هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن التابع (هليل) البربري تابع الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهو تابع بربري من أصول بربرية قديمة من البرابر النازلة من نواحي الغرب مع هوازن وسُلَيْم وهلال بن عامر الهوازنية إلى نواحي الشرق ونواحي الجزيرة العربية توابع للعرب يحملون لهم قرب الماء ويرشُّون لهم الدواوين بالماء وهو من مجموعة التوابع البربر ومن مجموعة كبار التوابع ومجموعة التوابع ساسة الخيل ومن مجموعة توابع القرن التاسع الهجري وكان موجوداً نحو عام ٨٥٠ هجرية وكَلَّفَه متبوعوه الأشرافُ القواسم في سياسة خيلهم كبيراً لساسة الخيل وفي القيام بالأعمال الشاقة ولذلك قَالَتْ فيه العربُ: (غزو هُلَيِّل لا يِمْرِحْ ولا يِقَيِّل) والتفتْ حوله الرجال والكثيرُ من التوابع وتَسَمَّوا باسمه وانتسبوا إليه ويُعْرَفُوْنَ بآل هليِّل.
َوهذا التابع (هليل) البربري حَدَثَتْ له خلافات وواقعات مع مجموعات التوابع الأخرى على المشيخة والأمارة في البلدات والقُرَى نواحي الجزيرة العربية وأخذ حُكْمَ الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية لفترة قصيرة وما لبثتْ مجموعات التوابع الأخرى اللاحقة في أحلاف القبائل العربية والبيوت الفردية برئاسة حاكم مكة أنْ أخرجوه منها بعدما تحالفوا ضده وتآمروا عليه مع الجروانية / آل جروان / بني جروان / الجراوين وأعوانهم من العرب والتوابع من أعراق مختلفة قبل مقتله في واقعة بلدة النِّعْمِيَّة شمال بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهي معركة وقعتْ بين (المردة) ومعهم حلفائهم وتوابعهم المعروفين بالمَوَالِفَة وبين مجموعة هذا التابع (هُلَيِّل) البربري ومن معهم بسبب الخلافات على المشيخة والأمارة في البلدات والقُرَى وصبَّحَتْهُم مجموعةُ الموالفة ومن معهم من العيونيين والقطيفيين في هجوم مباغت وكَسَرُوْا مجموعة (هليل) وَأَسْفَرَتْ الواقعةُ عن مقتل (هُلَيِّل) ومقتل من بقي من أولاده من صُلْبِه حياً قبل هذه الواقعة وعُرِفَتْ هذه الواقعة بيوم النِّعْمِيَّة ويوم الغَدِيْر ويوم المُغَيْدِر نسْبَةً إلى موضع الواقعة المعروف باسم غدير الماء في تلك الديار واشْتَهَرَتْ هذه الواقعة عند العرب بصَبَاحِ الموالفة وحَمَلَتْ توابعُ التابع (هُلَيِّل) البربري متبوعَهم (هُلَيِّلاً) ودفنوه في مقبرة الأشراف الأخيضرية في الجهة الغربية من الخضرمة الديار القديمة في الجهة الشرقية من بلدة اليمامة في نحو عام ٨٥٠ هجرية بعد رحلات وواقعات عديدة خاضها نواحي الجزيرة العربية مع الجروانية ومع توابع آخرين في معركة يوم الَحرِيْق في وادي نعام في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وانقَطَعَتْ ذراريه بمقتله ومقتل أولاده في الواقعات وتَسَمَّتْ توابعُهُ وحلفاؤه من العرب باسمه ويُعرفُون بآل هُلَيِّل رايتهم الراية اليومية يحملها التابع (سعد) بين أيديهم وتَفَرَّقُوا بَعْدَ ذلك في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب وأَمَّا بلدة النِعْمِيَّة ووالديها تُعْرِفُ بالنعمية باسم التابع نعمة الكردي راعي الغنم في هذا الوادي من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وكان بها مشيخة وأمارة للشيخ الأمير الشريف عضيدان الأكبر بن يوسف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أخي الشيخ معضد الأكبر الهوازني العربي من الأم في القرن التاسع الهجري.
أَمَّا واقعة يوم النعمية أو يوم المغيدر المذكورة عُرِفَتْ باسم المكان (النعمية) أو (المغيدر) وأمَّا واقعة يوم الحَرِيْق في وادي النعام في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية فعُرِفَتْ بهذا الاسم بعد حرق النخيل المغروسة على الموارد في هذه المعركة شمال بلدة النعام خارج البلدة في وادي النعام وهاتان الواقعتان حَدَثَتْا بعد رحلات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأبناء عمومتهم الأشراف الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بسبب القحط وانقطاع المطر والخلافات على تقسيم المراعي والموارد في النصف الأول من القرن التاسع الهجري.
وأَمَّا بعد استيلاء آل جبر الهوازنية على حُكْمِ الأحساء والقطيف نواحي شرق الجزيرة العربية من الجروانية وحلفائهم من العرب والتوابع رحلتْ الجروانية ومن معهم من العرب المحالفين لهم وتوابعهم من نواحي شرق الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.
وأَمَّا آل يزيد فلهم ديار ورحلات ما بين المخلاف وديار قحطان نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية وبين ديار إقليم اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهم حلف عربي ومعهم مجموعة من رجال بني أمية وساسة الخيل لبني أمية من أيام حكمهم نواحي بلاد الشام ثُمَّ صاروا ساسة خيل الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية ديار قحطان وببلدة النعمية المذكورة بعد ذلك ومنهم الشاعر جعيثن اليزيدي وهم حلفاء للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
وأَمَّا صفة الأمارة والمشيخة: (الأمير، الشيخ) فليست محصورة في إطلاقها على الشريف الهاشمي الأصلي والعربي الأصلي فقط وكذلك تُطْلَقُ على الشريف الهاشمي غير الأصلي وعلى العربي غير الأصلي من التوابع وتوابع والأتباع بسبب أمارته على مجموعة الرجال الملتفين حوله من العرب والتوابع في تراتيب التبعية المتعارف عليها آنذاك وهذه الألقاب والصفات ليست حصراً على أحد وانظر إلى كافور أخذ الحكم بعد متبوعيه الأخشيدية وصار سلطاناً لديار مصر وهو تابع حبشي مخصي وتسابقتْ الشعراء إلى مدحه بالقصائد رجاء نواله من الهبات والإقطاعات ومنهم الشاعر المتنبي الذي رحل إليه ومدحه ولم يُقْطِعْه فهجاه بعد ذلك.
وأمَّا هذا التابع (هُلَيِّل) البربري سائس الخيل فهو مركب في سلاسل متبوعيه الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية إضافة تبعية وتركيب وليس عرق وصُلْب وهو معاصر للتابع (هلال) البربري والد التابعة (هلالة) البربرية زوجة التابع (الجعري) البربري.
وهذا التابع (هُلَيِّل) البربري تابع الأعمال الشاقة هو تابع منقطع الذرية عند النسابين الأصوليين في مصادرهم المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل قد انقطعتْ ذريته بمقتله في هذه الواقعة ومقتل أولاده بدون عقب في الواقعات وانْتَسَبَتْ إليه حلفاؤه من العرب وتوابعه الكثيرة ومنهم توابعه الكرد (سعد) و (سعيد) و (د) المُلَقَّب الليل المجلوبون من بلاد الأكراد.
وأَمَّا هذه الواقعة لها ذكرٌ كذلك في الكتب المخطوطة اليمنية ورأيتُ نصاً أشار إليها في صفحة مصورة من كتاب يمني مخطوط وهذا نص الفقرة:
(وقد ذكر الأشخر والحشيبري أنساب بعض بني الأخيضر فقال: ومنهم الأمير زويمل وولده الأمير الحسين فزويمل هو ابن الحسين بن إبراهيم بن علي بن طاهر بن عبدالله بن زيد بن محمد بن براك بن موسى بن علي بن عبدالله بن زيد بن طالب بن حمود بن إبراهيم بن حسين بن إسماعيل بن سليمان بن إسماعيل بن يوسف بن محمد الأخيضر ثُمَّ إلى آخره وذكر أن من ذرية سليمان بن إسماعيل الأمير الشريف هليل بن سعيد بن زيد بن الحسين بن ماجد بن زيد بن إبراهيم بن منصور بن هلال بن يوسف بن محمد بن أحمد ثم إلى بن يوسف بن محمد الأخيضر إلى آخره وهذا غير ما ورد لدى الأشخر وخلاف قوله وللجمع بين القولين أن اسم هليل مشترك بين بعض فخوذ بني الأخيضر وأمَّا الأمير هليل فهو أشهر وقد ذكر أخباره صاحب كتاب الأم في الأنساب وذكر أنه قد قُتِلَ هو وأولاده في حربه مع قبايل المردة وأحلافهم من بقايا العيونيين و ... ، قال في الأم: وله أحفاد في النعمية والدلم والخرج وأنَّ أولاده كانوا خمسة وقيل ستة وبعد أن استطرد في ذكرهم قال: وقِيْلَ لي أنهم منقرضون أي ذرية الأمير هليل وقِيْلَ بقاء ذريته وأعقاب أولاده ولبُعد الشقة لم أتحقق منهم انتهى كلام الحشيبري).
ويوجد للفقرة تصحيح وهذا نصه: (صح محمد بن أحمد ثُمَّ إلى يوسف الأخيضر للعلم).
وأَمَّا تابع الأشراف الهاشمية فيُضَافُ في سلسلة متبوعيه الأشراف الهاشمية إضافة تبعية وتركيب عند النسابين بمختلف درجاتهم ويَشْتَهِرُ بالنسب الهاشمي على غير أصل صحيح عند العوام ويتأَمَّر على من يلتفُّ حوله من التوابع الآخرين والعرب ويُنَادونه بصفة المشيخة والأمارة والشرف مثلما يُقالُ عند العرب: (خادم الشريف شريف) وكذلك تُضافُ التوابعُ في سلسلة التابع ويَتَسَمَّوْنَ باسمه ونسبه تابعاً بعد تابع.
وأمَّا النسابون درجات وأعلاهم درجة النسابون الأصوليون الذين عندهم الأصول القديمة للأنساب ويميزون بين النسب الأصلي والنسب غير الأصلي.
وأَمَّا كتب الأنساب المخطوطة والمطبوعة فهي كتب مُختصرة للدراسة والتحشية وتداول نُسَخِها بين الناس وأكثر ما يردُ فيها من سلاسل نسب مُشَجَّرة أو مبسوطة هي سلاسل تراكيب وإضافات ودخول في نسب آخر / الغير ويوجدُ فيها الكثيرُ من المُضافين في نسب الأشراف الهاشمية القرشية العربية وأكثرُ هؤلاء المُضافون فيهم هُم من توابعهم من أعراق مُختلفة بل وأكثر كتب أنساب الأشراف الهاشمية ألفها ويؤلفُها من المُتقدمين ومن المتأخرين من ذراري التوابعُ المُضافون في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية المطلبية القرشية العربية.
وأَمَّا التوابع البربر لَحِقَتْ في تبعية الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بَعْدَ هلال بن عامر وهوازن وسُلَيْم العربية ثُمَّ منهم من رحل بعد ذلك إلى نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ومنهم ذراري التابع (الجعري) البربري الحارس المذكور ولحقوا في تبعية آل قتادة في جهات مكة المكرمة وعَملُِوا عندهم في حمل الرماد وكنس الكُنُف من بيوتهم ورَكَّبُوا نسَبَهُم في آل قتادة وبَعْدَ آل قتادة رحلَتْ هذه التوابع البرابر وتفرَّقُوا داخل وخارج نواحي الحجاز وأضافوا نسبَهم في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم من أعراق مختلفة وكان منهم التوابع البرابر في وادي فاطمة وغيرها جهات مكة المكرمة ومنهم في جهات السويرقية ديار سُليم وغطفان في إقليم المدينة المنورة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ومنهم من أخذ حُكْمَ مكة المكرمة في فترات تاريخية وهم مفروزون ويُعْرَفُوْنَ بالعد والتسلسل وأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم وسلاسلهم المركبة مع بعضهم البعض في نسب العرب أو نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية وببُغض ذراريهم وإسائتهم لذراري متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية خاصة والأشراف الهاشمية الأصلية عامة وبتحليل الحمض النووي DNA في وقتنا الحاضر.
وأَمَّا بُغض التوابع وتوابع التوابع لمتبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية فليس له حد وليس له حل في أي زمان ومكان ومنه بُغض بعض ذراري توابع هذا التابع (هُلَيِّل) البربري لمتبوعيهم الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
وأمَّا مكة المكرمة والمدينة المنورة بعد رحيل الشيخ الأمير الشريف محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول عنها وتركه حكمهما ونزوله من الحجاز نواحي غرب الجزيرة العربية إلى منطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية عام ٢٥٢ هجرية أَخَذَ حُكْمَهُمَا بعدهُ البطانةُ والأتباعُ وتتابعوا على حكمها تابعاً إثر تابع مركبين في نسب بعضهم البعض ولم يحكمْها شريفٌ هاشمي أصلي واحد إلى أنْ أُبْعِدُوا عن حكمها بعد ذلك.
وأَمَّا مقبرة الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في الخضرمة (تُعْرَفُ حالياً بالبَنَّة) ببلدة اليمامة في إقليم الخرج بمنطقة اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية تُعْرَفُ بمراقد الصالحين والقبة والقبيبات وليس كل المدفونين بها أشراف هاشمية أصلية فمنهم أشراف هاشمية أصلية ومنهم حلفاء عرب ومنهم توابع من أعراق مختلفة.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.
(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
١-كتاب يمني مخطوط -لم يصلني اسمه-، لعله كتاب الأم المجموعة في الأنساب، محفوظ في مكتبات الأهادلة، تهامة، اليمن.
٢-تراث النسابين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق