الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

قراءة في بعض مُقدمة كتاب (عقد الجوهر الأنيق بذكر سادات نجد وما جاورها على التحقيق).

هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن عن بعض ما وَرَدَ في مُقَدِّمَة نُسخةٍ مخطوطة من كتاب (عقد الجوهر الأنيق بذكر سادات نجد وما جاورها على التحقيق، تأليف ...، مكتبة خاصة، اليمن) وهذا الكتاب المخطوط منه نُسخٌ مُنتشرة في المكتبات الخاصة في القُرَى والبلدات نواحي اليمن ومنه نسختان يتداولُ المُهتمون بأمور المخطوطات والتاريخ والأنساب صوراً منها ولم يصلني أيةُ نسخة َمنها ولذلك لم أَطَّلِعْ بالكامل على نسخة منها حتى تاريخ رقم سطور هذه المُفردة ومدار حديثي حول بعض نص ما وصلني من صورة الصفحة الأولى لمقدمة هذه النسخة المخطوطة ومَعْلُوْمٌ أَنَّ شيوخَ العلم والتلامذة اليمنيين قديماً يهتمُّون باقتناء الكتب واستنساخها وحَفِلَتْ مكتباتُهم الخاصة بنوادر المخطوطات. 

وأَمَّا تفريغُ نص بعض هذه المقدمة لهذه النسخة المخطوطة بقدر ما استطعتُ قرائته منها كما يلي (انظر الصورة):


(بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلقَ الإنسانَ من العدم، وتواترتْ آلاؤُه والنِّعَمُ، وبارك لعباده في كل ما أسبغ عليهم سبحانه ما أوسع في فضله والكرم، والصلاة والسلام على سيد السادات ولد آدم محمد النبي الأمين منذ القدم، وعلى آله الطاهرين أهل الجود والندى وأعلام العِلْم والهُدى، أَمَّا بَعْد:

فقد وفقني اللهُ في الحل والترحال، فله الشكرُ في كل حال  وعلى كل حال، وله المُنَّةُ وهو الكبير المتعال، فَإنَّهُ بَعْدَ إكمال السَّفَرَةِ _بفتح السين المهملة مع التشديد وسكون الفاء الفوقية الموحدة_ في مصر والشام والحجاز، وكاد أَنْ يتحول الأمرُ والواقعُ إلى مجاز من طول الغياب وتأخير الإياب وتَعَدُّدِ الاجتياز، الأمرُ الذي جعلني في تيقُّظٍ واحتراز.

وبَعْدَ أنْ أديتُ واجبَ السعي والطواف والصلاة في البلد الحرام الأمين مَنْ حُبُّه كائنٌ في القلب ويجري في الوتين، ثُمَّ وكانتْ زيارة الحبيب النبي المختار وكانتْ مملوءةً بالأنوار والمدد من الفرد الصمد، وقد رَقَمْتُ ذلك في كتاب (المِنَّة الثمينة والحلية الأمينة في زيارة المدينة) فَارْجِعْ إليه إنْ شِئْتَ تَجِدْهُ. 

ثُمَّ يممْتُ وجهي شطرَ العارض ونجد وأنا خَلِيٌّ من العوارض بكل هِمَّةِ وَجِد، قَطَعْتُ الفيافيَ والقِفَارَ والفدافدَ والأصحار بعون الملك القهار، وسَطَّرْتُ ما عَنَّ لي من أحوالها والأخبار ومَنْ التقيتُ من الأخيار وأعيان العترة الأطهار وما جرى في تلك البلاد من الحروب والأخطار وما لاقَيْتُهُ في سَفَرِي من الأهوال والأكدار وقد سَمَّيْتُهَا: (عقد الجوهر الأنيق بذكر سادات نجد وما جاورها على التحقيق)، وقد تحريْتُ الصوابَ في ذِكْرِ مَنْ ذكرناهم من الأمجاد وذِكْرِ بعضِ الحوادِثِ الطريفة والنُّكاتِ الظريفة مُتحريًا قولَ الحق وَوَصْفَ الواقعِ فيما يتعَلُّقُ بأنساب العترة المحمدية والعصابة العلوية حسنية وحسينية فإنَّ بني هاشم غرباءُ في هذا الزمان وهم هنا أغربُ وأغربُ جارَ عليهم الزمانُ ودَحَمَهُم بِظِلْفِه وقَرْنِهِ حَتَّى أصبح الشريفُ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ لا يُعْرَفُ له نَسَبٌ من شدة الرَّمْضَا والمِحْنَةِ اللَّظَّى ودُخَانِ اللَّهَبِ وتَغَيُّرِ العربِ واصطلاء رؤس السادة الأشراف في بلد العارض بما لا يوصِفُهُ الوُصَّافُ ولا يُحِيْطُ بِهِ الإشرافُ من عنف (كلمة أو أكثر سقطَتْ من التصوير) وجَوْر وقَدْ شَرَحْتُ بعضَ ذلك في الِمنَّة الثمينة وأثبتُ أنسابَ السَّادة إجمالاً...).

انتهى نصُ بعض هذه المقدمة. 

ويُمكنُ تلخيصُ ومُناقشَةُ بعض ماورد في بعض نص هذه المقدمة في النقاط التالية:

أ-المؤلف له رحلات طويلة أخذتْ منه وقتاً طويلاً وحدَّدها برحلات أربع:

١-رحلة للشَّام. 
٢-رحلة للعراق. 
٣-رحلة للحجاز. 
٤-رحلة لنجد. 

والمؤلف لم يذكرْ مَوْطِنَه الأصلي الذي بدأ منه رحلاته وهي رحلة ثم رحلة ثم رحلة ثم رحلة ولعله ذكر ذلك في بقية المقدمة أو في نص كتابه هذا أو في كتاب آخر له، وكذلك بعد الإطلاع على بقية كتبه يمكن معرفة غرض رحلاته الرئيس وهل هو السياحة الصوفية والاستكشاف أو طَلَب العلوم عند المشايخ أو التجارة ونحوه من أغراض الرحلات. 

 ب-الطابع الروحاني الصوفي عند المؤلف واضح عند وصفه لزيارته النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعبارة: (مملوءةً بالأنوار والمدد من الفرد). 

ج-ألَّفَ كتاباً خاصاً برحلته إلى المدينة المنورة وزيارة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية سَمَّاهُ: (المِنَّة الثمينة والحلية الأمينة في زيارة المدينة).

د-بَعْدَ إكمال المؤلف لرحلاته الثلاث في نواحي الشام ومصر والحجاز قام برحلة إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وإلى إقليم العارض خاصةً بعد زيارته للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة وخصَّصَ رحلتَهُ هذه في زيارة الأشراف الهاشمية في إقليم العارض المذكور ومقابلة شيوخ وأمراء وأعيان البيوت الهاشمية حسنية وحسينية للإطلاع على أحوالهم والوقوف على أوضاعهم والسماع منهم وتأريخ أخبارهم ووقائعهم وإثبات أنسابهم للحفاظ عليها من الضياع والنسيان خصوصاً بعدما أناخَ عليُهم الزمانُ بكلكله بعد تَمرُّدِ توابعهم عليهم ولذلك سَمَّى كتاب رحلته إليهم في نجد: (عقد الجوهر الأنيق بذكر سادات نجد وما جاورها على التحقيق)، 

-رحلة المؤلف إلى إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وزيارته للأشراف الهاشمية حَدَثَتْ في فترة ما بعد تَغَلُّب التوابع المُتمرِّدَة وطُغيانها على متبوعيها الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة (حَتَّى أصبح الشريفُ يَتَمَنَّى أَنْ يَكُونَ مِمَّنْ لا يُعْرَفُ له نَسَبٌ) هاشمي بَعْدَ ما تعرَّضُوا له من قتل وتعذيب وتشريد ونهب وسلب في سنوات الجور والتمرُّد وأحداث النكبة الكبرى الثالثة الأخيرة وتمرُّد التوابع من أعراق مختلفة في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وبدأتْ سنواتُ الجور والفتن في سنة ١١٥٧ هجرية بتمرد الرعيان المغول توابع الشيخ الأمير الشريف منيع بن الأمير سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وبعدها قَتْلِ التوابع للشيخ الأمير الشريف محمد بن إبراهيم آل محيا الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في عام ١١٨٦ هجرية ثُمَّ قتْلِ التوابع للشيخ الأمير الشريف عضيدان الأصغر بن الأمير منيع بن الأمير سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ شمل العرب نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانتهتْ في سنة ١٢٠٠ هجرية بقتلِ التوابع لمتبوعهم الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية شيخ العربان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وتوالتْ بعدها بعضُ الأحداث والواقعات نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية وخُتِمَتْ بتغلُّب التوابع المُتمردة على متبوعيها الأشراف الهاشمية وانتهابهم لهم وزوال أمارات ومشيخات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة في النواحي والديار في بوادي العرب وإطلاق هذه التوابع المتمردة الباغضة ومن وافقهم من العرب صفة (خَضِيْر) على متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة بقصد ذمِّهم وتنقُّصهم والتقليل من شأنهم بعد كسرهم لهم وتغلُّبِهم عليهم وتَرْكِ متبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة لتكتلات العشائر وأحلاف قبائل العرب في البوادي بعدما قاسوا فيها الأهوال وتكالبتْ عليهم فيها التوابعُ بعد إنكسارهم وخرجوا إلى بيوت فردية في الحواضر وأجبرتهم توابعُهم المُتغلبة على حرفٍ تترفَّعُ عنها بقيةُ العرب لكسر نفوسهم وإضاعة نسبهم وتنفير العرب عنهم ولذلك فالمؤلف شاهدُ عيانٍ قريبُ عهدٍ من تلك الفترة التاريخية المشئومة على الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية خاصة والأشراف الهاشمية عامة بعدما لَبِسَتْ توابِعُهم جلودَ النمور واستأسدتْ عليهم وأظهروا ما أخفتْ قلوبُهم من عداوة وبُغض لهم بَعْدَ تظاهُرهم بالولاء والمحبة قبل ذلك.
   
-

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق