الأحد، 7 مايو 2023

وسم الحلقة O .. الأصل والتاريخ والانتشار.

 

هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن وسم الحلقة O عند العرب وهو وسم للإبل نشأ متأخراً في فترة التوارد الكبير لرحلات رجوع عرب هوازن وسُلَيْم من الغرب إلى الشرق نواحي الجزيرة العربية ما بين حوالي منتصف القرن العاشر الهجري ٩٤٠ هجرية ومنتصف القرن الحادي عشر الهجري ١٠٥٠ هجرية وهو وسم إضافة واختراعي جديد وليس من وسوم العرب القديمة المعروفة قبل مجيء الإسلام ولا ينتمي إلى قبيلة عربية قديمة قبل ظهوره بعْدَ المشاكل والخلافات والواقعات التي حدثت بين هوازن وسليم وبين قحطان وأضيفُ إلى المطرق | وسم هوازن وسليم بالإجبار أجبرتهم قحطان على الوَسْمِ به ليكون خاصاً بهم يُمَيِّزُهم عن قحطان حيث كان المطرق | الوسم العربي الأول الأقدم المتوارث التي تسمُ به العربُ قديماً وهذا الوسم الحلقة O (الدائرة) يُضَاُف إلى المطرق | بدون مُلامسة أو اتصال وهما وسم هوازن وسُلَيْم - المطرق أصلي والحلقة إضافة - كما مر، ولهذا الوسم الحلقة O (الدائرة) دلالة ومعنى عندهم من حيث القوة والضعف وهو علامة ضعف ومعناه أنتم مُسَيْطَرٌ عليكم ولا تَخْرُجُوْنَ عن سيطرتنا، فهذه الدائرة ترمز إلى سيطرة قحطان عليهم وكلما زاد عدد الحلقات (الدوائر) زادت علامات الضعف.
 
أَمَّا هذا الوسم المعروف بالحلقة أو الدائرة O هو المطرق | وطرقه الحدَّادُ حتى استدار ثم أحكم غلق طرفيه باللحام وصار حلقة ودائرة تحيط بمن فيها إحاطة السوار بالمعصم لا يَخْرُجُ عنها وانتشر بعد ظهوره بين العرب في البوادي بعد تفرُّق من وسموا به ولحوقِهم في أحلاف العرب وأخذته العربُ عنهم ووَسَمَتْ به داخل وخارج جزيرة العرب وسمَّوه بأسماء أخرى ووسمتْ به بعضُ الجماعات في أحلاف عرب هوازن وسُلَيْم مُنفرداً وحيداً بدون الوسم المطرق | أو أي وسم أو وسوم أخرى ليتميَّزُوا بهذه الحلقة المنفردة O دون غيرهم في القبيلة وأكثر من يسم به O منفرداً بدون إضافة المطرق | أو أي إضافة أخرى هم توابع هوازن وسُلَيْم من أعراق مختلفة ويُعْرَفُون به ويتميزون به خصوصاً التوابع البربر وأخلاطهم ومنهم التابع شبيب وأبيه مهلب وأمه أم شبيب من أيام تبعيتهم للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وتراكيبهم في المنتفق في عرب هوازن ومن معهم من توابع مثل سعدون وإبراهيم أحمر العينين ومالك قبل بيع الأشراف الأخيضرية لتبعيتهم إلى الأشراف آل حسين الأصغر الحسينية الهاشمية وقبل طردهم من ديار الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ورحيلهم إلى العراق ولحوقهم في تبعية وخدمة ولاة الحكام والسلاطين توابع جباية لهم يجبون لهم العرب ثُمَّ بعد ذلك حصلتْ خلافات للذراري المنتسِبة إليهم ورحلوا عن مشيخة وحكم عرب المنتفق بالعراق وحل محلهم توابعُهم في المشيخة والأمارة في المنتفق، وبهذا الوسم O الدائرة أو الحلقة وَسَمَ هذا التابعُ شبيبُ المذكور وعُرِفَ به وسُمِّيَ هذا الوسمُ به ب (الشبيبية) وما زال معروفاً به حتى وقتنا الحاضر. 

وأَمَّا وسم العرب القديم الأول المُتَوارث هو الخط المستقيم المعروف بالمطرق | وهو يدلُ على الجنس الواحد ومعناهُ امتداد النسب في أصل العرب وهذا الوسم هو الوسم الأصلي وعنه تفرَّعَتْ بعض الوسوم الأخرى بعد ذلك عند العرب. 

وأَمَّا عرب هوازن وسُلَيْم معهم كثيرون جداً من توابعهم البربر في رحلات داخل وخارج جزيرة العرب، والقبيلة العربية تضم في أحلافها توابع من أعراق مختلفة وتتميز بكثرة توابع من عرق معين ولذلك يقال لهذه التوابع في هوازن وسليم: برابر هوازن وسليم وفي قبيلة أخرى زط وفرس وهنود القبيلة الفلانية وفي قبيلة أخرى: أكراد ويهود القبيلة الفلانية وفي قبيلة أخرى: شركس القبيلة الفلانية وهكذا.

وأَمَّا التوابع البربر توابع هوازن وسليم فقد وسموا بالحلقة الواحدة O والاثنتين OO والثلاث OOO ولحق كثيرٌ منهم في تبعية الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بعد تبعيتهم في هوازن وسُلَيْم ثُمَّ لحق كثيرٌ منهم في تبعية مجموعة آل قتادة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية بعد تبعيتهم للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهؤلاء التوابع البربر وأخلاطهم بعد خدمتهم لآل قتادة في كنس الرماد وجحف الكنائف رَكَّبُوا أنسابَهم في سلاسل متبوعيهم آل قتادة وادَّعوا في أنساب الأشراف الهاشمية القرشية وتوارثت ذراريهم وسم الحلقة (الدائرة) O جيلاً عن جيل يسمون بالحلقة الواحدة أو أكثر بدون إضافات ومنهم من أضاف معه المطرق | أو المغزل T وغيره من وسوم أخرى وهذه التوابع البربرية وذراريهم بعد لحوقهم في تبعية وسلاسل آل قتادة منهم من أَخَذَ حكمَ مكة المكرمة والمدينة المنورة في فترات تاريخية، وأَمَّا مكة المكرمة والمدينة المنورة لم يحكمْها بعد الشيخ الإمام الشريف ناصر الدين إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول الحسني الهاشمي سوى البطانةُ والأتباعُ تابعاً إثر تابع إلى أن أُبْعِدَ آخرهم عن حكمها بعد ذلك. 

وأَمَّا الوسم يتعَدَّد بما تعدَّدتْ عليه الأسلاف من أحلاف العرب. 
 
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر.

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
-تصميم الوسم، كاتب المفردة. 
-صورة الوسم على البعير / الناقة، الإنترنت. 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق