَسَمَّى باسمه كثيرٌ من ذراري التوابع في نواحي العراق والذين يَدُّعُون في نسبه واسمه المُرَكَّب في نسب وسلسلة متبوعه الشيخ الأمير الشريف الحسيني الهاشمي ويقولون أنهم العشيرة الفلانية الحسينية الهاشمية ومثلهم كثيرون. 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ مَحلَ احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة: الإنترنت.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق