الاثنين، 31 أكتوبر 2022

لامية الشاعر الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية المُلَقَّب الخلاوي.


هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض ما ورد في إحدى قصائد الشاعر الكبير الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهي المعروفة بالقصيدة اللامية المنشورة في كتاب (راشد الخلاوي، عبدالله بن محمد بن خميس، دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر، الصفحات: ٢١، ٢٦٨-٢٩٣) وهذه القصيدة أنشأها الشريفُ راشد المُلَقَّب الخلاوي قبل تمرد توابع رعي الإبل من الرعيان الهنود ومن اختلط بهم على متبوعهم الشيخ الأمير الشريف أمير نجد وشيخ شمل عربانها الأمير منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية في عام ١١٥٧ هجرية وسلهم السيوف وخلعهم طاعته وأخذهم لإبله وتسببهم في سقوط إمارته بين العرب بعد تغلبهم عليه في الواقعة التي حدثت بينهم، وتلك الرعيان كانوا في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية المتسمين باسم راعي الإبل التابع المغولي الهندي القديم (...) ومركبين نسبهم في اسم الأمير منيع بن سالم ومتخفين في نسب واسم وحلف قبيلة عربية وينتخون باسمه، والشريف راشد وَجَّه مرسولَه الذي وصفه ب (الهتيمي) برسالة يشتكي فيها من الحب إلى الشيخ وايل النازل في وادي حنيفة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حيث ينزل قوم حبيبته (حكلا) وبنفس الوادي دار أمارة الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم ببلدة  النعمية حيث مدحه في هذه القصيدة وذكر في أبياتها أشخاصاً وأماكن وقبائل عربية وسنأتي على ذكر بعضها وتحديدها فيما يلي في ضوء المصادر القديمة المخطوطة المتناقلة جيلاً بعد جيل:

أ-الأشخاص

١-الشيخ الأمير الشريف سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، المتوفى في عام ١١٥٧ هجرية، المدفون بالمقبرة الأصلية بالوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وهو والد الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، أدرك تمرد رعيان الإبل والواقعة الأولى مع التوابع المتمردة في عام ١١٥٧ هجرية وتُوُفِّيَ بعدها في نفس العام، والشاعر الشريف راشد ذكر الشيخَ الأمير سالم بن محمد في هذه القصيدة باسمه (سالم) عند ثنائه على أبناء الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم والرجال الملتفين حوله وقال:

نَمَاهم نَجِيْب الخال من نَسْل سالم // ربّ الورى يَكْفِيْه ما دال دَايِلْ

٢-الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم بن محمد آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية، أمير نجد ومنطقة اليمامة، شيخ شمل عربان نجد وسط الجزيرة العربية، ذائع الشهرة والصيت في وقته بين العرب، المتوفى في عام ١١٧٣ هجرية، المدفون في المقبرة الأصلية بالوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، نكبته التوابع البيض المتمردة من أعراق مختلفة وانتبهوا جيشه من الإبل وأسقطوا أمارته في واقعة عام ١١٥٧ هجرية، وفي وقت أمارته على عربان نجد قامتْ تلك التوابعُ بالتمرد عليه وخلعوا طاعته وسلوا السيوف عليه وعلى الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابع الطاعة وانتبهوا الأموال وسفكوا الدماء واستمروا في السلب والنهب والحرب لما يقرب من نصف قرن هجري بعد تحريضهم، وبعد تلك الواقعة لبست التوابعُ جلود النمور وتوالى تمردُهم في البوادي والحواضر سنة بعد أُخرى حتى عام ١٢٠٠ هجرية وبعدها بسنوات قلائل، وللشريف الأمير منيع بن سالم عقب شريف، وله من الأبناء: ابنه الأكبر الشيخ الأمير الشريف سالم وبه يُكَنَّى بأبي سالم وله ذرية مع عرب الترابين في عريش ديار مصر؛ وله كذلك ابنه الشيخ الأمير الشريف عضيدان الذي قتله تابعه المجلوب (بخع) الفارسي الشرقي ومنه آل عضيدان ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، والشريف الأمير منيع بن سالم آل عضيدان كان في حلف أخواله في قبيلة بني عامر بن صعصعة الهوازنية ينتخي بنخوتهم في ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية ويَنْتَسِبُ إليهم حلفاً فيها، وكان في مصاهرات ورحلات معهم نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وشرق الجزيرة العربية والبصرة والكوفة نواحي العراق وغيرها، وكانت أمارته على العشائر والحكم بين العرب، وكان كأكثر الأشراف الهاشمية بدوياً في بوادي العرب في أحلاف القبائل العربية يتنقَّلون للرعي ويعيشون تحت بيوت الشعر ويَتركون توابعَهم في حراسة الموارد والديار وفلاحة الأراضي في القرى والبادية وهذه التوابع تُعْرَفُ بتوابع الديار والموارد وكانت التوابع مرتبين في ترتيب التوابع تابع يتبع تابعاً إلى أن ينتهوا في ترتيب تبعيتهم إلى الأشراف الهاشمية أخيضرية حسنية وخواورة حسينية ورسية حسنية وقواسم حسينية وجعافرة طيارية وغيرهم من الذراري الشريفة، والأمير منيع بن سالم اتخذ وادي حنيفة داراً لأمارته في منطقة اليمامة وكانت مضافته بيت شعر عند مورد الماء بالثليماء في بلدة النعمية في وادي حنيفة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهي ديار أمارة أسلافه الأشراف آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية القرشية في القرن التاسع الهجري من أيام الشيخ الأمير الشريف عضيدان الأكبر وقبلها من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية)، وكانت القلعة بديار المجمعة في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية تحت إمارته وحصلتْ له خلافات حول أمارتها وحكمَتْ له الأتراك العثمانيين بأمارتها، وبعد سقوط إمارته وانتهاب حلاله وأمواله وتغيُّر أحواله رحل من بلدة النعمية إلى الوادي الأخضر ببلدة الغاط في إقليم سدير نواحي نجد وسط الجزيرة العربية حيث تُوُفي ودُفِنَ بها بعد ذلك في عام ١١٧٣ هجرية، وكان عند الأمير منيع بن سالم كثير من الرجال والأتباع وأبنائهم الملتفين حوله كهولاً وشباباً ونشَّأهم على الفروسية وحمل السلاح والخصال الحميدة والعادات العربية الأصيلة وعاملهم معاملة أبنائه من صُلْبِه وانتخوا باسمه وركَّبوا نسبهم في اسمه وانتسبوا إليه ولذلك فالمنتسبون إليه على قسمين: قسم أصليون وهم من صُلْبَه وقسم آخر غير أصليون وليسوا من صلبه وهم مضافون إليه إضافة تركيب والنسابون الأصوليون فرزوهم وميَّزوا الأصليين والمضافين وأثبتوا ذراريهم إلحاقاً للأطراف بالأصول حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري في المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل، والشاعر الشريف راشد ذكر الشريفَ الأمير منيع بن سالم في هذه القصيدة بكنيته (أبوسالم) حين قال:

دار لابو سالم فتىً طال شبره // شَيْخ الكَمَام ومُنْتَدَى كلّ سايِل. 

وذكره مرة أخرى بصيغة النسبة إليه (منيعية) عند ثنائه على أبناء الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم والرجال الملتفين حوله وقال:

نزارية تَحْدَا لْمَحْدا ربِيْعَهْ // منِيْعِيَّةٍ تِدْعَى وْفَاة الخَصَايِلْ. 
 
٣-الشاعر راشد الخلاوي، صاحب هذه القصيدة ومنشئوها ومُرسِلُها، هو الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية الملقب (الخلاوي)، وهو ابن عم الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان المذكور ويلتقي معه في سلسلة النسب الشريفة، وزوجته هي الشريفة سلمى آل عضيدان التي زُوِّجَتْ إليه وهي صغيرة، أدرك وقت واقعة تمرد رعيان الإبل على ابن عمه الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم ولكنه لم يشترك في الواقعة ضد هؤلاء الرعيان المتمردة وعلم بها بعد وقوعها في عام ١١٥٧ هجرية، وأنشأ قصيدته المُسماة الروضة بعد هذه الواقعة في عام بداية الفتن ١١٥٧ هجرية يواسي فيها ابن عمه الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان ويحثه على إعادة الكرة على هذه التوابع المتمردة لإرجاعهم إلى الطاعة واستعادة أمارته واسترداد جيشه من الإبل التي أخذوها، وامتد به العُمْرُ بعد وفاة الأميرين منيع وأبيه سالم وكانت وفاته في أواخر القرن الثاني عشر الهجري، ادَّعى أنه خلاوي مرة وصليبي مرة وتنقَّل في رحلات في بوادي العرب وتخَفَّى في الهتيم والصلب بقصد المغالطة في النسب للتخفي خوفاً من الملاحقة والثأر بعد واقعة قتله للذي أساء إلى جاره، والشاعر الشريف راشد ذكر اسمَه (راشد) ولقبه (الخلاوي) الذي يتخفَّى فيه بأول بيت في هذه القصيدة:

يقول الخَلَاوِي والخلاوي راشد // وهو واقفٍ بالمَا قْبَال النّثَايِلْْ. 

٤-الشيخ وايل، هو شيخ عرب هوازن في وادي حنيفة آنذاك وله مصاهرة مع الأشراف آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأعقب ذراري لحقوا في هوازن البادية بعد سقوط أمارة الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية في عام ١١٥٧ هجرية، وأَمَّا هذا الشيخ وايل الهوازني المذكور المتأخر في القرن الثاني عشر الهجري هو غير وائل والد بكر بن وائل الموجود قبل مجيء الإسلام وأَمَّا بكر بن وائل دخلوا عن بكرة أبيهم في أحلاف عنزة، وهذا الشيخ وايل الهوازني المذكور كان معه العرب والتوابع الملتفين حوله والمتسمين باسمه والمركبين نسبَهم في اسمه (وائل) والمنتخين باسمه (أولاد وائل) والواسمين بوسمه ومنهم التوابع القجر ساسة الحمير وخصاتها.

٥-حكلا، لقب محبوبة الشاعر الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان المُتخفي بلقب الخلاوي، واسمها هو نورة بنت (ف) الصلبي، وقومها من صَلَب هوازن توابع لهوازن توابع الشيخ وايل الهوازني المذكور، رآها الشاعر الشريف راشد أيام تخفيه خوف الثأر وتنقله مع الهتيم والصَّلب بعد قتله الشخص الذي أساء إلى جاره، أحبها الشاعرُ الشريف راشد وفُتِنَ بها وانشغل قلبه بعشقها، والشاعر الشريف راشد ذكرها بلقبها (حكلا) في هذه القصيدة ٢١ واحد وعشرون مرة، وقومها لحقوا بعد ذلك في أحلاف القبائل العربية وتخفَّوا في حلف واسم ونسب القبائل العربية وتفرَّقوا داخل وخارج جزيرة العرب، والصَّلَب هم غير الهتيم، وأَمَّا الصلب فهم أقوام من الزط والقجر ويُعَدُّون عند النسابين الأصوليين من أصول قديمة غير عربية مثل الفرس والهند والبربر وغيرهم نظراً لدخول كثير من البربر والهند والفرس وغيرهم فيهم ولذلك فأكثرهم هم من غيرهم لحقوا فيهم وتسَمَّوا باسمهم ونسبهم وهولاء الزط والقجر أخذتهم الرومُ الصليبية شمال العراق والشام وتَسَمَّوا باسم الروم الصليبيين وانْتَسَبُوا إليهم ودخلوا في دينهم وتسموا باسم الصليب وأَمَّا الزط والقجر فيدينون بدين المكان الذي يعيشون وليس لهم دين محدد ومنهم من رحل إلى أوروبا وهؤلاء القجر والزط ومنهم عشائر النور من ذراري اللار من ذراري بريز القجري الكردي البنياميني اليهودي الإبراهيمي العربي وهم من ذراري كرد من ذراري بنيامين ويهودا ابني النبي يعقوب الملقب إسرائيل بن النبي إسحاق بن النبي إبراهيم أبو الأنبياء - على أنبياء الله السلام - والنبي إبراهيم من العرب العبرانيين من العرب القديمة الأولى وذراري يهودا وبنيامين لهم رحلات ما بين نواحي العراق ونواحي الشام ومختلطين بغيرهم وتعرَّضوا للغزو والإنكسار والسبي والتشريد أكثر من مرة وسباهم بختنصر وأسرهم وأذلهم وأخذ منهم الخيل والإبل وأعطاهم الحمير وأجبرهم على الحرف اليدوية لإضعافهم وكسر نفوسهم وبسبب ذلك سرى الضعفُ والتَّشَرُد في ذراريهم من ذلك التاريخ وحتى يومنا الحاضر، والصلب منهم جماعات ترحل لوحدها بين بوادي العرب ومنهم جماعات ترحل مع العرب مرافقين لهم وبعض القبائل كان معهم صلب توابع لهم ويُعرفون بصلب القبيلة الفلانية ويُقَلِّدُونَهم الأعمالَ اليدوية التي يترفع عنها بقية العرب ويقودون الحمير في رحلات القبيلة ويعالجون البهائم ومنهم ساسة خيل ومنهم من أصبح بعد ذلك شيوخاً وفرساناً في القبيلة العربية، وحب الشريف راشد لحكلا هو حب عذري وراشد من الأشراف الهاشمية بينما حكلا من الصلب وحسب عادات الأشراف والعرب يعتبرون الصلب من غير العرب ولذلك لا يتصاهرون معهم آنذاك، ولكن الحب يقع في القلب ويتجاوز عادات القبيلة والعرق وأشار الشريفُ راشد إلى ذلك في هذا البيت من القصيدة:

وكم عاشقٍ مَبْلِي بْمن لَيْسْ جِنْسهْ // مْشَقَّى بْمَنْ لا عَنْ مَعَانِيْه سايِلْ. 

٦-الهُتَيْمِي، هو مرسول الشاعر الشريف راشد بن مبارك آل عضيدان الذي حمَّله هذه القصيدة ليوصلها إلى الشيخ الأمير وايل الهوازني، وهذا المرسول هو من قبيلة هُتَيْم وهم غير الصلب، وأَمَّا الهُتَيْم فهم سبع قبائل عربية تَهَتَّمَتْ بعد إغارة أربع قبائل عربية عليها، وسبب تلقيبهم بهتيم هو بعد إغارة القبائل الأربعة عليهم وتكسيرهم لهم أي تهتيمهم، من الهَتْم أي الكسر، وهذه الوقائع التي هَتَّمَتْهُم مذكورة في رحلات القبائل في المصادر المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل، وهذه الوقائع والتهتيم حَدَثَتْ في وقت مضى من الزمن ولكن استردوا قوتهم بعدها وبقي الاسم فقط لكن هم الآن أقوى من كثيرٍ من القبائل الأخرى، وهتيم القبيلة المذكورة هي غير الأشراف الفرسان الأخوة الأشداء: مهتم على وزن مُفَعِّل وهتام على وزن فَعَّال وهتيم على وزن فُعَيْل أي تصغير ترخيم هاتم على وزن فاعل بمعنى كاسر وجميع هذه الأسماء هي أسماء قوة وفروسية وهم أبناء الفارس الشيخ الأمير الشريف مُحَطِّم الفواتك الخوارية الحسينية الهاشمية، والشريف محطم الخواري المذكور له سبعة أولاد وهم: مُهَتِّم وهَتَّام وهُتَيْم وصخر ولهب وحجر وضاعن وكلهم أشراف خواورة حسينية هاشمية. 
 
٧-النبي يوسف عليه السلام، نبي الله يوسف بن النبي يعقوب الملقب إسرائيل بن النبي إسحاق بن النبي إبراهيم أبو الأنبياء من عشائر العبرانيين من العرب القديمة الأولى.
 
٨-زليخا، زوجة عزيز مصر وزير ملك مصر آنذاك أيام مجيء النبي يوسف إلى مصر وقصتها مع النبي يوسف مذكورة في القرآن الكريم. 

ب-الأماكن
 
١-جو الثليماء، مكان قريب من المكان الآخر المُسَمَّى العِلْب في بلدة النعمية في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وهو مكان أمارة الأمير منيع بن سالم آل عضيدان وموضع مضافته وكان رجال العرب من البدو والحضر يأتون إلى مضافته للضيافة أو للتقاضي عنده في هذا المكان المعروف بالثليماء عند مورد الماء ببلدة النعمية بعدما يتقاضون عند شيوخ العرب ثم لا يرضون بالحكم ويلجأون إلى شيخ شمل القضاء والحكم الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان ليقضي بينهم.
 
٢-الحَمْراء، ثَنِيَّة في جبل العارض (طُوَيْق) في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وتُعرفُ كذلك باسم (أبا القِد)، وهو طريق جبلي تعبره الجِماَل، وهذا الطريق يصعدُ فيه المتجهُ من الغرب إلى الشرق باتجاه وادي حنيفة وبلداته الواقعة على ضفافه مثل بلدة حجر اليمامة وبلدة النعمية. 

٣-نفُود السِّر، كثبان رملية تمتد من جهة الشمال إلى الجنوب، ومفرده نفد وهو كثيب الرمل، وأُضِيْفَ هنا إلى السر لوقوعه بجوار بلدان السِّر يحفها من جهة الشرق، واسمه القديم هو رملة جُرَاد وهو واقع غرب منطقة اليمامة ما بين صحراء حايل من جهة الغرب والمَرُّوت حاف به من جهة الشرق، وهو غير نفود السرَّة.
    
٤-وادي حنيفة، وادي كبير من كبار أودية إقليم العارض في شماله وشمال منطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ويصب في إقليم الخرج، يُعرفُ كذلك باسم العِرْض وهو غير عِرْض عالية نجد ببادية هوازن، وأعراض منطقة اليمامة هي أوديتها وما عليها من قرى وحصون ونخيل وموارد، وأَمَّا العارض فهو جبل طويق الذي يعترض منطقة اليمامة من أعلاها شمالاً إلى أسفلها جنوباً، وأَمَّا اسم هذا الوادي المُضافُ إلى حنيفة هو اسمه القديم وما زال معروفاً به حتى يومنا الحاضر، وهو حنيفة بن لجيم بن صعب بن بكر بن وائل، وكان حنيفة ينزل في هذا الوادي ومعه سبعة أولاد.
 
٥-وادي ربيعة، هو وادي حنيفة، وكانت عرب هوازن في ذلك الوقت وتحديداً بني ربيعة بن عامر بن صعصعة مسيطرين على وادي حنيفة آنذاك، وكان الوادي حينها يُعْرَفُ بهم ولذلك وصفه الشاعر الشريف راشد بوادي ربيعة بإضافته إلى ربيعة جد بني ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية.
 
٦-وادي العرض، هو وادي الخنقة، يُعْرَفُ كذلك باسم وادي الْعَرين عند ساكنيه، أكبر وديان إقليم العِرْض في عالية نجد نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ويسيل من الغرب إلى الشرق ويصب في صحراء الحدبا، وإقليم العرض هو بادية هوازن القديمة، ويُعْرَفُ هذا الإقليم بأسمائه القديمة: العرض وعرض شمام وهذا العرض هو عرض باهلة وبه مناجم المعادن وهو سواد قبيلة باهلة العربية غرب منطقة اليمامة وغرب نفوذ السر، ووادي العرض عليه قرى وموارد ونخيل، وكل وادي فيه قرى وموارد مياه ونخل يُسمى عِرْض عند العرب، وبلدة القويعية أكبر بلدات هذا الوادي والإقليم، وإقليم العرض يسكنه الحضر والبدو وهو من الديار المشهورة كذلك بالهتيم والصلب. 

٧-وادي وايل، هو وادي حنيفة، وادي الشيخ وايل الهوازني العربي، شيخ وادي حنيفة آنذاك في القرن الثاني عشر الهجري، ولذلك الشاعر الشريف راشد وصف وادي حنيفة بوادي وايل بإضافته إلى الشيخ وايل الهوازني المذكور.
 
٨-بير باليمامة، البحث في المصادر المخطوطة القديمة لتحديد هذه البير ومعرفة سبب نصيحة ونهي الشريف راشد مندوبه بعدم الذهاب إلى هذا البير سيتغرق وقتاً وفي حالة العثور على المعلومة سأقوم بتحديث المفردة بإذن الله، وهناك اليمامة المنطقة وهناك اليمامة البلدة، وأما اليمامة المنطقة الواقعة شرق جبل اليمامة (طُوَيْق) والممتدة من حدود منطقة القصيم شمال نزولاً إلى إقليم وادي الدواسر عند حدود نجران جنوباً وتضم عدة إقاليم ومنطقة اليمامة داخلة في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وأميرها الأمير منيع بن سالم آل عضيدان في وقته وهو أمير أمارة اليمامة قبل سقوط أمارته في عام ١١٥٧ هجرية، وأَمَّا اليمامة البلدة فهي واقعة في إقليم الخرج عند نهاية مصب وادي حنيفة وبها الخضرمة عاصمة الدولة الأخيضرية (٢٥٢-٤٥٠ هجرية).

ج-القبائل والجماعات

 ١-أولاد وايل، أبناء الشيخ وائل الهوازني المذكور ومن معهم من أبناء ورجال العرب والتوابع الملتفين حوله والمنتخين باسمه (أولاد وايل) وهم غير بني وائل من وائل والد بكر بن وائل وأمَّا بكر بن وائل دخلوا عن بكرة أبيهم في عنزة كما أسلفت.
 
٢-ربيعة، بني ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية، ومنهم بني عُقَيْل وبني كلاب وبني خالد بن جعفر بن كلاب، أصحاب الصيت والشهرة في وقتهم في وادي حنيفة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربي في القرن الثاني عشر الهجري، حلفاء وأصهار الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية والأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية) ولهم رحلات ما بين نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وشرق الجزيرة العربية والبصرة والكوفة نواحي العراق خارج الجزيرة العربية، رحلوا من وادي حنيفة المذكور بعد سقوط أمارة الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان في عام ١١٥٧ هجرية وتفرقوا وهم أخواله.
 
٣-ظَفِيْر، حصن الذراري الهاشمية والقبيلة العربية الأبية المعروفة باسم الحلف الشريف المعروف بحلف الظفير المُنعقد على يد الشيخين الأميرين المُعمَّرَيْن الشريفين إبراهيم وأبيه شعيب الأكبر الأخيضرية الحسنية الهاشمية في عرب قحطان والأزد نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية في عام ٧٧٠ هجرية، وتُوجد بها بيوت هاشمية وذراري خوارية حسينية هاشمية شيوخاً وقضاة عشائر وأمراء في القبيلة ومعهم فيها حلفائهم من العرب والتوابع، ولهذه القبيلة رحلات ما بين البصرة والكوفة نواحي جنوب العراق وبين نواحي نجد وسط الجزيرة العربية ونواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ونواحي جنوب غرب الجزيرة العربية ولها وقائع وأمجاد وتاريخ عريق، وبعد سقوط أمارة الأمير منيع بن سالم في عام ١١٥٧ هجرية تركوا وادي النعمية ورحلوا بعد ذلك إلى شمال شرق الجزيرة العربية نواحي بادية البصرة والكوفة جنوب العراق بعدما توجَّب عليهم الرحيل وضايقتهم التوابعُ المتمردة بعد تغلُّبهم وإطلاق هذه التوابع العاصية ألسنتهم عليهم بالإساءة والتُّهَم.   

٤-عُقَيْل، عرب عقيل بن كعب ربيعة بن عامر بن صعصعة الهوازنية، القبيلة العربية العريقة أحلاف وأصهار الأشراف الأخيضرية الحسنية والأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية من أيام الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية وبعد قيام الدولة الأخيضرية باليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في عام ٢٥٢ هجرية، ومنهم الشيخين الأميرين عضيدان ومعضد العربيان الهوازنيان وهما أخوا الأمير منيع بن سالم من الأم وهما اللذان أشار إليهما الشاعرُ الشريف راشد آل عضيدان الملقب الخلاوي في قصيدته الخالدة الروضة:

فلولا منيعٍ سور هجرٍ وبابها // وابنا عُقَيْلٍ عصبةٍ من قرايبه.

٥-لَاْم، بالمد أو بالهمز لَأْم، القبيلة العربية المعروفة بالبأس والقوة والواقعات والتاريخ لعدة قرون هجرية قبل ظهور الحدود الدولية الحديثة ولها رحلات في بوادي العرب في نواحي اليمن والحجاز ونجد والعراق وغيرها، وهي من طيء من قحطان، وهي كغيرها من القبائل العربية تتشكل من أحلاف عشائرية وتضم أربعة عشائر رئيسية:
 
١-آل كثير، وهي كَثِيْر همدان القحطانية أيام شمال اليمن وحضرموت وتقسَّم حلفُهم بعد ذلك وتفرقُّوا وأكثر آل كثير هم بيوت أشراف خواورة حسينية هاشمية.
 
٢-الظفير، وسبق الكلام عنه.
 
٣-آل مغيرة، ومغيرة هو اسم شخص عربي وتُعرفُ هذه العشيرة باسمه.
 
٤-الفضول، وفضل هو اسم شخص كان موجوداً بعد مجيء الإسلام في أيام حكم بني العباس ببغداد نواحي العراق وتُعرفُ هذه العشيرة باسمه.
 
وبيوت قبيلة بني لام وعشائرها حالهم حال أية قبيلة أخرى منهم من عرق العرب ومنهم عرق غير العرب ومنهم بيوت أشراف هاشمية قرشية من الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية ومن الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية، والكل يجمعُهم حلفُ القبيلة، وبعد سقوط أمارة الشيخ الأمير الشريف منيع بن سالم آل عضيدان في منطقة اليمامة في عام ١١٥٧ هجرية وتَعَرُّضِهم للمضايقات رحل بنو لام وأكثر بيوت عشائرهم شمالاً نواحي شرق الجزيرة العربية والعراق خارج الجزيرة العربية. 

وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.

(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر المطبوعة وبالله التوفيق).
مصدر الصور: 

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق