الثلاثاء، 2 نوفمبر 2021

اسم (شَنْبَل) أصله واشتقاقه ومعناه في لغة العرب.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن اسم (شَنْبَل) أصلاً واشتقاقاً ومعنىً في لغة العرب وأَمَّا (شَنْبَل) اسماً وكلمةً وفعلاً فهي قديمة في كلام العرب وأَمَّا أصلها فهو (زَنْبَر) والنون زائدة وبينها اختلاف في اللفظ فقط بين الشين والزاي وبين اللام والراء وجَذْرُه هو (ز ب ر) وهو اسمٌ قديم معروف عند العرب أطلقُوه اسماً على قضيب الرجل وأطلقوه على ما يُشْبِهُهُ من الأشياء في الشكل من حجر أو شجر أو قصب أو عظم أو قضيب حيوان ونحوه ولكتابتهم نصوص المعاملات وغيرها على القطع من جريد النخل التي سمَّوها الأزبار والزُّبُر سَمَّوا مَنْ يَكْتُب عليها زابراً واشتقوا من فعل الكتابة عليها (كَتَبَ) الفِعْلَ (زَبَرَ) وسَمَّوا ما كتبوه وما كتبوا عليها زبوراً من أيام العرب القديمة الأولى ثُمَّ توسَّعُوا في إطلاق هذه التسميات والاشتقاقات في كل ما كتبوا عليه من مواد أخرى.

و(شَنْبَل) هو فعل واسم على وزن الفعل وشَنْبَلَ المرأةَ وزَنْبَرَهَا وزَنْبَلَها وزَبَرَها وزَبَّبَها أي جامعها وملَأَ فرجَهَا بقض
يبه وأدخله فيه أخذوه من أسماء قضيب الرجل: (زُبُر) و(زُنْبُور) و (شُنْبُول) و (زُب: اختصروه وحذفوا حرفَ الراء من آخره) على أوزان وألفاظ مختلفة وكذلك منه سَمَّوا مُقدِّمات الجماع من لثم وتقبيل. 

و (شَنْبُول) هو اسم قضيب الرجل في لغة الفُرس وأهل الشرق. 

ومِمَّن لُقِّبَ (شَنْبَل): المؤرخ أحمد بن عبدالله شَنْبَل (٨٧٢ - ٩٢٠ هجرية) صاحب التاريخ المعروف بتاريخ شنبل وهو لقبٌ اشتهر به جَدُّه وامتد إليه وعُرِفَ به وتاريخه هذا طُبِعَ مرتين بتحقيق عبدالله بن محمد الحَبَشِي الذي قال في (ترجمة المؤرخ شنبل): "شنبل في اللغة من ألفاظ التكريم" ولم يُبَيِّن الحَبَشِي المُحَقِّقُ معنى أو وجهَ هذا التكريم روايةً أو درايةً وسبَبَ إطلاقه عليه بالتحديد وذَكَرَ معناه اللثم والتقيبل بالنقل عن ابن منظور في لسان العرب: "شنبل اسم وهو بمعنى قبَّلَهُ ولثمه" وأشار إلى تلقيب شخصين به وأورد ذكراً لبطن من العلويين بالحجاز يُعرفونَ ببني شنبل نقلاً عن الزبيدي صاحب تاج العروس وأورد تسمية المولدين لستة الأمداد أو الثمانية بالشُنبل نقلاً عن بطرس البستاني صاحب محيط المحيط والمُد هو وحدة الكيل المعروفة ثم خَتَمَ المُحققُ حديثَه عن هذا الاسم واللقب (شَنْبَل) وأشَارَ إلى أنه لفظٌ سائد يُطْلَقُ اسماً على الخُف الرقيق في اللغة الدارجة عند أهل عدن وغيرها. 

وأَمَّا الخُف يكون مخروزاً من الجلد ويُلْبَسُ في القَدَم لحمايتها من برد الشتاء، ويُسَمَّى زربولاً في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، ولشَبَهِ شَكْلِهِ بقضيب الرَّجُل في الإستطاعة سَمَّوه: (شَنْبَل) و (زرْبُول) وهما تسميتان تختلفان في اللفظ وتتفقان في الأصل اللغوي وفي إطلاقها على نفس الشيء، والتسمية (شَنْبَل) على وزن (فَعْلَل) هي نفسها (زَنْبَر) يوجد فقط إبدال بين حرفي الشين والزاي وإبدال بين حرفي اللام والراء وكذلك التسمية (زرْبُول) هي نفسها (شَنْبُول) يُوجَدُ فقط إبدال بين حرفي الزاي والشين وإبدال بين حرفي الراء والنون. 
 
و (زَنْبَر) و (زَنْبَل) و (زَمْبَر) و (شَنْبَل) و (شَمْبَل) و (شَنْبَر) و (شَمْبَر) و (سَنْبَر) لها نفس الأصل اللغوي مع اختلاف اللفظ بإبدال بعض الحروف وإدغامها. 

وزَبَرَ القرطاسَ كَتَبَ فيه ومَلَأَهُ بالكتابة، والزَّبْرُ كذلك استعملوه بمعنى المَلْء ومنه قولُهم في اللغة الدارجة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية: "زَبَرَ الزَّبِيْل" أي مَلَأَهُ بشيء كحبوب حنظة أو تراب ونحوه والزَّبِيْل والزِّنْبِيْل شيء واحد وهو المِكْتَلُ المصنوعُ من خوص النخل ويأتي بأحجام وأشكال مُختلفة ويُسْتَعْمَلُ كوعاء يُوْضَعُ الشيءُ والأشياء فيه وسمَّوه زَبِيْل على وزن فَعِيْل وزِنْبِيْل على وزن فِعْلِيْل بمعنى المملوء وزَبَرَهُ أي مَلَأَهُ ومنه قولُهُم: "قِدْرٌ مَزْبُورٌ بالماء" أي مملوءٌ بالماء. 

والزُّبَارَة والزُّبْرَة والزَّبائر في اللغة الدارجة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية هي تسمية يُطْلِقُونَهَا على الموضع المُرتفع والناتيء في الأرض المستوية وهي تضاريس وتشكيلات جيولوجية مُستطيلة مُمتدة أفقياً أو رأسياً وبعضها ذات أشكال دائرية من تلال رملية أو ترابية أو صخرية.

وزُبْرُ الحديد هو قضيبُ الحديد ويجمعونَهُ زُبَر وأزبار.
 
والشِّبْر هو قضيب من خشب أو معدن بمقدار ما بين الخُنصر والإبهام تقريباً واتَّخذوه وحدةً لقياس الطول وسمَّوه الزُّبْر وهو الشِّبْر اختلاف لفظ وإبدال ما بين الزاي والشين. 
 
ومعلومٌ أَنَّ لكل لقب معنى وسبب ويُوجدُ لقبٌ يحوي معنى المدح أو الذم أو مُجردٌ منهما. 

والأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأبناء عمومتهم الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية كانَ لهم أمارات ومشيخات عشائرية بين العرب في الشحور وحضرموت نواحي جنوب الجزيرة العربية من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبعد سقوطها في عام ٤٥٠ هجرية وتفرُّقهم بعدها في بوادي العرب داخل وخارج جزيرة العرب ومعهم في تلك النواحي والديار حلفاؤهم من العرب وتوابعهم من أعراق مُختلفة وهذه التوابع يُعرفونَ بالعد والتسلسل وبأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم وتراكيب بعضهم في بعض وببُغْضِهم لمتبوعيهم الأشراف الهاشمية وكذلك بتحليل الحمض النووي DNA في الوقت الحاضر. 
 
وإلى مُفردة أخرى تَتَحَدَّثُ عن تابع قديم من توابع الأشراف الهاشمية القرشية العربية المعروف ب (شَنْبَل) وامتَدَّ هذا الاسم في ذراريه جيلاً بعد جيل.  

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر الحديثة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:

خط الزبور (areq.net)

 

















































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق