هذه المفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن وثيقة محلية مكتوبة في بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في العقد الأخير من القرن الثالث عشر الهجري ويُذكَرُ فيها أعلام من الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وغيرهم وهذا نصها (انظر الصورة):
(بسم الله الرحمن الرحيم
شهد (حمد بن تمران) بأنَّ إبراهيم بن مضحي وكَّل عمَّه محمد بن مضحي على النخلتين الموقوفتين في أضحية .... معروفتان في صدر حايط آل مضحي وحدة في البركة ووحدة قريب منها، ثُمَّ إني ساقيتُ محمداً في حال ولايتي العامة مدة عشر سنين ... وأُوْلَى سنين المساقات سنة ثلاث وتسعين أثبته ممليه عبدالله بن حسين المخضوب وكتبه عن أمره الفقير إلى الله حسن بن حسين بن الشيخ وصلى الله على محمد وآله وصحبه، حرر ســـ١٢٩٣ـــنة (١٦ أ) الختم.). انتهى نص الوثيقة.
هذا ما استطعتُ استظهاره والكلمات بين القوسين () استظهرتها من بقايا رسم حروف الكلمات توقُّعاً من غير تأكُّد وتحتملُ قراءة أخرى وأَمَّا الكلمات التي جعلتُ مكانها نقط ثلاث فلم أتمكن من قرائتها نظراً لتساقط أجزاء من الوثيقة أو انطوائها عند التصوير لذا جرى التنبيه.
وهذه الوثيقة هي وثيقة معاملة توكيل ومساقاة محلية على وقف في أضحية بإملاء الشيخ القاضي عبدالله بن حسين المخضوب وعليها ختمه وهي مورخة في عام ١٢٩٣ هجرية وهي من وثائق ما بعد مقتل شيخ العرب نواحي نجد الأمير الشريف حمد بن محمد بن مضحي الأصغر بن محمد بن مضحي الأكبر القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في عام ١٢٠٠ هجرية بعد تغلُّب التوابع على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بعد قيام هذه التوابع البيض على متبوعيهم في سنوات التمرد والنكبة الكبرى الثالثة الأخيرة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وحائل شمال الجزيرة العربية وبعد ترك ذراري الشريف حمد بن محمد آل مضحي القاسمي لبوادي العرب ونزولهم القُرَى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وتفرُّق توابعهم المتمردة من أعراق مختلفة وتخفِّيْهم في أحلاف القبائل العربية وتركيب أنسابهم فيها في نواحي نجد في إقليم وادي الدواسر وإقليم الأفلاج وبلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة وفي إقليم العارض وإقليم سدير والقصيم ونواحي حائل شمال الجزيرة العربية.
وأَمَّا حايط آل مضحي المذكور في نص هذه الوثيقة فيقع داخل سور / حامي بلدة حجر اليمامة في جنوبي دخنة وشمال الدحو قريباً من مسجد دخنة الصغير وأَمَّا دخنة فهي اسم مكان ومورد ماء معروف في بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وأَمَّا هذا الحايط وبيته اشتراه الشيخُ الشريف محمد بن حمد بن محمد بن مضحي آل مضحي من عثمان ابن دليلة في جماد أول من عام ١٢٩٣ هجرية وأَمَّا مسجد دخنة الصغير فهو غير مسجد دخنة الكبير ومسجد دخنة الصغير يُعرفُ كذلك بأسماء من أمُّوا المصلين في هذا المسجد مثل: ابن شلوان والشيخ صالح فيقال له مسجد ابن شلوان ومسجد الشيخ صالح وهكذا، وعند توسيع طريق السيارات تم هدمه وإزاحة موضع المسجد إلى جهة الجنوب وإعادة بنائه مسلحاً بالإسمنت والحديد.
وبعض الكلمات الواردة في نص الوثيقة يمكن تعريفها كالتالي:
١-ولايتي العامة: ولاية القضاء الشرعي.
٢-البركة: حوض الماء يكون بجانب مورد الماء.
٣-حايط: بستان من النخل وعادة لا يتعدى عدد نخلاته عشرين نخلة ويقع بين البيوت، وأصله ما بقي من نخيل على مورد الماء بعد تقطيعها لبناء البيوت وتأسيس حي سكني، وأهالي بلدة حجر اليمامة يميلون في كلامهم إلى تصغير اسم الحايط فيقولون: (حويَّط)، وهذه الُحوَيِّطَات كانت منتشرة فيها.
وأَمَّا الأعلام / الأشخاص الواردة في نص هذه الوثيقة حسب ترتيب ورودهم كالتالي:
١-(حمد بن تمران)(شاهد):
من أسرة آل تمران المعروفة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، وكان منهم في إقليم الأفلاج وفي إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة وفي إقليم العارض.
٢-محمد بن مضحي (مُوَكَّل):
الشيخ الشريف محمد بن حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية، وهو الجد الجامع لفرع آل محمد بن حمد، وهو مثبوت في سلاسل الأشراف آل مضحي في تراث النسابين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية وكذلك أثبتَ النسابة القاضي الشريفُ سالم بن عايد بن سَلِيْم الخَوَّارِي أولادَه الأشراف: عبدالله وعلي وعبدالعزيز وصالح، أثبتهم النسابة سالم في ديار الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في رحلاته الأخيرة لجرد الأنساب في الجرود المعروفة بجرود المواليد عام ١٢٧٧ هجرية، وهو الشيخ الشريف محمد بن حمد المقتول في نحو عام ١٢٠٠ هجرية بن محمد بن مضحي الأصغر بن محمد بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر بن مضحي بن عليَّان بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن بن محمد بن يوسف بن موسى بن عمران بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن موسى بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني المُلَقَّب زُغَيْب بن يوسف الأخيضر الثاني بن محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المُثَنَّى بن الحسن السـبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية المطلبية القرشية العربيَّة.
٣-إبراهيم بن مضحي (مُوَكِّل):
الشيخ الشريف إبراهيم بن مضحي بن حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية، والنسابة القاضي الشريفُ سالم بن عايد بن سليم الخواري أثبته مع إخوانه الأشراف: صالح وعبدالرحمن وحمد في رحلاته الأخيرة لجرد الأنساب في الجرود المعروفة بجرود المواليد عام ١٢٧٥ هجرية، وهو الشيخ الشريف إبراهيم بن مضحي بن حمد المقتول في نحو عام ١٢٠٠ هجرية بن محمد بن مضحي الأصغر بن محمد بن مضحي الأكبر بن عليَّان الأكبر بن فليح الأكبر بن مضحي بن عليَّان بن سليمان الأكبر بن حمد الأكبر بن حسن بن علي بن عيسى بن حسن بن محمد بن يوسف بن موسى بن عمران بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن موسى بن محمد بن علي بن محمد بن القاسم الأكبر بن محمد الأخيضر الثاني المُلَقَّب زُغَيْب بن يوسف الأخيضر الثاني بن محمد الأخيضر الأول بن يوسف الأخيضر الأول بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبدالله المحض بن الحسن المُثَنَّى بن الحسن السـبط بن علي بن أبي طالب الهاشمية المطلبية القرشية العربيَّة.
٤-عبدالله بن حسين المخضوب (قاضي شرع):
الشيخ القاضي عبدالله بن حسين بن أحمد المخضوب، وهو من المخاضيب المعروفين في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في بلدة منفوحة في إقليم العارض وإقليم الخرج وفي بلدة الغاط في إقليم سدير وفي الأحساء نواحي شرق الجزيرة العربية، تولى قضاء بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض وقضاء بلدة الدلم في إقليم الخَرْج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، مولود في نحو عام ١٢٣٠ هجرية وتوفي في نحو عام ١٣١٨ هجرية.
٥-حسن بن حسين بن الشيخ (كاتب):
الشيخ القاضي حسن بن حسين بن علي بن الشيخ، وهو من آل الشيخ المعروفين في نواحي نجد وسط الجزيرة العربية، درس على القاضي الشيخ عبدالله بن حسين المخضوب المذكور آنفاً، وكان كاتبه وتلميذه ثُمَّ ولَّاه الأمير محمد بن عبدالله آل رشيد الشمري حاكم حائل ونجد آنذاك منصب القضاء الشرعي وتنقَّل لأجل هذا المنصب في أكثر من إقليم في الأفلاج والمجمعة بسدير وحجر اليمامة بالعارض، وُلِدَ في عام ١٢٦٦ هجرية وتوفي في نحو عام ١٣٣٨ هجرية.
وأَمَّا حايط آل مضحي تم تقطيع ما بقي من نخله منازلاً وطُرُقاً في نحو عام ١٣٣٥ هجرية أو بعده، وعلى أرض هذا الحايط يوجد بيت للشيخ الشريف محمد بن حمد المقتول في نحو عام ١٢٠٠ هجرية بن محمد آل مضحي وتوجد به أيضاً بيوت أخرى لآل مضحي وكذلك يوجد به (مُجَبَّب آل مضحي) وسبق نشرتُ صورةً له في مفردة سابقة.
وأَمَّا النخلتان اللتان في حايط آل مضحي والموقوفتان في أضحية فهما وقف لوالدة الشيخ الشريف إبراهيم بن مضحي بن حمد بن محمد آل مضحي وخالته وهذا الوقف قام بنقله الشيخُ الشريف عبدالله بن حمد بن مضحي بن حمد بن محمد آل مضحي إلى بيت في حي دخنة اشتراه من علي الباحوث في عام ١٣١٧ هجرية وصار هذا البيت وقفاً بديلاً عن النخلتين المذكورتين.
وأَمَّا هذه الوثيقة المحلية وأمثالها فهي مفيدة في علم النسب ومعرفة القرابة وتوضح العد والتسلسل وهي بينة وصل للربط في السلسلة بعد آخر إثبات للذراري في تراث النسابين الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية نزولاً إلى وقتنا الحاضر حيث ظهر نظام التسجيل في الأحوال الشخصية والمدنية.
وتوجد ذراري أشراف خواورة حسينية هاشمية مركبون في سلاسل أنساب الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية ومنهم قضاة عرف وقضاة شرع ومنهم في أحلاف أخوالهم في قبائل قحطان نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وديار قحطان نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.
(أُعِدَّتْ مُلَخَّصَةً من المصادر المخطوطة القديمة والمصادر المطبوعة الحديثة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
١-الوثيقة المحلية، وثائق الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
٢-الخريطة، موقع على شبكة الإنترنت.
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق