الجمعة، 21 يوليو 2023

سيرة النسَّابة القاضي الشيخ الأمير الشريف شيخ الشرف عايِد بن سَلِيْم الخَــوَاوِرَة الحسينية الهاشمية (١١٨٥ -١٢٨٤هجرية).


هذه المُفْرَدَة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن سيرة الشيخ الأمير القاضي النسَّابة الشريف عايِد بن سَلِيْم الخَــوَاوِرَة الحسينية الهاشمية فهو الشيخ الشريف القاضي النَسَّابة شيخ الشَّرْف عايد (١١٨٥- ١٢٨٤ هجرية) بن سَلِيْم بن عمران بن محمد بن عامر بن محمد بن سالم بن عامر بن محمد بن سالم بن عامر بن سالم بن عوَّاد بن عيد بن عايد النَسَّابة الأول (موجود في عام ٧٤٠ هجرية) بن سليم بن سالم بن علي بن سالم بن حسين بن محمد بن حسن بن جعفر الخواري الثاني بن حسن بن علي بن محمد بن علي أمير وادي القُرَى ونقيب نقباء المدينة المنورة بن حسين أبو إدريس بن إدريس بن علي الخواري بن الحسن الثائر بن شيخ الشرف جعفر الخَـوَّاري بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.

وُلِدَ الشريف النسَّابة الشيخ القاضي شيخ الشرف عايد في عام ١١٨٥ هجرية وتربَّى في كنَفِ والده الشيخ الشريف سَلِيْم، تلقَّى الشريفُ المُتَرجم تعليمه على يد والِدِهِ والمشايخ الفضلاء في وقته، ونشأَ منذ نعومة أظفاره في بيت نَسَّابِيْن أصوليين وأخَذَ علمَ النَّسَب عن النسَّابين الأشراف الخواورة الموجودين في قوته وقرأ في التراث الخَــوَّاري وتَعَلَّم منه وشَغُفَ بعلم النسب وتراث أجداده الأشراف الخـــواورة الوقفي المتوارث المُتَنَاقَل في بيتهم الشريف جيلاً بعد جيل من القرن الثالث الهجري وقَبْلِه، رَحَلَ إلى البوادي والحواضر بين العرب وغير العرب داخل وخارج جزيرة العرب لجمع وتدوين الأنساب، وأَثْبَتَ الأنسابَ بقلمه وخَتْمِهِ وتحقِيْقِهِ، وأَوْصَى لولده الشيخ القاضي النسابة الشريف سالم (١٢١٠ - ١٢٩٥هجرية) بحفظ وتَنَاقُلِ الأنساب في جرود الخَــوارة ورحل معه ابنُه الشريفُ سالم في رحلاته للقضاء وجمع الأنساب.

وبالإضافة إلى أخذِ المُتَرْجَمِ علمَ النَّسَبِ عن النسابين الأشراف الخواورة الموجودين في وقته تَعَلَّم أصولَ القضاء العشائري والصُلح بين العرب وحَضَرَ مجالسَ قضاءِ الأشراف الخواورة للإصلاح بين العرب وصارت له مشيخة القضاء بين العرب وكان يُنِيْبُ ابنَه الشيخ الشريف سالم بن عايد في القضاء بين العرب بعدما أتقنه، وصارَ ولده النسابة الشريف الشيخ القاضي سالم بن عايد الخواورة قاضيَ العرب بعده بعدما كبر سنه وصار يشق عليه الرحيلُ، عاصَرَ المُتَرْجَمُ له واقعةَ الرَّعْي في عام ١٢٣١ هجرية ونشبَ الخلاف فيها بين العرب، وكانَ الخواورة حينها في حلف مع العرب أحد أطراف الواقعة وحَكَمَ فيها حاكم مكة في وقته برحيل العرب أحد أطراف الخلاف عن ديار الحجاز ونجد وكانَ بيت الأشراف الخواورة الذين منهم شيخ الشرف الشريف عايد وابنه القاضي سالم في حلف مع الطرف المحكوم عليهم بالرحيل فرحلا مع أحلافهم العرب شمالاً وانتَهى بهم الرحيل إلى صعيد الديار المصرية وإقامتهمَا في ديار نزلوها نواحي إسنا، وكان القاضي الشريف سالم بن عايد يَتَنَقَّلُ لجمع الأنساب ويرحلُ للقضاء بين العرب ما بين دياره في مصر ونواحي الجزيرة العربية بعد هذه الواقعة.

وللمُتَرْجَم الشريف عايد جروده وتحقيقاته الخاصة وتعُرف بجرود أو جرد عايد الخواري ونص ختمه على الجرود هو: عايد سليم عمران (انظر الصورة) وله إثباتات في السنوات الهجرية:
من ١٢٠٤ إلى ١٢٦٥ مابعدها.

ولشهرة الأشراف الخواورة بالقضاء وإتقان علم النسب الذي هو فنهم الأول عبر تاريخهم الطويل وَجَّهَتْ لهم سلاطين الترك العثمانية دعوات لزيارتهم بالباب العالي في إسطنبول وتلقى منهم الشريف شيخ الشرف عايد دعوات زيارة لإطلاعهم على عملهم في علم النسب وجمع الأنساب وفي إحدى الدعوات اعتذر الشريفُ عايد عن الزيارة بسبب المرض وبعث ابنه الشريف النسابة سالم نيابةً عنه.     

وبعدما كَبُرَ سِنُّ المُتَرْجَم وعَجِزَ عن الرَّحِيْل للقضاء وجمع الأنساب استقر في ديار الخواورة نواحي إسنا بصعيد مصر الأعلى وبها انتقلَتْ روحُهُ الطاهرة إلى بارئها في نحو عام ١٢٨٤ هجرية بَعْدَ عمرٍ مديدٍ مُباركٍ قَضَاهُ في الصُّلْح بين المتخاصمين وجمع وتناقل أنساب العرب وترَكَ سيرةً حسنة وإرثاً عريقاً وذريةً مُباركة تغمدُ الله روحه في نعيم الفردوس

وأَمَّا ولده الشريف النسابة سالم تَرْجَمَ له في الجرود ومنها هذه الترجمة التي تذكر رحلاته وهذا نصها (انظر الصورة):
(
عجالة تذكر
رحلتي مع والدي شيخ الشرف النسابة فريد عصره الوحيد من نوعه في قدراته في جمع النسب على أصول قد تناقلتها أجداده من جيل إلى جيل فهذا هو النسابة الذي لا يحتاج إلى من يُعاضِدُهُ، فهو جَمَعَ الإرث الخواري الشريف في الجوهرة المصونة في الأنساب المضمونة وكان لايُطْلِعُ عليه أحداً إلاَّ و ... ما عنده من العلم وكان ضنيناً على هذه العلم في الصدور والسطور فهو صاحب البيت عنده مفاتيحه قد تقلَّدَهَا دون غيره وانفردَ بها دون إخوته وربعه وصار ناراً على علم.

وهو شيخ الشريف وحكيم زمانه وقامع ضده بالحجة والبرهان ولا أستطيع ذكر صفاته وسماته إلا هو شيخ الشرف.

وبعد زيارتنا إلى جغبوب رحلت وحدي  إلى نواحي نجد في عام ١٢٧٧ هجرية وعام (٥)١٢٧ هجرية للحصر وإلحاق الأطراف بالأصول فجرت هذه الطريقة في الإلحاق والحفاظ على هذا العلم من غير أهله والجاهلين، ......... في سفينة ............. على هامته ويشرُفُ بأمانته ويُوصِلُ (علامته) إلى من يلزم الأمر بالوعي .......... وهو سيف على عاتق كثير من الناس وسلسلة في الرقاب و(كشف) الأسباب ووفيه (تقريب) الأحباب و(أحببنا تأليف) (هذه) ............... ولكن أحضرناه في الأصول بصحة المنقول من إلحاق الأطراف بالأصول وهذا نص ما نحن نقول.

نحن سالم بن عايد بن سليم بن عمران الخواري الحسيني الهاشمي القرشي سليل الشجرة المباركة والدوحة الطاهرة، رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.

ختم سالم عايد سليم.
). انتهى. 

هذا ما استطعتُ استظهاره والكلمات بين القوسين () استظهرتها بصعوبة من غير تأكُّد وتحتملُ قراءة أخرى وأَمَّا الكلمات التي جعلتُ مكانها نقط ثلاث فلم أتمكن من قرائتها لذا جرى التنبيه.

وأمَّا الشريفُ شيخ الشرف عايد أوصى كذلك في حياتِهِ لحَفِيْدِه الشريف حمدان بنِ القاضي الشريف سالم بن عايد في حفظ وتناقُل الجرود في البيت الخواري وبعد ذلك أوصى الشريفُ القاضي الشيخُ حمدان بن سالم بن عايد لِحَفِيْدِهِ الشريف إبراهيم بن رُشَيْد بن حمدان بن سالم بن عايد بحفظ وتناقل التراث الخَــوَّاري وبعَدَ ذلك أوصى الشريفُ إبراهيم بن رُشَيْد بن حمدان بن سالم بن عايد لابن أخيه الشريف علي بن أحمد بن رُشَيْد بن حمدان بن سالم بن عايد في حفظ وتناقل جرود التراث الخَـوَّاري الحسيني الهاشمي أطال الله في عُمُرِهِ ومتعه الله بالصحة والعافية وهو شيخ الشرف في هذا العصر وأمين الإرث الخواري في يومنا الحاضر في ديوان الأشراف الخواورة.

رحمَ الله السَّلَف وباركَ في الخَلَف. 

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من رواية حفيد المُترجَم باركَ اللهُ فيه).
مصدر الصور: 
تراث النسابين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية المتناقل جيلاً عن جيل.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق