هذه المُفردة التاريخية تَتَحَدَّثُ عن بعض صفات وأسماء واستعمال الطبول التراثية عند البشرية والطبل هو الآلة الموسيقية المعروفة التي تُضربُ لإصدار صوت، والطبل يُصْنَعُ بأشكال وأحجام مختلفة وهو إطار من خشب أو معدن أو فخار مفتوح الجهتين وتُغَشَّى جهتاه برق من الجلد الحيواني وهو غير الدف الذي تُغَشَّى إحدى جهتيه برق وهو غير الدَمَّام الذي هو وعاء من خشب أو معدن أو فُخَّار وتُغَشَّى فوهتُه برق وأَمَّا الطبل فيمكن أنْ تُعَلَّقَ به جلاجل معدنية (صراصير / أجراس) ويمكن انْ يُثَبَّتَ به سيرٌ واحد أو أكثر من جلد أو قماش ليُرفعَ ويُعلَّقُ عند الضرب عليه بيد واحدة مباشرة أو باليدين ويمكن النقر عليه بعصا واحدة أو اثنتين وبعض الطبول يُثَبَّتُ بها مقبضٌ من خشب في الإطار لكي يُمْسَكُ الطبلُ بها بيدٍ ويُضْرَبُ عليه باليد الأخرى مباشرة أو بعصا وأَمَّا الطبول من حيث الاستعمال فمنها:
١-طبل الحرب
يُقْرَعُ عند الاستعداد والنفير والبروز للمعركة.
٢-طبل القوافل
يُقْرَعُ لإعلام أفراد القافلة عن النزول أو الإرتحال، مثل: قوافل الحج وقوافل المسافرين وقوافل الجيوش.
٣-طبل الفزعة والإعانة
يُقْرَعُ لإثارة حماس المشاركين في العمل الجماعي كنقل عارضة خشبية لقليب زراعية أو باب خشبي كبير إلى الموقع المطلوب وتركيبه في مكانه.
٤-طبل السلطان
يُقْرَعُ للابهة في موكب السلطان للإعلام بخروجه أو دخوله لقصره أو مدينته.
٥-طبل الاحتفال
يُقْرَعُ بمناسبة عرس أو قدوم غايب أو مولود أو عيد ونحوه، مثل: الاحتفال بمسير محمل كسوة الكعبة المشرفة.
٦-طبل العلاج
يُقْرَعُ لمُسَاهَرَة الملدوغ أو الترويح عن المريض أو علاج المصابين بالأمراض الروحية كالزار أو علاج القولنج (القولون العصبي)، مثل: طبل القولنج المعمول للحافظ لدين الله العبيدي (ت ٥٤٤ هجرية) حاكم مصر وكان يعاني من القولنج وكسره شخصٌ كردي بعد دخول صلاح الدين الأيوبي الكردي ديار مصر.
٧-طبل الأطفال
يُقْرَعُ لإلهاء الأطفال وتسليتهم أو يُعطى لهم ليضربوا عليه ويلهون.
٨-طبل السَّمَر
يُقْرَعُ للطرب والسمر والرقص مساءً للترويح عن النفس.
١٠-طبل السَّحُور
يُقْرَعُ لإيقاظ الصائمين وقت السحور في شهر رمضان.
١١-طبل الحماية والتحذير
يُقْرَعُ لإخافة الذئاب وإبعادها عن المكان حماية للماشية أو طرد الطيور عن محاصيل الحبوب أو تحذير من غزو أو عدو قادم.
١٢-طبل الأرواح
يُقْرَعُ لاستجلاب واستحضار الأرواح والتواصل معها وهو من أقدم أنواع الاستعمال التي عرفتها البشرية وظهر قديماً عند أهل الشرق ويُعْرَفُ ب (الشامان) وبعد قرعه يتصل كاهن الشامان بعالم الأرواح بزعمهم ودخل هذا النوع من الاستعمال الروحي في بعض جلسات الذكر الصوفية بعد ذلك مثل: طبل الباز.
وطبل الباز مضافٌ ويُعْرَفُ بكلمة (باز) وهي كلمة قديمة شرقية من أيام الشامان يستعملونها لاستحضار الأرواح وتوجد في لغة فارس ومعناها : (مفتوح) أو (مكشوف) من الفتح والكشف للحجاب والغطاء الحاجز بين الأحياء وعالم الأرواح وهي كلمة معروفة قبل ولادة الشيخ الصالح المتصوف عبدالقادر الجيلاني ولا علاقة لها بالطير الجارح المعروف بالباز، وأَمَّا بعض أتباعه في التصوف من الفقراء كان يضرب بهذا النوع من الطبول في جلسات الذكر وأطلقوا اسم هذا الطبل المعروف لقباً على شيخهم عبدالقادر الجيلاني.
وأَمَّا هذا النوع الطبول - طبل الباز - قديم معروف قبل مجيء الإسلام كما أسلفتُ وانتشر اسماً وآلةً في النواحي والديار في المشارق والمغارب وهو معروف عند الروم والأوروبيين بهذا الاسم (Buzz) ولا يزال معروفاً به حتى وقتنا الحاضر واسمه دخل في اللغة الإنجليزية (Buzz) ويعني الطنين أو الرنين.
انتهى الحديث عن طبل الباز.
والطبل إذا كان عريض الإطار يُسَمَّى زيراً.
ويُوجدُ نوعٌ من الطبول ضيقٌ من وسطه يُسَمَّى الكوبة.
ويوجد تابع شرقي قديم للأشراف الخواورة الحسينية الهاشمية كان يطرقُ الطبلَ في نواحي حضرموت أقصى جنوب الجزيرة العربية وأخذ الحُكْمَ والسلطان على من عنده من توابع وعرب في تلك النواحي والديار.
(أُُعِِدَّتْ مُلخصةً من المصادر المخطوطة القديمة والمطبوعة وبالله التوفيق).
مصدر الصور: الإنترنت.
-ص ٢٨٩ - كتاب مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة - الحافظ لدين الله - المكتبة الشاملة الحديثة https://al-maktaba.org/book/6669/288