الأحد، 12 مارس 2023

الديار المُسَمَّاة الدويسية والأمير دهام بن دواس في كتاب الوجيز للباصم.


هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض ما ورد عن الدويسية والشيخ الأمير دهام بن دواس في كتاب (الأريج في بعض من سكن من ذرية الحَسَنَيْن المملكةَ والخليج، أحمد بن يحيى الباصم النعمي الحسني، ط٢، ١٤٤٣ هجرية، ٢٠٢١ ميلادية، ١٣٦) والباصم له عناية بالأنساب وهو مؤلِّف سعودي مُعاصر وسيأتي الحديث والمناقشة عن بعض ما ذكره فيما يأتي حسب صورة الصفحة التي وصلتني من هذا الكتاب مع ملاحظة وجود تعديل في أحد أسطر نص الصفحة باستخدام طامس وقلم حبر أسود:

١-( ... والذين استقروا بالقرب من الدويسية القريبة من حلة الدلم القديمة وهي مورد جدهم دهام بن دواس بعد نزوحهم من الرياض سنة ١١٨٧ هجرية وسُمِّيَتْ بذلك نسبةً إليه.). انتهى. 

وأَمَّا (الدُوَيْسِيَّة) المذكورة فهي مورد وديار الشيخ الأمير الشريف دُوَيْس الخواورة الحسينية الهاشمية القرشية العربية وهو كان موجوداً في القرن العاشر الهجري وكان حياً في عام ٩٣٠ هجرية وله عقب وهذا المورد والديار تُعْرَفُ به بالدويسية نسبةً إليه وهذا هو المُحَقَّق في المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل وأمَّا خَلْطُ نِسْبَتِها إلى دَوَّاس أبودهام فيعود سببه إلى ترك الشيخ الأمير دهام بن دواس بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ورحليه جنوباً إلى إقليم الخرج نواحي نجد عند الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية ودخوله في حسبهم مُستنجداً بهم وكان الشيخ دهام في آخر أيامه في حمايتهم وكان الأشراف الخواورة حينها في الدويسية ديار ومورد الشريف دويس الخواري المذكور ودهام لجأ إليهم خوف ملاحقته بعد محاولة قتله من بعض توابعه بعد انكشاف مؤامرتهم عليه في سنوات قيام التوابع البيض المتمردة على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وبعد رحيل الأشراف الخواورة عن الدويسية إلى ديار الخواورة بالكوفة نواحي العراق وغيرها من الديار تركوا فيها الأميرَ دهام وتوابعه من البربر وغيرهم من أعراق مختلفة إذ لم يرغب دهامُ بالرحيل مع الأشراف الخواورة وأخذ دهامُ الدويسيةَ بعدهم وهي مورد وديار الشريف دويس الخواري وليست ديار دهام بن دواس وليست ديار دواس أبودهام المذكورَيْن ومعلومٌ كذلك أنَّّ النسبة المؤنثة إلى دهام هي (دهاميَّة) وإلى دَوَّاس هي (دَوَّاسِيَّة) وأمَّا هذا المورد والديار أُخِذَتْ بعد وفاة دهام وتداولتها الأيدي بعد ذلك وتعرَّضَتْ لتقلُّب الأملاك كغيرها من أملاك الأشراف الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.  

٢-( ... الأمير دهام بن دواس بن عبدالله بن شعلان بن جلال بن محمد والذي يعود نسبهم إلى الأمير أحمد حميدان بن الأمير إسماعيل بن الأمير يوسف الأخيضر الثاني بن الأمير محمد الأخيضر بن الأمير يوسف الأخيضر الأول بن الإمام إبراهيم بن الإمام موسى الجون بن الإمام عبدالله المحض بن الإمام الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي عليهم السلام ...). انتهى.

وإذا نظرنا إلى هذه السلسلة نجدها تبدأ باسم (دهام) وتنتهي باسم (جلال بن محمد) ثم تُضاف إلى نسب الأمير أحمد حميدان بن الأمير إسماعيل بن الأمير يوسف الأخيضر الثاني الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
 
وأَمَّا هذه السلسلة المذكورة فهي غير أصلية وهي سلسلة تركيب وإضافة في نسب الأشراف الهاشمية وأَمَّا النسب الأصلي لدهام بن دواس فهو ليس في نسب الأشراف الهاشمية.

 وأَمَّا (جلَّال) و (محمد) فهما مذكوران عند النسابين الأصوليين وأثبتوهما في المصادر القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل. 

وأَمَّا (جلال) فكان موجوداً في القرن العاشر الهجري في عام ٩٥٠ هجرية تقريباً وهو مُضاف ومُركَّب في اسم ونسب حليفه الشيخ الأمير الشريف محمد الخواري الحسيني الهاشمي وليس ابناً أصلياً للشريف محمد الخواري بل هو حليف له ومن الرجال الملتفين حوله وهي إضافة حليف وصِلَتُهُ بالشريف محمد الخواري هي صلة حلف وإضافة وليست عرق وصُلْب وهو (جَلَّال) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو غير (جَلَّال) الآخر نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية. 

وأَمَّا (محمد) فهو شريف خواري حسني هاشمي وأعقب: علي وحسن وحمد، وأمَّا هذا (جَلَّال) السابق الذكر فليس أخوهم بل هو حليف كما أسلفتُ. 

٣-(هذا ما قرره العلماء الأثبات الجهابذة الثقات بالمراجع المعتبرة ... ). انتهى.

وأَمَّا علماء النسب (النسابون) فهم يتفاوتون في إتقان علم النسب ويختلفون في شروط إثبات الأنساب ولذلك فهم درجات وأعلاهم درجةً هم النسابون الأصوليون الذين يملِكُونَ أصول الأنساب القديمة المُتناقلة جيلاً بعد جيل ويُمَيِّزُون بين الشخص الأصلي في النسب وبين الشخص الداخل في النسب ويُمَيِّزُون بين السلاسل المستقيمة (الخالية من التراكيب) وبين السلاسل المائلة (تحوي إضافات وتراكيب) وفرزوا الأصيلَ من الدخيل وأثبتوا تواريخَ الأسماء الواردة في السلاسل وحدَّدُوا المُتَقَدِّمَ من المُتأخِّر وكانوا شديدي التحرُّز خوف الخطأ في نسب الشخص. 

وأَمَّا (العلماء) و (المراجع المعتبرة) عند الباصم فيُتفرض أنَّه أشار إليهم ولكنني لا أعلم من هم بالتحديد لأن صورة الصفحة التالية أو الصفحات التالية لم تصلني. 

وأمَّا كتب الأنساب المخطوطة والمطبوعة بما فيها هذا الكتاب فهي كتب مُختصرة للدراسة والتحشية وتداول نُسَخِها بين الناس وأكثر ما يردُ فيها من سلاسل نسب مُشَجَّرة أو مبسوطة هي سلاسل تراكيب وإضافات ودخول في نسب آخر/ الغير ويوجدُ فيها الكثيرُ من المُضافين في نسب الأشراف الهاشمية القرشية العربية وأكثرُ هؤلاء المُضافون فيهم هُم من توابعهم من أعراق مُختلفة بل وأكثر كتب أنساب الأشراف الهاشمية ألفها ويؤلفُها من المُتقدمين ومن المتأخرين من ذراري التوابع المُضافين في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية المطلبية القرشية العربية مثل: ابن الطقطقي تابع المَضافة وابن عنبة تابع العنب.

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد.

(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصورة:

كتاب (الأريج في بعض من سكن من ذرية الحَسَنَيْن المملكةَ والخليج، أحمد بن يحيى الباصم النعمي الحسني، ط٢، ١٤٤٣ هجرية، ٢٠٢١ ميلادية، ١٣٦).
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق