هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن واقعة بلدة النِّعْمِيَّة الكائنة شمال بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بين (المردة) وحلفائهم من الرجال الملتفة حولهم وتوابعهم المعروفين بالمَوَالِفَة من العيونية والقطيفية وغيرهم وبين التابع (هُلَيِّل) البربري ومعه حلفائه وتوابعه الملتفين حوله بسبب الخلافات على المشيخة والأمارة على من معهم في الديار والقُرَى وصبَّحَتْ الموالفةُ ومن معهم التابعَ (هُلَيِّلاً) ومن معه في هجوم مفاجيء صباح ذلك اليوم وكَسَرُوْهم وقتلوا (هُلَيِّلاً) والباقيَ من أولاده قبل وقوع الواقعة وعُرِفَتْ هذه الواقعة بيوم النِّعْمِيَّة ويوم الغَدِيْر ويوم المُغَيْدِر نسْبَةً إلى موضع الواقعة عند غدير الماء في تلك الديار في بلدة النعمية وعُرِفَتْ هذه الواقعة بصَبَاحِ الموالفة وبعد انتهاء الواقعة حَمَلَتْ توابعُ (هُلَيِّل) متبوعَهم (هُلَيِّل) المقتول ودفنوه في مقبرة الأشراف الأخيضرية في الجهة الغربية من الخضرمة الديار القديمة في الجهة الشرقية من بلدة اليمامة في نحو عام ٨٥٠ هجرية بعد واقعات عديدة خاضها نواحي الجزيرة العربية وقَالَتْ فيه العربُ: (غزو هُلَيِّل لا يِمْرِحُ ولا يِقَيِّل) وانقَطَعَتْ ذراريه بمقتله ومقتل أولاده في الواقعات وتَسَمَّتْ توابعُهُ وحلفاؤه من العرب باسمه ويُعرفُون بآل هُلَيِّل رايتهم الراية اليومية يحملها التابع (سعد) بين أيديهم وتَفَرَّقُوا بَعْدَ ذلك في النواحي والديار داخل وخارج جزيرة العرب وعُرِفَتْ بلدة النِعْمِيَّة وواديها بعدها بالدرعِيَّة نسبةً إلى الدروع بعد هذه الواقعة وانحصر اسم النعمية في موضع منها بعد ذلك وكانَتْ قبل هذه الواقعة مشهورة بالنعمية باسم التابع نعمة الكردي راعي الغنم في هذا الوادي من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٢-٤٥٠ هجرية) نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وكان بها مشيخة وأمارة للشيخ الأمير الشريف عضيدان الأكبر بن يوسف الأخيضرية الحسنية الهاشمية أخي الشيخ معضد الهوازني العربي من الأم في أيامهما في القرن التاسع الهجري وكان بها كذلك مقر أمارة إقليم اليمامة أيام أمير إقليم اليمامة الأمير الشيخ الشريف منيع بن سالم آل عضيدان الأخيضرية الحسنية الهاشمية المتوفى في عام ١١٧٣ هجرية قبل سقوط أمارته التي سقطت بعد تمرد توابعه رعيان إبله ومن معهم من التوابع البيض المتمردة في عام ١١٥٧ هجرية بعد تحريض من حرَّضهم على التمرد على متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري وبها أيضاً ديار وموارد مياه للأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية ولكنها تَعَرَّضَتْ لتقلُّب الأملاك وخَرَجَتْ من أيديهم بعد ذلك.
أَمَّا هذه الواقعة حَدَثَتْ بعد رحلات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بسبب القحط وانقطاع المطر والخلافات على تقسيم المراعي والموارد في النصف الأول من القرن التاسع الهجري وبعد رحلة المردة مع شيخهم مانع المريدي من القطيف إلى أبناء عمومتهم الدروع وشيخهم ابن درع حليف الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في وادي حنيفة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بعد الواقعات واستيلاء آل جبر الهوازنية على حُكْمِ الأحساء والقطيف نواحي شرق الجزيرة العربية من
الجروانية وحلفائهم.
وأَمَّا المردة والدروع فأبناء عمومة ومنهم الشيخ الأمير عبدالمحسن بن سعيد الدرعي حليف الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بلدة حجر اليمامة في إقليم العارض نواحي نجد وسط الجزيرة العربية في القرن التاسع الهجري ويوجد مردة غيرهم فيلزم العد والتسلسل للتمييز بينهم.
وأَمَّا آل يزيد فلهم ديار ورحلات مابين المخلاف نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية وبين ديار إقليم اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهم حلف عربي قديم ومعهم فيه مجموعة رجال من بني أمية وساسة خيل وغيرهم من أيام بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية ومنهم الشاعر جعيثن اليزيدي وهم حلفاء للأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
وأَمَّا العيونيون / العيونية حكموا نواحي شرق الجزيرة العربية بعد القرامطة ومنهم الشاعر المشهور علي بن المُقَرَّب العيوني (ت نحو ٦٢٩ هجرية).
وأَمَّا حلف عائذ وعامر فشيوخه الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأكثر من في هذا الحلف هم توابع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
وأَمَّا العشيرة والقبيلة فهي أحلاف مُرَكَّبَة متداخِلَة يجمعها الحلفُ في العشيرة والقبيلة.
وأمَّا (هُلَيِّل) المذكور فهو تابع بربري وسائس خيل الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وهو المُسَمَّى عند البعض ب (هليل بن سعيد) وهو معاصر للتابع (هلال) البربري والد التابعة (هلالة) البربرية زوجة التابع (الجعري) البربري.
وهذا التابع (هُلَيِّل) البربري سائس الخيل هو شيخ وأمير على من معه من توابع وحلفاء ملتفين حوله وهو منقطع الذرية عند النسابين الأصوليين في مصادرهم المخطوطة القديمة المتناقلة جيلاً بعد جيل قد انقطعتْ ذريته بمقتله في هذه الواقعة ومقتل أولاده بدون عقب في الواقعات وانْتَسَبَتْ إليه حلفاؤه من العرب وتوابعه.
وأَمَّا هذه الواقعة لها ذكرٌ كذلك في الكتب المخطوطة اليمنية ورأيتُ نصاً أشار إليها في صفحة مصورة من كتاب يمني مخطوط وهذا نص الفقرة:
(وقد ذكر الأشخر والحشيبري أنساب بعض بني الأخيضر فقال: ومنهم الأمير زويمل وولده الأمير الحسين فزويمل هو ابن الحسين بن إبراهيم بن علي بن طاهر بن عبدالله بن زيد بن محمد بن براك بن موسى بن علي بن عبدالله بن زيد بن طالب بن حمود بن إبراهيم بن حسين بن إسماعيل بن سليمان بن إسماعيل بن يوسف بن محمد الأخيضر ثُمَّ إلى آخره وذكر أن من ذرية سليمان بن إسماعيل الأمير الشريف هليل بن سعيد بن زيد بن الحسين بن ماجد بن زيد بن إبراهيم بن منصور بن هلال بن يوسف بن محمد بن أحمد ثم إلى بن يوسف بن محمد الأخيضر إلى آخره وهذا غير ما ورد لدى الأشخر وخلاف قوله وللجمع بين القولين أن اسم هليل مشترك بين بعض فخوذ بني الأخيضر وأمَّا الأمير هليل فهو أشهر وقد ذكر أخباره صاحب كتاب الأم في الأنساب وذكر أنه قد قُتِلَ هو وأولاده في حربه مع قبايل المردة وأحلافهم من بقايا العيونيين و ... ، قال في الأم: وله أحفاد في النعمية والدلم والخرج وأنَّ أولاده كانوا خمسة وقيل ستة وبعد أن استطرد في ذكرهم قال: وقِيْلَ لي أنهم منقرضون أي ذرية الأمير هليل وقِيْلَ بقاء ذريته وأعقاب أولاده ولبُعد الشقة لم أتحقق منهم انتهى كلام الحشيبري).
ويوجد للفقرة تصحيح وهذا نصه: (صح محمد بن أحمد ثُمَّ إلى يوسف الأخيضر للعلم).
وأَمَّا تابع الأشراف الهاشمية فيُضَافُ في سلسلة متبوعيه الأشراف الهاشمية إضافة تبعية وتركيب عند النسابين بمختلف درجاتهم ويَشْتَهِرُ بالنسب الهاشمي على غير أصل صحيح عند العوام ويتأَمَّر على من يلتفُّ حوله من التوابع الآخرين والعرب ويُنَادونه بصفة المشيخة والأمارة والشرف مثلما يُقالُ عند العرب: (خادم الشريف شريف) وكذلك تُضافُ التوابعُ في سلسلة التابع ويَتَسَمَّوْنَ باسمه ونسبه تابعاً بعد تابع.
وأمَّا النسابون درجات وأعلاهم درجة النسابون الأصوليون الذين عندهم الأصول القديمة للأنساب ويميزون بين النسب الأصلي والنسب غير الأصلي.
وأَمَّا كتب الأنساب المخطوطة والمطبوعة فهي كتب مُختصرة للدراسة والتحشية وتداول نُسَخِها بين الناس وأكثر ما يردُ فيها من سلاسل نسب مُشَجَّرة أو مبسوطة هي سلاسل تراكيب وإضافات ودخول في نسب آخر / الغير ويوجدُ فيها الكثيرُ من المُضافين في نسب الأشراف الهاشمية القرشية العربية وأكثرُ هؤلاء المُضافون فيهم هُم من توابعهم من أعراق مُختلفة بل وأكثر كتب أنساب الأشراف الهاشمية ألفها ويؤلفُها من المُتقدمين ومن المتأخرين من ذراري التوابعُ المُضافون في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية المطلبية القرشية العربية.
وأَمَّا التوابع البربر لَحِقَتْ في تبعية الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية بَعْدَ هلال بن عامر وهوازن وسُلَيْم العربية ثُمَّ منهم من رحل بعد ذلك إلى نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ومنهم ذراري التابع (الجعري) البربري الحارس المذكور ولحقوا في تبعية آل قتادة في جهات مكة المكرمة وعَملُِوا عندهم في حمل الرماد وكنس الكُنُف من بيوتهم ورَكَّبُوا نسَبَهُم في آل قتادة وبَعْدَ آل قتادة رحلَتْ هذه التوابع البرابر وتفرَّقُوا داخل وخارج نواحي الحجاز وأضافوا نسبَهم في نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية وحلفائهم من العرب وتوابعهم من أعراق مختلفة وكان منهم التوابع البرابر في وادي فاطمة وغيرها جهات مكة المكرمة ومنهم في جهات السويرقية ديار سُليم وغطفان في إقليم المدينة المنورة نواحي الحجاز غرب الجزيرة العربية ومنهم من أخذ حُكْمَ مكة المكرمة في فترات تاريخية وهم مفروزون ويُعْرَفُوْنَ بالعد والتسلسل وأسمائهم وألقابهم وإضافاتهم وسلاسلهم المركبة مع بعضهم البعض في نسب العرب أو نسب متبوعيهم الأشراف الهاشمية وببُغض ذراريهم وإسائتهم لذراري متبوعيهم الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية خاصة والأشراف الهاشمية الأصلية عامة وبتحليل الحمض النووي DNA في وقتنا الحاضر.
وأَمَّا مكة المكرمة والمدينة المنورة أخذ حُكْمَهُمَا البطانة وأتباعُ الأشراف الهاشمية تابعاً بعد تابع بَعْدَ الشريفين إسماعيل بن يوسف الأخيضر الأول الحسني الهاشمي وأخيه محمد الأخيضر الأول ولم يحكُمْهُمَا بعدهما شريف هاشمي أصلي واحد.
وأَمَّا بُغض التوابع لمتبوعيهم الأشراف الهاشمية الأصلية فليس له حد وليس له حل في أي زمان ومكان ومنه بُغض بعض ذراري توابع التابع (هُلَيِّل) البربري لمتبوعيهم الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية.
وفيما يأتي ترتيب تاريخي مختصر للواقعات والرحلات المذكورة في نص هذه المفردة:
١-رحلات الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وحلفائهم وتوابعهم من بلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية إلى نواحي نجد وسط الجزيرة العربية بسبب الجدل والخلافات.
٢-أخذ الجبور الهوازنية وحلفائهم الأشراف الهاشمية خواورة حسينية وأخيضرية حسنية لحكم الأحساء والقطيف من آل جروان.
٣-رحلة المردة من القطيف نواحي شرق الجزيرة العربية إلى الدروع ببلدة حجر اليمامة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.
٤-واقعة الغدير ببلدة النعمية في إقليم العارض نواحي نجد بين مجموعة الموالفة ومجموعة هليل.
٥-مقتل التابع (هليل) البربري في هذه الواقعة ببلدة النعمية المذكورة.
٦-دفن التابع (هليل) البربري المذكور بمقبرة الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية في الخضرمة ببلدة اليمامة في إقليم الخرج نواحي نجد وسط الجزيرة العربية.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.
(أُعِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة وبالله التوفيق).
مصدر الصور:
١-كتاب يمني مخطوط -لم يصلني اسمه- محفوظ في مكتبات الأهادلة، تهامة، اليمن.
٣-تراث الأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية.