هذه المُفردة التاريخية تَتَحدَّثُ عن أسرة آل زَنَّان الزهرانية المذكورة في وثيقة مبايعة محلية مثبوتة في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة العربية وهذا نص الوثيقة فما يلي وهي من وثائق ما بعد عام ١٢٠٠ هجرية:
(بسم الله الرحمن الرحيم
يعلَم الناظر إليه بأنَّ محمد بن مبارك بن زنان باع نخله المعروف في الحميدي من بلد الحوطة وما له من التوابع من أرض وماء وطُرُق وأفنية على موسى بن عبدالسلام بثمن قَدْرُهُ ستعشر ريالاً فَقَبِلَ موسى وسَلَّمَ الثمنَ مجلسَ العقدِ إلى محمد وصَحَّ البيعُ ولَزِمَ لاشتمالها على أركانِ البيعِ وشروطه وفي المبيع نخلةٌ سبل معلومة عند المُتعاقدين وهي المُسَمَّاة سبل حمَّاد على سراج مسجد بهجة شَهِدَ على ذلك إبراهيمُ بن حامد وعلي بن سعود آل صقر قاله مُمليه وأثبته عبدالملك بن حسين جرى ذلك تاسع شعبان من سنة ١٢٦٥ هجرية وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم. الختم.).
انتهى نصُ الوثيقة المذكورة.
وأمّا آل زنَان البائعون للنخل في نص هذه الوثيقة هم من بقايا زهران القبيلة والحلف القديم في بلدة الحوطة في إقليم الفُرَع نواحي نجد وسط الجزيرة العربية المُنعقِد من أيام الدولة الأخيضرية باليمامة (٢٥٠-٤٥٠ هجرية) بين زهران والأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية واستمر هذا الحلف عبر القرون في رحلات ومصاهرات وتجارة وأسواق ما بين ديار قحطان القديمة جنوب غرب الجزيرة وإقليم الفُزَع ديار هوازن القديمة نواحي نجد وسط الجزيرة حتى تاريخ تَقَطُّعِهِ وتفكك بيوته اللاحقة فيه نحو عام ١٢٠٠ هجرية بَعْدَ مقتل شيخ الحلف وأميره آنذاك الشيخ الأمير الشريف حمد بن محمد آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية وأخذ التوابع المُتمرِّدَة لإبل وخيل وديار وموارد متبوعيهم الأشراف الأخيضرية وتعرُّض ديار متبوعيهم لتقلُّبات الأملاك ومُضايقات التوابع الباغضة لبيوت زهران لحلفها القديم مع الأشراف الأخيضرية الحسنية الهاشمية وجَهِلَتْ ذراري هذه البيوت التي كانتْ في حلف زهران حلفَ أسلافها فيه بعد اضمحلال العصبية للحلف مع تطاول الزمان والضعف.
وأمَّّا (حمَّاد) صاحب (سبل حمَّاد) المذكور في نص هذه الوثيقة المحلية فيوجد أكثر من شخص اسمه (حمَّاد) في بلدة الحوطة قديماً والتفتْ حولهم الرجالُ والحلفاءُ لشهرتهم في وقتهم وانتخوا بهم وتسمَّوا باسمهم ومنهم: (حمَّاد) زهران، ومنهم: (حمَّاد) هوازن، ومنهم: (حمَّاد) الآخر الذي منه آل حمَّاد الراحلين إلى الساحل الشرقي للخليج العربي في بر عرب فارس وممّن ذكرَهُم من المُعاصرين الأستاذ عبدالرزاق محمد صديق في كتابه الموسوعي (صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس) الصفحة ١٦١ وهو كتاب ممتع ويستحق الإقتناء والمطالعة ومنه نسخة إلكترونية على الرابط، ويوجد غيرهم.
وأَمَّا زنان - بتشديد النون- هنا هو لقب لشخص وليس اسم مكان أو صيغة لفظية وليس اسمه الأصلي وكان موجوداً في القرن الثاني عشر الهجري بعد سنة ١١٠٠ هجرية.
وأَمَّا زنان وحميس وسعيدان ورشود لهم نفس الأصول القديمة ويشتركون في نفس الأصل القديم وإنْ اختلفتْ أو اتفقتْ تواريخهم وأحلافهم العشائرية التي كانوا فيها وأَمَّا رشود كان في حلف عتبة هوازن في العتوب وأَمَّا حميس كان موجوداً بعد الألف الهجرية معاصراً للتابع (حمَيْد) البربري حارس الشِّعب وموارد وديار وأراضي متبوعيه الأشراف القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية في بلدة الحوطة المذكورة وهذا التابع (حميد) البربري من كبار توابعهم.
وأَمَّا زنان بتشديد النون هنا فهو غير التابع (أبو زَنَّة) تابع مضافة الأشراف آل مضحي القواسم الأخيضرية الحسنية الهاشمية ولقبه (أبو زنة) معناه (ذو زنة) والزنة هي واحدة (الزن) وهو تكرار الطلب والإلحاح بالصوت وهو كذلك يُلقب ب (أبو المضافة) لعمله في النداء على الضيف وهو المنادي على الضيف.
وأَمَّا (الزَنَّة) بتشديد النون هنا فهي واحدة تكرار الطلب بالصوت وهي غير (الزَنَّة) نوع من لباس المساجين ونوع من لباس النساء والفتيات ببلاد اليمن نواحي جنوب غرب الجزيرة العربية.
وأَمَّا جميع الأشخاص والأتباع الواردين في هذه المفردة فهم غير أي توابع آخرين وغير أي أشخاص آخرين يتشابهون معهم في الأسماء والألقاب والديار والتواريخ والرحلات والأحلاف داخل وخارج جزيرة العرب.
وهذا في سياق تاريخي بحت ونحمدُ اللهَ الذي أنعم على البشرية بتطور أفكارها وظهرتْ ثقافةُ حقوق الإنسان واحترام كرامة وآدمية البشر تأكيداً للأصل البشري الواحد وصارَ العملُ محل احترام وتقدير.
مصدر الصورة:
-مشكوراً / الأستاذ عبدالسلام بن موسى آل عبدالسلام من أهالي بلدة الحوطة المذكورة، من ذراري المُشتري المذكور في نص الوثيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق